المجموع : 3
مَولايَ لا بِتَّ في ضُري وَفي سَهَري
مَولايَ لا بِتَّ في ضُري وَفي سَهَري / وَلا لَقيتَ الَّذي أَلقى مِنَ الفِكَرِ
باتَت لِوَعدِكَ عَيني غَيرَ راقِدَةٍ / وَاللَيلُ حَيُّ الدَياجي مَيِّت السَحَر
أَوَدُّ مِن قَمَرٍ في الأَرضِ غَيبَتَهُ / وَأَرقَبُ الشَمسَ مِن شَوقي إِلى القَمَرِ
هَذا وَقَد بِتُّ مِن وَصلِ عَلى ثِقَة / فَكَيفَ لَو بِتُّ مِن هَجرِ عَلى خَطَر
كَم في العِذار إِلى العُذّالِ مِن عُذُرٍ
كَم في العِذار إِلى العُذّالِ مِن عُذُرٍ / وَكَم يُحاوِرُهُم عَن لَومي الحَوَرُ
وَكَم أَرى عِندهم مِن حُبّه خَبَراً / يَرويه عَن مُقلَتيَّ الدَمعُ وَالسَهَرُ
يَبغونَ بالعَذل بُرئي مِن عَلاقتِهِ / وَالقَولُ يُصلِحُ مَن لَم يجرحِ النَظَرُ
قالوا تَرَكتَ البَوادي قلت جُبُّهُم / مُحَرَّمٌ حَظَّرَتهُ التُركُ وَالحَضَرُ
ما يَنزِلُ الحَيُّ مِن قَلبي بِمَنزِلَة / وَلا لآثار ظَعنٍ عنده أَثَرُ
وَلا أُعلّقُ مَحبوباً يُساعِدُهُ / عَلى الصُدود سُتور الخِدرِ وَالخُمرُ
أَميلُ عَن حُسنِ وَجهِ الشَمس مُستَتِراً / إِلى مَحاسنَ يَجلوها ليَ القَمَرُ
قَضيبُ بانٍ عَلى أَعلاه بَدرُ دُجىً / مِن أَينَ لِلبانِ هَذا الزَهرُ وَالثَمَرُ
هَلَّت بَشائِرُ تالياتِ بشائرِ
هَلَّت بَشائِرُ تالياتِ بشائرِ / وَعَساكِرٌ تأتي بِغُنم عَساكِرِ
في سَوابِغ نِعمٍ / جَعَلت أَوابِدَها بِغَيرِ أَواخِرِ
كالدُرِّ يُعجِزُ نَظمُها / نَثرَ الخَطيبِ وَحُسنَ نَظمِ الشاعِرِ
عَن الداني قَريبَةٌ / مدَّت إِلى فَلَك السَماء الداثرِ
بُشِّر باللُهى / بِشر البَوارقِ بالسَحابِ الماطرِ
ما إِن نظرتَ وَميضَ ثَغرٍ باسِمٍ / إِلّا لِيَستر غلَّ قَلبٍ باسِرِ
قَلَّ الوَفاءُ فَلَستَ تَبلو باطِناً / إِلّا وَتُلفيه خِلافَ الظاهِرِ
أَم كَيفَ يأَمَلُ نَيلَ غايَةِ أَوَّلٍ / مَن لَيسَ يُدرِكُ هَبوةً لِلعابِر
عَضُد الأَنامِ إِذا تُلِمّ مُلِمَّةٌ / زَينُ السَلاطين الأَجلِّ الناصرِ
بالعادِل الأَفعالِ إِلّا أَنَّه / في القَتلِ وَالأَعداءِ أَجور جائِر
مِن كُلِّ بادي الذُلِّ مَصفودٍ تَرى / في القَتلِ أَكبرَ مِنة للآسرِ
كانوا الفَراشَ تَهافَتوا في نارِهِ / وَالصعق في اِنقِضاض الكاسِر
مُذ كانَ ذَلولا حرداً / فَأَتى عَلى ظَهر الأقبِّ النافِرِ
أَوَ ما تَرى كَم خائِنٍ لَكَ فيهُمُ / وَمُضارِعُ الماضي عِظاتُ الآخرِ
أَعرَضتَ عَنه حافِزاً مُستَعصِماً / حَتّى طَغى فَسَطوتَ سَطوةَ قادِرِ
وَبَدَت تَوابِعُ جَهلِهِ فَرَميتَهُ / بِقَنا حُروب جمَّةٍ وَمَناسِر
وَسمت بِبهرامَ الجُدود فَمُذ نَوى / غَدراً عَثرنَ وَلا لَعاً لِلعاثِر
وَرَجا الفِرارَ وَأَينَ يَنجو هارِبٌ / مِن كُلِّ لَيث فَوقَ صَهوة طائِرِ
قَسٌّ إِذا اللُدُّ الخُصومُ تَشاجَرَت / ثَقِفٌ لَدى يَوم القَنا المُتَشاجرِ
الطاعِنينَ بِكُلِّ اَسمَرَ ناظِم / وَالضارِبينَ بِكُلِّ أَبيضَ باترِ
تَعَبٌ لِغَيرِكَ لَيسَ مُجدٍ طائِلاً / الّا العَناءَ تَطاولٌ مِن قاصِرِ
هَيهاتَ هَل تَدنو السَماءُ للآمسٍ / هَيهاتَ وَهيَ بَعيدَةٌ من ناظِر
إِنّي لأَعجَبُ من جَهالَةِ غادر / ما زالَ يُبصِرُ سوءَ مَصرع غادِرِ
يُدني يَداً لِخفوقِ قَلبٍ طائِرٍ / وَيَغضُّ جَفناً فَوقَ طَرفٍ حائِرِ
يَخشى عَواديَ قاهِرٍ حَتّى إِذا / مَلكَت يَداكَ عَوائِد غافِرِ
وُلِدَ الجَلالُ اليَومَ يُؤنِسُ خَيرُهُ / ماذا الَّذي يُرجى مِن ابن العاهِر
أَم كَيفَ يُصبِحُ أَمرَ حِفظ صَنيعَةٍ / من ما اِستَهَلَّ وَراءَ ذَيل طاهِر