المجموع : 7
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا / إِلّا وَقَد حَمَلوا فيها الطَواويسا
مِن كُلِّ فاتِكَةِ الأَلحاظِ مالِكَةٍ / تَخالُها فَوقَ عَرشِ الدُرِّ بِلقيسا
إِذا تَمَشَّت عَلى صَرحِ الزُجاجِ تَرى / شَمساً عَلى فَلَكٍ في حِجرِ إِدريسا
تُحيي إِذا قُتِلَت بِاللَحظِ مَنطِقَها / كَأَنَّها عِندَما تُحيي بِهِ عيسى
تَوراتُها لَوحُ ساقَيها سَناً وَأَنا / أَتلو وَأَدرُسُها كَأَنَّني موسى
أُسقُفَّةٌ مِن بَناتِ الرومِ عاطِلَةٌ / تَرى عَلَيها مِنَ الأَنوارِ ناموسا
وَحشِيَّةٌ ما بِها أُنسٌ قَد اِتَّخَذَت / في بَيتِ خَلوتِها لِلذِّكرِ ناووسا
قَد أَعجَزَت كُلَّ عَلّامٍ بِمِلَّتِنا / وَداوُدِيّاً وَحِبراً ثُمَّ قِسّيسا
إِن أَومَأَت تَطلُبُ الإِنجيلَ تَحسَبُها / أَقِسَّةً أَو بَطاريقاً شَماميسا
نادَيتُ إِذ رَحَّلَت لِلبَنينَ ناقَتَها / يا حادِيَ العيسِ لا تَحدو بِها العيسا
عَبَّيتُ أَجيادَ صَبري يَومَ بَينِهِمُ / عَلى الطَريقِ كَراديساً كَراديسا
سَأَلتُ إِذ بَلَغَت نَفسي تَراقِيَها / ذاكَ الجَمالَ وَذاكَ اللُطفَ تَنفيسا
فَأَسلَمَت وَوَقانا اللَهُ شِرَّتَها / وَزَحزَحَ المَلِكُ المَنصورُ إِبليسا
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ / بعُرف روض النُّهى من حضرة القدسِ
فشمّ بريقاً بأفقِ البَين لاح لنا / يدلّ أنَّ عيونَ الماءِ في البلس
ألم تروا لكليمِ اللهِ كيف بدا / له الخطابُ من الأشجار في القبس
شؤون ربي من تغيير أنفاسي
شؤون ربي من تغيير أنفاسي / كالجودِ منه لما عندي من إفلاسِ
فراغه لي مني بالزمان مما / في الكون إلا جود الجنِّ والناس
لما ينافي وجود النشىء من ثقلٍ / فلو يخف لكنا التاجَ في الراس
لكننا منه كالنعلين في قدمٍ / من التقلب أو كالشامخ الراسي
في نشأة العجل برهانٌ لذي نظرٍ / في السامريِّ وما في الأمر من باس
الحمد لله ربِّ العالمين على
الحمد لله ربِّ العالمين على / ما كان منه من الأحوال في الناسِ
مما يسرّهم مما يسؤهم / وكلُّ ذلك محمولٌ على الراس
له الثناء له التمجيد أجمعه / من قبل والدنا المنعوتِ بالناسي
عبدته وطلبتُ العون منه كما / قد قال شرعاً على تحرير أنفاسي
وأنْ يهيىء لي من أمرنا رشَداً / وأنْ يليّن مني قلبيَ القاسي
حتى أكون على النهج القويم به / خلقاً كريماً بإسعادٍ وإيناس
الله نورٌ تعالى أنْ يماثله / نورٌ وقد لاح لي في نارِ نِبراسِ
لو قال خلق به من دون خالقه / لكفروه وما في القول من باس
لأنه مثل لو قلته قيل هل / لداء هذا الذي قد قال من آسي
وما جهلتُ سوى أوقاتها ولذا / نهيت عنها ووَسواسي وخَناسي
فلو تجارت لها سبقاً خيول نهى / فازت بها في سباق الكشف أفراسي
تبارك الله في اليأس من باسٍ
تبارك الله في اليأس من باسٍ / والناسُ ليس لهم فضلٌ على الناسِ
من حيث ما هو ناسٍ إنه ولدٌ / لآدمَ وهو المنعوتُ بالناسي
معرِّفٌ بالذي في الطبع من صفة / وأين نور الهدى من نور نبراسِ
لقد أتاني كلامٌ كله حِكَمٌ / مني بصورةِ الهامٍ ووسواس
فقال لي وهو صدقٌ في مقالته / اشرب بكأسي وإني الماء في الكاسِ
كما جُعلتْ لموسى النارُ حاجبةٌ / حتى أكلمه من ذاتِ مقباس
ليعلم العبدُ أني كل من وقعت / عينٌ عليه من أنواعٍ وأجناسِ
فليس في الكون غيري والخلائقُ لي / فلي الغنى ولهم فقرٌ بإفلاس
إني ظهرتُ بأديانٍ مفصَّلةٍ / على لسانِ فقيه بي وشماسِ
وقمت في كلِّ حالٍ توصفون به / وصرتُ أظهر في العاري وفي الكاسي
وما تجلَّيتَ إلا لي فأدركني / عيني وأسمعت سمعي كلَّ وسواسِ
وما تحليت إلا بي لاظهر لي / فقمت لي أدباً حباً على الراس
لما ابتغاني الذي يدري معاملتي / حجبته معلما بالشامخ الراسي
ولم يكن غير عيني الشامخ الراسي / فلم تقع وحشة إلا بإيناس
تنازعت في أضدادٌ فقلتُ لها / إنَّ الحياةَ لفي طاعون عمواس
أحياهم الله في موت مشاهدة / ما في الحياة التي في الموت من باس
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ
من طهر الله لم يلحق به دنسٌ / وهو المقدَّسُ لا بل عينه القدسُ
كأهل بيت رسول الله سيِّدنا / وهو الإمام الكريم السيِّد الندسُ
جاء البشير بما الآذانُ قد سمعت / ألقى قليلا وجلَّ القوم قد نعسوا
ناموا عن الحقِّ لا بل عن نفوسهمُ / عند المواهبِ والأقوام ما بخسوا
لما تحقق أنَّ النومَ حاكمهم / من أجل ذا جعل الحفاظُ والحرس
من أجل ذا كانتِ البشرى وكان لهم / من أجل نومهمُ حفظا لهم مس
فعندما عصموا من كلِّ حادثةٍ / تصيبُ أمثالهم قاموا وما جلسوا
بحقِّ سيدهم في كلِّ آونة / على الصفاءِ وما خانوا وما لبسوا
على نفوسهمُ علما بحالهمُ / لذاك عن مشهد التحقيقِ ما اختلسوا
إنَّ الوجودَ الذي قد عز مطلبه / فيه وفي مثله الأرواح تفترس
أغارتِ الخيلُ ليلا في عساكرهم / فقيل قد قتلوا إذ قيلَ قد كسبوا
لو أنهم علموا الأمر الذي جهلوا / على رؤوسهم والله ما نكسوا
أقول قولاً وما في القول من حرج / ينفي عن النفس ما أغمها النفس
ما نال موسى بما يبغيه من قبس / إلا الذي ناله من أجله القبس
لو أن أهل وجودِ الجودِ نالهمُ / ما نال موسى من الرحمن ما بئسوا
لكنهم بئسوا من ذاك واعتمدوا / على ظنونهمُ بالجود إذ يئسوا
إني رأيتُ فتى أعطى الفتوح له / بأرضِ أندلس الماءَ والبلس
ولم يكن عنده نطق يقوم به / وقد تحكم فيه الصمتُ والخرس
كمثلِ مريمَ قد كانت شجيته / في رِزقه فهو في الراحاتِ يلتمس
وذاك من أعجبِ الأحوال إنَّ له / حالَ الغنى وهو بين الناس مبتئس
أحوالُ شخصٍ لأمر الله ممتثلٌ / للحكم مقتنصٌ للنورِ مقتبس
إنَّ الإمام الذي تجري الأمور به / في كلِّ نهرٍ من الأحوالِ ينغمس
والسرُّ يحكمه لا بل يحكمه / في نفسه وبه الساداتُ قد أنسوا
فما لهم قدم في غيرِ حضرته / وما لجانبه منهم فمندرس
هم الحيارى السكارى في محارتهم / وما لهم في جناب الحقِّ ملتمس
الحالُ أفناهمُ عنهم وما عرفوا / من هم لذلك قيل اليوم قد نفسوا
لو أنهم مزقوا منهم وما لهمُ / لديه من كلِّ خير فيه ما انتكسوا
الذاتُ تبهم ما الأسماء توضحه / والقومُ ما قرأوا علماً وما درسوا
كانت عليهم من أثوابِ العلى حللٌ / فبِئسَ ما خلعوا ومنِهمَ ما لبسوا
دخلتُ جنةَ عدنٍ كي أرى اثرا / فقيل ليس جناهم غير ما غرسوا
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ
لله نفسٌ وللرحمنِ أنفاسٌ / وللمنازعِ فيما قلت إبلاس
وللموافقِ فيما قلته طربٌ / وفرحةٌ وسرورٌ فيه إيناسُ
من آنس النور ناراً عند حاجته / بالواد بالطورِ لم يأتيه إقباس
فآض وهو كليمُ الله ليس له / سوى غنى ليس فيه الدهر إفلاس
أغناه عن طلبِ المطلوبِ في قبس / ولم يكن ثم إلا الشربُ والكاسُ
نديمه عينُ ساقيه فليس له / في غيره غرضٌ فناسُه الناس
إني سمعتُ كلامَ الله من أذني / من بلة قدر كفي ما بها باس