المجموع : 5
قل للأمير وما بالحقِّ من باس
قل للأمير وما بالحقِّ من باس / دع عنك ضربك أخماساً لأسداس
من اثنتين فلا تبخل بواحدةٍ / إمّا النوال وإما راحة الياس
ما في حياة عبيد الله منفعةٌ
ما في حياة عبيد الله منفعةٌ / عندي سوى أنه تعويذُ عباس
يرد عنه عيون الحاسدين له / وكل سحرٍ ووسواس وخنَّاس
عليه وجهٌ يرد العينَ خاسئةً / والعين تفلق متن الجندل القاسي
شتان ما بين عباسٍ وصاحبه / في الفضل والخير عند اللَّه والناس
فالله يفديه من كأس المنون به / فوجهه آثَرُ الوجهين بالكاس
يا عمرو فخراً فقد أعْطيتَ منزلةً
يا عمرو فخراً فقد أعْطيتَ منزلةً / ليست لِقَسٍّ ولا كانت لشمّاسِ
للناس فيلٌ إمامُ الناس مالكُهُ / وأنت يا عمرو فيل الله لا الناس
عليك خُرطوم صدق لا فُجعتَ به / فإنه آلةٌ للجود والباس
لو شِئتَ كسباً به صادفتَ مُكتسَباً / أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس
من ذَا يقومُ لخرطوم حُبيتَ به / إذا ضربتَ به قِرناً على الراس
أو من يَرَاهُ فلا يُعْطيك خِلْعَتَه / لا تُكذَبنَّ فما بالصدق من ناس
سَقَيتني كأس ذلٍّ يوم تَحْجبُني / فاشربْ بكأسي فإن الكاس بالكاس
حَسوتُ منها مراراً يا أبا حسنٍ / فاصبر فإنك أيضاً مثلها حاس
لا تَحمدنّي وشعري إن لبست بنا / وإنْ خَضَمْتَ بأشداقٍ وأضراس
واشكر لخرطومك المُجدي فأنت به / من قبل شِعري وقبلي طاعمٌ كاس
لأنت أشهرُ قبل الشَعر من عَلمٍ / عليه نارٌ ومن مرآة بُرجَاس
حملتَ أنفاً يراهُ الناسُ كلُّهُمُ / من رأس ميل عياناً لا بمقياس
أعزِزْ عليَّ أبا إسحاقَ أنْ ذهبت
أعزِزْ عليَّ أبا إسحاقَ أنْ ذهبت / منكَ الليالي بعلق جدِّ منفوسِ
أخٍ بل ابنٍ وإن سمّيته ابن أخٍ / معطىً من الحظ فضلاً غير مَخْسُوس
يا لهف نفسيَ أن أضحت مجالسُهُ / وكلها منه خالٍ غيرُ مأنوس
يا لهف نفسيَ أن أضحت ملابسه / وكلها منه عُطلٌ غير ملبوس
أما لئن بات مرموساً لقد نَشرت / له الفضائلُ ذكراً غير مرموس
بدرٌ تنزَّل من أعلى منازله / ثم استقل فأمسى غيرَ ملموس
يا أيها القبر لا تطمس محاسنَهُ / فَهُنَّ من بيت نورٍ غير مطموس
بيتِ الحديث وبيتِ الفقه كم قَبَسٍ / فيه لقابِس نورِ اللَه مقبوس
صبراً جميلاً أبا إسحاقَ من كثَبٍ / فإنما العيش من نُعمى ومن بُوس
والدهرُ كالليث فَرّاس ونحن له / فرائسٌ ليس فيها غير مفروس
وما قوي علمناه بمحترِسٍ / ولا ضعيفٌ رأيناه بمحروس
إذا سعى لهلاك الناس لم ترهُ / يخشى رئيساً ولا يأوي لمرؤوس
بَينا سرورٌ بموهوب لأسرته / عاد السرورُ شجا فيه لمخلوس
كذلك الدهر فاعرفه بشيمته / نُضْحي له بين منزوعٍ ومغروس
إن اللياليَ والأيام مُوقِعةٌ / بذي النعيم وذي المِسْحَينِ في البوس
كم من هرقل وكسرى قد أصيبَ له / ومَرْزُبانٍ ونُعمان وقابوس
بين اعتباطٍ كحَطْمِ الأُسْدِ أو هَرَمٍ / يعيثُ فينا دبيباً عِيثةَ السوس
أُعْطيتَ رزءك حقّاً من أسىً وبكاً / وللتجلد حق غير منجوس
وبعد كرب الرزايا والهلاع لها / رَوحٌ من اللَّه آتٍ غير محبوس
واللَه يا آل حماد مجِيرُكُمُ / من كل يومٍ كحد السيف منحوس
ومن عيونٍ إليكم جد طامحةٍ / كأنصل النبل من خُزْرٍ ومن شوس
فما لسان الخنا فيكم بمنِطلقٍ / ولا كتابُ الخنا فيكم بمدروس
ولا نثَا سيِّئٌ فيكم بمتَّسقٍ / ولا نثا حسنٌ فيكم بمعكوس
ولا استغاثتكُم في كل نائبةٍ / إلا بتكرار سُبُّوحٍ وقُدُّوس
للَه درُّكَ يا عباس قارئةً
للَه درُّكَ يا عباس قارئةً / لقد عَلَوتَ فلم يبْلُغك مقياسُ
إن كان داودُ أبقى بعده خَلفاً / في حُسنِ نغمٍ وجُرم فهْو عباس
صوتٌ نديٌّ وأنفاسٌ مساعدةٌ / كأنما نَفسٌ منهَن أنفاس
يظلُّ سامعه لُدْناً مفاصلُهُ / كأنما فتَّرتْ أوصاله الكاس
أحيا لنا سلَفَ القُرَّاء كلَّهمُ / فأسمعونا وهم هامٌ وأرماس
لا ينكر اللَّه إثباتي فضيلتَهُ / ولا الملائكةُ الأبرارُ والناس