القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 15
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ / وَاللَيلُ يَقظانُ عَينِ الزُهْرِ وَالزَهَرِ
يا نائِمَ اللَيلِ ماذا فاتَ نائِمَهُ / مِن لَذَّةٍ تَشتَريها العَينُ بِالسَهَرِ
لا بُدَّ بَينَ الرِضا وَالسُخطِ مِن سَهَرٍ / يُقَلِّبُ اللَيلَ بَينَ الطولِ وَالقِصَرِ
وَأَنتَ يا قَمَري لا بُدَّ مِنكَ وَلَو / بَنَيتَ دارَكَ لي في دارَةِ القَمَرِ
يا مَورِدَ العَيشِ لَم يَترُكْهُ وارِدُهُ / عَلى الصَفاءِ وَلَم يَهجُرْهُ لِلكَدَرِ
ظَبيٌ إِذا ما أَدارَ الخَمرَ قُلتُ لَهُ / هَذا الَّذي لَم تُدِرهُ ظَبيَةُ الخَمَرِ
إِن نامَ زُرتُ خَيالاً أَو يَهُبَّ أَزُر / أَو يَمشِ أَسعَ وَإِن خَبَّ الخُطى أَطِر
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً / إِلّا اِقتَضى الوَطَرُ المَقضِيُّ أَوطارا
يا مَن شَقيتُ بِهِ دُنيا وَآخِرَةً / تُرى عَرَفتَ سِوى الدارَينِ لي دارا
النارُ في هَذِهِ لِلقَلبِ تَدخُلُهُ / وَتِلكَ فَالجِسمُ فيها يَدخُلُ النارا
أَشقى البَرِيَّةِ مَنظوراً وَمُنتَظِراً / هَذا الضَعيفُ الَّذي يَهواكَ جَبّارا
إِنّا إِلى اللَهِ إِن لَم يَغتَفِر زَلَلي / أَستَغفِرُ اللَهَ سَتّارا وَغَفّارا
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها / قَلبي وَإِن جَهِلَت عَيني يُخَبِّرُها
ما كادَها الريحُ قِدماً حينَ يَنسِفُها / وَإِنَّما خَلفَهُم أَمسى يُسَيِّرُها
لَقَد عَفَت وَذُيولُ الريحِ إِن سُحِبَت / لَم يَبقَ مِن رَسمِها باقٍ يُعَثِّرُها
يا دارُ كُنتِ لِأَفلاكِ الهَوى فَلَكاً / فَما اِستَطَعتُكِ أَفلاكاً أُسَمِّرُها
ما أَنتِ إِلّا عَروسٌ وَالرَبيعُ لَها / في كُلِّ عامٍ بِما يَشري يُشَوِّرُها
وَالدارُ كَالساكِنيها حُكمُ خالِقِها / يُميتُها وَإِذا ما شاءَ يَنشُرُها
كَم لِلسَحائِبِ عِندَ الدارِ مِن مِنَنٍ / مِشكورَةٍ وَلِسانُ الرَوضِ يَشكُرُها
كَم يَهتِكُ الدَمعُ سِرّاً كُنتُ أَستُرُهُ
كَم يَهتِكُ الدَمعُ سِرّاً كُنتُ أَستُرُهُ / وَيُمحِلُ الجَفنُ خَدّاً باتَ يُمطِرُهُ
يا مَن تَبَسَّمَ عَن دُرٍّ يُنَظِّمُه / ثَغراً عَلى أَنَّهُ بِاللَفظِ يَنثُرُهُ
عُنقودُ صُدغِكَ رَجعُ اللَحظِ يَعصِرُهُ / خَمراً بِريقِكَ شَمسُ الخَدِّ تَهصِرُهُ
ما كانَ أَقرَب قَلبَ الصَبِّ مِن كَلَفٍ / لَو لَم يَكُن طَرفُكَ السَحّارُ يَسحَرُهُ
إِذا تَقاضى ومن يَهوى إِلى حَكَمٍ / فالدَمعُ شاهِدُهُ وَالخَدُّ مَحضَرُه
أَلقى عَلى النَهَرِ الجاري لَهُ شَبَكاً / يُصطادُ فيهِ مِنَ النُوّارِ جَوهَرُهُ
في لَيلِ وَصلٍ كَلَيلِ الهَجرِ لَم يُنِرِ
في لَيلِ وَصلٍ كَلَيلِ الهَجرِ لَم يُنِرِ / وَلا صَفا بَل وَمَلآنٌ مِنَ الكَدَرِ
مِنَ الرَقيبِ مِنَ الغَيرانِ مِن حَدَقٍ / مِنَ النُجومِ وَلا أَنسَى مِنَ القِصَرِ
تَقَدَّمَ الوَقتَ فيهِ الوَقتُ مِن عَتَمٍ / بِلا عِشاءٍ وَمِن صُبحٍ بِلا سَحَرِ
كَخافِقِ الآلِ لَم تَبُرُد بِهِ غُلَلي / وَخاطِفِ البَرقِ لَم يُمتَع بِهِ بَصَري
وَأَنتَ يا ذَيلَ لَيلِ الوَصلِ تَخطُبُ لي / مِنَ العَشاءِ وَلَيلُ الهَجرِ في حَصَرِ
لَيتَ الدَياجي عَلى الآفاقِ مُقفَلَةٌ / فَلا تُفَضُّ عَنِ الأَسحارِ وَالبُكَرِ
وَلَيتَ أَغرِبَةً لِلبَينِ ما وَقَعَت / وَلَيتَ أَغرِبَةً لِلَّيلِ لَم تَصِرِ
وَصَدَّ صَقرُ الدُجى بازِيَّ صُبحَتِها / يَنقَضُّ خَلفَ بُغاثِ الأَنجُمِ الزُهُرِ
تَزهو بِدَولَتِكَ الدُنيا وَتَفتَخِرُ
تَزهو بِدَولَتِكَ الدُنيا وَتَفتَخِرُ / وَتَقتَضي سَيفَكَ العَليا وَتَنتَظِرُ
وَإِن أَساءَت بِنا الدُنيا وَما اِعتَذَرَت / مِنّا فَإِنَّكَ تُعطينا وَنعَتَذِرُ
أَمّا الكَواكِبُ وَالأَنوارُ شارِقَةٌ / فَتَستَعيرُ سَناهُ حينَ تَستَعِرُ
وَجهٌ نَدى بِشرِهِ مِفتاحُ كُلِّ مُنى / مَرامُها وَعِرٌ أَو قُفلُها عَسِرُ
لِكُلِّ ظامِئَةٍ مِن مائِهِ رَمَقٌ / في كُلِّ داجِيَةٍ مِن وَجهِهِ قَمَرُ
مُستَعظَمُ الخَبَرِ المَسموعِ إِذ ظَفِرَت / عَيني بِطَلعَتِهِ فَاِستُصغِرَ الخَبَرُ
قَد كانَ يَبلُغُ سَمعي مِن مَكارِمِهِ / ما قُلتُ هَيهاتَ أَن يَحظى بِذا بَشَرُ
فَالحَمدُ لِلَهِ حَمداً غَيرَ مُقتَصِرٍ / إِن قَصَّرَ السَمعُ عَمّا نالَهُ النَظَرُ
في كُلِّ سَمعٍ لَهُ مِن شاكِرٍ خَبَرٌ / في كُلِّ كَفٍّ لَهُ مِن آمِلٍ أَثَرُ
وَكُنتُ أَحتالُ أَن أَحظى بِزَورَتِهِ / فَاليَومَ قَد جُمِعَت لي عِندَهُ الخِيَرُ
مَكارِمٌ لا يَنالُ الحَصرُ غايَتَها / فَلا عَجيبٌ إِذا ما نالَني الحَصَرُ
هَذي المَوارِدُ وَالآمالُ وارِدَةٌ / فَليُنسِكَ الصَفوُ مِنها ما جَنى الكَدَرُ
مَوارِدٌ بِبُروقِ البِشرِ قَد مُزِجَت / كَذَلِكَ السُحبُ فيها البَرقُ وَالمَطَرُ
أَبقَت عَلى مائِها أَنوارُ غُرَّتِهِ / يا حُسنَ ما خَفَرَ الإِحسانَ ذا الخَفَرُ
أَهَذِهِ سِيَرٌ في المَجدِ أَم سُوَرُ
أَهَذِهِ سِيَرٌ في المَجدِ أَم سُوَرُ / وَهَذِهِ أَنجُمٌ في السَعدِ أَم غُرَرُ
وَأَنمُلٌ أَم بِحارٌ وَالسُيوفُ لَها / مَوجٌ وَإِفرِندُها في لِجِّها دُرَرُ
وَأَنتَ في الأَرضِ أَم فَوقَ السَماءِ فَفي / يَمينِكَ البَحرُ أَم في وَجهِكَ القَمَرُ
يُقَبِّلُ البَدرُ تُرباً أَنتَ واطِئُهُ / فَلِلتُرابِ عَلَيهِ ذَلِكَ الأَثَرُ
نَأى بِهِ المُلكُ حَتّى قيلَ ذا مَلَكٌ / دَنا بِهِ الجودُ حَتّى قيلَ ذا بَشَرُ
في كُلِّ يَومٍ لَنا مِن مَجدِهِ عَجَبٌ / وَكُلِّ لَيلٍ لَنا مِن ذِكرِهِ سَمَرُ
نَظَرتُ في نَجمِهِ فَالسَعدُ طالِعُهُ / لا يَنقَضي وَعَلى أَموالِهِ سَفَرُ
أَبا الفَوارِسِ وَالآباءُ مُشفِقَةٌ / وَهُم بَنوك وَما تُبقي وَلا تَذَرُ
تَلقى عَروسَ المَنايا وَهيَ حاسِرَةٌ / وَخدُّها فيهِ مِن فَيضِ الدِما خَفَرُ
وَالضَربُ بِالبيضِ مِن آثارِهِ عُكَنٌ / وَالطَعنُ بِالسمُرِ مِن آثارِهِ سُرَرُ
وَرُبَّ لَيلَةِ خَطبٍ قَد سَرَيتَ بِها / وَما سَرى كَوكَبٌ فيها وَلا قَمَرُ
سُمتَ العَويصَ بِعَزمٍ ما لَهُ ضَجَرٌ / أَو البَعيدَ بِباعٍ ما بِهِ قِصَرُ
وَأَنتَ في جَيشِ رَأي لا غُبارَ لَهُ / تَرمي العُداةَ بِقَوسٍ ما لَها وَتَرُ
هِيَ الحُروبُ الَّتي لا السَيفُ مُنثَلِمٌ / فيها وَلا الذابِلُ الخَطِيُّ مُنأَطِرُ
سِرنا وَسارَ شُجاعٌ وَهوَ يَقدُمُنا / وَعَزمُنا آمِرٌ وَالدَهرُ مُؤتَمِرُ
وَكانَ ذِكرُ اِسمِهِ فيهِ الحَياةُ لَنا / وَالذُخرُ إِنَّ الشُجاعَ الحَيَّةَ الذَكَرُ
كانَ الحُسامُ يَمانِيَّ الهَوى مَعَنا / فَما أَضَرَّ بِنا أَن أَصفَقَت مُضَرُ
وَبِتَّ وَالمَوتُ طَيفٌ قَد أَلَمَّ بِنا / فَما ثَنى الطَيفَ إِلّا ذَلِكَ السَهَرُ
سَقى بِكَ اللَهُ دُنيانا فَأَخصَبَها / وَالعَدلُ يَفعَلُ مالا يَفعَلُ المَطَرُ
لَمّا اِستَقَلَّت سُتورُ المُلكِ لاحَ لَنا / مُلكٌ بِهِ الجودُ عَينٌ وَالثَنا أَثَرُ
في كَعبَةٍ لِلنَدى لَو حَلَّها مَلِكٌ / تَهَيَّبَ النُطقَ حَتّى قيلَ ذا حَجَرُ
وَسائِلٍ لِيَ ما العَلياءُ قُلتُ لَهُ / في فِعلِهِ الخُبرُ أَو في قَولِهِ الخَبَرُ
ما أَنصَفَت مَجدَهُ نُظّامُ سيرَتِهِ / إِنَّ الَّذي سَتَروا فَوقَ الَّذي سَطَروا
نالَ السَماءَ بِأَطرافِ القَنا فَبَدَت / مِنَ النُصولِ عَلَيها أَنجُمٌ زُهُرُ
لا يُحدِثُ النَصرُ في أَعطافِهِم مَرَحاً / حَتّى كَأَنَّهُمُ بِالنَصرِ ما شَعَروا
أَجرَو دِماءَ العِدا بَينَ الرِماحِ فَما / يُقالُ عِندَهُمُ ماءٌ وَلا شَجَرُ
تَرى غَرائِبَ مِن أَفعالِ مَجدِهِمُ / يَرُدُّها الفِكرُ لَو لَم يَشهَدِ النَظَرُ
خَلائِقٌ في سَمَواتِ العُلا زُهُرٌ / مِنها تُنيرُ وَفي رَوضِ الثَنا زَهَرُ
الناسُ أَضيافُكُم وَالأَرضُ دارُكُمُ / فَهوَ المُقامُ فَلِم قالوا هُوَ السَفَرُ
ما أَنصَفَ الشُكرُ لَولا أَن تُسامِحَنا / فَأَنتَ تطنبُ جوداً وَهوَ يَختَصِرُ
كانَ الفَرَنجُ لَهُم نونٌ وَقَد حُذِفَت
كانَ الفَرَنجُ لَهُم نونٌ وَقَد حُذِفَت / وَجاءَنا فَرَجٌ ما كانَ يُذدَكَرُ
يا حُسنَ ما اِختُصِرَت قاماتُ قَومِهِم / كَذاكَ سَيفُكَ لِلقاماتِ يَختَصِرُ
أَمّا سُيوفُكَ لِلمَعنى فَتَفهَمُهُ / وَما عَلَيكَ إِذا لَم تَفهَمِ البَقَرُ
أَصلابُ أَظهُرِهِم تَحكي صَليبَهُمُ / كَلاهُما بِاللِقا وَالرُعبِ مُنكَسِرُ
سَعادَةٌ قابَلَت وَالرُمحُ مُضطَجِعٌ / وَعَزمُةٌ بَرَزَت وَالسَيفُ مُدَّثِرُ
وَلَيلَةٍ لَو سِوَاهُ كانَ كاشِفَها / ما ذابَ في دَمعِها نَجمٌ وَلا قَمَرُ
وَلّى العَدُوُّ وَعُثمانٌ وَراءَهُمُ
وَلّى العَدُوُّ وَعُثمانٌ وَراءَهُمُ / وَالمُسلِمونَ وَهَذا جُملَةُ الخَبَرِ
جاءَ البَشيرُ بِأَخبارٍ مُطَوَّلَةٍ / قالوا اِختَصِرها فَقُلتُ اللُطفُ بِالبَشَرِ
اِغضُض عِنانَكَ هَذا مُنتَهى السَفَرِ
اِغضُض عِنانَكَ هَذا مُنتَهى السَفَرِ / وَاِمدُد بَنانَكَ هَذا مُجتَنى الثَمَرِ
ها أَنتَ فَوقَ سَماءِ المَكرُماتِ فَزِد / عَفواً بِلا مِنَّةٍ صَفواً بِلا كَدَرِ
وَقَد بَدا لَكَ إِسفارُ القُبولِ عَلى / ثَلاثَةِ الوَجهِ وَالإِصباحِ وَالسَفَرِ
قُم سابِقاً بِثَناءٍ يُستَطابُ لَهُ / ما باتَ مُعتَلِجاً في خاطِرِ السَحَرِ
اغرُب فَمُذ كُنتَ لا تَأتي بِمُغرِبَةٍ / هَل جِئتَهُ عَن سِوى نُعماهُ بِالخَبَرِ
الجودُ أَمدَحُ مِمَّن قامَ يَمدَحُهُ / وَالناسُ ما سَمِعوا إِلّا مِنَ النَظَرِ
وَلا تَقُل عِندَ خَتمِ الشِعرِ تَمدَحُهُ / خُذها وَقُل لا تُؤاخِذها بِذا الحَصَرِ
بَلَغتُ أَوَّلَ عُمري أَرذَلَ العُمُرِ
بَلَغتُ أَوَّلَ عُمري أَرذَلَ العُمُرِ / فَلَم يَزِدني اِشتِعالُ الشَيبِ في الشَعرِ
وَالشَيبُ وَالشِعرُ كانا ساكِني خَلَدي / وَإِنَّما اِنتَقَلا مِنهُ إِلى نَظَري
أَمّا خَديعَةٌ أَحلامٍ أُغَرَّ بِها / في يَقظَتي فَلَمّا جاءَت عَلى فِكري
بِن يا شَبابُ وَلا تَستَبطِ صُحبَتِنا / لِلشَيبِ بَعدَكَ وَاِنظُر ما عَلى الإِثرِ
كانَ الحِمامُ أَمامَ الصَفوِ أَرفَقَ بي / مِنَ الحَياةِ الَّتي أَفضَت إِلى الكَدَرِ
عَلا البَيضَ قَتيرٌ كانَ أَولَهُ / هَذا البَياضُ الَّذي يَعلو عَلى الشَعرِ
ما ضَلَّ دونَ مُرادٍ في العِدا قَدَرٌ / فَلا تَقُل لي سِراجٌ في يَدِ القَدَرِ
فَاللَيلُ لَيلُ شَبابِ المَرءِ إِن سَلَكَت / فيهِ المَنِيَّةُ لَم تَسلُك بِمُعتَكِرِ
عُمرُ الفَتى لَيلَةٌ وَالمَوتُ صُبحَتُها / وَالشَيبُ بَينَ الدُجى وَالصُبحِ كَالسَحَرِ
إِذا كُنتُ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ مَعي
إِذا كُنتُ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ مَعي / يَراكَ قَلبي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصَري
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوى وَتَفقِدُهُ / وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ
يا فاضِلاً بَهَرَتنا مِن فَصاحَتِهِ
يا فاضِلاً بَهَرَتنا مِن فَصاحَتِهِ / بَلاغةٌ لَم تَكُن في قُدرَةِ البَشَرِ
أَرسَلتَها دُرَراً حَلَّت مَسامِعَنا / يا بَحرُ حَسبُكَ ما أَهدَيتَ مِن دُرَرِ
لَفظٌ وَخَطُّ وَكُلٌّ مِنهُما حَسَنٌ / مِن مُحسِنٍ فَهيَ مِلءُ السَمعِ وَالبَصَرِ
فَلَم أَزَل اَجتَني لَيلى مَحاسِنِها / وَأَجتَنيها فَقُل في الزُهرِ وَالزُهَرِ
لا أَتَّضِع إِلَيهِ
لا أَتَّضِع إِلَيهِ / حَتَى يَلينَ لِضِرسِ الماضِغِ الحَجَرُ
وَلا أَقصُرُ الهَوى عَلَيهِ / حَتّى يُقَصِّر عَن غاياتِهِ القَدَرُ
وَلا أُحالِفُ قُربَهُ / حَتّى يُحالِفَ بَطنَ الراحَةِ الشَعَرُ
وَلا أُصالِحُ قَلبَهُ / حَتّى يُرى طائِراً مِن مائِهِ الشَرَرُ
فَكَم تَعَللَّتُ فيهِ بِالمُنى / وَذَلِكَ الصَفوُ قَد أَودى بِهِ الكَدَرُ
وَكَم دَفَعتُ الأَسى فيهِ بِالأَسى / وَلا مَرَدَّ لِما يَأَتي بِهِ القَدَرُ
وَكَم غالَطتُ فيهِ الحَقيقَةَ / وَالحَقُّ أَبلَجُ لا تَخفى لَهُ غُرَرُ
وَكَم عادَيتُ فيهِ النَفسَ الصَديقَةَ / بَصيرَةُ الحُبِّ أَلا يَنظُرَ البَصَرُ
فَكانَ في إِخفاءِ أَسراري / كَمَن دَبَّ يَستَخفي وَفي الحَليِ جُلجُلُ
وَفي حِفظِ وَدائِعِ أَخباري / كَما اِستَخزَنَ الماءَ المُرَوّقَ مَنهَلُ
لا جَرَمَ أَنّي دافَعتُ بِهِ الغَرام / كَما دافَعَ الدينَ الغَريمُ المُماطِلُ
وَذُدتُ قَلبي عَن ذَلِكَ المَرام / كَما ذادَ ظَمآنا عَنِ الماءِ ناهِلُ
فَوَزنُ هَواهُ الآنَ في عَيني / كَما طارَ في ساقي الرِياحِ تُرابُ
وَعُذرُ غَدرِهِ في مِسمَعي / كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِ ذُبابُ
وَحاصِل حُبِّهِ في قَلبي / كَما لاحَ في لَوحِ القِفارِ سَرابُ
وَقَد رَجَعتُ عَن مَحَلِّهِ / كَما رَجَعَ المَغبونُ بَعدَ بِياعِهِ
وَما كانَ مِثلي نازِلاً بِمِثلِهِ / وَلَكِنَّ دَهراً ضاقَ باعي بِباعِهِ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ تَذوي يَمينُهُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ تَذوي يَمينُهُ / فَيَقطَعُها عَمداً لِيَسلَمَ سائِرُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025