من أين للسعد ما ندري وللرازي
من أين للسعد ما ندري وللرازي / فيما نحاول من كشف وإبراز
هما يقولان عن إدراك عقلهما / في الله تقييس بنيان بهنداز
من عصبةٍ واجهوا بحر الشريعة مع / دعوى النفوس فنالوا مِلْءَ أكواز
وينقل البعض عن بعض ويكنز ما / يروي فهم بين نقَّال وكناز
حتى إذا فهموا أقوال من سلفوا / وحرروها بتطويل وإيجاز
قالوا الجهابذة النقاد نحن فمن / لنا يساوي وأين البوم والبازي
كبائع الخبز لا يدري العجين ولا / طحن الدقيق ولا نيران خباز
سوى التناول مع تصفيف أرغفة / والبيع للغير في شام وأهواز
وفاض نحن عليها البحر فامتلأت / به بواطننا من غير إعواز
والحق واجهنا في كل ما علمت / حواسنا ثم لم نحتج لإجهاز
وزال لبس العمى عنا بطلعته / بنا وهم أسر إلباس وإلغاز
ونحن قلنا عن الفتح المبين وعن / نطق الوجود مقالاً ليس بالخازي
لنا الحقيقة سر الغيب نكشفه / عن المعاني التي في طيِّ إعجاز
بالفقر قمنا على أبواب عزة من / عنه صدرنا بتقدير وإفراز
كالبرق نلمع عن توجيه قدرته / مصورين به فيه بإحراز
والسعد يدرك والرازي ونحوهما / جمود ما هم به كالهازل الهازي
والحق حاجبهم عنه بأنفسهم / مقيدين بألقاب وأنباز
وأمرهم عنه ممتاز بما زعموا / وأمرنا نحن عنه غير ممتاز
معلقين به في كل حالتنا / نلجا إليه بإكرام وإعزاز
وهم يظنون ما هم فيه محض هدى / وغيره قول هماز ولماز
وعلمهم قطرة من علمنا مزجوا / بها مقالات طاغي الدين غماز
من رأي فلسفة حمقى مزخرفة / بادت بسيف من الإسلام هزهاز
علم الكلام الذي باعوا به وشروا / من الكلام كثيراً بيع بزاز
وقد نهى السلف الماضون عنه وهم / لم ينتهو حيث لا يغزوهمو غازي
لو لم تكن فيه سمعياته لغدت / منه مقالاته أقوال طناز
ولقبوه أصول الدين حيث لهم / فيه مباحث سمعيات مجتاز
والدين ما أصله إلا الكتاب وما / في سنة المصطفى وعداً بإنجاز
فخذ عن الله ما جاء الكتاب به / من العقائد مع إيمانك الشاز
وما به السنة الغراء قد وردت / على مرادهما إيقان فواز
تظفر بمعنى أصول الدين أجمعها / وتسترح من كلام فيه أزّاز