المجموع : 7
يُؤملُ المَرءُ آمالاً وَيَقطَعُها
يُؤملُ المَرءُ آمالاً وَيَقطَعُها / أَمرٌ يُفّرق بَينَ النَفسِ وَالنَفسِ
فَكُن مَعَ القَدَرِ المَحتوم وَارضَ بِهِ / تَريح نَفسَك مِن فكرٍ وَمِن هَوَسٍ
وَفي ابن سَهلٍ وَأَمثالٍ لَهُ عِبَرٌ / يَغنى بِها العَقلُ عَن حِرصٍ وَعَن حَرَسِ
كانَ اِقتَنى كتباً في العِلمِ نادِرَةً / كَيما يَخُصّ بِها ناساً بِأَندَلُسِ
فَعاقَهُ قَدرٌ عَما يُؤمّلُهُ / وَحَلَّ رَمساً بعيدَ الأَهلِ وَالأنسِ
أَنيسُهُ فيهِ قُرآنٌ يَردّدُه / وَحجةٌ وَاعتمارٌ مِنهُ في الخَلَسِ
وَما رَأَينا لَهُ في الناسِ مُشبهَه / أَتقى وَأَبعَد مِن ذامٍ وَمِن دَنَسٍ
وَكَم لَهُ صدقاتٍ بِالحِجازِ وَفي / مِصرٍ وَفي الشامِ تُسديها لملتَمسِ
سَرى وَفي طيبة إِذ أَهلُها غَرِقوا / أَعطى وَأجزلَ في النعمى لِمُبتَئِسِ
صَوّامُ هاجرةٍ قوّامُ داجِيَةٍ / تَلاءُ آيٍ مِن القُرآنِ في الغَلَسِ
يا رَوضَةً لابنِ سَهلٍ حَلَّها رجل / ما أَن رَأَينا لَهُ شِبهاً مِن الأنسِ
يا فرقة أَبدلتني بِالسُرور أَسى
يا فرقة أَبدلتني بِالسُرور أَسى / وَأَسهَرت ناظِراً قَد طالَما نَعَسا
أَنّى يَكونُ اِجتِماعٌ بَينَ مُفترِقٍ / جسمٌ بِمِصرَ وَروحٌ حَلَّ أَندلُسا
أَهدى لَنا غُصُناً مِن ناضِرِ الآسِ
أَهدى لَنا غُصُناً مِن ناضِرِ الآسِ / أَقضى القُضاة حَليفُ الجودِ وَالباسِ
لَما رَأى سَقَمي أَهداهُ مَع رَشَأٍ / حُلوِ التَجَنّي فَكانَ الشافِيَ الآسي
ما لِليَراعَةِ لا رِيعَت بِحادِثَةٍ
ما لِليَراعَةِ لا رِيعَت بِحادِثَةٍ / استَعجَمَت وَلِحِبري الآنَ قَد جَمُسا
وَلِلقَوافي قَفَت مالي فَلا أَدبٌ / يُملى وَلا نَشَبٌ يُريح مُبتَئِسا
فَصفحةِ الطِّرسِ مِن دَرّي مُعَطَّلَةٌ / وَرَسمُ جُوديَ إِذ قَلَّلتُ قَد دَرَسا
وَقَد ذَوت زَهَراتُ الشِعر وا أَسَفا / لَمّا غَدا ماءُ فكري غائِراً يَبَسا
كَأَنَّني لَم أُعَمِّر مُنتَدى أَدبٍ / وَلَم أَجُل لِلصِبا في حَلبَة فَرَسا
سَدَدتُ بابَ القِرا عَن كُلِّ مُلتمِس / إِن كُنتُ أَسكُنُ بَعدَ العامِ أَندَلُسا
وَرُبَّ ذِي حَنَقٍ تَغلي مَراجِلُهُ / ناراً فَيشعِلُ من فيهِ لَنا قَبَسا
رَأى سُموي وَما أُوتيتُ مِن شَرَفٍ / فَرامَ هَتكَ حِمىً مازالَ مُحتَرَسا
حِمىً حماهُ حَمِيُّ الأَنفِ ذو كَرَمٍ / كَالأَسجَمِ اِنهَلَّ أَو كَالضَيغَمِ اِفتَرَسا
مفَوَّهٌ إِن دَعا حُرَّ الكَلام أَتى / بديعُهُ نَحوَهُ مُستَعجِلا سَلِسا
فَمِن قَلائد يَعلُو الدُرُّ جَوهَرَها / وَمِن فَرائد يَجلُو نورُها الغَلَسا
أَعجِب بِهِ مِن خَطيبٍ ماهِرٍ نَدسٍ / إِن قِستَ قَساً بِهِ تَخالُهُ وَدَسا
بَل العُجابُ مُقامي بَينَ ذي وَحَرٍ / وَحاسِدٍ بِسِوى الأَعراضِ ما نَبَسا
قَومٌ إِذا غِبتُ قالوا ما يليقُ بِهم / وَإِن حَضَرتُ تَراهُم خُشَّعا نُكُسا
ذَنبي إِلَيهِم نُفُوذي حينَ تفجَؤُهُم / مُسَغَّباتٌ يُدَلِّهنَ الفَتى النَدُسا
وَإِنَّني مثلُ ماءِ المُزنِ لا رَنَقٌ / كَذاكَ بردي نَقيٌ ما رَأى دَنَسا
ما كانَ ضَرَّهُمُ لَو أَنصَفُوا رَجُلاً / ما نامَ وَهناً عَلى هَجرٍ وَلا هَجَسا
أَما دَرَوا أَنَّني لَو شِئتُ أَفضَحُهُم / بِمُفصِحاتٍ وَإِن أَبصَرتَها خُرُسا
مِن كُلِّ شارِدَةٍ عَذراءَ ناهِدَةٍ / يَكونُ إِهداؤُها لَهُم لَها عُرُسا
وَكُلِّ فاصِمَةٍ للظَهرِ قاصمةٍ / تَرُدُّ مَن كانَ جَذلانا حَليفَ أَسى
لَكن نَهانيَ عَنهُم أَنَّهُم نَجَسٌ / وَمقوَلي قَد أَبى أَن يذكُرَ النَجَسا
تَقييدُ نفسِكَ بِالأَغيارِ مَضيَعَةٌ
تَقييدُ نفسِكَ بِالأَغيارِ مَضيَعَةٌ / للعُمرِ فَاترُك أَخي التَقييدَ بِالناسِ
فَلَن تَرى غَيرَ خَتّالٍ أَخا خُدَعٍ / يُريك مَمضى الهَوى في غشِّ خَنّاسِ
أَمسِك دارِينَ أَم أَنفاسُ أَنقاسِ
أَمسِك دارِينَ أَم أَنفاسُ أَنقاسِ / وَوَشيُ صَنعاءَ أَم نَقشٌ بِقرطاسِ
أَم رَوضَةٌ جَمَعت أَشتاتَ زَهرتِها / أَشخاصُ نورٍ لأَنواعٍ وَأَجناسِ
نَظمٌ توَدُّ الغَواني لَو يَكونُ لَها / عِقداً عَلى النَحرِ أَو تاجاً عَلى الراسِ
محبَّرٌ بِسَوادِ الحِبرِ أَبيضُهُ / يا حُسنَهُ من دُجى في نورِ نِبراسِ
حَيّا فَأَحيا أبا حَيّان وافِدُهُ / وَآنس النَفسَ مِنهُ أَيَّ إِيناسِ
يا يَومَ سَعدٍ مُتاحٍ قَد غَدا مَلَكي / بِهِ قَريباً وَشَيطاني بِهِ خاسِ
أَطلَعتَ أَنجُمَ سَعدي إِذ أَفَلنَ كَما / شَبَبتَ بَعدَ خُبُوءٍ ضوءَ مِقباسِ
ما ظَنت النَفسُ أَن تَسخو الدُهورُ بِما / ضَنَّت بِهِ إِذ أَلانَت قَلبَها القاسي
عادَ المشيبُ شَباباً وَالأَسى فرحا / فَقَلبيَ الأُمَوي وَالرَأس عَباسِي
لَما اِنتَمَيتُ لِنَجمِ الدينِ أنجم عَن / قَلبي الأَسى وَغَدا لي مسقِمي آسي
وَمُذ تعرَّف مَنكورِي إِلَيهِ نَأت / مَآتِمي وَدَنَت في الوَقتِ أَعراسي
فَثغرُ دَهرِيَ بَسّامٌ وَجانِبُهُ / لَينٌ وَكانَ قَديماً عابِساً عاسِي
بِالنَجمِ أَهلُ النُهى هُم يَهتَدونَ وَهَل / يحارُ مَن يَهتَدي بِالنجمِ في الناسِ
رَبُّ المَعارف وَهّابُ العَوارِفِ مُه / دٍ للطائِفِ ذو الإِحسانِ وَالباسِ
يُولي الجَميلَ وَيَنساهُ وَيذكرُ ما / تُوليهِ شُكراً لَهُ مِن ذاكِرٍ ناسِ
أَحيا بِيَحيى رَخيَّ البالِ ذامِقَةٍ / وَمَن يُناويهِ في مَقتٍ وَإِفلاسِ
لأَشكُرَنَّ الَّذي أَسداهُ مِن نِعَمٍ / شُكرَ الغَمامِ رِياضَ الوردِ وَالآسِ
أَرحتُ نَفسي مِن الإِيناس بِالناس
أَرحتُ نَفسي مِن الإِيناس بِالناس / لَمّا غنيتُ عَن الأَكياس بالياسِ
وَصرتُ في البَيت وَحدي لا أَرى أَحداً / بَناتُ فكري وَكتبي هُنَّ جُلاسي