القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبو الفَتْح كَشاجم الكل
المجموع : 7
أشكو إلى اللَّهِ دمعاً حائراً أبداً
أشكو إلى اللَّهِ دمعاً حائراً أبداً / لا يستقِلّ ولا يَجْرِي فينْحَدِرُ
الخوفُ ينهاهُ والأشْجَانُ تأمُرُهُ / فَقَدْ تكافَأَ فيه الخوفُ والحَذَرُ
قد كان شَوْقي إلى مِصْرٍ يُؤّرِّقُني
قد كان شَوْقي إلى مِصْرٍ يُؤّرِّقُني / فاليَوْمَ عدتُ وعادَتْ مصرُ لي دَارَا
أَغْدو إلى الجيزَةِ الفيْحَاءِ مُصْطَبحاً / طَوْراً وأُزْجِي إلى شِيْرَازَ أطْوَارَا
بَيْنَا أُسَامي رَئِيْساً في مراتِبِهِ / إذْ رُحْتُ أحسِبُ في الحَانَاتِ خمّارَا
فللدواوينِ إصْبَاحي ومُنْصَرَفي / إلى بيوتِ دُمّى يُعْمَلْنَ أوْتَارَا
وشادِنٍ من بَني الأقْبَاطِ يَعْقِدُ ما / بَيْنَ الكَثِيْبِ وغُصْنِ البانِ زِنّارَا
أما الزّمَانُ فقد صاحبْتُ شِرَّتَهُ / وقد قَضَيتُ لُبَانَاتٍ وَأَوطَارَا
رُوحٌ من الماءِ في جِسْمٍ من الصُّفْرِ
رُوحٌ من الماءِ في جِسْمٍ من الصُّفْرِ / مُؤَلّفٌ بِلطِيْفِ الحُسْنِ والنَّظَرِ
مستعبِرٌ لم يَغِبْ عن طَرْفِهِ سَكَنٌ / وَلَمْ يَبِتْ من ذوي ضِغْنٍ على حّذّرِ
له على الظَّهْرِ أَجْفَانٌ مُحَجَّرَةٌ / ومُقْلَةٌ دمعُهَا جارٍ على قَدَرِ
تَنْشَا لَهُ حَرَكَاتٌ في أَسَافِلِهِ / كأنها حركات الماءِ في الشَّجَرِ
وفي أعالِيْهِ حُسْبَانٌ مُفَصّلَةٌ / للنّاظِرِيْنَ بِلاَ ذِهْنٍ ولا فِكْرِ
إذا بَكَى دارَ في أحْشَائِهِ فَلَكٌ / خافِي المَسِيْرِ وإن لم يَبْكِ لَمْ يَدُرْ
مترجِمٌ عن مواقيتٍ يُخْبِرُنا / عنها فيوجَدُ فيها صادِقُ الخَبَرِ
تُقْضَى به الخَمْسُ في وقتِ الوُجُوبِ وإن / غَطّى على الشّمْسِ سِتْرُ الغَيْمِ والمَطَرِ
وإن سَهِرَتْ لأسبابٍ تُؤَرِّقُني / عَرَفْتُ مِقْدَارَ ما أَلْقَى من السَّهَرِ
مُحَدِّدٌ كلَّ مِيْقَاتٍ تَخَيّرَهُ / ذَوُو التَّخَيُّرِ للأسْفَارِ والحَضَرِ
ومُخْرِجٌ لك بالأَجْزَاءِ ألْطَفَهَا / من النهارِ وقَوْسِ الليل في السَّحَرِ
نتيجةُ العِلْمِ والتّفْكِيْرِ صوَّرَهُ / يا حبّذا بِدَعُ الأَفْكارِ في الصُّوَرِ
قَمْ فَاعْقِرِ الْهَمَّ بِالْعُقَارِ
قَمْ فَاعْقِرِ الْهَمَّ بِالْعُقَارِ / فَالْخَمْرُ دِرْياقَةُ الخُمَارِ
وَهَاتِهَا يَا غُلاَمُ صِرْفَاً / حَمْرَاءَ مُصْفَرَّةَ الخِمَارِ
صَبَاحُ رَاحٍ دَجَا عَلَيْهِ / فِي فَلَكِ الدَّنِّ لَيْلُ قَارِ
وَجِسْمُ نُورٍ تَرَاهُ يَبْدُو / كَنَاظِرٍ فِي قَمِيْصِ نَارِ
مِنْ كَفِّ أَغْيَدَ فِي رُنُوِّ / وَفِي احْوَرَارٍ وَفِي نِفَارِ
غُصْنُ قَوَامٍ عَلَى كَثِيْبٍ / وَلَيْلُ شَعْرٍ عَلَى نَهَارِ
فِي وَرْدِ خَدِّ لَهُ جَنِيٍّ / رَيَحْانُ صُدْغٍ لَهُ مَدَارِ
مُذَكَّرُ العَدْوِ والتَّثَنِّي / مُؤَنَّثُ الدَّلِّ كالجَوَارِي
إِذَا سَقَى بالصِّغَارِ صَبَّاً / سَقَتْهُ عَيْنَاهُ بالكِبَارِ
لاَ عُذْرَ فِيْهِ لِمَنْ رَآهُ / فَلَمْ يَرُحْ خَالِعَ العِذَارِ
شَرِبْتُ مِنْ كَأسِهِ عُقَارَاً / وَمِنْ ثَنَايَاهُ كَالْعُقَارِ
حَتَّى إِذَا الرَّاحُ رَنَّحَتْهُ / وَشَدَّهُ السُّكْرُ بِانْكِسَارِ
وَخَالَطَتْ وَرْدَ وَجْنَتَيْهِ / فَضَاعَفَتْهُ بِجُلَّنَارِ
بِتْنَا وَقَدْ ضَمَّنَا إِزَارٌ / لِلَّهِ مَا ضُمَّ فِي الإِزَارِ
فَظُنَّ مَا شِئْتَ بِي فَإِنِّي / أَتَيْتُ مَا شِئْتَ مِنْ خَسَارِ
دَاوِ خُمَارِي بِكَأسِ خَمْرِ
دَاوِ خُمَارِي بِكَأسِ خَمْرِ / وَأَحْيِ سُكْرَ الهَوَى بِسُكْرِ
وَرَوِّقِ المَزْجَ ذَوْبَ دُرِّ / وَشَعْشِعِ الخَمْرَ ذَوْبَ تِبْرِ
مُدَامَةٌ عُتِّقَتْ فَجَاءَتْ / كَلَمْعِ بَرْقٍ وَضَوْءِ فَجْرِ
رَقَّتْ فَكَانَتْ كَمَاءِ دِيْنِي / وَمَاءِ دَمْعِي وَمَاءِ شِعْرِي
لاَ تُفْنِ عُمْرَ الزَّمَانِ إِلاَّ / مَا بَيْنَ قَلاَّيَةٍ وَعُمْرِ
يَا دَيْرَ مُرَّانَ كَمْ غَزَالٍ / فِيْكَ وَكَمْ رَوْضَةٍ وَنَهْرِ
وَكَمْ تَطَرَّبْتُ مُسْتَهَامَاً / إِلَيْكَ إِذْ عِيْلَ عَنْكَ صَبْرِي
وَفِي يَمِيْنِي شَمَالُ شَمْسٍ / وَفِي شِمَالِي يَمِيْنُ بَدْرِ
حَدَائِقٌ كَفُّ كُلُّ رَيْحٍ / حَلَّتْ بِهَا عَقْدَ كُلِّ قَطْرِ
كَأَنَّ دُولاَبَهَا مُحِبُّ / يَحِيُّ وَالدَّمْعُ مِنْهُ يَجْرِي
ثُمَّ تَحَلَّتْ ضُحَى وَأَبْدَتْ / عَرَائِسَاً مِنْ حُلِيِّ زَهْرِ
فَالنُّوْرُ والطَّلُّ فِي رُبَاهُ / مَابَيْنَ نَظْمٍ وَبَيْنَ نَثْرِ
كَالدَّمْعِ قَدْ حَارَ فِي رُبَاهُ / حُمْرٍ وَوَرْدِيَّةٍ وَصُفْرِ
وَرُبَّ يَوْمٍ قَطَعْتُ فِيْهِ / عَظِيْمَ قَدْرٍ جَلِيْلَ ذِكْرِ
أَحْسَنَ مِنْ يَوْمِ مِهْرَجَانٍ / وَيَوْمِ أَضْحَى وَيَوْمِ فِطْرِ
أَتْبَعْتُ إِثْمَ الهَوَى بِإِثْمٍ / فِيْهِ وَوِزْرَ الصِّبَا بِوِزْرِ
بَيْنَ شَقِيْقٍ صَقِيْلِ خَدٍّ / وَأُقْحُوَانٍ نَقِيِّ ثَغْرِ
وَابْنِ دَلاَلٍ إِذَا تَثَنَّى / رَأَيْتَ عَذْرَاءَ بِنْتَ خِدْرِ
يُدِيْرُ أَلْفَاظَهُ بِحِذْقٍ / فِيْنَا وَأَلْحَاظَهُ بِسِحْرِ
فَلَسْتُ آبِي وَلَوْ سَقُونِي / عَلَى أَغَانِيْهِ نِيْلَ مِصْرِ
مَا تَرَكَتْ لِي المُدَامُ هَمَّا / يَضِيْقُ عَنْهُ وَسِيْعُ صَدْرِي
إِنْ هِيَ إِلاَّ نُجُومُ سَعْدٍ / عَلَى أَكُفِّ الأَنَامِ تَجْرِي
يَا مَنْ أَنَامِلُهُ كَالْعَارِضِ السَّارِي
يَا مَنْ أَنَامِلُهُ كَالْعَارِضِ السَّارِي / وَفِعْلُهُ أَبَدَاً عَارٍ مِنْ العَارِ
أَمَا تَرَى الثَّلْجَ قَدْ خَاطَتْ أَنَامِلُهُ / ثَوْبَاً يُزَرُّ عَلَى الدُّنْيَا بِأَزْرَارِ
نَارٌ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِمُبْدِيَةٍ / نُورَاً وَمَاءٌ وَلَكِنْ لَيْسَ بِالجَارِي
وَالرَّاحُ قَدْ أَعْوَزَتْنَا فِي صَبِيْحَتِنَا / بَيْعَاً وَلَوْ وَزْنُ دِيْنَارٍ بِدِيْنَارِ
فَجُدْ بِمَا شِئْتَ مِنْ رَاحٍ يَكُونُ لَنَا / نَارَاً فَإِنَّا بِلاَ رَاحٍ وَلاَ نَارِ
كَأَنَّمَا الجَمْرُ وَالرَّمَادُ وَقَدْ
كَأَنَّمَا الجَمْرُ وَالرَّمَادُ وَقَدْ / كَادَ يُوَارِي مِنْ نُورِهِ النُّورَا
وَرْدٌ جَنِيُّ القِطَافِ أَحْمَرُ قَدْ / ذَرَّتْ عَلَيْهِ الأَكُفُّ كَافُورَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025