القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 7
المَرءُ يَجمع والدّنيا مفرّقةٌ
المَرءُ يَجمع والدّنيا مفرّقةٌ / والعمرُ يذهب والأيّامُ تُختَلَسُ
ونحن نَخبِطُ في ظلماءَ ليس بها / بدرٌ يضيءُ ولا نجمٌ ولا قَبَسُ
فَكم نرتّقُ خَرْقاً ليس مُرْتَتِقاً / فيها ونحرسُ شيئاً ليس ينحرسُ
وَكَم نَذِلُّ وَفينا كلُّ ذي أَنَفٍ / ونستكينُ وفينا العِزُّ والشَّوَسُ
وَكيفَ يَرضى لبيبٌ أنْ يكون له / ثوبٌ نقيٌّ وعِرْضٌ دونه دَنِسُ
أَم كَيفَ يُطْبَقُ يوماً جَفنُ ذي دَنَسٍ / وَخلفهُ فاغِرٌ لِلمَوتِ مفترسُ
تَقولُ لي وَأَماقيها مُطفّحةٌ
تَقولُ لي وَأَماقيها مُطفّحةٌ / مَن ذا أَبانَ على صبغِ الدُّجى قَبَسا
مَن ذا الّذي عَلَّ مِن فَوْدَيك لونَهما / وَسلّ حسنك فيما سلَّ أو خَلَسا
ما لي أَراكَ ونورُ البدر منكسفٌ / في وجنيتك وخطٌّ فيهما طُمِسا
كَأنَّما أَنتَ رَبْعٌ ضلّ ساكنُهُ / أَو مَنزلٌ عَطَلٌ من أهله دَرَسا
ما ضَرَّ شَيباً وَقَد وافى بِمَنظرهِ / تقذَى النّواظرُ لَو أَبطا أَو اِحتَبسا
أَما عَلمتَ بأنّا معشرٌ جُزُعٌ / نقلِي الصَّباحَ وَنَهوى دونه الغَلَسا
فَقلتُ ما كان مِن شَيءٍ عصيتُ به / رَبّي وإنْ ساءَ منّي القلبُ محترسا
وَما الشّبيبة إلّا لُبْسَةٌ نُزِعَتْ / بُدِّلتُ منها فلا تستنكري اللُّبَسا
وَفيَّ كلُّ الّذي تهوين من جَلَدٍ / فما أبالي أقام الشّيبُ أم جلسا
لا تَطلبي اللّهوَ منّي وَالمشيبُ علا / رأسي فإنّ قعودَ اللّهو قد شَمسا
وَلا ترومي الّذي عُوِّدتِ من مَلَقٍ / فكلُّ ما لان مِن قلبي الغَداة قسا
لَمّا أَتاني ودُرٌّ في مقلَّدِهِ
لَمّا أَتاني ودُرٌّ في مقلَّدِهِ / وَاِفتَرَّ يَبسم عَن مثلِ الّذي لَبِسا
عَطفتُ منهُ عَلى ضَعْفِي فظاظَتَهُ / فَلم يَلِنْ لِي على رِفْقِي به وقسا
فَظلّ يهتك منّي كلّ مُكتتَمٍ / جوىً ويسفح دمعاً كان مُحْتَبَسا
وَقال لي أنتَ مسلولٌ فقلت له / ما كان ذاك ولكنْ ربّما وعسى
صَدّتْ وَما صدّها إلّا على ياسِ
صَدّتْ وَما صدّها إلّا على ياسِ / مِن أَن ترى صِبغَ فَوْدَيها على راسي
أَحبِبْ إِليها بليلٍ لا يضيء لها / إلّا إِذا لَم تَسر فيه بمقباسِ
وَالشّيبُ داءٌ لربّاتِ الحِجالِ إذا / رَأينَهُ وَهْوَ داءٌ ما لهُ آسي
يا قُربَهُنّ وَرَأسي فاحمٌ رَجِلٌ / وبُعدَهنّ وشيبي ناصعٌ عاسي
ماذا يُريبك مِن بَيضاء طالعةٍ / جاءتْ بحلمي وزانتْ بين جُلّاسي
وَما تبدّلتُ إلّا خَير ما بَدَلٍ / عُوِّضْتُ بالشّيبِ أنواراً بأنقاسِ
هَيهاتِ قَلبُك مِن قلبٍ ذهبتِ به / هَذا الضّعيف وَذاكَ الجلمد القاسي
تجزين وَصْلي بهجرٍ منك يمزج لي / كَأسَ المُنى وَهْيَ صِرْفُ الطّعم بالياسِ
وَنابحٍ بِيَ دلَّتْهُ غَباوتُهُ / حتَّى فَرَتْهُ بأنيابي وأضراسي
عَوى وَلَم يدرِ أنّي لا يُروِّعُنِي / مِن مثلِهِ جَرْسُهُ من بين أجراسي
فَقُل لِمَن ضَلَّ عَجزاً أن يسامِيَنِي / يا بُعْدَ أَرضِكَ من طَوْدٍ لنا راسِ
وَأَينَ فرعُك مِن فَرعي وَمُنشَعَبي / وأين أصلُك من أصلي وآساسي
يا قومُ ما لي أرى عِيراً مُعَقَّلَةً / يُثيرهنَّ اِعتِسافاً نخسُ نخّاسِ
وَالشرُّ كالعُرِّ يُعدي غيرَ صاحبِهِ / وَالكأس يَنزعها من غيره الحاسي
وَقَد عَلِمتمْ بِما جرّتْ وما شعرتْ / على العشائر دهراً كفُّ جسّاسِ
وَأنّه واحدٌ شبّتْ جنايتُهُ / ناراً تَضَرّمُ في كُثْرٍ من النّاسِ
وَإنّما هاج في عَبْسٍ وقومِهُمُ / بني فزارةَ حَرْباً سَبْقُ أفراسِ
وَالزِّبرقانُ اِنتَضى قول الحُطَيئةِ في / أعراضِهِ خدعةً من آلِ شَمّاسِ
كَم تَنبذونَ إِلَينا القولَ نحسِبُهُ / ترمي إِلينا به أعجاسُ أقواسِ
يَحُزُّ في الجلد منّا ثمّ نَحملُهُ / بُقياً عليكمْ على العينين والرّاسِ
فَكم تَدرّون شرّاً كلّ شارقةٍ / وإنّما الشرُّ يُستَدنى بإبساسِ
وَتَحمِلونَ لَنا خَيلاً على جَددٍ / مِنَ الطريقِ على مُستَوعِرٍ جاسِ
وَكَيفَ يصلحُ قومٌ لَم يَصِخُ لهمْ / سمعٌ إلى عَذْلِ قُوّامٍ وسُوّاسِ
ضلّوا كما ضلّتِ العَشْواءُ يُركِبُها / جُنْحُ الدُّجى ظهْرَ أجراعٍ وإرهاسِ
لمّا حماها سوادُ الليل عن نظرٍ / يهدي الطّريقَ تقرّتْهُ بأنفاسِ
أما علمتُمْ بأنّا معشرٌ صُدُقٌ / وأنّنا في التّلاقي غيرُ أنكاسِ
وإنْ مشينا نجرّ الزَّغْفَ تحسَبُنا / آسادَ بِيشَةَ تمشي بين أخياسِ
وَأنّنا لا يَمَسُّ الذّمُّ جانبَنا / ولا يَهُمُّ لنا ثوبٌ بأدناسِ
وَتَحسب الجارَ فينا من نزاهتِهِ / مُعرِّساً في الثريّا أيَّ إعراسِ
إِنّي أَخافُ وَقد لاحتْ دلائلُهُ / طلوعَ يومٍ بوَدْقِ الموتِ رجّاسِ
يُلْفى حَليمكُمُ غيرَ الحليم به / وَكيّسو القوم فيهِ غيرَ أكياسِ
والرُّمحُ يَنْطِفُ في خدّ الثّرى عَلَقاً / نَطْفَ المزابرِ في حافاتِ قِرطاسِ
يومٌ يَرى منكُمُ فيه عدوُّكُمُ / ما شاء من قَطْع أرحامٍ وأَمراسِ
لا تطرحوا النُّصْحَ مِنِّي وهْو مُتَّبَعٌ / طَرْحَ المُبِنِّ بأرضٍ سُحْقَ أحلاسِ
وَلا تَكونوا كَمَن لَم يدرِ في مَهَلٍ / مِن ساعةِ الأمن عُقْبى ساعةِ الباسِ
فَإنّما يذكر الإنسانُ حاضرَهُ / وكلُّ أمرٍ بما يمضِي به ناسِ
قَد زرتَ لَيلةَ هوّمنا عَلى العيسِ
قَد زرتَ لَيلةَ هوّمنا عَلى العيسِ / ونحن نطوِي الفَلا من غير تعريسِ
زِيارةً إِنْ تكنْ زوراً فقد نفعتْ / ونفَّسَتْ من خِناقٍ أيِّ تنفيسِ
وَمُتعةٍ لم يسر فيها الملامُ ولا / أُطيعَ أمرٌ بها يوماً لإبليسِ
أمسكتُ نفسي بها والهمُّ يَحفزُها / حَفْزَ الرّياح ثرى البِيدِ الأماليسِ
ماذا أَردتَ بما أولَيْتَنِيهِ فقدْ / أنِستُ من جَزْعِ وادٍ غير مأنوسِ
وَكَيفَ عاجَ شبابٌ لا اِزوِرارَ بهِ / وَلا اِعوِجاجَ على شَيْبٍ وتقويسِ
وَما ظَننتُ طَليقاً ما لَهُ أرَبٌ / يأتي بجُنْحِ اللّيالي رَبْعَ محبوسِ
حَلفتُ بِالبيتِ مَلْقى اللّائذين بهِ / هُناكَ ما بينَ تَسبيحٍ وتقديسِ
أَتَوْه مثرِيَّةً ذنباً أكفُّهُمْ / وفارقوه بأَيْمانٍ مفاليسِ
والمَوْقِفَين ومن ضحّوا على عجلٍ / عند الجمِار من الكُوم المقاعيسِ
وما أراقوه من جاري دمٍ بمنىً / وأنشروا من نَجيعٍ ثَمَّ مَرْموسِ
للمالُ أبذُلُهُ للطّالبين له / جزءٌ من المال مغموماً به كيسي
والذّكرُ منّي وإنْ رُحِّلْتُ تنقله / نجوىَ الرّجال وأسطارُ القراطيسِ
وَإنْ بقيتُ فَللعلياءِ أَركبها / وَالمَجد ما بين تصبيحٍ وتغليسِ
وَلِلمآربِ وَالحاجاتِ أَبلغُها / في المَأثُراتِ عَلى رَغمِ المَعاطيسِ
وَإِنْ هُدِمْتُ كما شاءَ العدا بردىً / فما تهدّم بنيانِي وتأسيسي
وإنْ فُقِدْتُ فلم يُفقَدْ كما علموا / قهري الأساودَ والآسادَ في الخِيسِ
فَلَيسَ تَعريسُ مَن يرمي به قدرٌ / قعرَ الحَفيرةِ إلّا كالتّعاريسِ
وَما حَنينِيَ إلّا لِلعَلاءِ إِذا / حنّ الرّجالُ إلى هذي الطّراميسِ
وَسيّرتْ سيرتي صحفُ الرُّواة وكم / من الأحاديث ملقىً غير مطروسِ
أغدو وعِرْضيَ محروسٌ بلا أَمَلٍ / يَسمو إليه ومالي غيرُ محروسِ
عَزَّ الّذي لا يبالي أين مسكُنُه / ولا يفرّق بين الخَفْضِ والبوسِ
يا للرّجالِ لهمٍّ باتَ يَصحَبُني / أَنّى أَقمتُ وفي سيري وتعريسي
كَأنّني راكبٌ منهُ عَلى حَذَرٍ / قَرا طريقٍ خفيّ الأثْرِ مطموسِ
لَم يُعيِني بعد أن أعيا الرّجال معاً / من بين شُمٍّ كنجم الأُفق أو شُوسِ
ولم يَرُعْنِي وقد راعت صواعقُهُ / وسْط العرينِة أحشاءَ العنابيسِ
وَلا مزيّةَ لَولا ما يَجيء بهِ / فضلُ الفتى بين مسعودٍ ومنحوسِ
ولم أكنْ قبلُ في فضلٍ بمتَّبِعٍ / ولم أكنْ قطُّ في حيٍّ بمدموسِ
سَلْ عن ضِرابي وَعَن طَعني لدَى رَهَجٍ / نحرَ الكميِّ وهاماتِ الكراديسِ
وَالسُّمرُ تترك في كفّي نحورَهُمُ / مقسومةً بين معضوضٍ ومنهوسِ
وَالبيضُ تُسْمِعُ في هام الرّجال وفي / أعضائهمْ مثلَ أصواتِ النّواقيسِ
جاؤوا صحاحاً بلا جُرحٍ ولا أثرٍ / ثُمّ اِنثنَوا بين مضروبٍ ومدعوسِ
وإِنَّنِي كلَّ من شاغبتُ أفرِسُهُ / ولم أزلْ في الأعادي غيرَ مفروسِ
لا أَوحشَ اللّهُ منّي كلَّ مُضطَجَعٍ / منَ الفخارِ ولا رَحْلي ولا عِيسي
وَلا رأَتْنِيَ عينٌ قطّ مرتدياً / عاراً ولا كان من شنعاء ملبوسي
بُخِسْتُ دونَ الورى ظلماً وما نظرتْ / عينايَ ذا مأثُرَاتٍ غيرَ مبخوسِ
وَقَد قبستُ جميلاً دونَهم بيَدي / وأيُّ خيرٍ لفضلٍ غير مقبوسِ
كُن مالِكاً قمَم السّاداتِ كلِّهمُ / أو لا فكن مفرداً في قِمّة القُوسِ
إِنْ كانَ بَيتُك خِلْواً لا جميلَ به / فإنّ بيتِيَ منه غيرُ مكنوسِ
وَإِن تَكُن في مَلامِ القومِ منغمساً / فإنّني في ملامٍ غيرُ مغموسِ
وَإِنْ تَوقّفتَ عَن مَغْنَى العُلا فعلى / وادي الفَضيلة تَوقيفي وتَحبيسي
وَما دَنِستُ بعارٍ في الرّجال وما / لَمْسُ الكَواكب إلّا دونَ تَدنيسي
لا تُسكِننّي وكَيْسي أنتَ تعرفُهُ / إلّا جوارَ المناجيب الأكاييسِ
كَأنّ أَوجههمْ مِن نورها غَصَبَتْ / ضوءَ الصّباح وأنوارَ المقاييسِ
ولا تُعجْ بِي على وادي الخمول ولا / شِعْبِ اللّئامِ وأجزاعِ الضَّغابيسِ
فَليسَ منكَ جَميلاً أنْ تجاورَ بِي / مع الطّهارةِ أبياتَ الأراجيسِ
لَولايَ لَم يهتد الأَقوام كلُّهُمُ / سُبْلَ الكلامِ ولا طُرْقَ المقاييسِ
درستُهُ فهْو مِلْءُ العين تُبصره / غضّ النّواحي جديداً غيرَ مدروسِ
وبِتُّ أُوضحُهُ حتّى جعلتُ بما / كشفتُ ما كان مظنوناً كمحسوسِ
فَما مَشوا فيه إلّا تُبَّعاً أثري / ولا جنوا غيرَ أشجاري ومغروسي
وَكانَ مِن قبل أن محّضتُ صفوتَهُ / مردّداً بين تلبيسٍ وتدليسِ
وَبائراً لا يزالُ الدّهرِ حِليَتهُ / وعاثِرَ الحظّ لولا فَرْطُ تحبيسي
قلْ للألى أطمعوني في وصالِهُمُ
قلْ للألى أطمعوني في وصالِهُمُ / حتّى طمعتُ فألقوني على الياسِ
وقد غُرِرْتُ بهمْ دهراً بلا سببٍ / وأغبنُ النّاسِ مَن يغترّ بالنّاسِ
همْ عوّضونِيَ هجراً من مواصلةٍ / وأبدلونِيَ إيحاشاً بإيناسِ
ولو علمتُ بما لي في صدورهُمُ / قطعتُ منهمْ قُبيلَ اليوم أمراسي
فما قرعتُ لهمْ باباً لأدخلَهُ / ولا رفعتُ إليهمْ مرّةً راسي
لكنْ جنيتُ على نفسي بذاك وكم / تجني اليدان على العينين والرّاسِ
قد كان لِي غَلَسٌ لا فجرَ يمزِجُهُ
قد كان لِي غَلَسٌ لا فجرَ يمزِجُهُ / فالآن فجري بلا شيء من الغَلَسِ
قالوا تَسلَّ فشيباتُ الفتى قَبَسٌ / فقلت ذاك ولكنْ شرُّ ما قبسِ
وزارنِي لم أردْ منه زيارتَهُ / شيبٌ ولم يُغنِ أعواني ولا حرسي
يضيءُ بعد سوادٍ في مطالعِهِ / لفاغرٍ من ردَى الأيّامِ مفترسِ
طَوى قَناتيَ وَاِغتالَت أَظافرهُ / نَحضي وَردّ إِلى تَقويمِهِ شوسي
وَصدّ عَنّي قُلوبَ البيضِ نافرةً / وَساقَني اليومَ مِن نُطقٍ إِلى خرسِ
إِن كانَ شَيبي نقاءً قبلهُ دنسٌ / فَقَد رَضيت بذاكَ المَلبسِ الدنسِ
فَغالَطوني وَقالوا الشيبُ مَطهرةٌ / وَما السوادُ بِهِ شَيءٌ مِنَ النجسِ
وَالعمرُ في الشيبِ مُمتدٌّ كَما زَعَموا / لَكنّه لَم يَدَع شَيئاً سِوى النفسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025