المجموع : 24
مَن لي بِأَنّي وَحيدٌ لا يُصاحِبُني
مَن لي بِأَنّي وَحيدٌ لا يُصاحِبُني / حَيٌّ سِوى اللَهِ لا جِنٌّ وَلا أَنَسُ
أَمّا الظِباءُ فَقَد أَودى الزَمانُ بِها / فَما نَراها وَلَكِن هَذِهِ الكُنُسُ
فَكَيفَ لا تُخبُثُ النَفسُ الَّتي جُعِلَت / مِن جِسمِها في وِعاءٍ كُلُّهُ دَنَسُ
رَأَيتُ فِتيانَ قَومي عانِسي حَذَرٍ / إِنّ الفُتوّ إِذا لَم يَنكِحوا عَنَسوا
سلَكتُ طُرُقَ المَعالي ثُمَّ قُلتُ لَهُم / سيروا وَرائي فَلَمّا شارَفوا خَنَسوا
إِذا جَلَستُ عَلى أَقتادِ ناجِيَةٍ
إِذا جَلَستُ عَلى أَقتادِ ناجِيَةٍ / فَما أُبالي أَغارَ القَومُ أَم جَلَسوا
أَنَسلُ اِبليسَ أَم حَوّاءَ وَيحَكُمُ / هَذا الأَنامُ فَفي أَفعالِهِم دَلَسُ
إِن يُؤَمَنوا لا يُؤَدّوا أَو يَكُن لَهُم / عِزٌّ يَضيموا وَإِن أَعياهُمُ اِختَلَسوا
ذادَ المَكارِمَ عَن كَرَمٍ وَذاتِ جِنىً / في النَخلِ شِربٌ أَبى إِخراجَهُ البَلَسُ
لا تَحفَظِ الشَربَ مِثلَ الطَيرِ وارِدَةً / أَجناً إِذا ما أَصابوا رَيَّهُم قَلَسوا
ياسِر أَخاكَ وَلا تَهجُم لَهُ حَرَماً / مِن قَبلُ زُكِّيَ في أَكمامِهِ العَلَسُ
قَد أَظلَمَ الدَهرُ وَالصُبحُ الجَليُّ نَأَت / عَنهُ المَطامِعُ فَلِيُرفَع لَنا الغَلَسُ
أَمّا الحُسامُ فَما أَدناكَ مِن أَجَلٍ
أَمّا الحُسامُ فَما أَدناكَ مِن أَجَلٍ / وَلا يَرُدُّ الحِمامَ الدِرعُ وَالتُرُسُ
وَالناسُ مِن صُنعَةِ الخَلّاقِ كُلُّهُمُ / كَالخَطِّ يُقرَأُ حيناً ثُمَّ يَندَرِسُ
قَد اِدَّعى النُسكُ أَقوامٌ بِزَعمِهُمُ / وَكَيفَ نُسكُ غَّويٍّ رُمحُهُ وَرِسُ
وَقَد جَنى الإِثمَ تَغشاهُ صَحابَتُهُ / وَالنَبلُ وَالسَيفُ وَالخَطّيُّ وَالفَرَسُ
يا ظَبيُّ ما أَنتَ وَالضُرغامُ تُؤَنِّسُهُ / إِنَّ الضَراغِمَ مِن أَخلاقِها الشَرَسُ
أَيَعلَمُ اللَيثُ لَمّا راحَ مُفتَرِساً / بِأَنَّهُ عَن قَريبٍ سَوفَ يُفتَرَسُ
لِمَن تُواخِذُ بِالجَرّى الَّتي سَلَفَت / وَما تَحَرَّكَ حَتّى حُرِّكَ الجَرَسُ
يَستَحسِنُ القَومُ أَلفاظاً إِذا اِمتُحِنَت / يَوماً فَأَحسَنُ مِنها العِيُّ وَالخَرَسُ
وَآلُ إِسرالَ غادَوا في مَدارِسِهِم / تِلاوَةً وَمُحالٌ كُلُّ ما دَرَسوا
أَرسَلتَ غَربَكَ تَبغي الماءَ مُجتَهِداً / وَما عَلى الغَربِ لَمّا خانَكَ المَرَسُ
وَبِئسَ ما يَأمَلُ الجانونَ مِن ثَمَرٍ / إِن قالَ عارِفُ غَرسٍ بِئسَ ما غَرَسوا
قَد عُمِّرَ النِسرُ ما حَمَّ المَليكُ لَهُ / وَما لِمَنزِلِهِ قُفلٌ وَلا حَرَسُ
رَأى مَناحَةَ أَهلِ الدارِ شامِتُهُم / فَما تَخَيَّلَ إِلّا أَنَّها عُرُسُ
حِجرٌ عَلى الناسِ حِجرٌ لَيتَ أَنَّهُمُ
حِجرٌ عَلى الناسِ حِجرٌ لَيتَ أَنَّهُمُ / مِثلَ الحِجارَةِ لا ماتوا وَلا نَبِسوا
جاؤُوا بِدَعوى فَلَمّا حُصِّلَت وجِدَت / مِثلَ الهَباءِ وَقيلَ الأَمرُ مُلتَبِسُ
وَالقَومُ شُرٌّ فَلا يَسرُركَ إِن بَسَطوا / لَكَ الوُجوهَ وَلا يُحزِنكَ إِن عَبَسوا
أَمرٌ بَدا ثُمَّ أَخفى شَأنَهُ قَدَرٌ / كَالنارِ ماتَت فَلَم يُنشَر لَها قَبَسُ
وَخامِلٌ ما نَأَت عَنهُ اباهَتُهُ / كَأَنَّهُ الجَمرُ غَطّى ضَوءَهُ اليَبَسُ
دُنيايَ هَل لِيَ زادٌ أَستَعينُ بِهِ / عَلى الرَحيلِ فَإِنّي فيكِ مُحتَبَسُ
هَل يَغسِلُ الناسَ عَن وَجهِ الثَرى مَطَرٌ
هَل يَغسِلُ الناسَ عَن وَجهِ الثَرى مَطَرٌ / فَما بَقوا لَم يُبارِح وَجهَهُ دَنَسُ
وَالأَرضُ لَيسَ بِمَرجُوٍّ طَهارَتُها / إِلّا إِذا زالَ عَن آفاقِها الأَنَسُ
تَناسَلوا فَنَمى شَرٌّ بِنَسلِهِمُ / وَكَم فُجورٍ إِذا شُبّانَهُم عَنَسوا
أَزكى مِنَ العَينِ في آنافِها شَمَمٌ / عَينٌ مِنَ الوَحشِ في آنافِها خَنَسُ
وَما الظِباءُ عَلَيها الحَليُ مُحسِنَةً / بَل الظِباءُ لَها بَينَ الغَضا كُنُسُ
إِحتَجَّ في الغَيِّ بِالنِسيانِ والِدُهُم / وَقَد غَوَوا بِاِدّكارٍ لا أَقولُ نَسوا
دُنياكَ دارُشُرورٍ لا سُرورَ بِها
دُنياكَ دارُشُرورٍ لا سُرورَ بِها / وَلَيسَ يَدري أَخوها كَيفَ يَحتَرِسُ
بَينا اِمرُؤٌ يَتَوَقّى الذِئبَ عَن عُرُضٍ / أَتاهُ لَيثٌ عَلى العِلّاتِ يَفتَرِسُ
أَلا تَرى هَرَمَي مِصرٍ وَإِن شَمَخا / كِلاهُما بِيَقينٍ سَوفَ يَندَرِسُ
وَلَو أَطاعَ أَميرَ العَقلِ صاحِبُهُ / لَكانَ آثَرَ مِن أَن يَنطِقَ الخَرَسُ
مَعَ الأَنامِ أَحاديثٌ مُوَلَّدَةٌ / لِلإِنسِ تُزرَعُ كَي تَبقى وَتُغتَرَسُ
لَم تُخلَقِ الخَيلُ مِن عُرٍّ وَمَصمَتَةٍ / إِلّا لِيُركَضَ في حاجاتِهِ الفَرَسُ
أَوانُ قُرٍّ يُوافي بَعدَهُ وَمَدٌ / مِنَ الزَمانِ وَحَرٌّ بَعدَهُ قَرَسُ
خُذ يا أَخا الحَربِ رَو ضَع لِأَمَةً وُضِنَت / فَما يُوَقّيكَ لا دِرعٌ وَلا تُرُسُ
وَلَم يُبَل رَبُّ مِسحاةٍ يُقَلِّبُها / وَلا حَليفُ قَناةٍ رُمحُهُ وَرِسُ
قَد يُخطِئُ المَوتُ مُلقىً في تَنوفَتِهِ / وَيَهلِكُ المَرءُ في قَصرٍ لَهُ حَرَسُ
وَما حَمى عَن صَليلِ السَيفِ هامَتَهُ / إِن باتَ يَصدَحُ في أَيديهِم الجَرَسُ
مَدَّ النَهارُ حِبالَ الشَمسِ كافِلَةً / بِأَن سَيُقضَبُ مِن عَيشِ الفَتى مَرَسُ
ظَنَّ الحَياةَ عَروساً خَلقُها حَسَنُ / وَإِنَّما هِيَ غولٌ خُلقُها شَرِسُ
وَنَحنُ في غَيرِ شَيءٍ وَالبَقاءُ جَرى / مَجرى الرَدى وَنَظيرُ المَأتَمِ العُرُسُ
يَزورُني القَومُ هَذا أَرضُهُ يَمَنٌ
يَزورُني القَومُ هَذا أَرضُهُ يَمَنٌ / مِنَ البِلادِ وَهَذا دارُهُ الطَبَسُ
قالوا سَمِعنا حَديثاً عَنكَ قُلتُ لَهُم / لايُبعِدُ اللَهُ إِلّا مَعشَراً لَبَسوا
يَبغَونَ مبنىً مَبناً لَستُ أُحسِنُهُ / فَإِن صَدَقتُ عَرَتهُم رَوجُهٌ عُبُسُ
أَعانَنا اللَهُ كُلٌّ في مَعيشَتِهِ / يَلقى العَناءَ فَدُرَّيُ فَوقَنا دُبَسُ
ماذا تُريدونَ لا مالٌ تَيَسَّرَ لي / فَيُستَماحُ وَلا عِلمٌ فَيُقتَبَسُ
أَتَسأَلونَ جَهولاً أَن يُفيدَكُمُ / وَتَحلُبونَ سَفيّاً ضَرعُها يَبَسُ
ما يُعجِبُ الناسَ إِلّا قَولُ مُختَدِعٍ / كَأَنَّ قَوماً إِذا ما شُرَّيوا أُبِسوا
قَد أَنفَدوا في ضِياعٍ كُلَّ ما عَمِروا / فَكانَ مِثلَ جِلالِ البُدنِ ما لَبِسوا
أَنّا الشَقيُّ بِأَنّي لا أُطيقُ لَكُم / مَعونَةً وَصُروفُ الدَهرِ تَحتَبِسُ
مَن لِليَمانينَ أَن يُمسوا وَنارُهُمُ / شَبيبَةٌ وَسُهَيلٌ بَينَهُم قَبَسُ
وَلِلبَداويِّ أَن يُبنى الخِباءُ لَهُ / في ضاحِكاتٍ بِهِنَّ العَبسُ وَالعَبَسُ
كَأَنَّ أَسرارَ أَقوامٍ وَإِن كُتِمَت / أَنفاسُ وَلهانَ تُطَفّى حينَ تُحتَبَسُ
وَحَدَّثَت عَن خَباياهُم وُجوهُهُمُ / فَقَد أَتوكَ بِنَجواهُم وَما نَبَسوا
ساعاتُنا كَذِئابِ الخَتلِ إِن غَبَسَت / في اللَيلِ فَالذِئبُ في أَلوانِهِ الغَبَسُ
الجُسمُ كَالصُفرِ يَكسوهُ الثَرى صَدأً
الجُسمُ كَالصُفرِ يَكسوهُ الثَرى صَدأً / وَالخَيرُ كَالتِبرِ لا يَدنو لَهُ الدَنَسُ
لَو دامَ في الأَرضِ عُمرَ الدَهرِ مُختَزِناً / لَما تَغَيَّرَ عَمّا يَعهَدُ الأَنَسُ
إِن كانَ إِبليسُ ذا جُندٍ يَصولُ بِهِم
إِن كانَ إِبليسُ ذا جُندٍ يَصولُ بِهِم / فَالنَفسُ أَكبَرُ مَن يَدعوهُ إِبليسُ
لا شَبَّ رَبُّكَ نيرانَ الشَبابِ لَهُم / إِلى المُدامَةِ تَهجيرٌ وَتَغليسُ
وَالدَهرُ في الحِجِر تُرجى مِنهُ عارِفَةٌ / أَنّى وَقَد بانَ إِعسارُ وَتَفَليسُ
وَمَوَّهَ الناسُ حَتّى ظَنَّ جاهِلُهُم / أَنَّ النُبوَّةَ تَمويهٌ وَتَدليسٌ
جاءَت مِنَ الفَلَكِ العُلويّ حادِثَةٌ / فيها اِستَوى جُبَناءُ القَومِ وَاللَيسُ
لَو هَبَّ هُجّادُ قَومٍ في الثَرى دُفِنوا / لَضاقَت المُدُنُ وَالبيدُ الأَماليسُ
مَتّى أُفارِقُ دُنيايَ الَّتي غَدَرَت / وَيُدرِكُ اِسمِيَ في الأَسماءِ تَطليسُ
الظُلمُ في الطَبعِ فَالجاراتُ مُرهَقَةٌ
الظُلمُ في الطَبعِ فَالجاراتُ مُرهَقَةٌ / وَالعِرفُ يَستُرُ وَالميزانُ مَبخوسُ
وَالطِرفُ يُضرَبُ وَالأَنعامُ مَأكَلَةٌ / وَالعيرُ حامِلُ ثِقلٍ وَهوَ مَنخوسُ
أَوحى المَليكُ إِلى مَن في بَسيطَتِهِ
أَوحى المَليكُ إِلى مَن في بَسيطَتِهِ / مِنَ البَريَّةِ جَوَسوا الأَرضَ أَو حَوسَوا
فَأَنتُم قَومُ سوءٍ لا صَلاحَ لَكُم / مَسعودُكُم عِندَ أَهلِ الأَرضِ مَنحوسُ
لا خَيرَ لِلفَمِ في بَسطِ الحَياةِ لَهُ
لا خَيرَ لِلفَمِ في بَسطِ الحَياةِ لَهُ / حَتّى تَساقَطَ أَنيابٌ وَأَضراسُ
أَظاعِنٌ أَنتَ أَم راسٍ عَلى مَضَضٍ / حَتّى تَخونَكَ مِن دُنياكَ أَمراسُ
هَل تَمَنَعَنَّكَ بيضٌ أَو مُثَقَّفَةٌ / أَو يُنجِيَنَّكَ أَجمالٌ وَأَفراسُ
أَضَعتَ شاءً جَعَلتَ الذِئبَ حارِسَهُ / أَما عَلِمتَ بِأَنَّ الذِئبَ حَرّاسُ
وَإِن رَأَيتَ هِزبَرَ الغابِ مُفتَرِساً / فَقَد يَكونُ زَماناً وَهُوَ فَرّاسُ
لا تَفرَقُ النَفسَ مِن حَتفٍ يَحُلُّ بِها / فَالنَفسُ أُنثى لَها بِالمَوتِ إِعراسُ
تَحالَفوا كُلُّ رَأسٍ مِنهُمُ سِدلٌ / يَجُرُّ نَفَعاً إِلَيهِ ذَلِكَ الراسُ
أَظَلَمتَ فَاِهتَجتَ تَبغي في جَميعِهِمُ / نِبراسَ لَيلٍ وَما في القَومِ نِبراسُ
تَعَلَّمَ الكُفرَ أُولاهُم وَآخِرُهُم / فَكُلُّ أَرضٍ بِها جَمعٌ وَمِدارسُ
وَعَن قَليلٍ يَصيرُ الأَمرُ مُنتَقِلاً / عَنهُم وَتَخفَتُ لِلأَجراسِ أَجراسُ
يا رَوحُ كَم تَحمُلينَ الجِسمَ لاهِيَةً
يا رَوحُ كَم تَحمُلينَ الجِسمَ لاهِيَةً / أَبلَيتِهِ فَاِطرَحيهِ طالَما لُبِسا
إِن كُنتِ آثَرتِ سُكناهُ فَمُخطِئَةٌ / فيما فَعَلتِ وَكَم مِن ضاحِكٍ عَبَسا
أَولا فَجَبرٌ وَإِن أَشوى فَجاهِلَةٌ / كَالماءِ لَم يَدَرِ ما لاقاهُ إِذ حُبِسا
لَو لَم تُحُلّيهِ لَم يَهتَج لِمَعصِيَةٍ / وَكانَ كَالتُربِ ما أَخنى وَلا نَبَسا
تَرَكتِ مِصباحَ عَقلٍ ما اِهتَدَيتِ بِهِ / وَاللَهُ أَعطاكِ مِن نورِ الحِجى قَبَسا
الحَمدُ لِلَّهِ قَد أَصبَحتُ في لُجَجٍ
الحَمدُ لِلَّهِ قَد أَصبَحتُ في لُجَجٍ / مُكابِداً مِن هُمومِ الدَهرِ قاموسا
قالَت مَعاشِرُ لَم يَبعَث إِلهُكُمُ / إِلى البَريَّةِ عَيساها وَلا موسى
وَإِنَّما جَعَلوا لِلقَومِ مَأَكَلَةً / وَصَيَّروا لِجَميعِ الناسِ ناموسا
وَلَو قَدَرتُ لَعاقَبتُ الَّذينَ طَغوا / حَتّى يَعودَ حَليفُ الغَيِّ مَرموسا
يُطَهِّرُ الجَسَدَ المَغرورَ صاحِبُه
يُطَهِّرُ الجَسَدَ المَغرورَ صاحِبُه / وَإِنَّما صيغَ أَقذاراً وَأَنجاسا
كَم اِدَّعى الطُهرَ ناسٌ ثُمَّ كَشَفَهُم / مَرُّ الزَمانِ فَكانَ القَومُ أَرجاسا
لا يَمنَعُ المِلِكَ الجَبارَ مِن قَدَرٍ / يُغَيِّرُ الحالَ ما أَجدى وَما جاسا
وَلَو غَدا الكَواكِبُ المِرّيخُ في يَدِهِ / كَالسَهمِ وَاِتَّخَذَ البِرجيسَ بِرجاسا
إِرفَع مِجَنَّكَ أَو ضَع لِلفَتى قَدَرٌ
إِرفَع مِجَنَّكَ أَو ضَع لِلفَتى قَدَرٌ / يُلِمُّ بِالنَفسِ دونَ الدَرعِ وَالتُرُسِ
إِنَّ الرِئاسَةَ وَالرَيسَ اللَذانِ هُما / أَصلُ الحُقودِ فَلا تَرأَس وَلا تَرِس
كَم عاذِلٍ جَرسُهُ في اللَيلِ فائِدَتي / بِهِ كَفائِدَةِ الحُرّاسِ بِالجَرَسِ
لا تودِعِ السِرَّ مِزماراً فَيوعلِنهُ / بِجَهلِهِ بَعدَ طولِ الصَمتِ وَالخَرَسِ
فازَ اِمرُؤٌ باتَت الأَقدارُ تَحرُسُهُ / وَّإِن مَدَدتَ إِلَيهِ كَفَّ مُحتَرِسِ
أَحسِن إِلى الناقَةِ الوَجناءِ تَبعَثُها / فيما تَشاءُ وَأَكرِم عِشرَةَ الفَرَسِ
وَاِردُد عَصاكَ عَنِ السَوداءِ ماهِنَةً / وَاِرفِق بِعَبدِكَ في المِصطافِ وَالقَرَسِ
وَالحَيُّ لِلأَرضِ أَن يَهلِك فَطُعمَتُها / وَإِن يَعِش يُحيِ بَعضَ الأَربُعِ الدُرسِ
أُمٌّ لَهُ أَكلَتُهُ طالَما بَذَلَت / لَهُ مَآكِلَ مِن زَرعٍ وَمُغتَرِسِ
تَمَسَّكَت بِحِبالِ العُمرِ مُهجَتُهُ / وَالوَقتُ بِالمَرِّ يوهي قُوَّةَ المَرسِ
وَالدَهزُ أَنحى عَلى ذي مارِنٍ أَرجٍ / بِطيبِهِ وَعَلى ذي مارِنٍ وَرِسِ
دُنياكَ تُضحي إِذا جادَت مُذَمَّمَةً / أَدالَتِ الضَأنَ مِن لَيثِ الشَرى المَرِسِ
مازالَ يَفتَرِسُ الأَعناقَ مُعتَدِياً / فَالآنَ أَصبَحَ فَرّاساً كَمُفتَرَسِ
هِيَ العُروسُ أَبانَت عَن سَماجَتِها / فَلا يَغُرُّكَ مِنها لَيلَةُ العُرُسِ
وَاِحذَر مَقالَ أُناسٍ كانَ مُنقَبِضاً / يَلقى العُفاةَ بِوَجهِ العابِسِ الشَرِسِ
لَعالَمِ العُلوِ فِعلٌ لاخَفاءَ بِهِ
لَعالَمِ العُلوِ فِعلٌ لاخَفاءَ بِهِ / في عالَمِ الأَرضِ مِن وَحشٍ وَمِن أَنَسِ
فَالخُنَّسُ الكُنَّسُ الأَفرادُ خالِقُها / مُدَبِّرٌ لِاِحتِقارِ الخُنُسِ في الكُنُسِ
إِنّا بِعَلمِ إِلَهي كُلُّنا دَنَسٌ / فَكَيفَ نَخلو مِنَ الأَقذارِ وَالدَنَسِ
فَلَيتَ وَشحَ الثُرَّيّا لَم تَزِن أُفُقاً / وَقُرطَها فَوقَ أُذنِ الغَربِ لَم يَنُسِ
وَالخُنَّسِ الخَمسِ مايَخلو فَتىً وَرِعٌ
وَالخُنَّسِ الخَمسِ مايَخلو فَتىً وَرِعٌ / مِن مارِدٍ في ضَميرِ الصَدرِ خَنّاسِ
عَداوَةِ الحُمقِ أَعفى مِن صَداقَتِهِم / فَاَبعُد مِنَ الناسِ تَأمَن شِرَّةَ الناسِ
قَد آنَسوني بِإيحاشي إِذا بَعُدوا / وَأَوحَشونِيَ في قُربٍ بِإيناسِ
وَالشَرُّ طَبعٌ وَقَد بُثَّت غَريزَتُهُ / مَقسومَةً بَينَ أَنواعٍ وَأَجناسِ
ذَكَرتَ لَفظاً وَأُنسيتَ المُرادَ بِهِ / مِن قائِليهِ فَأَنتَ الذاكِرُ الناسي
تَخَرَّصَ القَومُ في الأَخبارِ أَو مُسِخوا / فَبُدِّلوا بَعدَ إِنسٍ جيلَ نَسناسِ
تَصَعَّدَ الجَوهَرُ الصافي وَخَلَّفَنا / في الأَرضِ كَثرَةَ أَوساخٍ وَأَدناسِ
سَمَّتكَ أُمُّكَ ديناراً وَقَد كَذَبَت
سَمَّتكَ أُمُّكَ ديناراً وَقَد كَذَبَت / لَو كُنتَهُ لَم تَكُن حَمّالَ أَدناسِ
مُمَزَّجاً مِن دَنايا خالَطَت وَسَخاً / مُقَسَّماً بَينَ أَنواعٍ وَأَجناسِ
زُرتُ القُبورَ فَما آنَسَت مِن شَبَحٍ / هَيهاتَ أَوحَشَ خِلٌّ بَعدَ إيناسِ
فَعُذ بِرَبِّكَ مِن وَسواسِ مُشبِهَةٍ / خَنساءَ تَرميكَ مِن جِنٍّ بِخُنّاسِ
يا والِيَ المِصرِ وَالإِقليمِ هَل حُفِظَت / صَنائِعٌ لَكَ أَم كُلُّ اِمرِئٍ ناسي
أَودِعتَ ضِغناً فَلا تَجحَدهُ مَودِعَهُ / إِنَّ الأَمانَةَ لَم تُرفَع مِنَ الناسِ
لِلَّهِ لِطفٌ خَفيٌّ في بَريَّتِهِ
لِلَّهِ لِطفٌ خَفيٌّ في بَريَّتِهِ / أَعيا دَواءٌ المَنايا كُلَّ نِطَّيسِ
ما بالُ أَشباحِ قومٍ في الثَرى جُعِلَت / لَم تُبقِ إِلّا حَديثاً في القَراطيسِ