القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 13
زهرن فاعْجَبْ لروض ماله زَهَرُ
زهرن فاعْجَبْ لروض ماله زَهَرُ / إِلا المباسِمُ والأَلحاظُ والطُّرَرُ
ولا تَقُلْ لَهَبُ الوَجْنَاتِ يُحْرِقُها / فللعذارِ على أَرجائِها نَهَرُ
أَعْجِبْ بها غُرَراً مالَتْ محاسِنُها / بالنفس يَحْمَدُ في أَمْثَالِهَا الغَرَرُ
سَفَرْنَ والليلُ طِرْفٌ أّدْهَمٌ فَجَرَتْ / فيه الحجولُ من الأَنوارِ والغُرَر
وقمنَ يحمِلْنَ في الأَجفانِ مَرْهَفَةً / لو كانَتِ البيضَ قلنا إِنَّها البُتُر
وكان من فِعْلِها بالسحرِ أَن هَجَمَتْ / على العشاءِ بما يأْتي به السَّحَرُ
فما ارتَقَيْتُ الدَّرَارِي إِذْ سهِرْتُ لها / إِلا لأَصدافِ يَمٍّ كلُّها دُرَر
ولا اجتلَيْتُ بدورَ الأُفْقِ عن كَلَفٍ / إِلا لِمَنْ أُتْلِفَتْ في صَوْنِهِ البِدَرُ
وفي الحشا والحشايا صَبْوَةٌ كبِرَتْ / فزادَها عُنْفُواناً ذلِكَ الكِبَرُ
تورى زنادَ اشتياقٍ ما استطارَ به / لي من مَشِيبي ولكن أَدْمُعِي شَرَرُ
وفي فؤادِيَ لا فَوْدِي قَتِيرُ هوًى / لم يُخْفِهِ الشَّعْرُ إِذْ لم يُبْدِهِ الشَّعَرُ
خذ من غرامِيَ ما تتلُو به سُوَراً / مُحَذِّرَاتِكَ ما تَبْلو به الصُّوَرُ
أَما الخُدورُ فلم يَسْكُنْ بها قَلَقِي / يوماً ولم يَمْشِ في أَشواقِيَ الحّذَر
فإِنْ تَمَنَّعَ قلبي من تَقَلُّبِهِ / فما انْتَهَى بِي لَعَمْرِي في الهَوَى العُمُرُ
أَنا المُحِبُّ وما بي ما يُقالُ لَهُ / أَوْلَى لك العَذْلُ أَم أَولَى لك العُذُرُ
إِن قلتُ ماسَ فما قصدي به غُصُنٌ / أَو استنارَ فما قصدي به قَمَرُ
خُلِقْتُ كالنَّبْعِ إِلا أَنَّ لي ثَمَراً / والنبعُ عريانُ ما في فرعِهِ ثَمَرُ
المالُ عِنْدَ ذوي الإقْتَارِ مُحْتَقَبٌ / والمالُ عند ذوي الأَقدارِ مُحْتَقَرُ
فإِنْ عدمْتُ الذي صاروا له عُدُماً / فما افتقَرْتُ وعندي هذه الفِقَرُ
ولم أُقَلْقِلْ رِكابي إِنْ نَبَا وطَنٌ / ولا أَطَلْتُ اغترابي إِنْ نَأَى وَطَر
لكن بَنُو الْحَجَرِ اسْتَدْعَتْ مكارِمُهُمْ / عَزْمِي وقد كانَ يُسْتَدْعَى بِها الحَجَرُ
نادى لسانُ النَّدى منهم فأَسْمَعَنِي / فقمتُ أَعْبُرُ بحراً كلُّهُ عِبَرُ
ترى المواخِرَ تَجْرِي في زَوَاخِرِهِ / فترتَقِي في أَعالِيها وتَنْحَدِرُ
من كل سَوْدَاءَ مِثْلِ الخالِ يَحْمِلُها / بِوَجْنَةٍ منه فيها للضُّحى خَفَرُ
حتى وَرَدْت فأَروانِي وأَحْسَنَ بي / صَدْرٌ موارِدُهُ يَشْجَى بها الصَّدِرُ
كانَتْ مناقِبُ آمالي مُنَقَّبَةً / فالآن أَسْفَرَ عن جَبْهَاتِهِا السَّفَرُ
هذا أَبو القاسِمِ المقسومُ نائِلُه / ما السيلُ ما البَحْرُ ما الأَنهارُ ما المَطَر
محاسِنٌ إِنْ أَبو بكرٍ تَقَدَّمَها / فما تَأَخَّرَ عُثْمَانٌ ولا عُمَرُ
سمعتُ عنهُمْ وقد شاهَدْتُهُمْ نَظَراً / فأَحْسَنَ الخُبْرُ ما لَمْ يَجْلُهُ الخَبَرُ
كذاك جادُوا نَدًى فيه أَجَدْتُ ثَناً / فليس يُعْرَفُ لا حَصْرٌ ولا حَصَر
والشعرُ فيه قصيرٌ عُمْرُهُ زَهَرٌ / يَذْوَى ومنه طويلٌ عُمْرُهُ زُهُرُ
فكالمواعِظِ سَهْلٌ صَوْغُها زُبُرٌ / وكالحديدِ ثقيلٌ وَزْنُهُ زُبَر
أَو كالعيونِ فهذِي حَظُّها حَوَلٌ / يَغُضُّ منها وهذِي حَظُّها حوَرُ
يا قائداً قاد من وَصْفِي لِعِتْرَتِهِ / ما تَحْمِلُ المِسْكَ عن أّنْفِاسِهَا العِتَرُ
للهِ دّرُّ حَيَاءٍ حُزْتَهُ وَحياً / كأَنَّكَ العَضْبُ فيه الأّثْرُ والأَثَر
تثيرُ بالقولِ أَو تُثْرِي مُجَانَسَةً / فلفظُكَ الضَّرَبُ المعسولُ والضَّرَرُ
وفي يمينِكَ يَجْري كَيْفَ تَأْمُرُهُ / ما يحسُدُ الذِّكْرَ عَنْهُ الصارِمُ الذَّكَر
تلك اليراعةُ من تلك اليَرَاعَةِ إِنْ / تُقَصِّر السُّمْرُ عنها طَوَّلَ السَّمَرُ
وكم تشاجَرَ أَقوامٌ فقلتُ لهُمْ / إِن الأَصولَ عليها تنبتُ الشجَرُ
أَنالَني في اغترابِي كُلَّ مُغْرِبَةٍ / فما النفيرُ بمعدومٍ ولا النَّفَر
وشَدَّ أَزْرِي فلم أَحفِلْ بنائبةٍ / تقول أَنيابُها هيهاتَ لاَ وَزَرُ
من بعدِ ما قَرَّعَتْنِي كل قارِعَةٍ / أَيامُها الحُمْرُ من أَعْيَانِها الحُمُر
وبِتُّ أَضرِبُ بالأَشعارِ طائِفَةً / لو أَنَّهُمْ ضُرِبُوا بالسَّيْفِ ما شَعَرُوا
إِذَا نَحَتُّ القوافِي من مقاطِعِها / قالوا تَكَلَّفْ لنا أَنْ تَفْهَمَ البَقَرُ
إِليكَ جئتُ بها عذراءَ منشِدَةً / لا عُذْرَ عندَكَ إِنْ لَمْ تُفْضَض العُذَر
أَنْصَفْتُهَا بكَ نِصْفَ الشهرِ شَيِّقَةً / تكادُ لو أُخِّرَتْ للفِطْرِ تَنْفَطِر
وطابَقَتْكَ فمنها الدُّرُّ منتظِمٌ / كما رأَيتَ ومنكَ الدُّرُّ منتثِرُ
مُنْتَابُ مِصْرِكُمَا بالرِّفْدِ مَغْمورُ
مُنْتَابُ مِصْرِكُمَا بالرِّفْدِ مَغْمورُ / وبابُ مِصْرِكُمَا بالوَفْدِ مَعْمُورُ
وَأَنْتُمَا في أَيادِي المُلْكِ أَسْوِرَةٌ / تَزِينُهُ وعلى أَطرافِهِ سُور
وفي قلوبِ أُناسٍ من صَفاتِكُما / نارٌ وفي أَعْيُنٍ من مَعْشَرٍ نُورُ
رَقِيتُما أَيها البَدْرَانِ مَنْزِلةً / يُقَصِّرُ البَدْرُ عنها وَهْوَ مَعْذُورُ
الله أَكبرُ لَمْ أَنْطِقْ بمُبْدَعَةٍ / فشأْنُ مَنْ نَظَرَ الأَقمارَ تكبيرُ
لا عُذْرَ للشِّعْرِ فَليبلُغْ مبالِغَه / هيهاتَ ذا قِصَرٌ فيه وتقصيرُ
هذي مآثرُ من أَضْحَى لأَخْمَصِهِ / على الأَثيرِ من الأَفلاكِ تأْثيرُ
الحمدُ لله زالَتْ كُلُّ داجِيَةٍ / عَنَّا وبالصُّبحِ تنجابُ الدّياجيرُ
لِمَ لا أَخِرُّ وهذا الطُّولُ يأْمُرُنِي / بما تقدَّمَهُ من غيرِيَ الطُّورُ
أَمرُ الأَميرَيْنِ عندَ الدهرِ مُمْتَثَلٍ / فالدهرُ كالعبدِ منهيٌّ ومأْمورُ
الناظمَيْنِ رياضَ المَجْدِ فوق رُباً / نُوَّارُها بنسيم الحَمْدِ منثورُ
والمانعينَ سبيلاً عَزَّ مَسْلَكُها / وهل يغارُ لها إِلا المَغَاويرُ
والمطلقينَ الثَّناءَ الجَمَّ في شِيَمٍ / ببعضِهِنَّ الثَّناءُ الجَمُّ مأْسورُ
والمالكينَ بِيُمْنَى ياسِرٍ دُوَلاً / لولاهُ لَمْ يَتَّفِقْ فيهِنَّ تيسيرُ
هُوَ الَّذِي حَلَّ أَزرارَ الجماجِمِ عن / عُرَى الرّقابِ وجَيْبُ النَّقْعِ مَزرورُ
وباتَ ينصِبُ غَرْبَ السيفِ في يَدِهِ / فَيَنْثَنِي وبه مَنْ شاءَ مَجْرُورُ
أَدارَ فوقَ الحصونِ الشُمِّ كَأْسَ وغًى / بِخَمْرِها كُلُّ مَنْ فيهِنَّ مخمورُ
وظنَّ أَملاكُها منها لهم وَزَراً / فقال فَتْكُ ظُباهُ ظَنُّكُمْ زورُ
وكم أَخافَ وما الصَّمْصامُ مُنْثِلمٌ / في راحَتَيْهِ ولا الخَطِّيُّ مأْطورُ
أَذا سجا بَحْرُ ذاكَ الفَتْكِ من يدِهِ / فلا تقُلْ إِنه بالعفو مسجورُ
كم غُرَّ قومٌ إِلى أَن غَرَّروا سَفَهاً / وربما ركِبَ التَّغْريرَ مَغْرورُ
ومَعْرَكٍ لا حِمَى الإِسلامِ مُنْكَشِفٌ / منه ولا جانبُ المُرَّاقِ مَسْتُورُ
أَجالَ جَهْمَ المُحَيَّا من قساطِلِهِ / بمُرْهَفَاتٍ لها فيه أَساريرُ
وجاءَ بالأَمنِ حيثُ النجمُ ناظرُهُ / مُسَهَّدٌ وفؤادُ البرقِ مذعورُ
لِتَطْوِ من دونِهِ الأَخبارُ طائِفَةً / حديثُها دونَهُ في الكُتْبِ منشورُ
راموا مَدَاهُ وخانَتْهُمْ عزائِمُهُمْ / وهل ينالُ مَطَارَ النَّسْرِ غُصْفُورُ
آلُ الزُّرَيْعِ وما أَدراكَ مَنْ زَرَعُوا / ذا الروضُ من مثلِ ذاكَ الغيثِ ممطورُ
هُم الذين لهُمْ في كلِّ مَكْرُمةٍ / دِكْرٌ على أَلسُنِ الأَيامِ مذكورُ
هُم البدورُ ومن أَيْمانِهِمْ بِدَرٌ / ما شئتَ مِنْ ذَيْنِ قُلْ فيهِ دَنَانيرُ
المَدْحُ منهم بما أَبْدَتْ محاسِنُهُمْ / مُخَبِّرٌ ومُجيدُ المدح مخبورُ
تحيى أَساطيرَ ما أَملَى الوَرَى ولَهُمْ / مَجْدٌ على جِبْهَةِ التخليدِ مسطورُ
للِّه دَرُّ مِجَنٍّ قد جُنِنْتُ بِهِ
للِّه دَرُّ مِجَنٍّ قد جُنِنْتُ بِهِ / صِيغَتْ كوابجه منه على قَدَرِ
لم يُخْطِ تشبيهَهُ مَنْ قالَ حينَ بَدَا / إِنَّ الثُّريَّا بَدَتْ في صَفْحَةِ القَمَرِ
وغادَةٍ عادَتِ الدنيا ببهجَتِها
وغادَةٍ عادَتِ الدنيا ببهجَتِها / ما شِئْتَ من ذاتِ أَنوارِ ونُوَّارِ
سَعْدٌ لِمَنْ رَقَدَتْ في طَيِّ ساعِدِه / قريسَةً لا بأَنياب وأَظفارِ
تَفْتَرُّ عن مَبْسِمٍ كالأُقْحُوانِ غَدَا / من ريقِهِ فَوْقَها طَلُّ النَّدى جاري
ويستعيرُ نسيمَ الريحِ رائحةً / من طِيبِ أَنفاسِها في عَرْفِهِ السَّاري
زَجَرْتُ في شأْنِها الأَطيارَ ساجِعَةً / ولم يَخِبْ قَطُّ عندي زَجْرُ أَطيارِ
هذا شِعارُكَ تكُسونِي دقائِقَهُ / وهذِه هذِهِ لا شَكَّ أَشعاري
وشَى بسرّكَ عَرْفُ الريح حين سَرى
وشَى بسرّكَ عَرْفُ الريح حين سَرى / وهل تأرّجَ إلا يُخبِرُ الخَبَرا
ونمّ عنك الدُجى لما استَتَرْتَ به / وعادةُ الليل ألا يَستُرَ القمرا
طوبى لمن ترك اللذاتِ وازدجَرا
طوبى لمن ترك اللذاتِ وازدجَرا / وكان لم يقضِ من جهل الصِّبا وطَرا
يا أيها المُذْنبُ العاصي ازدَجِرْ ودَعِ ال / لّهوَ المضرَّ وكنْ بالدهرِ معتبِرا
طوبى لعبدٍ أطاعَ الله خالقَهُ / وحجّ حجّاً زكيّاً ثُمّتَ اعْتَمَرا
يا أيها الناسُ ضجّوا بالدُعاءِ لمَنْ / إذا دعاهُ مُسيءٌ مذنبٌ غفَرا
ومن زمانِكُم كونوا على حذَرٍ / فطالما بسواكُمْ ويحَكُم غدَرا
طوبى لعبدٍ أراهُ الله جنّتَهُ / وويْحَ عبدٍ أراهُ ربُّه سقَرا
ما العيشُ إلا لمَنْ ما زالَ ليلتَهُ / جنْحَ الدُجى قائماً عن ذاك ما فتَرا
كالحافظِ العالِمِ الحَبْرِ الإمامِ ومَنْ / ما مثلُه الآن في هذا الزمان يُرى
سبْطُ البنانِ لراجيه الزّمانَ فلوْ / أرادَ قبضاً على الأموالِ ما قدِرا
لما رأى الصالحُ الملْكُ السّنيُّ إذا / علاّمةُ الدهرِ أعلى الناسِ إذ نظَرا
أعطاهُ منه على رغمِ العِدى لِبِنا / مدارسٍ حبّذاها هكذا بِدَرا
من في الملوكِ كمثلِ الصّالحِ الملِكِ ال / ذي يفوحُ نَثاهُ عنبَراً ذَفِرا
كالليثِ لكن ترى يومَ الكفاح له / في هامِ الاعْداءِ طُرّاً صارِماً ذكَرا
كالغيثِ لكنْ حَيا هذا لُهًى أبدا / فمِنْ هنا هوَ حقّاً فارقَ المَطَرا
كالبحرِ لكنه تصفو مواهبُه / والبحرُ لا بدّ أن يبدو لنا كدِرا
كالشمسِ بل لو بدا للشمس أخجلها / كالبدر بل هو حقاً يُخجِلُ القمرا
إذا ارتقى في أعالي الرأيِ لاح له / ما في العيونِ إذاً عن غيره استترا
من غابَ يشهدُ أنّ الله بجّلَهُ / وأنه أوحدُ الدنيا وإن حضَرا
يا أيها الحافظ الحبر الإمام ومن / إذا بدا للورى فالفضل قد ظهرا
أنت الذي فقت أهلَ الأرضِ قاطبةً / منا فدم فبِكَ الآن العُلى افتخرا
واسلَمْ متى طلعت شمس الضُحاءِ وما / لناظرٍ لاح في جِنْحِ الدجى قمرا
سَلْني أُجبْكَ فإني عنديَ الخبَرُ
سَلْني أُجبْكَ فإني عنديَ الخبَرُ / ما أكبرَ الذّنْبَ إن قالوا هو الكِبَرُ
أهزُّ عِطفيك بالأشعارِ أنظُمُها
أهزُّ عِطفيك بالأشعارِ أنظُمُها / هزّ الرياحِ لغصنِ البانةِ النّضِرِ
حتى كأنك يا عباسُ متّصلٌ / في نسبةِ الفضلِ بالعباسِ من مُضرِ
فابعثْ بدرعٍ كجلدِ الصِّلِّ يصحَبُها / مهنّدٌ كلسانِ الحيّةِ الذكرِ
وبيضةٌ ما ارتقَتْ في ماءِ لُجّتها / إلا وزالَتْ سريعاً لمحةَ البصرِ
وجُنّةٌ شبِهَتْ فيها كوابجُها / شكلَ الثُريّا بدَتْ في دارةِ القمرِ
ولا تقُلْ ليَ لي عذرٌ أبوحُ به / فلستُ أقبلُ في ذا قولَ معتذِرِ
طرفيَ في طاهرٍ وكفّي
طرفيَ في طاهرٍ وكفّي / من جُنُبٍ في الهوى وطاهرْ
عبَدتُه كالمجوسِ شَمساً / على حنيفيّتي أُجاهرْ
ونمتُ عن عاذلي فولّى / عن نائمٍ في هواهُ ساهرْ
قبّلَهُ السيفُ في جبينٍ / منه حَوى متنُه جَواهر
فكان تأثيرُه هلالاً / يذكِّرُ البدرَ وهْو باهِر
وما رأى الناسُ من هلالٍ / لولاهُ تحتَ الشُعاعِ ظاهِرْ
هوّنْ عليكَ وكنْ للخطبِ مُصْطَبِرا
هوّنْ عليكَ وكنْ للخطبِ مُصْطَبِرا / فذو النُهى لنزولِ الخطبِ يصطبرُ
وما غبَنْتَ بنجمٍ من بينكَ هوى / وقد بقيتَ مضيئاً أيها القمرُ
إذا رأيت المنايا أخطأتْكَ فقل / غُنْمٌ وإن مرّ منك السمع والبصر
والغصن ما دام موجوداً بنضرته / فما يُضرُّ به أن يسقطَ الثمرُ
كم من فتاةٍ تولّى أمرَها ذَكَرٌ
كم من فتاةٍ تولّى أمرَها ذَكَرٌ / ما كان أحوجَهُ منها الى الذكَرِ
يرومُ أن يُنفِذَ القوّاسُ أسهُمَهُ / وكيف ينفَذُ عن قوسٍ بلا وتَرِ
اللهُ أعطاكَ من أعدائكَ الظَفَرا
اللهُ أعطاكَ من أعدائكَ الظَفَرا / فلم تُبَقِّ لهُمْ ناباً ولا ظِفْرا
قلّدْتَهُم منَناً حتى إذا عجِزَتْ / عنها رقابُهُمُ قلدْتَهُم بَتْرا
سَرَوا إليكَ فلما أصبحوا حكمَتْ / بيضُ الظُبى أنهم لا يحمَدون سُرى
جاءوا صفوفَ قِراعٍ فانتقمْتَ وما / أبرَّ جودَك لو جاءوا ضيوفَ قِرى
جعلتَهُم جُزُراً حينَ أبَوْا / أن يطلبوا بلسانِ الطاعةِ الجُزُرا
من لم يدع كوّةً حتى يفتّشَها / فقُلْ له ستُلاقي الحيّةَ الذَكَرا
يسعى أبو حربةٍ في رُتبةٍ منِعَتْ / فلو أبو ألفِ رمحٍ رامَها قُهِرا
وتستخفُّ أمانيهِ منيّتَهُ / حتى يرومَ ثريّا الأفْقِ وهْو ثَرى
حتى انتحاهُ أبو الفياضِ منصَلتاً / كالعَضْبِ ما مسّ من أطرافِه بُتِرا
ما زالَ يهدُرُ مثل الفحْلِ من نظرٍ / حتى أرقتَ بكِتْبَتيْهِ دماً هُدِرا
تبّاً له عاوياً نال الحِمامَ به / فجاءه عجِلاً للحينِ مُبْتَدِرا
جَنى فلما أراهُ الفتحُ غايتَهُ / ولّى وأهدى إليكَ الراسَ معتذِرا
فليَهْنِكَ الفتحُ مُخْضرّاً جوانبُه / تكادُ تقطِفُ من أثنائِه الزَهَرا
سلمتَ إذ سرتَ بالإسلامِ معتَصِماً / وخابَ إذ بالنّصارى جاءَ مُنتصِرا
إن الذي يكْفُرُ المولى صنيعتَهُ / ويدّعي أنّه أولى كمَنْ كفَرا
ومنزلٍ جاورَ الجوزاءَ مرتقياً
ومنزلٍ جاورَ الجوزاءَ مرتقياً / كأنّما فيه للنسرينِ أوكارُ
أطلقتُ فيه عنانَ الفكرِ فاطّرَدَتْ / خيلٌ لها من مَجالِ الشعرِ مضمارُ
ولم يدَعْ حسَناً فيه أبو حسَنٍ / إلا تحكّم فيه كيفَ يختارُ
ما زال يُذْكى بها نارَ الذُكاء الى / أن أصبحتْ علَماً في رأسهِ نارُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025