القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 8
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ / ما ابيضَّ مِنهُ سِوى ثَغرٍ حَكى الدُرَرا
قَد صاغَهُ مِن سَوادِ العَينِ خالِقُهُ / فَكُلُّ عَينٍ إِلَيهِ تُدمِنُ النَظَرا
كَأَنَّما هُوَ مرآةٌ تُقابلُهُ / مِنَ الوَرى أَنفُسٌ قَد أُودِعَت صُوَرا
تِلكَ اللَواتي غَدَت في الحُسنِ مُشرِقَةً / لَفاقَتِ النَيِّرَينِ الشَمسَ وَالقَمَرا
تَقَسَّمت لَونَهُ الأَبصارُ وَالِهَةً / في حُسنِهِ فَإِذا إِنسانُها بَصَرا
لَولا سَوادٌ بِها مِنهُ لَما نَظَرَت / وَلَم يَكُن عاشِقٌ بِالعَينِ قَد سُحِرا
نُوبِيُّ جِنسٍ فُؤادي مِنهُ في نُوَبٍ / مُستَعجِمٌ أَفصَحَت في وَصفِهِ الشُعَرا
مِن آلِ حامٍ أَخي سامٍ وَيافثِهِ / بِحُسنِهِ استعبَدَ السامِينَ وَالخَزَرا
مُكَمَّلُ الخَلقِ مِن فَرقٍ إِلى قَدَمٍ / مُذَلَّلُ الخُلقِ مِطواعٌ إِذا أُمِرا
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن / زِيارَةِ المُصطَفى للعَودِ مُختارا
فَزارَكَ الناسُ أَرسالاً وَبَعضُهُم / قَد اِزدَراكَ اِنتخاءً مِنهُ ما زارا
وَما اِزدراكَ سِوى غَمرٍ أَخي حَسَدٍ / يَرى بِكَ الشَمسَ إِحراقاً وَإنوارا
لَو أَنَّهُ كُنتَ رِجساً مِن مُسالَمَةٍ / وَافى مِن القُدسِ كانَ الغُمر زوّارا
إِن يُترَكُوا فَقَديماً زارَ أَكبَرُهُم / قَدراً وَأَكثَرُهُم في الشَرعِ آثارا
المالِكي وَالحَنِيفِيُّ اللَذانِ هُما / في العَصرِ كانا أَجَلَّ الناسِ مِقدارا
التابعانِ الإِمامَينِ اللَذَينِ هُما / أَصلُ الشَريعةِ إِخباراً وَتَنظارا
الأَصبَحِيُّ وَنُعمانٌ فَلا بَرِحا / يَسقِي ضَريحَهُما الرَحمَنُ مِدرارا
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ / تَذكر القَلب ما قَد كانَ في الصِغَرِ
إِني كَلفت بِريم قَد تَقنصني / إشراك مقلته
أَباحَ لي قَطفَ وَردٍ يانِعٍ نَضِرٍ / وَرَشف شهدٍ شَهيّ عاطرٍ خَصِرِ
يا حُسنَه وَأَريجَ الراح في فَمه / كَالمسك ذُرَّ عَلى صافٍ مِن الدُرَرِ
وَحَبَّذا زَغَبٌ في وَجنَتَيهِ بَدا / هُوَ السياجُ عَلى رَوضٍ مِن الزَهَرِ
وَرد يُضاعف حبيه مُضاعَفة / وَنَرجس زين بالتذييل وَالحوَرِ
وَفيهِ مَعنى لَطيف لَيسَ يُدركه / إِلا فَتى مُؤثر للعقل لا الصُوَرِ
تَوكَّدَت بَينَ روحينا مُناسَبَةٌ / لِذَلِكَ اِتَفَقا في الوِرد وَالصَدَرِ
وَفي تَعانُق جسمينا تَرى عَجَباً / إِثنان قَد ظَهَرا فَرداً لِذي النَظَرِ
وَقَد غنيت بِهِ عَن كُل غانِيَةٍ / مَن أَدرَك العَين لا يَعتَدُّ بِالأثَرِ
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ / كَالبَحرِ في تَيارِهِ الزاخِرِ
وَمِن ضِياءٍ وَجهُهُ مُشرِقٌ / مِن بَدأةِ الأَمرِ إِلى الآخِرِ
دَخِرت وُدّي لَكُمُ دائِماً / ما لِسواكُم أَنا بِالداخِرِ
وَقَد فَخَرتُ بِانتِمائي لَكُم / أَعزِز بِعَبدٍ بِكُمُ فاخِرِ
لَولا نَدى إِحسانِكم في الوَرى / كُنتُ كَعَظمٍ هامِدٍ ناخِرِ
وَإِنَّ بَحرَ جُودكُم مُفعَمٌ / يَجري بِفُلكٍ لِلنَدى ماخِرِ
وَمَن يَحِد عَن بابِ إِحسانِكُم / يَعِش كَعَبدٍ خاسِرٍ داخِرِ
يَضحَك أَو يَهزَأُ مِن فِعلِهِ / كَم ضاحِكٍ مِنهُ بِهِ ساخِرِ
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه / وَلاحَ كَالشَمسِ حُسناً وَقتَ إِبدارِه
فَقُلتُ للنَفسِ هَذا وَقتُهُ دارِه / أورِد لَهُ عَسجَداً مِن قَبلِ إِصدارِه
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ / لَهُ مِن الحُسنِ تَكوين وَتَصويرُ
سَرى لَهُ الحُسنُ مِن شَمسٍ لَهُ وَلَدَت / بَدراً لَهُ في سَماءِ المَجدِ تَنويرُ
فيهِ حَلاوةُ أمٍّ وَاعتِزازُ أَبٍ / فَخَلقُهُ فيهِ تَيسيرٌ وَتَفسيرُ
سَمَّوهُ بِاسمِ نَبيٍّ لا نَظيرَ لَهُ / في الأَنبياءِ فَمَحمودٌ وَمَشكورُ
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا
لَما أَتينا تَقيَّ الدين لاحَ لَنا / داعٍ إِلى اللَهِ فَردٌ ما له وَزَرُ
عَلى محياه مِن سِيما الألى صحبوا / خَيرَ البريةِ نورٌ دونه القَمرُ
حَبرٌ تَسربل مِنهُ دَهره حِبراً / بَحر تَقاذف مِن أَمواجه الدررُ
قامَ ابنُ تيميةٍ في نَصرِ شرعتنا / مَقامَ سَيِّد تيمٍ إِذ عصت مُضَرُ
وَأَظهَرَ الحَقَّ إِذ آثاره اندَرَسَت / وَأَخمَدَ الشرَ إِذ طارَت لَهُ شَرَر
كُنا نُحَدِّثُ عَن حَبر يَجيء فَها / أَنتَ الإمامُ الَّذي قَد كانَ يُنتَظَرُ
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت
لَقَد ذَكرتكَ وَالبحرُ الخِضمُّ طغت / أَمواجُه وَالوَرى مِنهُ عَلى سَفَرِ
في لَيلَةٍ أَسدَلت جلبابَ ظلمتها / وَغابَ كَوكَبُها عَن أَعينِ البَشَرِ
وَالماءُ تَحت وَفَوق المُزن وَاكفهُ / وَالبَرقُ يَستَلُّ أَسيافاً مِن الشَرَرِ
وَالفُلكُ في وَسَط الماءين تحسبُها / عَيناً وَقَد أَطبَقَت شفراً عَلى شَفَرِ
وَالروح مِن حَزَنٍ راحَت وَقَد وَردت / صَدري فَيا لكَ مِن ورد بلا صَدَرِ
هَذا وَشَخصُكَ لا يَنفك في خَلَدي / وَفي فُؤادي وَفي سَمعي وَفي بَصَري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025