المجموع : 18
إن رمت في الحشران تحظى بقرب بني
إن رمت في الحشران تحظى بقرب بني / خير الورى من عليه سلم الحجر
سلم كما سلموا لله أمرهمو / لما تصرَّف منه فيهم القدر
واشكر على نعم المولى كما شكروا / واصبر على محن الدنيا كما صبروا
زر حضرة مجمع البحرين ساحتها
زر حضرة مجمع البحرين ساحتها / أبان عن قبتيها سرَّه القدر
ترى ابن جعفر موسى في حظيرته / موسى ولكن له من نفسه خضر
مديح آل النبيِّ عندي
مديح آل النبيِّ عندي / خير من اللهو والتجاره
أنجو به من عذاب نار / وقودها الناس والحجاره
فختمت في عقود الدرِّ
فختمت في عقود الدرِّ / أنمل أيدي العقول العشر
بها أشارت لمرمى فكري / ومن معاني غواني شعري
توشحت في وشاح الرود /
منها المعاني انبرت أرواحا / لها بياني غدا أشباحا
ومذ أدارت لنا أقداحا / بنا نهار التصابي صاحا
فامتلأ الكون بالتغريد /
أبدت لنا من خلال الكاس / ما هو أسنى من النبراس
فخلتها في يد الشماس / شمس نهار بدت للناس
فكبرت ملة التوحيد /
مفقودها إذ حكى المنقودا / جعلت وهمي لها راقودا
لم أدر كيفا لها محدودا / معدومها علم الموجودا
من عدم علة الموجود /
فمن رأى الزق والصهباء / كمن رأى الغول والعنقاء
قد قلدت حليها الجوزاء / وعلمت غنجها أسماء
فأثرت في قوى الجلمود /
قد يتراءى لعين الرائي / من فوقها زيبق الآراء
حكت بورى وفي ارواء / جذوة نار ثوت في ماء
فألقت الوهم في اخدود /
في العدم المحض كانت قبلا / والآن بالزعم أبدت شكلا
عن جمع الدنِّ منها شملا / فلبة الكاس منها عطلى
ترى وكم عاطل من جيد /
كم ذقت منها زلالا صافي / يحكي برقراقه أوصافي
أما ترى أعين الانصاف / تسلسل المجد من أعطافي
في حوض اسلافي المورود /
تبدو بأقداحها للساقي / كالنور في بؤبؤ الاحداق
تظنَّ من شدة الاحراق / معصورة من لظى أشواقي
لرشف راح اللمى المبرود /
لما انجلت من فم الأبريق / تحكي بقرطاسه تنميقي
شقت قميص الدجا للزيق / فهي على راحة البطريق
ووجنة الكاس كالتوريد /
فما حلت قط إلا مرَّت / تلك الليالي التي قد مرَّت
بنا خيول التصابي فرت / بأثرها ما إلينا كرَّت
وهذه عادة المطرود /
في الحي كم أنعشت من ميت / ولا أنتعاش الضيا بالزيت
دعني من قول كيت كيت / من دم أعداء أهل البيت
ترشف لا من دم العنقود /
مواسم للهوى في نجد / كانت طرازا لبرد المجد
لقد كوته النوى في أيدي / وانهال من سلكه كالعقد
إذا اسلمته إلى التبديد /
نجد وهل نجد إلا مغنى / تقضي اللبانات فيه لبنى
كم قد حوى ذات عين وسنا / كانت بأم الدواهي تكنى
وتنتمي لليالي السود /
طلًّ على خدِّه العذار
طلًّ على خدِّه العذار / وحفه الرند والعرار
ونمَّ نمام عارضيه / فافتضح الآس والبهار
واسودَّ هذا وابيض هذا / فلاح بدر به سرار
وجلل الفرق منه فرع / فاجتمع الليل والنهار
وقد جرى للنعيم فيه / ما منه في مهجتي أوار
وجال في روض وجنتيه / ماء بأحشاي منه نار
يروق من فوقه حباب / كأعين ما لها شفار
فأعجب لرقراق ماء حسن / يطير من تحته شرار
أغض طرفي عنه لاني / أخاف أن يعتريه عار
وحب صوني له دعاني / عليه من مقلتي أغار
رشا أعار الغزال جيدا / ومقلة جرحها جبار
ولفتة واهتضام كشح / فحسنه منه مستعار
شربت من خمر مقلتيه / راحا بأقداحها تدار
وخامرتني إذ نوَّلتني / كاس بعقلي لها خمار
إن رمت سلوانه نهاني / إليه من صبوتي اضطرار
وقادني والهوى زمامي / غنج بعينيه واحورار
عذاره قائم بعذري / عليه أنفاسنا غبار
أوجب خلع العذار فيه / فليس لي في الهوى اعتذار
حكى غزال الفلا نفارا / تقله البيد والقفار
فكيف يرى الدنو منه / والظبي من شأنه النفار
علقته شادنا غريرا
علقته شادنا غريرا / فزادني حسنه اغترارا
وقد تعشقته صغيرا / وكنت لا أعشق الصغارا
أعادني سقم ناظريه / فخفت من ردٍّ ما أعارا
وغاب عني به شعور / فاستشعرت نفسه حذارا
يسفر عن وجه مستنير / لم يخش من بدره سرارا
وفجر صبح الجبين منه / يردٌّ جنح الدجا نهارا
لم أر من قبل ذاك ماء / لم يطف من مهجة أوارا
ولاحتراق القلوب ياما / أضرم فيه الحياء نارا
أفديه من شادن شرود / فرًّ فلم أستطع قرارا
فكيف أرجو الدنوَّ ممن / حكى غزال الفلا نفارا
شعرك يا مرتضى المعالي
شعرك يا مرتضى المعالي / عليه من هيبة شعار
له وقار به جلال / له جلال به وقار
تغزل قشرة رقيق / تحمس لبه افتخار
يطفح من حوله زلال / يقدح من جبنه شرار
حوى نسيبا غدا حسيبا / عليه من فاته اعتبار
منه المباني بها المعاني / تحكى الاواني بها عقار
وكل طرس زهى بسطر / فذاك خدَّ وذا عذار
وكل شطر من كل بيت / منه سنا البرق مستطار
به افتكار كم طال مني / كما طال مني به افتكار
فهاب منه وآب عنه / لكونه ماله اصطبار
له فرار بلا قرار / بلا قرار له فرار
خبت زناد كبت جياد / نبت حداد لها شفار
من كل وار وكل سار / وكل بار له اشتهار
كما خبا فيه زند فكري / وكان في وريه استعار
كما كبا فيه طرف طرفي / وما أقيلت له عثار
كما نبا فيه سيف عزمي / ومنه قد ثلم الغرار
عذرا فقد ضقت عنه ذرعا / وشافعي عندك اعتذار
فاقبل فدتك النفوس عذرا / من واله ماله اختيار
مددت للمجد طول باع / أيدي المعالي عنه قصار
نثرت يا ابن النظام درا / عقوده مثلك كبار
على عروس الطروس منه / يحكي رؤوس العدا نثار
ومن عجيب الامور أيد / منك حكت مدها البحار
عقود در من غير شك / لها على نظمها اقتدار
أقول للدول المنصور عسكرها
أقول للدول المنصور عسكرها / لا زال عسكرها بالله منصورا
لما اتفقتم على صدق المحبة في / ما بينكم واتحدتم صرتموا سورا
بسطوة دعت الاطواد راجفة / دمرتموا محصنات الروس تدميرا
سبرتموها بمسبار تجسم من / رأى مصيب وحدس فات سابور
تعميرها كان للدذيا الخراب به / فصار تخريبها للكون تعميرا
مدافع غطت الدنيا غمائمها / فغادرت صبح يوم الحرب ديجورا
أفواها دلعت للنار ألسنة / فقررت درس ملك الروس تقريرا
رعد وبرق وغيم من صدى ولظى / ومن دخان أعاد الكون ممطورا
ومن فلزاتها غيث تماكمه / يسح منتظما طورا ومنثورا
أقلهم فرَّ لما فر أكثرهم / لكونه بات مقتولا ومأسورا
والسيف غنى على هاماتهم طربا / حتى حسبناه فوق الغصن شحرورا
أضحى القرال وأمسى لا قرار له / والقلب منه بنار الغيظ مسجورا
طردا وعكسا تركتم فلك فكرته / في يمِّ غمٍّ بعيد الغور وأبورا
غروره بلسان السيف كلمه / أني أظنك يا فرعون مثبورا
غادرتم البر بحرا يستفيض دما / والبحر برا على الاشلاء معبورا
سيواستبول التي أعيت معاقلها / سخرتمو حصنها أرَّخت تسخيرا
هوى الشهاب لخسف في هوى قمر
هوى الشهاب لخسف في هوى قمر / واغترَّ في غرر من فوقها طرر
وسار في ضوء من أودى الخسوف به / فكان أول سار غره القمر
شمس الحميا بكف بدر
شمس الحميا بكف بدر / جاء بها في الظلام يسري
وقد جرت في ثغور قوم / بهم سداد لكل ثغر
لتجعل الصدر مستقرَّا / والشمس تجري لمستقر
ذو وجنة تخجل التفاح حمرتها
ذو وجنة تخجل التفاح حمرتها / من نقطة فوقها قد طاب اسكاري
شربت راحة خديه الشهية في / ثغر التصور من أقداح أفكاري
من عالم الذر طرف العين حين رنا
من عالم الذر طرف العين حين رنا / وما انثنى عنه قلب غيرمسحور
ادار اقداح احداق فما تركت / شخصا بحان الست غير مخمور
وقد عرت نسمات الذر عربدة / لم تصح منها يوم النفخ في الصور
في الكرخ جئت مع الزوار مقبرة
في الكرخ جئت مع الزوار مقبرة / حوت بدفن شهاب الدين مفخرة
فقلت إذ زدت عنهم فيه مخبرة / قد كان صاحب هذا القبر جوهرة
نفيسة كونت من أشرف النطف /
في الحسن ما شاهدت عيني قسيمتها / أني وأم العلا أمست عقيمتها
من الفرائد إذ كانت يتيمتها / بدت فلم تعرف الأيام قيمتها
فردها غيرة منه إلى الصدف /
أفادنا التلغراف بشرى
أفادنا التلغراف بشرى / طال مدى ذلك البشير
وفي بنان إلى تهان / أشار يا حبذا المشير
كاتب سر غداة يملي / يراعه ما له صرير
فجاءني سافرا كبدر / وخاطرا قدره خطير
يجر ليلا للفخر ذيلا / ما جره قبله جرير
رب هدى الناظرين طه / دوح المعاني الروض النضير
جرَّد منه للبحث عضبا / فشق تجريده النصير
فكل علم له زعيم / وكل فضل له خفير
وفاح في مجلس التهاني / من طيب تعبيره العبير
إذ قال يهنيك يا سميري / ما فيه قد يفرح السمير
نظارة الوقف قد أحيلت / لناظر ما له نظير
مولاي عبد اللطيف صبحي / الساطع البهجة المنير
فكدت من غير ما جناح / من جدل نحوه أطير
لأجتلي منه كل يوم / صبحا به الكون يستنير
كاتبني حيث صرت رقا / وهو بحريتي خبير
فما أتاه مني قليل / وما أتاني منه كثير
أجرى لساني عليه وقفا / من الثنا ورده نمير
في كل مصر وكل قطر / عليه من لهجتي مدير
في كل نهي وكل أمر / عليه من نفسه أمير
أقلامه عندها العوالي / مع طولها باعها قصير
مآثر ما على سواها / مع طولها باعها قصير
أبوه سامي المقام حامي / حمى المعالي الكهف المجير
دامت كؤوس الهنا عليه / لها أكف الصفا تدير
ما دار صدغ من فوق خد / مسلسل خاله أسير
يا حسنَ خطٍّ على بدرِ الكمالِ جرى
يا حسنَ خطٍّ على بدرِ الكمالِ جرى / بالمسكِ في قلم الياقوتِ قد سطرا
لا مان في سُبحات الوجه فد رسما / سبحان باريهما بالحسن حيثُ برا
بعارضٍ وعذارٍ ذاع عرفُهما / نشراً وشعر البها من قدّه نشرا
في حسن غرّته سعدُ السعودِ بدا / وفي ضيا وجهه قد أخجَلَ القمرا
وفي محيّاً ليحيانا الأمير ضيا / نورُ البصائر في ذاك السنا قمرا
جمعُ العذارى إذا شاهدن طلعته / يقُلن حاشا فما هذا الفتى بشرا
هذا مليكٌ وشبلٌ للمليك أما / ترون في نوره قد أذهل البشرا
هنيتَ في حليةِ زانت محاسنكم / يا أوحدَ الماجدين الصيد والأمرا
يا نجل آصف يا من عم نائلهُ / قد التفت وأنى ناظمٌ دررا
عذار يمن وسعدٍ قلت آرخهُ / بوجههِ صار نملٌ حير الشُعرا
غنى على غصن الأفراح شحرور
غنى على غصن الأفراح شحرور / والقلب في الرست محبور ومسرور
وقد صباح حينما قد هب ريح صبا / من جانب الدولة الغراء منشور
وشاع في وراءَ النهرِ مخبرهُ / وف العراقِ له بالملك تبشيرُ
نجل لعينِ حسينٍ كحلُ مقلتهِ / كالأصفهاني بعينٍ زانها الحورُ
فكل كبرى ترى صغرى بساحتهِ / إذ البيات بها بالفضلِ مغمورُ
نوروزنا يومَ تشريفٍ لرتبته / فمن يواليه منه البيتُ معمورُ
ومن يعاديهِ لم يلقَ سوى فشلٍ / وورد حاسدهِ ما عاش مكدورُ
يومٌ به راحت الأرواحُ مطربةً / نشرَ الوزارة فياحٌ ومعطورُ
رفعتَ أعلامَ مجدٍ في الوزراة إذ / نصبتَ راياتها والفضل مدثور
أضفتَ سعدك للَه الذي سعدَت / به الملوكُ ومن قد ضيفَ مجبورُ
مقري الضيوفِ ووهاب الألوفِ وجد / داع الأنوفِ وسعدُ اللَه مشهور
برهانهُ واضحٌ بين الأنامِ يرى / كأنه علمٌ في رأسهِ نورُ
عضيدُه حسنُ الأخلاقِ غيثُ ندى / لا زال شانيهِ مدمورٌ ومدحورُ
وشبله أحمد الأفعالِ ليثُ وغى / وغيثُ وجودٍ على العافين معطور
يكاد ناطقهُ والدوسقي معا / مورياً فيه منظومٌ ومنثور
وفي وزارته العظمى القريض زها / وفاح منها على الخضراء منثورُ
قامت بها قامةُ الحدباءِ واعتدلت / بعدلهِ قد بنى من حولها سور
يا حاتم الكف يا كسرى الزمان ويا / بحرَ العطاءِ فدم في الحكمِ مسرورُ
لا زال منصبكَ الميمونُ مرتفعاً / إلى الوزارة مأمورٌ ومنصور
منطوقُ سعدٍ واقبالٍ نؤرخهُ / صح برقٍ بوسمِ الملكِ منشور
في الفقهِ هذا كتابٌ قد حوى دررا
في الفقهِ هذا كتابٌ قد حوى دررا / من المسائل تترى كلُّه غرر
لقد تملكه القاضي الشريف أما / تراهُ من فيه عند البحثِ ينتشر
مجموعةٌ جمَعت نثراً حكى دررا
مجموعةٌ جمَعت نثراً حكى دررا / ومن لآلى نظام قد حكى غررا
بخط من شرفت منها أواخرُها / لقد غدا بالبها منها الامام ورا