القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 4
ماذا جَناهُ كِتابي فاستَحقَّ به
ماذا جَناهُ كِتابي فاستَحقَّ به / سِجناً طَويلاً وتَغييباً عَنِ الناسِ
فاطلِقهُ نَسألهُ عمَّا كانَ حلَّ به / في طولِ سجنِكَ من ضُرٍّ ومن باسِ
جرى من النَّفس جارٍ خالطَ النَّفسا
جرى من النَّفس جارٍ خالطَ النَّفسا / مِثلُ الهِلالِ ولما تَمَّ ما انتكَسا
مازال يَبعثُ لي عن عدَّتي خدَعاً / حتَّى استَجر بهنَّ السيف والفَرَسا
فحينَ لم يَبقَ ما ألحو عَليه بِه / وما ألقى به صار كالضرغام وافتَرَسا
وقد رَجَعتُ إليكُم يا بَني حَسنٍ / مُقارِباً بعدَ ذاك البُعد مُلتَمِسا
عندي حَدائقُ شُكرٍ غرسُ جودِكُم / قَد مسَّها عطَشٌ فليسقِ من غَرَسا
تدارَكوها وفي أغصانِها رَمقٌ / فلَن يعود اخضِرارُ العودِ إن يَبِسا
قد كانَ غضّاً وفيه اليومَ مَسكنةٌ / من الثناءِ وإن أغفَلتُموهُ عَسا
سيروا فإنَّ وجوهَ العيسِ واقِفةٌ / عنِّي وقوموا فإنَّ الدَّهر قد جَلَسا
ولا يُريبَنَّكم طولُ احتِباسِكُم / فالغَيثُ أحسَنُ ما يأتي إذا احتَبَسا
لم تستَمع سِرَّهُ من كلِّ مُلتَمِسِ
لم تستَمع سِرَّهُ من كلِّ مُلتَمِسِ / حتى أصابَ لِسانَ الدمعِ بالخرَسِ
وللشؤونِ شُؤونٌ في شَهادَتِها / وأنتَ تَعرفُها فاطلِق أو احتبِسِ
وناظرٍ عادَ بعدَ البرءِ مُنتكِساً / من أجلِ بدرِ تمامٍ غيرِ مُنتكِسِ
ألَم أقُل لكَ لا تهجم مفاجَأةً / أخشى عليكَ التباسَ الخيس بالكَنسِ
وخلسَةٍ بعد طولِ اليأسِ فزتُ بها / ممَّن محاسِنُه أحلَى من الخُلسِ
من مُرهَفِ الطرفِ دامي الخدِّ دلَّ عَلى / أن جاورَ السَّيفَ منه غيرُ مُحتَرِسِ
صابٍ إلى الوَصلِ نابٍ عنه ممتزجٍ / كأنَّه رِدفُه في اللين والدهَسِ
عصى عليَّ فَلا ينسَي فأذكرُه / أذكرتُهُ اللَّهَ فيما بَينَنا فَنَسي
أرى الخطوبَ ثكولاً حيثُما وَلدت / وابنُ الخُطوبِ يتيمٌ في طَرابلُسِ
من كدت حجركَ في خَضراء من غَدَقٍ / وكان بالأمسِ في شَهباء من بلَسِ
أنزَلتَهُ في جَنابٍ غيرِ مُهتَضمٍ / أبا الحُسينِ ورِزقٍ غيرِ محتبسِ
وأنتَ من مَعشرٍ جرَّت مناقِبُهم / شُغلاً طَويلاً عَلى الأَقلامِ والطرسِ
تَعلو فتَدنو كَما تَعلو خَلائقُهم / مثلَ الشُّموسِ ولكن ليسَ بالشمُسِ
وطالَما أطلَعوا من نارِ عَزمهم / شُهباً وربَّ شهابٍ غيرِ مُقتبَسِ
تأبى الوقوفَ عَلى الحاجاتِ أنفسُهم / حتى تَودّ لو استَغنَت عن النَّفَسِ
عزٌّ ركبتَ به ليثَ العَرينِ فما / ميَّزتَ صَهوتَه عَن صَهوةِ الفرَسِ
وقامَ عرشُك بالسعدِ المُنيفِ عَلى / الحصنِ المنيفِ لَهم عَن ذلك الحَرسِ
لقلعُ ضرسٍ ومَضغُ كِلسِ
لقلعُ ضرسٍ ومَضغُ كِلسِ / وردُّ أمسٍ ويومُ نَحسِ
ولذعُ نارٍ وحملُ عارٍ / وبَيعُ جارٍ برُبعِ فلسِ
ومَضغُ صَخرٍ وسَفُّ بعرٍ / وجُوعُ دَهرٍ وألفُ قَلسِ
وقَودُ قِردٍ ونسجُ بُردٍ / ودَبغُ جِلدٍ بغَيرِ شَمسِ
وقتلُ إلفٍ وأكلُ كفٍّ / وَضيقُ خُفٍّ ونَزعُ نَفسِ
وَقَتلُ عَمٍّ وَشُربُ سَمٍّ / وَطولُ غَمٍّ وَضَنكُ حَبسِ
وقتلُ خالٍ وعُدمُ مالٍ / وسُوءُ خالٍ وطُول عكسِ
وسُوءُ بَختٍ وأكلُ قَتٍّ / وطُولُ هَرتٍ وبَيعُ بَخسِ
وَطولُ يَأسٍ وعُدمُ كأسٍ / وقَطعُ رأسٍ ومَوتُ حِسِّ
وطولُ طَيشٍ ولبسُ خَيشٍ / وضيقُ عيشٍ وصَوتُ جَرسِ
وعُدمُ نَفعٍ وكسرُ ضَلعٍ / وطولُ صَفعٍ وطولُ حَبسِ
أهوَنُ مِن وَقفةٍ بِبابٍ / تَلقاكَ حُجّابُه بعَبسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025