المجموع : 7
أشكو إلى اللَّهِ دمعاً حائراً أبداً
أشكو إلى اللَّهِ دمعاً حائراً أبداً / لا يستقِلّ ولا يَجْرِي فينْحَدِرُ
الخوفُ ينهاهُ والأشْجَانُ تأمُرُهُ / فَقَدْ تكافَأَ فيه الخوفُ والحَذَرُ
قد كان شَوْقي إلى مِصْرٍ يُؤّرِّقُني
قد كان شَوْقي إلى مِصْرٍ يُؤّرِّقُني / فاليَوْمَ عدتُ وعادَتْ مصرُ لي دَارَا
أَغْدو إلى الجيزَةِ الفيْحَاءِ مُصْطَبحاً / طَوْراً وأُزْجِي إلى شِيْرَازَ أطْوَارَا
بَيْنَا أُسَامي رَئِيْساً في مراتِبِهِ / إذْ رُحْتُ أحسِبُ في الحَانَاتِ خمّارَا
فللدواوينِ إصْبَاحي ومُنْصَرَفي / إلى بيوتِ دُمّى يُعْمَلْنَ أوْتَارَا
وشادِنٍ من بَني الأقْبَاطِ يَعْقِدُ ما / بَيْنَ الكَثِيْبِ وغُصْنِ البانِ زِنّارَا
أما الزّمَانُ فقد صاحبْتُ شِرَّتَهُ / وقد قَضَيتُ لُبَانَاتٍ وَأَوطَارَا
رُوحٌ من الماءِ في جِسْمٍ من الصُّفْرِ
رُوحٌ من الماءِ في جِسْمٍ من الصُّفْرِ / مُؤَلّفٌ بِلطِيْفِ الحُسْنِ والنَّظَرِ
مستعبِرٌ لم يَغِبْ عن طَرْفِهِ سَكَنٌ / وَلَمْ يَبِتْ من ذوي ضِغْنٍ على حّذّرِ
له على الظَّهْرِ أَجْفَانٌ مُحَجَّرَةٌ / ومُقْلَةٌ دمعُهَا جارٍ على قَدَرِ
تَنْشَا لَهُ حَرَكَاتٌ في أَسَافِلِهِ / كأنها حركات الماءِ في الشَّجَرِ
وفي أعالِيْهِ حُسْبَانٌ مُفَصّلَةٌ / للنّاظِرِيْنَ بِلاَ ذِهْنٍ ولا فِكْرِ
إذا بَكَى دارَ في أحْشَائِهِ فَلَكٌ / خافِي المَسِيْرِ وإن لم يَبْكِ لَمْ يَدُرْ
مترجِمٌ عن مواقيتٍ يُخْبِرُنا / عنها فيوجَدُ فيها صادِقُ الخَبَرِ
تُقْضَى به الخَمْسُ في وقتِ الوُجُوبِ وإن / غَطّى على الشّمْسِ سِتْرُ الغَيْمِ والمَطَرِ
وإن سَهِرَتْ لأسبابٍ تُؤَرِّقُني / عَرَفْتُ مِقْدَارَ ما أَلْقَى من السَّهَرِ
مُحَدِّدٌ كلَّ مِيْقَاتٍ تَخَيّرَهُ / ذَوُو التَّخَيُّرِ للأسْفَارِ والحَضَرِ
ومُخْرِجٌ لك بالأَجْزَاءِ ألْطَفَهَا / من النهارِ وقَوْسِ الليل في السَّحَرِ
نتيجةُ العِلْمِ والتّفْكِيْرِ صوَّرَهُ / يا حبّذا بِدَعُ الأَفْكارِ في الصُّوَرِ
قَمْ فَاعْقِرِ الْهَمَّ بِالْعُقَارِ
قَمْ فَاعْقِرِ الْهَمَّ بِالْعُقَارِ / فَالْخَمْرُ دِرْياقَةُ الخُمَارِ
وَهَاتِهَا يَا غُلاَمُ صِرْفَاً / حَمْرَاءَ مُصْفَرَّةَ الخِمَارِ
صَبَاحُ رَاحٍ دَجَا عَلَيْهِ / فِي فَلَكِ الدَّنِّ لَيْلُ قَارِ
وَجِسْمُ نُورٍ تَرَاهُ يَبْدُو / كَنَاظِرٍ فِي قَمِيْصِ نَارِ
مِنْ كَفِّ أَغْيَدَ فِي رُنُوِّ / وَفِي احْوَرَارٍ وَفِي نِفَارِ
غُصْنُ قَوَامٍ عَلَى كَثِيْبٍ / وَلَيْلُ شَعْرٍ عَلَى نَهَارِ
فِي وَرْدِ خَدِّ لَهُ جَنِيٍّ / رَيَحْانُ صُدْغٍ لَهُ مَدَارِ
مُذَكَّرُ العَدْوِ والتَّثَنِّي / مُؤَنَّثُ الدَّلِّ كالجَوَارِي
إِذَا سَقَى بالصِّغَارِ صَبَّاً / سَقَتْهُ عَيْنَاهُ بالكِبَارِ
لاَ عُذْرَ فِيْهِ لِمَنْ رَآهُ / فَلَمْ يَرُحْ خَالِعَ العِذَارِ
شَرِبْتُ مِنْ كَأسِهِ عُقَارَاً / وَمِنْ ثَنَايَاهُ كَالْعُقَارِ
حَتَّى إِذَا الرَّاحُ رَنَّحَتْهُ / وَشَدَّهُ السُّكْرُ بِانْكِسَارِ
وَخَالَطَتْ وَرْدَ وَجْنَتَيْهِ / فَضَاعَفَتْهُ بِجُلَّنَارِ
بِتْنَا وَقَدْ ضَمَّنَا إِزَارٌ / لِلَّهِ مَا ضُمَّ فِي الإِزَارِ
فَظُنَّ مَا شِئْتَ بِي فَإِنِّي / أَتَيْتُ مَا شِئْتَ مِنْ خَسَارِ
دَاوِ خُمَارِي بِكَأسِ خَمْرِ
دَاوِ خُمَارِي بِكَأسِ خَمْرِ / وَأَحْيِ سُكْرَ الهَوَى بِسُكْرِ
وَرَوِّقِ المَزْجَ ذَوْبَ دُرِّ / وَشَعْشِعِ الخَمْرَ ذَوْبَ تِبْرِ
مُدَامَةٌ عُتِّقَتْ فَجَاءَتْ / كَلَمْعِ بَرْقٍ وَضَوْءِ فَجْرِ
رَقَّتْ فَكَانَتْ كَمَاءِ دِيْنِي / وَمَاءِ دَمْعِي وَمَاءِ شِعْرِي
لاَ تُفْنِ عُمْرَ الزَّمَانِ إِلاَّ / مَا بَيْنَ قَلاَّيَةٍ وَعُمْرِ
يَا دَيْرَ مُرَّانَ كَمْ غَزَالٍ / فِيْكَ وَكَمْ رَوْضَةٍ وَنَهْرِ
وَكَمْ تَطَرَّبْتُ مُسْتَهَامَاً / إِلَيْكَ إِذْ عِيْلَ عَنْكَ صَبْرِي
وَفِي يَمِيْنِي شَمَالُ شَمْسٍ / وَفِي شِمَالِي يَمِيْنُ بَدْرِ
حَدَائِقٌ كَفُّ كُلُّ رَيْحٍ / حَلَّتْ بِهَا عَقْدَ كُلِّ قَطْرِ
كَأَنَّ دُولاَبَهَا مُحِبُّ / يَحِيُّ وَالدَّمْعُ مِنْهُ يَجْرِي
ثُمَّ تَحَلَّتْ ضُحَى وَأَبْدَتْ / عَرَائِسَاً مِنْ حُلِيِّ زَهْرِ
فَالنُّوْرُ والطَّلُّ فِي رُبَاهُ / مَابَيْنَ نَظْمٍ وَبَيْنَ نَثْرِ
كَالدَّمْعِ قَدْ حَارَ فِي رُبَاهُ / حُمْرٍ وَوَرْدِيَّةٍ وَصُفْرِ
وَرُبَّ يَوْمٍ قَطَعْتُ فِيْهِ / عَظِيْمَ قَدْرٍ جَلِيْلَ ذِكْرِ
أَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ مِهْرَجَانٍ / وَيَوْمِ أَضْحَى وَيَوْمِ فِطْرِ
أَتْبَعْتُ إِثْمَ الهَوَى بِإِثْمٍ / فِيْهِ وَوِزْرَ الصِّبَا بِوِزْرِ
بَيْنَ شَقِيْقٍ صَقِيْلِ خَدٍّ / وَأُقْحُوَانٍ نَقِيِّ ثَغْرِ
وَابْنِ دَلاَلٍ إِذَا تَثَنَّى / رَأَيْتَ عَذْرَاءَ بِنْتَ خِدْرِ
يُدِيْرُ أَلْفَاظَهُ بِحِذْقٍ / فِيْنَا وَأَلْحَاظَهُ بِسِحْرِ
فَلَسْتُ آبِي وَلَوْ سَقُونِي / عَلَى أَغَانِيْهِ نِيْلَ مِصْرِ
مَا تَرَكَتْ لِي المُدَامُ هَمَّا / يَضِيْقُ عَنْهُ وَسِيْعُ صَدْرِي
إِنْ هِيَ إِلاَّ نُجُومُ سَعْدٍ / عَلَى أَكُفِّ الأَنَامِ تَجْرِي
يَا مَنْ أَنَامِلُهُ كَالْعَارِضِ السَّارِي
يَا مَنْ أَنَامِلُهُ كَالْعَارِضِ السَّارِي / وَفِعْلُهُ أَبَدَاً عَارٍ مِنْ العَارِ
أَمَا تَرَى الثَّلْجَ قَدْ خَاطَتْ أَنَامِلُهُ / ثَوْبَاً يُزَرُّ عَلَى الدُّنْيَا بِأَزْرَارِ
نَارٌ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِمُبْدِيَةٍ / نُورَاً وَمَاءٌ وَلَكِنْ لَيْسَ بِالجَارِي
وَالرَّاحُ قَدْ أَعْوَزَتْنَا فِي صَبِيْحَتِنَا / بَيْعَاً وَلَوْ وَزْنُ دِيْنَارٍ بِدِيْنَارِ
فَجُدْ بِمَا شِئْتَ مِنْ رَاحٍ يَكُونُ لَنَا / نَارَاً فَإِنَّا بِلاَ رَاحٍ وَلاَ نَارِ
كَأَنَّمَا الجَمْرُ وَالرَّمَادُ وَقَدْ
كَأَنَّمَا الجَمْرُ وَالرَّمَادُ وَقَدْ / كَادَ يُوَارِي مِنْ نُورِهِ النُّورَا
وَرْدٌ جَنِيُّ القِطَافِ أَحْمَرُ قَدْ / ذَرَّتْ عَلَيْهِ الأَكُفُّ كَافُورَا