المجموع : 4
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي / مَعاهد اللهوِ في إبّان إيناسي
إذا ذكرتُ لَيالي السّفْح في جَبَلِ ال / جونديِّ جُدْتُ بدَمعٍ أيِّ رجّاسِ
ألهو بكل فَتاة كالمهاة لَها / رشيقُ قَدًّ كَغُصن البانِ مياسِ
وَلي بِدَيرِ كمولِ كُلُّ مُكتَملٍ / كالشّمس لكنّه يُدعى بشمّاسِ
إذا طَرَقناهُ حيّانا بذات شَذى / تَمُدُّ أنفاسَها طيباً بأنفاسِ
يسعى وهاديه منها في الظلام سَناً / يغنيهِ عَنْ حمل مشكاة وَنبراسِ
لم يَهدِنا نَحْوَهُ بالنّارِ في غَسَق / ولا النِّباحُ سوى الفانوسِ والكاسِ
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة / وَينتحي الحق مَقروناً بقرطاسِ
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها / وما أُخَيِّطُها ألا بأشراسِ
وَرَثَّ شاشيَ حتى ظنَّ مُبصرهُ / أنَّ العناكبَ قد سَدّت على راسي
وما نَظَرتُ إلى المرآةِ من سَقم / إلاّ وشاهَدْتُ فيها وجهَ نَسْناس
لكنَّ عِندي بحمد اللهِ جاريةً / لم يحكِ منقارَها شيءٌ سوى الفاسِ
لها البهارُ خدودٌ والشّقائقَ ال / حاظٌ وَمَبْسمُها في خُضْرَة الآسِ
تظلُّ تزأرُ كالرئبال باسطةً / ذراعَها وهو يَحْكي ضلْعَ رئباسِ
ولي عيالٌ بهمْ قد عيلَ مُصْطبري / وَصرتُ للْهَمَ فيهم مثلَ بُرْجاس
يَسعَونَ حَولي كالجُرذان من شغب / مقرضينَ بأنياب وأضراسِ
إذا اصطلوا بلظى قدر حَسبْتَهُم / لسوء حالهمِ صبيانَ عدّاسِ
وليلةُ الحّمصِ المصلوقِ عنَدهُمُ / معدودةٌ تلكَ من ليلاتِ أعراسِ
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى / لِلْفَضْلِ من جملةِ الأُناسِ
عُذراً وقد كانَ بي جديراً / أنّي بتأخيرِها أُناسي
لأنّني لَسْتُ مستطيعاً / أُوازنُ التّبرَ بالنُّحاسِ
لكنّني واثقٌ بأنّي / ودَّعتُها طاهرَ النحاسي
طودٌ منَ العلمِ مُشمَخرٌّ / والفرحُ ثبتُ الأصول راسي
أخمَصهُ ما يزالُ فوق ال / فخار مثولهُ عندَ رأسي
وما العَزازيُّ غيرُ ليث / إنْ ريمَ يوماً صَعْب المراس
بلْ هو بحرُ العلومِ لكن / تَقْصُرُ عنْ دَرْكِهِ المَراسي
كمْ زرتُه لابتغاءٍ جودٍ / فكانَ لي مُطْعماً وكاسي
وكَمْ حَباني بِرَوضِ فضلٍ / وكم سَقاني بفضل كاسِ
وكم أراني حِماهُ لَيثاً / قد جمعَ الخَيْس بالكناسِ
مردِّداً رِفدَهُ مِراراً / حتى لَقَد خِلتُه كناسي
وَواصِلٌ الرَّجاءِ حَبلي / لِما أُرَجِّيهِ بعدَ ياسي
أكرَمُ مِن حاتمٍ وأَوفى / في صحّةِ الذهنِ من اياس
ذكاءُ مَن دونهِ ذُكاءٌ / ظُبْاهُ أمضى مِن المواسي
ونائلٌ لم أجدْ سِواهُ / في عسْريَ المُسعْدَ المواسي
ربيعُ فَضلٍ أبيتُ مِنهُ / ما بينَ وَردٍ وبينَ آس
لا زالَ لي من سَقامِ حالي / خيرَ مواسٍ وخيرَ آسي
عَوناً على الدَهرِ حينَ أشكو / منْ صَرْفهِ كُلّما أقاسي
وعُدَّةٌ والزمانُ إلبٌ / مُلَيِّناً مِنْهُ كلَّ قاسي