قد أمكنت فرص اللذات فانتهز
قد أمكنت فرص اللذات فانتهز / وسامحتك وعود الدّهر فانتجز
روضٌ يزفّ ومعشوقٌ وكأس طلا / لقد ظفرت بعيشٍ غير ذي عوَز
أما ترى الراح يهدي صفو مزنتها / غيم الزّجاج إلى أرض الحشا الجرز
وحامل الكاس قد جاز الغرام به / قلبي ولولا فتاوى الحبّ لم يجز
خمريّ ثغرٍ فما نفسٌ بصاحبةٍ / تبريّ خدّ فما دمعٌ بمكتنز
إذا خطا نفحت أعطافه أرجاً / نفحَ الثناءِ عليكم يا بني اللكز
أنتم أناسٌ إذا أجرى الورى نسباً / للجود عدَّ إلى أيديكمُ وعزي
نعم المفيدون للطلاب ما سألوا / والآخذون من الهلاك بالحجز
والجاعلون معاني المجد واضحة / بين الأنام وكان المجد كالّلغز
لم يبق بين بني الدنيا وبينكمُ / إلا مشابه بين الدّرّ والخرز
دلَّ العلاء على إيضاح سؤددكم / دلالةَ القبسِ الموفي على نشز
ذو الجود والبأس من يعرض لسطوته / يهلك ومن يرجُ نعمى كفه يفُز
وشائد البيت لا حقٌّ بمطّرح / للقاصدين ولا وفرٌ بمكتنز
أما الندى فندى غر نخادعه / والعزم عزم سديد الرأي محترز
جدوى على إثر جدوى غير قاصرةٍ / كالسيل محتفزٍ في أثر محتفز
لو نازعته بيوت الأولين على / لصيرَ الصدرَ منها موضع العجز
غزَا إلى الجيش منصور اللوا ودنا / جيش السؤال إلى أمواله فغزي
يا ماجداً نال من حمدٍ ومن شرف / ما لم تنل آل حمدان ولم تحز
تقاصر الشعر عن علياك من خجل / حتى البسيط تماماً آخر الرجز
وما وفتك لطول المسهبات ثنا / فكيف نبغي وفاء الوعد بالوجز