القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَةَ السَّعْدِيّ الكل
المجموع : 7
يا مَنْ أضَرَّ بحُسنِ الشّمسِ والقَمَرِ
يا مَنْ أضَرَّ بحُسنِ الشّمسِ والقَمَرِ / ولم يدعْ فيهِما للناسِ من وطَرِ
نفْسي فِداؤُكَ من بدرٍ على غُصُنٍ / تكادُ تأكلهُ عينايَ بالنَّظَرِ
إذا تفكّرتُ فيه عند رؤيته / صدّقتُ قولَ الحُلوليينَ في الصُّوَرِ
تَعَجّبَ الصّبرُ من صَبْري فصارَ لهُ / أُحدوثَةً يتحلاّها ذوو السَّمَرِ
إنْ كان جسمي بريّاً من نحافَتِهِ / فإنّ قلبي لا يأتي من الخَوَرِ
أجِلْ لِحاظَكَ في سيفٍ من القَدَرِ / يحويهِ غِمدٌ كَحَدِّ الصارمِ الذَّكَرِ
وخَلِّني وبني الدُّنيا فإنّ لهمْ / يوماً أصُوغُ لهُ ليلاً من المَدَرِ
تاللّه ما جادتِ الأيّامُ مُذْ خُلِقَتْ / بالذّكرِ عند فتىً ما جادَ بالعُمُرِ
لم يبقَ فيها خفيٌّ لستُ أعرِفُهُ / فكيفَ لا أعرِفُ الصافي من الكَدَرِ
مَنْ مبلغٌ صاعِداً في النّاسِ مدحتَهُ / الواحدَ المجدِ والتحجيلِ والغُرَرِ
يا مُشرِقاً تَغتَدي للشّمسِ طلعتُهُ / شمساً وتَمطُرُ كفّاهُ على المَطَرِ
يَغدو إلى الموتِ مسروراً برؤيتِهِ / كأنّهُ عندهُ أحلى من الظّفَرِ
مالي أزورُكَ منْتاباً ومنْصَرِفاً / فلا أُفرّقُ بينَ الوِرْدِ والصَّدَرِ
هبْ لي من العيشِ يوماً منكَ أذكرُهُ / وكيفَ أرضَى بيومٍ منكَ في الذّكَرِ
لو زيدَ عندكَ عُمرُ الدّهْرِ في عُمُري / ما كان إلاّ كلمْحِ الطَرفِ في القِصَرِ
للّهِ دَرُّكَ والأبْصارُ شاخِصَةٌ / والنّقْعُ يتركُ رأيَ العينِ كالخَبَرِ
كأنّ رمحَكَ في الأصْلابِ مُعترضاً / مثلُ الرّكوعِ بها أوْ سَطوةُ الكِبرِ
فُتَّ الظّنونَ فما نَدري أمِنْ شَجَرٍ / صيغَتْ سِهامُكَ أمْ صيغَتْ من القَدَرِ
أنأى مقاصدَ سهمٍ منكَ تُرسِلُهُ / أدنى إلى قَلبِ مَذعورٍ من الحَذَرِ
أمَا تَرى الدّهرَ أعطى حَظّهُ نَفَراً / أرقُ من فيهِم أقْسى من الحَجَرِ
فاغمسْ سِنانَكَ في تامور دولَتِهم / إنّ الزّمانَ بِها أعْمى بلا بَصَرِ
فأنتَ أشْجَعُ مَنْ يَمشي على قَدَمٍ / قَلْباً وأعظَمُ من يَسْمو إلى خَطَرِ
أنتَ الذي لو نُؤدّي بعضَ واجِبهِ / قلنا لهُ أنتَ مولى الجنِّ والبَشَرِ
لتأتينّكَ ألفاظٌ مُشَهّرَةٌ / لا يَركَبُ الليلَ راويها على غَرَرِ
كأنّما الفَلَكُ الدّوّارُ جازَ بِها / فاستَأسَرَتْ منه بيضَ الأنْجُمِ الزّهرِ
مالي أُخوفُ محتومَ المقاديرِ
مالي أُخوفُ محتومَ المقاديرِ / وسَعيُ كلِّ غُلامٍ رهنُ تَغريرِ
لا يبلُغُ الغايةَ القُصوى بهمّته / إلاّ المقَسَّمُ بين السَّرجِ والكُورِ
فُؤادُهُ بالرّزايا غيرُ مكترثٍ / وجُرْحُهُ في الحَوايا غيرُ مَسْبورِ
يَطوي حشاهُ إذا ما النومُ ضاجعَه / على وشيجٍ من الخَطيِّ مكسورِ
ترفعَ الهمُ بالفتيانِ يومَ مِنى / ونحنُ ننقلُ مأثورَ الأخابيرِ
ركوبَ قيسٍ على أحياءِ ذي يمنٍ / وغارةً جَدَعَتْ في رَهَطِ منطورِ
فقلتُ حلّوا الحِبى لأنامَ جدكم / وشَمِّروا إنّها أيامُ تَشْمِيرِ
قد سوّمَ الملكُ المنصورُ رايتَهُ / للطعنِ تَخفِقُ في ظِلِّ المَحاضيرِ
وجَرّدَ الحزمَ في يُمنى عزائِمِهِ / فما يُصَمِّمُ إلاّ بعدَ تَدبيرِ
يُهدي إلى كلِّ أرضٍ من عَجاجَتِهِ / جِنحاً من اللّيلِ في طيِّ الأعاصيرِ
نصرتَ سيفكَ بالرّي الذي علمت / به المواردُ أعقابَ المصاديرِ
وكنتَ كاللّيثِ غرته فريستُهُ / فضيعَ النابَ منه بالأظافيرِ
إذا توسّدَ للأقرانِ ساعدُهُ / فلا مَحالَةَ من عقرٍ وتَعفيرِ
لا يُبعِدُ اللهُ فتياناً رميتَ بهم / قلبَ الكريهةِ عن نزعِ وتوتيرِ
رَدّوا صدورَ الغُضَينيات عاطفةً / على الأسنّةِ من ناجٍ ومَعقورِ
قد ثقّفَ الغزوُ منها فهي مُخطَفَةٌ / خُصورهنّ كأوساطِ الزّنابيرِ
لا يعرِفونَ صدوداً عن عدوّهم / والطّعنُ يهتِكُ منهم كلَّ مستورِ
مواقعُ النبلِ في ضاحي جلودِهِمُ / مثلُ الدّنانيرِ في قَدٍّ وتَدويرِ
في جَحفلٍ سَجَدَتْ شمّ الحصونِ له / وبحثرتْ فيهِ انفاقُ المَطاميرِ
ما بينَ رُوميّةَ القصوى وأنقرةٍ / روعٌ تقلقلُ في أحشاءِ مَذعورِ
أعطاكَ عنها مليكُ الرومِ جِزيتَه / وكان قد حلَّ فيها غيرَ مقمورِ
ما أدركوا ورُقاهُم فيكَ نافِثةٌ / غيرَ الأماني من ظَنٍّ وتقديرِ
وأهلُ جُرزانَ والأملكُ قاطبةً / ما بينَ مُنطلقٍ منهم ومَحصورِ
لم يتركِ اللهُ غِشّاً في صدورِهمُ / إلاّ جَلاهُ بتاجِ الملةِ النّورِ
مَنْ لا يُتَبّعُ جَدواهُ ببائقَةٍ / ولا ينغصُ نعماهُ بتكديرِ
قدْ قوّمَ الزيغَ من أعطافِ مجلِسِهِ / بكلِّ منتقدِ الأخلاقِ مَخْبورِ
جَروا على أدَبٍ منهم فكلّهم / يأتي السّدادَ مُصيباً غيرَ مأمورِ
إنّ القِلاعَ التي نيلتْ ذَخائرُها / من قبلِ كَيدكَ لم تُقدَر لمقدورِ
من بعدِ ما دميتْ أيدي الخُطوبِ بها / وحاذَرَ الدهرُ منها سِنَّ مَغرورِ
ويومَ جاشتْ جيوشُ التركِ مُعلَمَةً / جاءَ النفيرُ فلم يقعدْ عنِ العِيرِ
لم يشكروكَ وقد نفستَ كربَهُمُ / وربَّ حامل عزمٍ غيرُ مشكورِ
ومُنهَلينَ بقَصرِ الجُصِّ زادُهُمُ / دراكُ ضربٍ على الهاماتِ ممطورِ
رَضوا من الُنْمِ إنْ كَرّتْ جيادُهُم / يعدو إلى أهلِ مصرٍ بالمَعاذِيرِ
فعلَ المُضجَّعِ خانتْهُ عزيمتُه / فطوّقَ العزمُ أعناقَ المقاديرِ
لو شاء عرّضَ يومَ الروعِ ثغرته / لوادقٍ كلسانِ النّارِ مَطرورِ
وهَبْ عليْهِ رياحُ النصرِ قد حُظرتْ / هلِ الحِمامُ على ساعٍ بمحظورِ
لا يعلُ شوقُك يا بنَ التغلبي إذا / هبتْ يمانيةُ من جانبِ الدورِ
وعللِ الهمّ إنْ عنّاكَ طارقُهُ / بباردٍ من عصيرِ الكرمِ مقرورِ
إذا المزاجُ جلاهُ قلتَ من طَربٍ / ليتَ الجزيرةَ تَغلي بالمغاويرِ
فلن تُحاذِر بالحَصْباءِ معترضاً / مُردَ الكماةِ على جُردِ المضاميرِ
ولن تَرى جبلَ الجوديِّ ترمقُهُ / دونَ المجرةِ غيظاً أعينُ القورِ
ولا الجزيرةَ ما ناحتْ مطوقةٌ / هيهاتَ ذلكَ كسرٌ غير مجبورِ
حيتكَ يا ملكَ الأملاكِ قافيةٌ / تزورُ مجدَكَ من نسْجي وتبريري
أعليتَ كفّي وأقذيتَ النّواظرَ بي / في موقفٍ مثل حدِّ السيفِ مشهورِ
تلكَ السياسةُ من بِرٍّ وتكرُمةٍ / مزجتها بنوالٍ غيرِ منزورِ
فالآنَ لا أقبلُ الميسورَ من زَمني / إنّ المشيعَ لا يرضى بمَيسورِ
شَدَدْتُ في صَبواتي شِدَةَ الشّاري
شَدَدْتُ في صَبواتي شِدَةَ الشّاري / ثم انتهيتُ وما قضيتُ أوطاري
يا حبّذا أرضُ نجدٍ كيفَما سمِحتْ / بها الخطوبُ على يُسرٍ وإعسارِ
وحبّذا دَمِثٌ من تربِها عبِقٌ / هبّتْ عليهِ رياحٌ غبَّ أمطارِ
أُحِبُّها وبلادُ اللهِ واسعةٌ / حُبَّ البخيلِ غِناءُ بعد أقتارِ
ما كنتُ أوّلَ من حَنّتْ ركائبُه / شوْقاً وفارقَ إلفاً غيرَ مُخْتارِ
إنّي غنيٌّ بنفسي يا بَني مَطَرٍ / عنكُم وأنتم على الأعداءِ أنصاري
حتى أُنَفِّرَها عَشواءَ خابطَةً / لا تَعرفُ الحقَّ إلاّ بعدَ إنكارِ
إذا أطاعتْ بُغاةُ الخيرِ نهّشَها / دُعاءُ كلِّ فتىً بالشّرِّ أمّارِ
يدُ المسائلِ عنها فوقَ وَفْرَتِهِ / كأن في أذنِهِ قُرْطاً من النّارِ
فإنْ جَنيتَ على الأيامِ فاقرةً / فإنّ ذا التّاجِ من أحداثِها جارِ
رأى الزمانَ صَغيراً في مآربِهِ / وما على الأرضِ من تُربٍ وأحْجارِ
فَنافَرَ الفلكَ الدوارَ معترضاً / سَيراً بسيرٍ وأقدراً بأقدارِ
لا يَنقضُ الدهرُ فَتلاً باتَ يبرمُهُ / وشيمةُ الدهرِ نَقضٌ بعدَ إمرارِ
ولا تُعرِّسُ في الظّلماءِ يقظتُه / حتى يُعرسَ فيها بَدْرُها السّاري
أعلى على قِمَمِ الأقوامِ أخْمَصَه / نِزاعُ هَمٍّ إلى الغاياتِ سَوّارِ
وعزمةٌ كذبابِ السّيفِ مُصلَتَةٌ / كانت نتيجةَ آراءٍ وأفكارِ
كبا يقينُ رجالٍ في مَعارفِها / وكان ظنّكَ فيها القادِحَ الواري
ومثلُ سعيكَ أعْيا من يحاولُه / وقصّرَ المرءُ عنه بعدَ أعذارِ
وإنْ ساعتكَ الطولى على أزمٍ / تَناهبَ الناسُ عنها رجمَ أخبارِ
ألصقتَ ميسمَها الحامي على عجلٍ / بكلّ مُنْدَلِقِ الحدّينِ مِغوارِ
يَظُنّ أنّ العوالي ليس تُبصرُهُ / إذا تسرْبَلَ درْعاً ذاتَ أزْرارِ
كأنّما نسجتها فوقَ منكبه / ريحٌ تُعارِضُ متنَ الجدولِ الجاري
أعمى أسنّةَ سعدٍ عن مقاتله / قيد النواظِرِ والأبصارِ كالقارِ
وا لَهْفَتا لو أعارَ الصبحُ بردتَه / ليلَ الثّنيةِ نامت مقلةُ الثّارِ
حتى استظلّ وقد لجّ الفرارُ بهِ / بهائلٍ كهيامِ الرّملِ منهارِ
لا يدفع الضيمَ عن حوباءِ مهجتِه / من ليس يَدْفَعُهُ عن مهجةِ الجارِ
أبلغْ نِزاراً وأبلغْ من يبلّغهُ / من الرجالِ على شَحطٍ من الدّارِ
إن شئتَ أن لا ترى في النّاسِ مُضطَهَداً / فسالِم النبعَ واغمزْ كلّ خَوّارِ
فقد رمى بك قولٌ كنتَ قائلَه / على فَقارَةِ صعبٍ ظهرُهُ عارِ
تأبى وعيدَك أنيابٌ مُسَمّمَةٌ / عند الحفاظِ وأيدٍ ذاتُ أظفارِ
إنّ الأسنةَ زانتْ كُلَّ مارِنَةٍ / والأعوجيةَ فاتت كلَّ مِضْمارِ
وأصبحَ الأفُقُ الشّرقيُّ مبتسماً / تبسُّمَ البرقِ عن بيضٍ وأمهارِ
لو كنتَ تقبلُ نُصحي غيرَ متهمٍ / ملأتُ سمعَك من وعظٍ وإنذارِ
ألقى على شركِ الموماةِ كَلْكَلَه / وساعدَيْهِ سَليلُ الغابة الضّاري
غضبانُ ما لم يجدْ قِرناً يُشاورهُ / كأنّهُ طالبٌ قوماً بأوتارِ
تكاد تُنبت عيداناً يوافقها
تكاد تُنبت عيداناً يوافقها / شادٍ يوافقُه في نطقهِ الوترُ
دَرَى الاصولَ وأَداها بنَغمتِهِ / انَّ الاصولَ عليها يَنبتُ الشَّجَرُ
غَنى على العودِ شَادٍ سهمُ ناظرهِ
غَنى على العودِ شَادٍ سهمُ ناظرهِ / أَمسى به قَلبىَ المُضْنى على خَطَرِ
دنا الىَّ وجستْ كفه وتراً / فَراحت الروحُ بين السهمِ والوترِ
عَرِّجْ على حرمِ المحبوبِ منتصباً
عَرِّجْ على حرمِ المحبوبِ منتصباً / لقِبلة الحُسْنِ واعذرنى على السهرِ
وانظر الى الخال فوق الثغرِ دون لمىً / تجد بِلالا يراعى الصبحَ في السَّحَرِ
رقت لنا حينَ همَّ السفرُ بالسفرِ
رقت لنا حينَ همَّ السفرُ بالسفرِ / وأَقبلتْ في الدُّجى تَسعى على حَذَرِ
راضَ الهَوى قلبَها القَاسي فجادَ لنا / وكان أَبخلَ من تموز بالمَطَرِ
رأَت غَدَاة النوى نارَ الكليمِ وقد / شبَّتْ فلم تُبقِ من قلبي ولم تَذَرِ
رشيقةُ لو تراها عندما سَفرَتْ / والبدرُ ساهٍ اليها سهوَ معتَذر
رأَيتُ بدرينِ من وجهٍ ومن قمرٍ / في ظِلَّ جِنحينِ من ليلٍ ومن شَعَرِ
رشفتُ دَرَّ المحّيا من مقبّلها / اِذْ نَبهْتني اليها نسمةُ السَّحَرِ
رنتْ نجومُ الدُّجى نحوي فما نظرت / مَنْ يرشفُ الراحَ قبلي من فمِ القَمَرِ
راقَ العتابُ وأَبدتْ لي سَراَئرهَا / في ليلةِ الوصلِ بل في غُرّةِ الغمرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025