المجموع : 15
خذ ما تشاء من الأيام أو فذر
خذ ما تشاء من الأيام أو فذر / نلت العلى وبنو الآمال في سهر
كم غالَ فضلك مغروراً بمقولة / لمَّا نحاه وشرُّ الحتف في الغَرر
لا يحفظنك حسادٌ زعانفةٌ / صبُرٌ على الضيم وُرَّادٌ على الكدر
مُدفعون عن الأبواب تقذفهم / أيدي المراسم قذف السَّهم بالوتر
لهم إلى النائل المنزور حقحقةٌ / وفي طِلاب المعالي هجمةُ الحُمُر
أن شاركوني في قولٍ فلا عجبٌ / ما حال إِبليس في التخليد كالخِيرَ
أنازعُ الملك الطاغي وسادته / ويحجبون عن التسليم والنَّظَر
كأنني باذلٌ ما جئت أطلبه / عند الملوك لفرط العز والخطر
شيدَ البُنى وكلاب الحي نابحةٌ / لو كان ذلك زأر الأسْدِ لم يَضِرِ
من كل مشتملٍ بالذُل مُضطهدٍ / يُرمِّقُ العيش بين الذل والحَصَر
أَضلَّه نور فضلي عن مقاصده / وربما ضلَّ ساري الليل بالقمر
شكوا شراسَة أخلاقي فقلتُ لهم / خشونة البيض مازتها عن السُّمرُ
لا تحسبوا شرس الأخلاق منقصةً / فمُزَّة الخمر أشهاها إلى البشر
كفى حسودي جهلاً أنه رجلٌ / مُعاندٌ لقضاء اللهِ والقَدَرِ
إني اصطفيت حساماً راق رونقهُ / أغنى شباه عن الصَّمصامة الذَّكر
طبعته من أناةٍ غير خاذلةٍ / وجوهرية حلمٍ رائع الأثر
فجاء حيث سيوف الهند نابيةٌ / طَبَّ الغِرار بقتل العاضِه الأشِر
لا شيء أقتلُ من حِلمٍ يمازجُهُ / تيهٌ تشاوس في ألحاظ مُحتقر
يود منه سفيه الحي لو ضُربتْ / لِيتاهُ موضع الأهْوانِ بالبُتُّرِ
أمَّا تريني كنصلٍ لا كميَّ له / اُجِمَّ عن مضرب الهامات والثُغر
يصونه الغمد عن إبداء رونقه / صونَ العقائل بالأمراط والخُمُر
فكل ليلٍ إلى صبحٍ نهايته / وإن تباعدَ أُولاهُ عن السَّحر
وسوف أصبحهم شعواء كافلةً / بما أرومُ وإلا لستُ من مُضر
أُول للركب يجتاحون شاحطةً / يهْماءَ تعسفُ بالظِّلمان والعُفُر
مُحْقَوْقِفينَ على الأكوار تغلبُهم / على الأزمَّة أيدي النَّوم والفِكرِ
كأن خمراً وورساً في رحالهمُ / من الشُّخوب وخفق القوم العذر
أن رمتم خفض عيشٍ نام عاذله / فرجِّعوا بمطاياكم إلى نَظَرِ
السيف والحُجَّة الغراءُ قد شهدا
السيف والحُجَّة الغراءُ قد شهدا / لناصر الدين بالإقدام والظَّفرِ
تُقطِّرُ الفارس المشهور فتكتُهُ / فيه ويصطلم الأحبارَ في النَّظرِ
مُستشعرٌ لتُقى الرحمن يُسهره / كَرُّ الصلاة ودرس الآي والسُّور
يرى الحوادثَ والأيامَ سائرةً / بعين يقظان بالتَّوحيد مُعْتبرِ
دليلهُ في نفوسِ اللُّدِّ سُرتهُ / كرمحه في نحور الصيد والثُّغَرِ
فخصمهُ أبداً ما بين مُنْقطعٍ / يرى فصاحته عِيّاً ومُنْعَفِرِ
خشونةٌ لا يطولُ الجبرؤُتُ بها / ولِينةٌ كرُمتْ عن رقَّةِ الخورِ
وأين مِثْلٌ لمسعودٍ وهمَّتِهِ / في العرب والعجم أو في البدو والحضرِ
وصاحب من بني الآمال خُضت به
وصاحب من بني الآمال خُضت به / بحراً من الليلِ ذا لُجٍّ وتَيَّارِ
يلفُّهُ النوم أحياناً فأُفْرِشُهُ / حديث مجدٍ يُجَلِّي نومةِ الساري
يرجو ويرقدُ عما قد سهرتُ لهُ / والمجدُ لا يُبتنى إلا بمسْهارِ
إذا اطَّباهُ مُناخٌ عند باديةٍ / أذْكرته دعَةً من ريف أمْصارِ
علماً بأن اعْتزامي سوف يُنزلنا / بمنْزلٍ من غِياثِ الدين مُخنارِ
حتى أنخنا بميمونٍ نقيبتُهُ / مُنزَّهِ العِرْض عن ذامٍ وعن عارِ
القاتل المحْل حيث المُزن مكديةٌ / بهاطلٍ منْ ندى كفَّيهِ مدْرارِ
يجلُّ عن منحةِ الأموال آونَةً / فالجودُ منه بآجالٍ وأعْمارِ
ويكرم السيف عن غِمدٍ فيغمدهُ / إذا يُجردهُ في رأسِ جَبَّارِ
ويركب الهول فرداً من عزائمه / في جحفلٍ كعُبابِ البحر جَرَّارِ
ويوسع الطارقات الدهم حين دهت / رأياً يحولُ له مُحْلولكُ القارِ
يُذمُّ منه رعاياه إذا اختلفتْ / عدلٌ يجمع بين الماءِ والنارِ
تُناطُ حبْوتهُ في يومِ ندوتهِ / بصافحٍ عن عظيم الجُرْم غَفّارِ
أغْنتْ مواقفهُ القُراء في سِيرٍ / عن يوم ذي نجبٍ أو يوم ذي قارِ
يُلثمُ النَّقعُ منه نوجهَ مُبتسمٍ / مُفَحِّمٍ في غِمارِ الموتِ كَرَّاِ
يجلُّ عن بعث جيشٍ من عساكره / إلى داريا العدى من غير إنذارِ
وتكرهُ الطعنَ في الهَزْمى ذوابله / فما تحاولُ إلا نحْرَ مِغْوارِ
يؤمُّ ضِيفانُه خِرْقاً أخا سَرَفٍ / لا يكْسعِ الشَّوْلَ من بخل بأغبارِ
في الجود غير مُغبٍّ للعُفاةِ وفي ال / وغى مُستمرٌ غيرُ فَرّارِ
لا يركب البغي إما سرَّهُ ظفرٌ / ولا يبيتُ على ضِغْنٍ وأوْغارِ
ما دبَّ في عطفه كبرٌ وإنْ خضعتْ / له البرايا بإعظامٍ وإكْبارِ
قولُ المحرض يزداد الشجاعُ به
قولُ المحرض يزداد الشجاعُ به / بأساً ويغدو جبانُ القوم ذا أشَرِ
ما السيف سيفاً واِن أرضاك جوهره / لولا الصَّياقل والاِمهاء بالحجر
يا خيرةَ اللّهِ حُلِّي عند مُجتهدٍ
يا خيرةَ اللّهِ حُلِّي عند مُجتهدٍ / لفرْضهِ الخيرَ تنويهِ ضمائرهُ
وساعديهِ بتوفيقٍ على أمَلٍ / راضٍ به أبداً واللّه شاكرهُ
وسددي رأيهُ في كل مُعْضلةٍ / حتى تؤول إِلى أمْنٍ محاذرهُ
فانهُ نَدُسٌ جَمٌّ مناقبهُ / مُرُّ الأُبِيَّةِ تحلو لي مكاسِرهُ
الباسِمُ الثغرِ والجُلَّى مُقطِّبةٌ / كأنَّ جُلاَّهُ من صبرٍ بشائرهُ
ومُفرش الناس لطفاً مِن تودُّدهِ / كأنَّ خادمهُ الأقصى مُعاقرهُ
كأنما ذكرهُ في كل مجتمعٍ / نشرُ الخمائلُ جادتهُ بواكِرُهُ
اِنَّ اصْطفاءَ أمير المؤمنين لهُ / أمُّ المناقبِ يا للّهِ خاطرهُ
لقد حبا الدَّست منه راجحاً يقظاً / طوْداً وسيفاً اذا تبكي محابرهُ
اذا نبتْ مُرهفاتُ البيض عن أملٍ / قاصٍ حوتْهُ وأدنتهُ مزابِرهُ
فثابتٌ وحُبى الأقوامِ طائشةٌ / وصارمٌ والرَّدى تنْبو بواتِرهُ
ورُبَّ قومٍ عِدىً قد فلَّ غربَهُم
ورُبَّ قومٍ عِدىً قد فلَّ غربَهُم / ولم تُسَلَّ لِلُقْياهُمْ بَواترُهُ
أجمَّ جُرْد المذاكي عن طِرادِهمُ / وللعزائم شَدٌّ قَلَّ عاثرهُ
المخجل الغيث اِن جاشتْ مكارمُه / والهازمُ اللَّيثَ انْ عنَّت بوادرهُ
يذكو النديُّ اذا تُتْلى مَناقِهُ / كأنما فَضَّ فيه المِسْكَ تاجِرهُ
هو الحليمُ وأوفى ما يكون على ال / جاني حَليماً اذا جَلَّتْ جرائرهُ
مُشاركي طرَباً فيما أوفوهُ به / فهماً كأنِّيَ منْ قولٍ أعاقِرهُ
مسعى الوزير حميدٌ في مواردهِ / فأُحْمدتْ في مَساعيهِ مَصادرهُ
زُرْتَ الاِمامين عن قلبٍ طويَّتهُ
زُرْتَ الاِمامين عن قلبٍ طويَّتهُ / نقيَّةُ من قَذى الأهواءِ والكدرِ
ولم تزلْ زائراً بالفْعلِ ممتزجاً / بالقوم من غير تَرْحالٍ ولا سفرِ
سلكت في سَننٍ من وصف مجدهما / فكنت من قبلُ زَوَّاراً ولم تَزُرِ
أدناك عندهما الايثارُ عن سَغَبٍ / بالزَّاد ولنَّصرُ للمخذولِ في الغير
والحلم والبأس في سلْمٍ ومُعْتركٍ / ما بين مُصطلمٍ ضخمٍ ومُغْتفرِ
وشافِعاكَ هُما يومَ المعادِ اذا / كان المحقُون من هولٍ على خطرِ
اُثني بفضل رئيس الدين مُعْتقداً / أني بقولي وانْ أحسنتُ في حصَر
ويعجز الشِّعرُ عن اِدراكِ غايتهِ / من المعالي فاسْهابي كمُختصرِ
جَمُّ الرمادِ يُباري الشمس موقده / اذا الكواكبُ للسَّارين لم تُنِرِ
لا يبْتغي للقِرى عُذْراً ليمْنَعَه / ولا يحلُ اذا ما حَلَّ بالخَمَرِ
ولا يدُرُّ النَّدى منهُ بمسْألةٍ / لكن تبرُّعهُ يُغْني عن المَطَرِ
بنو المُظفَّرِ والأيامُ شاهدةٌ
بنو المُظفَّرِ والأيامُ شاهدةٌ / بيضُ العوارف والأنْسابِ والأثر
لا يعضلُ المحلُ جدواهم لطارقهم / ولا يحلُّونَ في الغُلاَّنِ والخَمَرِ
تشكو مراجلهم فرطَ الوقودِ كما / تشكو النَّواصف فرط القرِّ والخصر
فساهراتٌ من التَّرْداد في صَرد / وراسياتٌ من الإِيقادِ في سُعُرِ
إذا استراحتْ ظُباهمْ من مُنازلةٍ / فلاغِباتٌ بعقْر النِّيبِ والجُزُرِ
همُ نمَوْا عضد الدين الجواد وقد / غاض النَّوال وذلَّت نجدةُ البشرِ
فجاء أغلبَ مَضَّاءً لِعَزْمتهِ / تُغْني سحائب كفَّيْهِ عن المطرِ
يُكاثرُ الخِضْرِم الزَّخار نائلهُ / ويغلب البأسُ حدَّ الصَّارمِ الذكر
ويفضلُ الأورق العاديَّ مُحْتَبياً / إذا استخفت حلوم الرجَّحِ الصُّبُر
ولا يَمُنُّ وإنْ أغْنَتْ مكارمهُ / لكن لدثر العطايا أيُّ مُحتقرِ
إذا الحيا صاب من كفَّيْهِ شائمَهُ / أغضى حياءً وكفَّ الطرف عن نظر
وإنْ تَعالى رجالٌ عند جُودهُمُ / فمخبتٌ غيرُ ذي كبر ولا أشَر
في الودِّ أغْيدُ غُصنٍ لانَ ملمسهُ / وفي الحفيظة شختُ الحدِّ ذو أثر
مُحمَّدُ الخير مِطْعامُ العشيِّ إذا / هَرَّ الشتاء وعاث القُرُّ في الدَّثر
كأنما ذكرُه في كل مُجتمعٍ / نفح من الروض أو نشرٌ من القُطُر
أستصغر القول في إِسهابِ نعمتهِ / إذا مدحتُ فإسهابي كمُختصرِ
ويعجبُ الناس من بحرٍ يجودُ له / راجيه عن فائض النَّعماء بالدُّررِ
أنا الأخير ولكني سبقتُ بني ال / فضل الأوائل من بدوٍ ومن حضر
طاب النسيم دُجىً في كل غاليةٍ / للنَّاشقين وكان الفضل للسَّحرِ
فهنِّيَ الدهر لم أخصص به رجَباً / نُعمى بقائك زينُ الدهر والعُصُر
إنَّ الأمير شهاب الدين غرَّتُه
إنَّ الأمير شهاب الدين غرَّتُه / تهدي الهُداةَ ونجم الليل مستترُ
من معشرٍ إنْ رضوا فالناس قاطبةً / ترضى وإنْ سخطوا فالحبل منتشر
قد كان يجمعنا منْ كان أعْهدهُ / من حُسن عهدٍ به الأيامُ تفتخرُ
وما عرَفْتُ لقطْعِ البرِّ سابقَةً / فهل يَصُحُّ لنا ذنبٌ فيُغْتفرُ
فإن تكنْ مُحكماتُ الودِّ سابقةً / فصاحب السر فيما بيننا عُمَر
قد صحَّ من بعد ذا ما قيلَ في مثلٍ / وتُذْنبون فنأتيكمْ ونعتذرُ
أهلاً بغُرِّ قوافيكمْ لقد طلعتْ
أهلاً بغُرِّ قوافيكمْ لقد طلعتْ / شُمَّ الهوادي لها في شدِّها أشَرُ
نشطن من مربطٍ أخْفى صواهلهُ / خزمٌ وأظهرها ودٌّ لهُ خَطَرُ
أهلاً بها فلقد طابت وقد أرِجتْ / لها النُّهى حيث لا مسكٌ ولا قُطُرُ
كتمتُم الشعر دهراً ثم أنْطقكمْ / به هوايَ فَذاتُ الطَّوْقِ والسَّحر
فلا تظُنُّوا به نقْصاً فقد نُثِرتْ / عليَّ منه بأيدي مجدكم دُرَرُ
وما حملتْمُ به تمراً إلى هَجَرٍ / إذْ كلُّ زاويةٍ من أرضكم هَجر
وأين مثلي إذا ما راح يمدحُني / أقضى القضاة وسارت لي به السِّيرُ
صوْبُ الغمامِ ومختار الإمام إذا / عزَّت سَراة الحجا أو أخلف المطر
الصادقُ القولِ والسِرِّ النَّقي معاً / قبل القضاء فلا مَيْنٌ ولا صَوَرُ
والمُرهفُ البأس في حلمٍ يوقِّرهُ / إذا يُهاجُ فلا طيشٌ ولا خَوَرُ
والسَّالم الود من غشِّ العراق إذا / فاض النِّفاقُ ومانتْ أنفسٌ غُدرُ
لما أتى عُمَرُ الخيراتِ مُعْتذراً / ناديتُ تبْقى ويبقى زائري عُمَرُ
يقْظانُ قلبٍ وطرفٍ لا يُغالِبُهُ
يقْظانُ قلبٍ وطرفٍ لا يُغالِبُهُ / إِشكال خطبٍ ولا إدمانُ تَسْهارِ
فنوْمُه عازِبٌ والرأيُ مُقتربٌ / مُصَرَّفٌ بين إِيرادٍ وإصْدارِ
يتْلو ويقْري لحامَ المُتلياتِ دُجىً / للطَّارقينَ فنِعْمَ القارىءُ القاري
فسوْرةٌ لسنَى النِّيرانِ رافِعَةٌ / وسورةٌ ذكْرُها يُنجي من النارِ
يحلُّ ضيفانُه منه بخرْقِ نَدىً / لا يكْسعُ الشَّوْل من يبُخلٍ بأغْبار
ويمْطرُ المحْل والأنواءُ مخلِفَةٌ / بوابلٍ من نَدى كَفَّيْهِ مِدْرارِ
شمس الضحى ونجوم الليل شاكيةٌ / من النَّدى والرَّدى في الحرب والدار
فصاعِدٌ من صليبٍ غير ذي نَقَدٍ / وساطِعٌ من قُدورٍ غيرِ أعْشارِ
فللْقَنا والغَضا جودانِ من يَدهِ / على فقيريْنِ مَشَّاءٍ وطَيَّارِ
تلْقى أبا جعفرٍ والبأس شيمتهُ / سَمْحَ الخلائق سَهْلاً غير جبَّار
كأنَّهُ زهْرةُ العام الخصيبِ إذا / زهَتْ مَنابتُها القُصْوى بنُوَّارِ
تُهدي لناظرِها حُسْناً وناشِقِها / طيباً بأوْقاتِ آصالٍ وأسْحارِ
وزيرُ مجدٍ ضَفَتْ منه ملابسُهُ / وعِرْضُهُ أبَداً عارٍ مِن العارِ
كسوتُ ريحَ الصَّبا رَيَّا مدائحهِ / فكُلُّ جَوٍّ عليه نَشْرُ عَطَّارِ
كَرَّارُ بأسٍ وجودٍ لا تمَلُّهُما
كَرَّارُ بأسٍ وجودٍ لا تمَلُّهُما / أخْلاقُهُ وعن الفحْشاء فَرَّارُ
قَرْمٌ حفيظتُه نارٌ مؤجَّجَةٌ / ووابلٌ عند بذلِ الجود مِدْرارُ
تحيد سُمْرُ العوالي عن مزابرِه / ويرهبُ العزم ماضي الحدِّ بَتَّارُ
إذا دَجا الليل من خطبٍ ومُعْتركٍ / جَلا ظلامهُما طرسٌ وأسْطارُ
نُعْمى الوزيرِ من التَّصْريد سالمَةٌ / وفي الإِضاقَة بعد العُذْرِ إِيثار
لا يسلِبُ العَزَل الخَذَّال نَجْدتَه / ولا يكُفُّ نَدى كَفَّيْهِ إِعْسار
إنْ صالَ أو قالَ في سلمٍ ومُعتركٍ / أقَرَّ بالفضْلِ أبْطالٌ وأحْبارُ
تلقى أبا جعفرٍ والخطبُ مُعْتكرٌ / طلْق المُحَيَّا له بِشْرٌ وإِسْفارُ
تَصامَمَ السَّمْعُ عن نَصْرٍ ومَصْرَعِه
تَصامَمَ السَّمْعُ عن نَصْرٍ ومَصْرَعِه / والعَيْنُ لم تُغضِ لكنْ دمْعُها جارِ
كَذَّبتُ شَيْطانَ ناعِيهِ وصَدَّقَهُ / عِلْمي بإِقْدامِ لَيْثٍ منه كَرَّارِ
وغالَطَ النَّفْسَ إِشْفاقي فصَرَّحَ لي / تَشْميرُهُ للرَّدى منْ خشْيةِ العارِ
نَعَوا وَشيكَ القِرى في كُلِّ مُجْدبَةٍ / يُغْني سَنى الوَجْه منهُ عن سنى النَّارِ
يَحْمي ويَقْري لدى حَرْبٍ ومَسْغَبةٍ / أبو الفُتوحِ فنِعْمَ المانِع القاري
سَمْحُ السَّجايا يُحِبُّ النَّاسَ كُلَّهُمُ / مُسْتَحْصِدُ الوِدِّ وافٍ غيرُ غَدَّارِ
قد شاعَ أنَّ تَميماً وهي مَنْ شَهِدتْ
قد شاعَ أنَّ تَميماً وهي مَنْ شَهِدتْ / بفَخْرِها حين يُتْلى فخْرُها مُضَرُ
مَحْميَّةٌ برَئيسِ الدِّينِ يَرْهَبُها / صَرْفُ الزَّمانِ وتَطْوي أرْضَها الغِيَرُ
يَذودُ عنها الرَّدى نَشْوانُ مِنْ كَرَمٍ / جَمُّ النَّوالِ إذا ما أخْلَفَ المَطَرُ
يَبيتُ جارُ ابنِ حَمَّادٍ بِفارِعَةٍ / شَمَّاءَ يَحْسُرُ عنها الرِّيحُ والبَصَرُ
الصِّنْوُ صِنْوي وقد ألْقى ظُلامَتَهُ / وجحْفَلُ النَّصْرِ مرْجُوٌّ ومُنْتَظَرُ
لا أوْحَشَ اللّهُ من جُودٍ أسَرُّ بهِ
لا أوْحَشَ اللّهُ من جُودٍ أسَرُّ بهِ / مَسَرَّةَ الأرضِ عند المَحْلِ بالمَطَرِ
حِرْصاً على الوِدِّ لا حِرْصاً على فَرسٍ / ولوْ غَدا سابِقَ الظِّلْمانِ والعُفُرِ
فلا عَدا أسَدَ الدِّينِ الثَّناءَ ولا / خَلا من الحمدِ منْ وِرْدٍ ومِنْ صَدَرِ
المُغْمِدُ البيضَ في هامِ الكُماةِ ضُحىً / والحاطِمُ السُّمْرَ في اللَّبَّاتِ والثُّغَرِ
والكاشِفُ النَّقْع غَطَّى الشمس داجِنُهُ / بحمْلَةِ تُلْحِقُ الهاماتِ بالمَدَرِ
شَهْمٌ كأنَّ قُطامِيّاً على شَرَفٍ / أعارَهُ حِدَّةَ التَّشْميرِ والنَّشَرِ
فيُؤمِنُ الجارَ منْ خوفٍ ونازِلَةٍ / ويُطْعِمُ الزَّادَ في جَدْبٍ وفي خَصَرِ