يا حامل الثمر الرفاف من جذل
يا حامل الثمر الرفاف من جذل / إن الثمار لها كالناس إحساس
تزهى بجهد نبيل كنت باذله / وما يئست فلم يقرب لها الياس
وتوجت جهدك الحي الذي اكتملت / فيه الأماني يا قوت وألماس
وكل جوهرة عصماء ضاحكة / بالنور والنور أفراح وأعراس
أما الخضار ففي ألوانه صور / للفن ما حازها لوح وقرطاس
لكنما بثها مستنبتا شغف / بالنفع مستلهما آياته الفاس
وحالف الري حتى أنجبا تحفا / للناظرين وحتى أسعد الناس
فاهتزت الأرض شكرانا وقد بعثت / وشكراها ملء هذا النبت أجناس
هذا هو العيد يعتز الحصاد به / كما تعيد أقوام وأغراس
شتان بين صحارى لا غناء بها / وبين جنات عدن عند من قاسوا
حيث الجداول تحبو وهي راقصة / وحولها الأنس أزهار وأنفاس
وحيث صار الحصى في حظه مثلا / للمنعمين ولم يرهقه وسواس
فكيف بالخلق من ناس ومن بهم / ومن طيرو وحيث الورد والآس
وحيث زغردت النعمى بوفرتها / ماء وكرما ولم تعلق بها الكاس
في كل فاكهة راح معتقة / بريئة وبهن الكوب والطاس
وفي الندى سبحات من طهارتها / فما تشوب جمال الريف أدناس
وما النجوم التي نامت بقبتها / إلا على ملكوت الحسن حراس
هذا هو العيش لو يدريه من صدفوا / وذا هو المجد لو يدريه من ساسوا