القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 7
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا / إِلّا وَقَد حَمَلوا فيها الطَواويسا
مِن كُلِّ فاتِكَةِ الأَلحاظِ مالِكَةٍ / تَخالُها فَوقَ عَرشِ الدُرِّ بِلقيسا
إِذا تَمَشَّت عَلى صَرحِ الزُجاجِ تَرى / شَمساً عَلى فَلَكٍ في حِجرِ إِدريسا
تُحيي إِذا قُتِلَت بِاللَحظِ مَنطِقَها / كَأَنَّها عِندَما تُحيي بِهِ عيسى
تَوراتُها لَوحُ ساقَيها سَناً وَأَنا / أَتلو وَأَدرُسُها كَأَنَّني موسى
أُسقُفَّةٌ مِن بَناتِ الرومِ عاطِلَةٌ / تَرى عَلَيها مِنَ الأَنوارِ ناموسا
وَحشِيَّةٌ ما بِها أُنسٌ قَد اِتَّخَذَت / في بَيتِ خَلوتِها لِلذِّكرِ ناووسا
قَد أَعجَزَت كُلَّ عَلّامٍ بِمِلَّتِنا / وَداوُدِيّاً وَحِبراً ثُمَّ قِسّيسا
إِن أَومَأَت تَطلُبُ الإِنجيلَ تَحسَبُها / أَقِسَّةً أَو بَطاريقاً شَماميسا
نادَيتُ إِذ رَحَّلَت لِلبَنينَ ناقَتَها / يا حادِيَ العيسِ لا تَحدو بِها العيسا
عَبَّيتُ أَجيادَ صَبري يَومَ بَينِهِمُ / عَلى الطَريقِ كَراديساً كَراديسا
سَأَلتُ إِذ بَلَغَت نَفسي تَراقِيَها / ذاكَ الجَمالَ وَذاكَ اللُطفَ تَنفيسا
فَأَسلَمَت وَوَقانا اللَهُ شِرَّتَها / وَزَحزَحَ المَلِكُ المَنصورُ إِبليسا
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ / بعُرف روض النُّهى من حضرة القدسِ
فشمّ بريقاً بأفقِ البَين لاح لنا / يدلّ أنَّ عيونَ الماءِ في البلس
ألم تروا لكليمِ اللهِ كيف بدا / له الخطابُ من الأشجار في القبس
شؤون ربي من تغيير أنفاسي
شؤون ربي من تغيير أنفاسي / كالجودِ منه لما عندي من إفلاسِ
فراغه لي مني بالزمان مما / في الكون إلا جود الجنِّ والناس
لما ينافي وجود النشىء من ثقلٍ / فلو يخف لكنا التاجَ في الراس
لكننا منه كالنعلين في قدمٍ / من التقلب أو كالشامخ الراسي
في نشأة العجل برهانٌ لذي نظرٍ / في السامريِّ وما في الأمر من باس
الحمد لله ربِّ العالمين على
الحمد لله ربِّ العالمين على / ما كان منه من الأحوال في الناسِ
مما يسرّهم مما يسؤهم / وكلُّ ذلك محمولٌ على الراس
له الثناء له التمجيد أجمعه / من قبل والدنا المنعوتِ بالناسي
عبدته وطلبتُ العون منه كما / قد قال شرعاً على تحرير أنفاسي
وأنْ يهيىء لي من أمرنا رشَداً / وأنْ يليّن مني قلبيَ القاسي
حتى أكون على النهج القويم به / خلقاً كريماً بإسعادٍ وإيناس
الله نورٌ تعالى أنْ يماثله / نورٌ وقد لاح لي في نارِ نِبراسِ
لو قال خلق به من دون خالقه / لكفروه وما في القول من باس
لأنه مثل لو قلته قيل هل / لداء هذا الذي قد قال من آسي
وما جهلتُ سوى أوقاتها ولذا / نهيت عنها ووَسواسي وخَناسي
فلو تجارت لها سبقاً خيول نهى / فازت بها في سباق الكشف أفراسي
تبارك الله في اليأس من باسٍ
تبارك الله في اليأس من باسٍ / والناسُ ليس لهم فضلٌ على الناسِ
من حيث ما هو ناسٍ إنه ولدٌ / لآدمَ وهو المنعوتُ بالناسي
معرِّفٌ بالذي في الطبع من صفة / وأين نور الهدى من نور نبراسِ
لقد أتاني كلامٌ كله حِكَمٌ / مني بصورةِ الهامٍ ووسواس
فقال لي وهو صدقٌ في مقالته / اشرب بكأسي وإني الماء في الكاسِ
كما جُعلتْ لموسى النارُ حاجبةٌ / حتى أكلمه من ذاتِ مقباس
ليعلم العبدُ أني كل من وقعت / عينٌ عليه من أنواعٍ وأجناسِ
فليس في الكون غيري والخلائقُ لي / فلي الغنى ولهم فقرٌ بإفلاس
إني ظهرتُ بأديانٍ مفصَّلةٍ / على لسانِ فقيه بي وشماسِ
وقمت في كلِّ حالٍ توصفون به / وصرتُ أظهر في العاري وفي الكاسي
وما تجلَّيتَ إلا لي فأدركني / عيني وأسمعت سمعي كلَّ وسواسِ
وما تحليت إلا بي لاظهر لي / فقمت لي أدباً حباً على الراس
لما ابتغاني الذي يدري معاملتي / حجبته معلما بالشامخ الراسي
ولم يكن غير عيني الشامخ الراسي / فلم تقع وحشة إلا بإيناس
تنازعت في أضدادٌ فقلتُ لها / إنَّ الحياةَ لفي طاعون عمواس
أحياهم الله في موت مشاهدة / ما في الحياة التي في الموت من باس
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ / وهو المقدَّسُ لا بل عينه القدسُ
كأهل بيت رسول الله سيِّدنا / وهو الإمام الكريم السيِّد الندسُ
جاء البشير بما الآذانُ قد سمعت / ألقى قليلا وجلَّ القوم قد نعسوا
ناموا عن الحقِّ لا بل عن نفوسهمُ / عند المواهبِ والأقوام ما بخسوا
لما تحقق أنَّ النومَ حاكمهم / من أجل ذا جعل الحفاظُ والحرس
من أجل ذا كانتِ البشرى وكان لهم / من أجل نومهمُ حفظا لهم مس
فعندما عصموا من كلِّ حادثةٍ / تصيبُ أمثالهم قاموا وما جلسوا
بحقِّ سيدهم في كلِّ آونة / على الصفاءِ وما خانوا وما لبسوا
على نفوسهمُ علما بحالهمُ / لذاك عن مشهد التحقيقِ ما اختلسوا
إنَّ الوجودَ الذي قد عز مطلبه / فيه وفي مثله الأرواح تفترس
أغارتِ الخيلُ ليلا في عساكرهم / فقيل قد قتلوا إذ قيلَ قد كسبوا
لو أنهم علموا الأمر الذي جهلوا / على رؤوسهم والله ما نكسوا
أقول قولاً وما في القول من حرج / ينفي عن النفس ما أغمها النفس
ما نال موسى بما يبغيه من قبس / إلا الذي ناله من أجله القبس
لو أن أهل وجودِ الجودِ نالهمُ / ما نال موسى من الرحمن ما بئسوا
لكنهم بئسوا من ذاك واعتمدوا / على ظنونهمُ بالجود إذ يئسوا
إني رأيتُ فتى أعطى الفتوح له / بأرضِ أندلس الماءَ والبلس
ولم يكن عنده نطق يقوم به / وقد تحكم فيه الصمتُ والخرس
كمثلِ مريمَ قد كانت شجيته / في رِزقه فهو في الراحاتِ يلتمس
وذاك من أعجبِ الأحوال إنَّ له / حالَ الغنى وهو بين الناس مبتئس
أحوالُ شخصٍ لأمر الله ممتثلٌ / للحكم مقتنصٌ للنورِ مقتبس
إنَّ الإمام الذي تجري الأمور به / في كلِّ نهرٍ من الأحوالِ ينغمس
والسرُّ يحكمه لا بل يحكمه / في نفسه وبه الساداتُ قد أنسوا
فما لهم قدم في غيرِ حضرته / وما لجانبه منهم فمندرس
هم الحيارى السكارى في محارتهم / وما لهم في جناب الحقِّ ملتمس
الحالُ أفناهمُ عنهم وما عرفوا / من هم لذلك قيل اليوم قد نفسوا
لو أنهم مزقوا منهم وما لهمُ / لديه من كلِّ خير فيه ما انتكسوا
الذاتُ تبهم ما الأسماء توضحه / والقومُ ما قرأوا علماً وما درسوا
كانت عليهم من أثوابِ العلى حللٌ / فبِئسَ ما خلعوا ومنِهمَ ما لبسوا
دخلتُ جنةَ عدنٍ كي أرى اثرا / فقيل ليس جناهم غير ما غرسوا
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ / وللمنازعِ فيما قلت إبلاس
وللموافقِ فيما قلته طربٌ / وفرحةٌ وسرورٌ فيه إيناسُ
من آنس النور ناراً عند حاجته / بالواد بالطورِ لم يأتيه إقباس
فآض وهو كليمُ الله ليس له / سوى غنى ليس فيه الدهر إفلاس
أغناه عن طلبِ المطلوبِ في قبس / ولم يكن ثم إلا الشربُ والكاسُ
نديمه عينُ ساقيه فليس له / في غيره غرضٌ فناسُه الناس
إني سمعتُ كلامَ الله من أذني / من بلة قدر كفي ما بها باس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025