المجموع : 3
قف جانب الدير سل عنها القساسيسا
قف جانب الدير سل عنها القساسيسا / مدامة قدستها القوم تقديسا
بكراً إذا ما انجلت في الكأس تحسبها / من فوق عرش من الياقوت بلقيسا
رقت فراقت وطابت فهي مطربة / كأنها بيننا دقت نواقيسا
مالت بها القوم صرعى عندما برزت / بها البطارق تسقيها الشماميسا
كأنها وهي في الكاسات دائرة / صافي الزلال حوى فيه طواويسا
صِرفٌ صفت وَصَفَتْ دارَ النعيم لنا / وآدماً والذي يحكي وإبليسا
عجنا على ديرها والليل معتكر / حتى زجرنا لدى حاناتها العيسا
مستخبرين سألنا عن مكامنها / توما ويوشا ويوحنا وجرجيسا
نأتي الكنائس والرهبان قد عكفوا / لدى الصوامع يدعون النواميسا
طفنا بها واستلمنا دنها شغفاً / فلم نخف عندها عيبا وتدنيسا
حيث القساقس قاموا في برانسهم / يومون بالرأس نحو الشرق عن عيسى
والكل في بحر نور اليثربي حكى / موجاً أرته رياح القرب تأنيسا
روح تغذت بتقوى الله طيبة
روح تغذت بتقوى الله طيبة / قوية ولها الرحمن حرّاسُ
وجثة نبتت مما يحل لها / من المآكل ما في ضعفها باس
كالغصن ماس به طوراً نسيم صباً / وقام طوراً به والغصن مياس
اجعل طعامك من غير الحرام على / مقدار علمك واترك ما به الباس
وابشر فإنك إن تحيا مناك تنل / وإن تمت لك من مولاك إيناس
والحل ينبت في الأعضا موافقة / أما الحرام فعصيان وأرجاس
يا شمعة هي في كل الفوانيسِ
يا شمعة هي في كل الفوانيسِ / يخالف العقل هذا في التقايسِ
وهو المحقق عند العارفين به / كشف بكشف وتلبيس بتلبيس
لم يبق مني به شيء سواه ولم / يظهر كما هو لي في وصف تقديس
فزلت عني وزال الكون أجمعه / عندي كما وحشتي زالت وتأنيسي
وكان هذا بسر لاح لي زمناً / هو الوجود وتفريعي وتأسيسي
من كل شيء تبدى لي فحققه / قلبي فزال بتحقيقي وتطميسي
فصرت لا هو عن ذوق ولست أنا / وطهر الغيب بالأغيار تدنيسي
وقد بدا سر ذاك السر يخبرني / عن آدم العلم بالأسما وإبليس
فيا حقيقة كوني أنت شمس ضحى / عليك غيمة تنويعي وتجنيسي
أو كالسواد الذي في العين يظهر من / قرص الأشعة في تحديق تحييس
كالعنكبوت بنت نفس لها خيماً / حتى بها وهنت من طول تعنيس
كيس تقدر من شتى الشئون له / والسر أجمعه في ذلك الكيس
طرقت دير الهوىدارت دوائره / على الرهابين فيه والقساقيس
نفوس أغيار عين في برانسها / مزخرفات كأذناب الطواويس
حتى نظرت بعين العين فانكشفت / موتَى الشماميس منها في النواميس
وأكبر الحق في واهي أباطله / وقد تعالى على كل الوساويس
وكل ما كان عند العقل أدرسه / درسته وتلاشى أمر تدريسي
وأصبح الواحد المعروف مشتهراً / عندي ولا عند لي من فرط تفليسي
ولم يكن غيره الثاني له ونفى / تثليث ظني وتربيعي وتخميسي
بالله قف أيها الساري بنا وبه / يبدي مراتب إدلاج وتعريس
واعطف على العيس لا تجذب أعنتها / إلا إليك وجد واعطف على العيس
تبارك الله لي وجه الحبيب بدا / وقد تبسم لي من بعد تعبيس
عرشي أتى من سباغيٍّ لقدس هدى / ومع سليمانه إسلام بلقيس
وعاد ما كان مني بالغداة مضى / وأذّن الظهر بي في وقت تغليس
وللبداية قد عادت نهايتنا / وأخلصت عندنا كل الجواسيس
والكل أصبح نوراً بعد ظلمته / وقد تطهّر منه كل تنجيس
وقد رأى الكل في تغيير فطرتهم / مذاهباً أدركوها بالمقاييس
وعين ما أنا مفطور عليه وهم / مثلي هو الحق عندي دون تنفيس
فاكشف ولا تخترع ما أنت فيه تفز / بدين طه وداود وجرجيس
وقل وما أنا ممن بالتكلف قد / أتى إليكم خلافا للمناحيس