المجموع : 8
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ / ما ابيضَّ مِنهُ سِوى ثَغرٍ حَكى الدُرَرا
قَد صاغَهُ مِن سَوادِ العَينِ خالِقُهُ / فَكُلُّ عَينٍ إِلَيهِ تُدمِنُ النَظَرا
كَأَنَّما هُوَ مرآةٌ تُقابلُهُ / مِنَ الوَرى أَنفُسٌ قَد أُودِعَت صُوَرا
تِلكَ اللَواتي غَدَت في الحُسنِ مُشرِقَةً / لَفاقَتِ النَيِّرَينِ الشَمسَ وَالقَمَرا
تَقَسَّمت لَونَهُ الأَبصارُ وَالِهَةً / في حُسنِهِ فَإِذا إِنسانُها بَصَرا
لَولا سَوادٌ بِها مِنهُ لَما نَظَرَت / وَلَم يَكُن عاشِقٌ بِالعَينِ قَد سُحِرا
نُوبِيُّ جِنسٍ فُؤادي مِنهُ في نُوَبٍ / مُستَعجِمٌ أَفصَحَت في وَصفِهِ الشُعَرا
مِن آلِ حامٍ أَخي سامٍ وَيافثِهِ / بِحُسنِهِ استعبَدَ السامِينَ وَالخَزَرا
مُكَمَّلُ الخَلقِ مِن فَرقٍ إِلى قَدَمٍ / مُذَلَّلُ الخُلقِ مِطواعٌ إِذا أُمِرا
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن / زِيارَةِ المُصطَفى للعَودِ مُختارا
فَزارَكَ الناسُ أَرسالاً وَبَعضُهُم / قَد اِزدَراكَ اِنتخاءً مِنهُ ما زارا
وَما اِزدراكَ سِوى غَمرٍ أَخي حَسَدٍ / يَرى بِكَ الشَمسَ إِحراقاً وَإنوارا
لَو أَنَّهُ كُنتَ رِجساً مِن مُسالَمَةٍ / وَافى مِن القُدسِ كانَ الغُمر زوّارا
إِن يُترَكُوا فَقَديماً زارَ أَكبَرُهُم / قَدراً وَأَكثَرُهُم في الشَرعِ آثارا
المالِكي وَالحَنِيفِيُّ اللَذانِ هُما / في العَصرِ كانا أَجَلَّ الناسِ مِقدارا
التابعانِ الإِمامَينِ اللَذَينِ هُما / أَصلُ الشَريعةِ إِخباراً وَتَنظارا
الأَصبَحِيُّ وَنُعمانٌ فَلا بَرِحا / يَسقِي ضَريحَهُما الرَحمَنُ مِدرارا
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ / تَذكر القَلب ما قَد كانَ في الصِغَرِ
إِني كَلفت بِريم قَد تَقنصني / إشراك مقلته
أَباحَ لي قَطفَ وَردٍ يانِعٍ نَضِرٍ / وَرَشف شهدٍ شَهيّ عاطرٍ خَصِرِ
يا حُسنَه وَأَريجَ الراح في فَمه / كَالمسك ذُرَّ عَلى صافٍ مِن الدُرَرِ
وَحَبَّذا زَغَبٌ في وَجنَتَيهِ بَدا / هُوَ السياجُ عَلى رَوضٍ مِن الزَهَرِ
وَرد يُضاعف حبيه مُضاعَفة / وَنَرجس زين بالتذييل وَالحوَرِ
وَفيهِ مَعنى لَطيف لَيسَ يُدركه / إِلا فَتى مُؤثر للعقل لا الصُوَرِ
تَوكَّدَت بَينَ روحينا مُناسَبَةٌ / لِذَلِكَ اِتَفَقا في الوِرد وَالصَدَرِ
وَفي تَعانُق جسمينا تَرى عَجَباً / إِثنان قَد ظَهَرا فَرداً لِذي النَظَرِ
وَقَد غنيت بِهِ عَن كُل غانِيَةٍ / مَن أَدرَك العَين لا يَعتَدُّ بِالأثَرِ
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ / كَالبَحرِ في تَيارِهِ الزاخِرِ
وَمِن ضِياءٍ وَجهُهُ مُشرِقٌ / مِن بَدأةِ الأَمرِ إِلى الآخِرِ
دَخِرت وُدّي لَكُمُ دائِماً / ما لِسواكُم أَنا بِالداخِرِ
وَقَد فَخَرتُ بِانتِمائي لَكُم / أَعزِز بِعَبدٍ بِكُمُ فاخِرِ
لَولا نَدى إِحسانِكم في الوَرى / كُنتُ كَعَظمٍ هامِدٍ ناخِرِ
وَإِنَّ بَحرَ جُودكُم مُفعَمٌ / يَجري بِفُلكٍ لِلنَدى ماخِرِ
وَمَن يَحِد عَن بابِ إِحسانِكُم / يَعِش كَعَبدٍ خاسِرٍ داخِرِ
يَضحَك أَو يَهزَأُ مِن فِعلِهِ / كَم ضاحِكٍ مِنهُ بِهِ ساخِرِ
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه / وَلاحَ كَالشَمسِ حُسناً وَقتَ إِبدارِه
فَقُلتُ للنَفسِ هَذا وَقتُهُ دارِه / أورِد لَهُ عَسجَداً مِن قَبلِ إِصدارِه
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ / لَهُ مِن الحُسنِ تَكوين وَتَصويرُ
سَرى لَهُ الحُسنُ مِن شَمسٍ لَهُ وَلَدَت / بَدراً لَهُ في سَماءِ المَجدِ تَنويرُ
فيهِ حَلاوةُ أمٍّ وَاعتِزازُ أَبٍ / فَخَلقُهُ فيهِ تَيسيرٌ وَتَفسيرُ
سَمَّوهُ بِاسمِ نَبيٍّ لا نَظيرَ لَهُ / في الأَنبياءِ فَمَحمودٌ وَمَشكورُ
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا / داعٍ إِلى اللَهِ فَردٌ ما له وَزَرُ
عَلى محياه مِن سِيما الألى صحبوا / خَيرَ البريةِ نورٌ دونه القَمرُ
حَبرٌ تَسربل مِنهُ دَهره حِبراً / بَحر تَقاذف مِن أَمواجه الدررُ
قامَ ابنُ تيميةٍ في نَصرِ شرعتنا / مَقامَ سَيِّد تيمٍ إِذ عصت مُضَرُ
وَأَظهَرَ الحَقَّ إِذ آثاره اندَرَسَت / وَأَخمَدَ الشرَ إِذ طارَت لَهُ شَرَر
كُنا نُحَدِّثُ عَن حَبر يَجيء فَها / أَنتَ الإمامُ الَّذي قَد كانَ يُنتَظَرُ
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت / أَمواجُه وَالوَرى مِنهُ عَلى سَفَرِ
في لَيلَةٍ أَسدَلت جلبابَ ظلمتها / وَغابَ كَوكَبُها عَن أَعينِ البَشَرِ
وَالماءُ تَحت وَفَوق المُزن وَاكفهُ / وَالبَرقُ يَستَلُّ أَسيافاً مِن الشَرَرِ
وَالفُلكُ في وَسَط الماءين تحسبُها / عَيناً وَقَد أَطبَقَت شفراً عَلى شَفَرِ
وَالروح مِن حَزَنٍ راحَت وَقَد وَردت / صَدري فَيا لكَ مِن ورد بلا صَدَرِ
هَذا وَشَخصُكَ لا يَنفك في خَلَدي / وَفي فُؤادي وَفي سَمعي وَفي بَصَري