الخمرُ في كأسِها الياقوتُ والماسُ
الخمرُ في كأسِها الياقوتُ والماسُ / فاشرَب هنيئاً ودَع ما قالهُ الناسُ
ما كلُّ مَن يشرَبُ الصهباءَ يَعرفُها / وهَل تماثلَ نقّادٌ ولمَّاس
إن الجواهرَ عندَ الجوهريِّ غَلت / وليسَ يَعلمُ ما تَسواه نحّاس
لا تَشربنَّ رعاكَ اللهُ مع نفرٍ / لا ظرفَ منهم ولا لطفٌ وإيناس
بل نادِمَنَّ الألى شاقت كياسَتُهم / إن الكؤوسَ بها قد خُصَّ أكياس
والشربُ أطيَبُهُ من كفِّ ناعمةٍ / بيضاءَ من حليها برقٌ ووسواس
إذا رَمَتني بلحظٍ تحتَ حاجبها / أقولُ هَل حَولنا نبلٌ وأقواس
تجسُّ كفّي معرَّاها فيتبعُها / فمي الذي هو لثّامٌ وهمّاس
وأهصرُ الغصنَ حتى أجتني ثمراً / وما عليَّ بهِ خَوفٌ ولا باس
وأترِعُ الكاسَ من عَشرٍ إلى مئةٍ / حتى تطُنَّ مِنَ الآذان أجراس
فيستطيرُ صوابي والهمومُ معاً / وإن تلمَّستُ أصرخ طارتِ الكاس
وإن مشيتُ حسبتُ الأرضَ مائدةً / تَحتي ومنِّي يميلُ الساقُ والراس
خيرُ الخمورِ التي أفتى بجَودَتِها / شمٌّ وذوقٌ وتمييزٌ وإحساس
منها اصطفِ الجرَّةَ العذراءَ خالِصةً / فالسيفُ يَقطعُ ما لا تَقطعُ الفاس
وقُل لصحبكَ والبلورُ حلَّتُها / وحولها الوردُ والنسرينُ والآس
بَلقيسُ هذي ولكن عَرشُها قَدَحٌ / كأنَّهُ لعقولِ الناسِ مِقياس
فبايعُوها ومُوتوا تحتَ رايتِها / أنتُم على بابها جندٌ وحرّاس