القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ النَّقِيب الكل
المجموع : 8
تَنَفَّسَت نَسَماتُ السحر في السَحَر
تَنَفَّسَت نَسَماتُ السحر في السَحَر / وهينمت في ميادين من الزَهَر
فنَبَّهت كلَّ مِرْنام الضحى غَرِدٍ / حالي الطلاَ مخضَب الكفين مستَحِر
وحبّذا شدوات الطير جاوبها / عزفُ القيان على النايات والوَتَر
حيث المزاهر تندى من غضارتها / محاجرُ النور في الآصال والبكُر
وللمعاطف من أغصانها مَيَدٌ / ممزق لجيوب الظل في الغدُر
تحكي لنا بارتجاس الريح في ورق / منها يرفّ على فينانها النضرِ
رقص الدَهاقين ما زالت ترفّ له / معاطفُ الغيد في خُضْر من الأَزُر
تلقى بها الشمس في خدّ الثرى لمعاً / جاءت بها فُرَج الأوراق كالغُرر
كأنّما حُوّة الأفياء تلبَسه / بها ملاءة ما قد حيك للنَمِر
والنهر يصدى بهاتيك الظلال كما / تصدى صفيحة حدّ الصارم الذكر
والزهر يفرش في شطَّيه ما رقمت / فيه السحائب من ريط ومن حِبَر
ربعية الوشي لا ينفكُّ زِبْرجها / يجلو لنا من حُلاها أحسنَ الصور
فقم بنا لابتكار العيش قد شرفت / لهاته بالمنى في رّيق العُمُر
بكل أهيف قد ألوى زرافته / على سنا البدر في مائية الزهر
كأنما خدّه مُذْ راح ممتعناً / من العيون بتضريج من الخَفر
صحيفة ملكت من درة بسطت / جرى بها ذوب ياقوت على قدر
ورقّة السمع بالألحان من فمه / فالسمع في مثلما طوراً أخو النظر
فكم تمتع سمعي والهوى أمم / يوماً بأوصاف شهم طيب الأثر
هو ابنِ خدن المعالي وابن بجدتها / عبد الرحيم إِمام البدو والحضر
مولىً أنافت على العِضَّيْن بهجته / وغادرت قُسَ مَعْ سحبان في حصَرِ
بكل معنى خلوب اللفظ جال به / ماء السلاسة في روض من الفِقَر
طلْق الأعنة في نَهْجِ البلاغة لا / ينفك عن خاطر في البحث مستعر
قد برّزت في رهان الفضل فكرته / وأحرزت قصبات السبق والظفر
أربت على الروضة الغناء شيمته / لطفاً إِذا مازجتها رقة السحَر
مولاي يا مَن سرت تعنو لساحته / نوازع للمنى لولاه لم تَسِر
إِليكها من بنات الفكر غانيةً / عذراء تزهو بحسن الدَلّ والحَورَ
تزدان منك بأوصاف نسقن على / لبَّاتها من حُلاها أنفس الدُرَر
حيّا دمشق فكم فيها لذي وَطَر
حيّا دمشق فكم فيها لذي وَطَر / منازهٌ هي ملء السمع والبَصَر
فإِن توخيت منها طيبَ مختبر / وتجتني عند باكورةَ العُمُر
فاعمد إلى الفيجة الفيحاءِ مرتشِفاً / بها زلال معين رائق خصِر
وأنزل ببسِّيمة الزهراء مُنْتَشِقاً / نسيمها اللّدن في الآصال والبكر
واسلك خمائل وادي أشرفيْتها / بظلّ مشتبك الأغصان والشجر
ثم الجُديِّدةِ الغراء فالوِ بها / عِنان طرفك وانزل جانب النهر
واقصد ربي الهامة الغناء مستمعاً / شدو القيان من الأطيار في السحر
واسرح مدى الطرف من ألفاف دُمَّرها / بين الغياض لدى مستشرف خضر
واصعد ذرى السفح وأنشد فيه مدكراً / عهود أُنس مضت في سالف العمر
يا ليلة السفح هلاّ عدت ثانية / سقى زمانك هطال من المطر
وقف على دير مُرّان التي شخصَت / آثاره تلق فيه مسرح النظر
واذكر مقالة صبّ فيه ممتَحِن / يا ديرَ مُرّان لا عُرّيتَ من سكر
واقصر مدى الخطو واعبر صالحيتَها / ترَ القصور بها تسمو على الزُّهُر
حيث الحدائق تجلى من مطارفها / عرائس السرو في موشية الحُبُر
واذكر مقالة من ظلت خواطره / تربى على السحر في أوصافها الغرر
مُذْ راح ينشد فيها والمنى أمَمٌ / خيّم بجلّق بين الكأس والوتر
ومَتّعِ الطرفَ في مرأى محاسنِها / بروض فكرك بين الروض والزَهَر
وانظر إلى ذهبيات الأصيل بها / واسمع إلى نغمات الطير في السحَر
وعد إلى الربوة الغناء تلقَ بها / محاسِناً تجتلى في أحسن الصُوَر
ظلٌّ ظليل وماء راح مُطّرداً / بين الغصون وطير جد مستحِر
وعج على نَيْرَبيها كم بها فَنَنٌ / من المحاسن قد دقت عن الفِكَر
حيث النسيم تمشّى في جوانبها / تستعطف البانَة الغناء في البكر
حيث الجداول من تحت الظلال غَدَتْ / تنساب ما بين ميّال ومُنْحَدر
واعطف على المرجة الميثاء تلقَ بها / داعٍ إلى اللهو معواناً على الوَطَر
من كلِّ مستشرفٍ ظلت أَزاهره / تندى فتهدي لنا من نَشْرها العطِر
وادٍ به للمنى أغصان مُهْتَصِرٍ / تَهدّلَتْ بفنونِ الزهر والثمر
حيّا الإِلهُ بصوب الودْق غوطته / وصانها من عيون الزهر والبَشَر
أحْسِنْ بمجلسِ أنُسٍ يانعِ الزَهَرِ
أحْسِنْ بمجلسِ أنُسٍ يانعِ الزَهَرِ / أبانَ عن كلِّ معنىً فيه مُبْتَكَرِ
وانظر إلى بُرْكةٍ تجلو مشاربها / عرائس الورد في مَوْشِيّة الحِبَر
تناظرت حولها والزهر منعكفٌ / تناظر الحُور قد قامت على سُرُرِ
وقد علا بعضها بعضاً فلاحَ لنا / خلالها فُرَجٌ تدعو إلى النَظَر
مثل القصور وقد أفضت مناظرها / إلى قرارة جوّ زاهر الزَهر
أبدت تماثيل ما حاكَ الربيعُ لنا / ودبّجته يدُ الأنواء في السَحَر
فتحتَ أحمرَ قانٍ أبيضٌ يقَقٌ / على اصفرٍ فاقع في أخضر نَضِرِ
وياسمين حبانا طيبَ منظرِه
وياسمين حبانا طيبَ منظرِه / وقد تبدَّتْ من الصبح التبَاشِيرُ
كأنّه مذ تبدّا في مطالعِه / فوقَ العروش تناغيه الأزاهيرُ
لآليء بسطتْ منها لنا غُرَرٌ / جرى بها من يواقيتٍ أساريرُ
لقد سقاني الحبيبُ كأساً
لقد سقاني الحبيبُ كأساً / لم أرْوَ منها ورمتُ أخرى
فقال خُذْ ما بقى بكأسي / سُؤراً وأحسن بذاك سؤرا
فعندما جادَ لي بما في / أواخِر الكأس مُتُّ سُكرا
واضيعتي بعد ما جَدَّ النِفار ضحىً
واضيعتي بعد ما جَدَّ النِفار ضحىً / عن ذي هوىً حظه الممزوج بالكَدَرِ
رَشَا تعلقتُه راجٍ مقاطعتي / حتى تقطعت الأسباب من قَمَري
واهاً لأيامنا بالجزع كنتُ بها / نشوانَ منَ سكَرٍ والآن من فِكَر
الشِعْرُ ضَرْبٌ من التصوير قد كشفت
الشِعْرُ ضَرْبٌ من التصوير قد كشفت / منه القرائِحُ عن شَتّى من الصُوَرِ
فاعْمَدْ إِلى قالبٍ عون تُدَمِّثهُ / وافرغ بهِ أَيَّ مَعْنىً شِئْتَ مُبْتكَر
وللثريا ركودٌ فوقَ أرْحلِنا
وللثريا ركودٌ فوقَ أرْحلِنا / كأنَها قِطْعَةٌ من فَرْوَةِ النَمرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025