خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا / واجعل سواد عيون العين انقاسا
ومن أشعة نور الشمس خذ قلما / واقبس لنفسك من حسان انفاسا
وانظم نجوم السما واشمخ بشعرك عن / جواهر الأرض ان درا وان ماسا
عساك تبلغ ما يرضى العلى بثنا / أكارم بثناهم نرفع الراسا
اقطاب مجد أقاموا للعلى فلكا / تسبيك انجمه سرجا وحراسا
وأولت الأدب العالي فضائلهم / روحا اعادته نضر الغصن مياسا
تواضعوا لك بالتكريم عن كثب / شأن الكريم بمرجو الندى واسى
ومن نأى جاد عن بعد بعاطفة / تنسي المعنى من الأيام ما قاسى
واشكر حكومة لبنان فقد جمعت / اسدا حوت شرف الأخلاق أخياسا
رئيسها الندب قد أولاك عارفة / اضحت حيال سناها الشهب اخناسا
والبس الوطن الغالي بغيرته / عزاً على الفلك الدوار دواسا
وأنت ان لم تكن أهلاً لفضلهم / فالغيث يسقي الربى خضرا وايباسا
ومن لنصرِكِ يا أم اللغات سوى / أبنائك الغر اجواداً واحماسا
واللَه أغناك باللفظ الرشيق وبال / معنى الرقيق فكنت الراح والكاسا
وقد أمدك من نور الجلالة ما / تود منه لغات الكون اقباسا
والشعر لولاك لم تعشق لطافته / ولا غدا في خلال النفس جواسا
هو القريض على عرش الجمال سما / وفضله جاوز الجوزاء واجتاسا
شادت به العرب الاجواد بيت على / سامي الذرى ورسا في المجد آساسا
قد كان مفخرة الأجيال عندهم / وبهجة النفس اصباحاً واغلاسا
سحر البيان تجلى فيه فانقلبت / بسره وحشة الأقوام ايناسا
وكم معلقة منه لها سجدوا / عرفان فضل به عطف النهى ماسا
وكم روائع اجرى العرب سلسلها / ينبتن في الجلمد الريحان والآسا
أهل الفصاحة زان اللَه السنهم / سادوا بها الخلق أجناسا فأجناسا
لهفي على زمن عمت سيادتهم / به وكانوا لأهل الأرض سواسا
ليت الليالي التي مذ ثار ثائرها / أردت كليباً وغالبت بعد جساسا
قد أخلفت كالموالي من بني مضر / وآل قحطان اقيالا واكياسا
ممن أفادوا بني الدنيا هدى وندى / ومن أقاموا بها للعدل قسطاسا
توارثوا المجد عن أسلافهم وسروا / مسراهم فزكوا زهرا واغراسا
وصاحبوا العلم نضرا والتقى ارجا / والحلم والزهر والاخلاق أقداسا
أولئك القوم لولا ذكرهم أبدا / يبني قصور الرجا اصبحن أدراسا
يا ابن العروبة جدد مجدها واقم / له العماد بعزم يطرد الياسا
اسلك اليه سبيل العلم مجتهداً / طول الحياة تنل جاها وارغاسا
وخل نهج الكسالى ان تكن فطنا / فالنصل تكسبه الاصداء ادناسا
اهل البطالة أوهى اللَه أنفسهم / ولم يدع في ديار العز أحلاسا
والجهل ان ساد في الأقوام بدلهم / من السعود وقاك اللَه اتعاسا
ناج الحقيقة واهجر كل مختبل / يدق للوهم أبواقاً وأجراسا
وان ضربت بسهم في سبيل على / فكن معداً لها بالحزم أقواسا
كم ذلل الحزم صعباً كان امنع من / صيد اقر عليه الليث أضراسا
أخو الحصافة يلقى الهول مبتسماً / كأنما شد للافراح أفراسا
وعادم الرأي لا ينفك مبتئساً / حيران يضرب للأسداس أخماسا
واذكر ماثر أسلاف حضارتهم / كانت لدى ظلمة التاريخ نبراسا
في كل علم وفن طال باعهم / حتى جلوا عن طريق النجح أغلاسا
واصبحوا قدوة للخلق نافعة / والناس خيرهم من ينفع الناسا
فاعمل لاحياء ما شاد الجدود ولا / تقم على الجهل ان ما كنت حسّاسا
عسى مع العالم الراقي يكون لنا / حظ يعيد حواشي العيش أملاسا
ولا تعش يائساً في الدهر من أمل / قد يبسم الدهر مهما كان عبّاسا
وليس ينساك من نجاك من زمن / قسا وشد على الاعناق أمراسا
وما رميت ولكن الإله رمى / وليس يخطئ سهم اللَه برجاسا