المجموع : 3
أَطاع دَمعي وَصَبري إِذ رَعَوتُ عصى
أَطاع دَمعي وَصَبري إِذ رَعَوتُ عصى / وَزاد صدُّ حَبيبٍ وُدُّهُ نَقصا
فَبتُّ وَاللَيلُ دوٌّ سَبسبٌ سَلكت / فيهِ الزَواهرُ لا تَلقى العصى بعصى
وَشبَّ عمرُو الهَوى عن طوقِ ذي شغفٍ / قَصيرِ وَقتِ التَلاقي طالَما حرصا
يَرى الخَيالَ نعيماً لَو يساعدُهُ / نومٌ وَيَطلبُ من زَورِ المُنى فُرَصا
شبَّ الغَرامُ بِهِ ناراً فَأَخلصه / كَما عَن الزيفِ تبرٌ عسجدٌ خَلُصا
من لي بسلطان حسنٍ صادَ كُلَّ شجي / إِن السَلاطينَ تَهوى الصَّيدَ وَالقَنَصا
فَيا أَخا اللَومِ فيهِ قِف تَرى عَجَباً / وَاسمع أَقصُّ عَلى ما لُمتَه قِصَصا
لا تَفحصنّ عن العُشّاق إِنَّ لَهُم / حالاً تعزُّ عَلى إِدراكِ من فَحَصا
بَينا تَرى القَلبَ صادي اللبِّّ في حرقٍ / إِذ تُبصرُ العَينَ بالدَمعِ اشتكَت غصصا
فَكَم عُيونٍ عَلى حزنِ النَوى سَكرت / وَكَم فؤادٍ لدى فَرْحِ اللقا رقصا
إِذا استقرّ ركابُ الحُبِّّ في خَلَدٍ / فَقد أَقامَ وَأَلقى للرَحيلِ عَصى
زوّد سرورك إِن الدَهر ينتقصُ
زوّد سرورك إِن الدَهر ينتقصُ / وَاغنم هَواك فَأَوقات الصفا فُرَصُ
وَخذ من القرب قبل البعد ما سمحت / بِهِ اللَيالي فَإِنّ المنتهى غصصُ
وَاحرص عَلى الوَصل إِنّ الفصلَ يَعقبُه / فَأَظفر الناس بِاللذات مَن حرصوا
وَالعيش نضرتُه كَالصيد تطلبُه / وَربَّ مُهمَلِ صيدٍ فاتَه القَنَص
وَالأنس في الدَهر بالأَحباب إِن جمعت / فَإِن هِيَ افترقت فالغاية القصص
أَستودعُ اللَه أَحباباً فقدتُهمُ / فاستخلصوا للعنا قلبي وَقد خلصوا
كانوا هم الناس إِذ كانَ الشَباب بهم / قانونَ لَهوٍ لَنا من حكمه رُخَص
رعوا العُهود ولا وَاللَه ما نكثوا / وَلا عَلى عقب في ودّهم نكصوا
فَيا فؤاديَ ما للصبر بعدَهمُ / حسنٌ وَلا فرجٌ بالصبر يُمتَحص
حدّث أَخي عَن زَمانٍ أَعجبَ القصص
حدّث أَخي عَن زَمانٍ أَعجبَ القصص / فَربّ في أَهله أَهل إِلى الحصص
وَاذكر لقومي وَلا قَوم وَلا بلدٌ / إني بُليتُ من الدُنيا بمنتقص
وَردت ماءً وَبي بَين الحَشا ظَمأٌ / حتى ارتويتُ تثنَّى الريُّ بالغصص
وَهَكذا نحن أَبناء الزَمان عَلى / سَعيِ الأنوق إِلى أَشراك مقتنص
ففيم نخبرُ عن عاد وَعن إرمٍ / وَاللَهُ أَنزل فينا أَحسنَ القصص