القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 5
أَدْمَاءُ فَتَّانَةٌ لَعُوبٌ
أَدْمَاءُ فَتَّانَةٌ لَعُوبٌ / خَفِيفَةٌ مَا لَها قَرَارْ
كُلُّ مَكَانٍ تَكُونُ فِيهِ / يُقْلِقُهُ وَثْبُهَا مِرَارْ
كَأَنَّهَا طَائِرٌ حَبِيسٌ / فِي قَفَصٍ يَبْتَغِي الْفِرَارْ
لَطَافَةٌ فِي بَدِيعِ حُسنٍ / وَرِقَّةٌ فِي مِزَاِج نَارْ
صَغِيرَةٌ أَمْرُهَا كَبِير / وَهَكَذَا الْشَّأْنُ فِي الصِّغارْ
حَارَ بِهَا فِكْرُ وَالِدَيْها / وَالْفِكْرُ فِي مِثْلِهَا يَحَارْ
وَلَيْلَةٍ بَاتَهَا أَبُوهَا / مُسَهَّداً فَاقِدَ اصْطِبَارْ
رَأَتْهُ فِيهَا كَثِيرَ غَمٍّ / يَبدُو عَلَى وَجْهِهِ اصْفِرَارْ
يَجْثُو عَلَى مَهْدِهَا وَيَبْكِي / بَأَدْمُعٍ ذُرَّفٍ حِرَارْ
وَيَنْثَنِي حَائِراً جَزُوعاً / يَمْضِي وَيَأْتِي بِلاَ اخْتِيَارْ
وَأَبْصَرَتْ أَمَهَا عَبُوساً / يَشُوبُ آمَاقَهَا احْمِرَارْ
تَجْلُو سِلاَحَاً يَثُورُ مِنْهُ / آنَاً وَمِنْ لَحظِهَا شَرَارْ
مَا ذَاكَ شَأْنُ الحِسَانِ لَكِنْ / فِي الشرِّ مَا يَدْفَعُ الخِيَارْ
مَا أَثِمَتْ بِالَّذِي أَعَدَّتْ / مِنْ عُدَدِ الْقَتْلِ وَالدَّمَارْ
بَلِ الأَثِيمُ الَّذِي دَعَاهَا / قَسْراً فَلَبَّتْ عَلَى اضْطِرَارْ
لَمْ يَشْغَلِ الْخَطْبُ فِكْرَ أَدْمَا / وَسْنَى وَلَمْ يَعْرُهَا الحِذَارْ
فَهَوَّمَتْ قَلْبُهُا خَلِيٌّ / وَفِي المُحَيَّا مِنْهَا افْتِرَارْ
كَأَنَّ أَنْفَاسَهَا دُعَاءٌ / تَقُولُهُ الرُّوحُ فِي سِرَارْ
مَا ذَنْبُ هَذِي الفَتَاةِ تَغْدُو / سَبِيَّةَ الظُّلَّمِ الشِّرَارْ
أَمِنْ سَرِيرِ الصِّغَارِ تُلْقَى / إِلى سَرِيرٍ مِنَ الصِّغَارْ
تَنَبَّهَتْ بَاكِراً وَكَانَتْ / مِنْ قَبْلُ لَمْ تَأْلَفِ ابْتكَارْ
مَرَّ بِهَا الهَمُّ وَهْوَ عَادٍ / يَنْتَهِبُ الْبَرَّ وَالبِحَارْ
كَطَائِرٍ رَاقَهُ غَدِيرٌ / فَرَفَّهُ جَانِحاً وَطَار
وَاسْتَمَعَتْ فِي الغَدَاةِ قِيلاً / إِنَّ أَبَاهَا لِلحَرْبِ سَارْ
وَإِنَّ قَوْماً جَاؤُوا لِيُفْنوا / أُمَّتَهَا بُغْيَةَ النُّضَارْ
لاَ يَرْحَمُونَ الصِّغَارَ مِنْهُمْ / وَلاَ يَرِقُّونَ لِلْكِبَارْ
وَلاَ يُرَاعُونَ حَقَّ حُرٍ / وَلاَ يَصُونُونَ عَهْدَ جَارْ
وَإِنَّ كُلَّ البُوَيْرِ خَفُّوا / لِيَدْفَعُوهُمْ عَنِ الذِّمَارْ
وَإِنَّ أَنْصَارَهُمْ قَلِيلٌ / وَإِنَّ أَعْدَاءَهُمْ كُثَارْ
مَضَوْا وَلاَ رَاحِلٌ يُرَجِّي / عَوْداً لأَهْلٍ لَهُ وَدارْ
فَرَاعَهَا الأَمْرُ وَاسْتَقرَّتْ / حَزِينَةً ذَلِكَ النَّهَارْ
حَتَّى إِذَا مَا المَسَاءُ أَمْسَى / وَانْسَدَلَ اللَّيْلُ كَالسِّتَارْ
جَثَتْ عَلَى مَهْدِهَا بِمَا لَمْ / تُعْهدْ عَلَيْهِ مِنَ الوَقَارْ
شِبْهَ مَلاَكٍ أَغَرَّ بَاكٍ / عَلَيْهِ سِيمَاءُ الاِنْكِسَارْ
تَدْعُو وَمَا لُقِّنَتْ وَلَكِنْ / عَلَّمَهَا الحُزْنُ الاِبْتِكَارْ
يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ يَا مَنْ / يَحْمِي ضَعِيفاً بِهِ اسْتَجَارْ
أُنْصُرْ أَبِي وَانْتَقِمْ لِقَوْمِي / وَلاَ تُبِحْ هَذِه الدِّيَارْ
كَذَاكَ هُمْ كُلُّهُمْ جُنُودٌ / لِصَدِّ عَادٍ أَوْ أَخْذِ ثَارْ
لاَ يُفْرَق المُقْتَنِي حُسَاماً / عَنِ الَّتِي تَقْتَنِي السِّوَارْ
كَبِيرُهُمْ قَائِدُ بَنِيهِ / إِلَى رَدى أَوْ إِلى انْتِصَارْ
وَطفْلُهُمْ ضَارِعٌ إِلَى مَنْ / إِذَا بَرِيءٌ دَعَا أَجَارْ
السَّعْدُ أَعْطى فوَفَّى غيْرَ مُعْتذِرِ
السَّعْدُ أَعْطى فوَفَّى غيْرَ مُعْتذِرِ / فاغْنَمْ صَفَاءَكَ مَوْفُوراً عَلى قَدَرِ
جَدرْتَ بِالنِّعْمَةِ الْكبْرَى فَيَسَّرَهَا / دَهْرٌ أَتَمَّ لَكَ الأوْطَارَ فِي وَطرِ
فَفُزْ بِمَا شِئْتَ مِنْ لُطْفٍ وَمِنْ أَدَبٍ / وَمِنْ عَفَافٍ وَمِنْ ظرْفٍ وَمِنْ حَوَرِ
فِي غادَةٍ لَمْ تُطالِعْهَا وَقدْ سَمَحَتْ / عَيْنُ الْعِنايَةِ إِلاَّ أَعْينُ الْفِكَرِ
مَحْجُوبَةِ النُّورِ إِلاَّ حَيْثُ نمَّ بِهَا / مِنْ خَالِصِ الشِّعْرِ وَصْفٌ خَالِدُ الأَثر
شِعْرٌ حَوَى كلَّ مَعْنىً غيْرِ مُفْترَعٍ / فِي خَيْرِ مَا يَلْبَسُ المَعْنَى مِنَ الصُّوَرِ
لمُفْرَدٍ بَلَغَتْ بِالحَقِّ شُهْرَتُهُ / أَقْصَى مَبَالِغِهَا فِي الْبَدْوِ وَالحَضَرِ
لا سِرَّ لِلْغَابِ إِلاّ وهْيَ تُنْبِئُهُ / بِهِ خِلاَلَ تَنَاجِي الرِّيحِ وَالشَّجَرِ
وَلا يَطِيبُ شَذا إِلا مُشَاطَرَةً / بَيْنَ الضّمِيرِ الَّذِي يَحْكِيهِ وَالزُّهَرِ
وَلاَ تُكَاتِمُهُ الظَّلْمَاءُ خَاطِرَهَا / وَلاَ اْلأَشِعَّةُ مَا تَرْوِي عَنِ الزُّهَرِ
رَوَائِعُ الخَلْقِ حَلَّتْ مِنْ سَرِيرتِهِ / فِي مَجْمَعٍ لِشتِيتِ الْفنِّ مُخْتَصَر
لاَ بِدْعَ أَنْ أَخذَتْ مِنْهَا كرِيمَتُهُ / خُلاَصةَ الحُسْنِ وَاْلآدَابِ وَالْخَفَرِ
فَاسْتَجْمَعَتْ شِيَمَ الأَمْلاَكِ وَاكتَمَلَتْ / رُوحاً وَجِسْماً بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ وَضَرِ
تِلْكَ الأَمَانَةُ وافَتْ خَيْرَ مُؤتَمَنٍ / مِنَ الْكِرَامِ كِرَامِ الْخُبْرِ وَالخَبَرِ
مِنْ مَعْشَرٍ هُمْ عَنَاوِينُ الْفَخارِ إِذَا / مَا خُلِّدَتْ غُرَرُ الآثَارِ فِي السِّيَرِ
فَتَى تَمَثَّلَ فِيهِ طِيبُ عُنْصُرِهِ / عَفُّ الضَّمِيرِ نقِيُّ الوِرْدِ وَالصَّدرِ
ناطَتْ رجَاءً بِهِ مِصْرٌ فحَقَّقَهُ / قَبْلَ اْلأَوَانِ بِصِدْقِ العَزْمِ وَالنَّظَرِ
يا كَوْكبَيْنِ غنِمْنَا فِي لِقَائِهِمَا / صَفْوَ الزَّمَانِ وَأُنْسَ السَّمْعِ وَالبَصر
للّهِ عُرْسُكُمَا وَالدَّهْرُ مُبْتِسمٌ / وَاللَّيْلُ أَوْهى نَسِيلٍ شَفَّ عَن سَحَرِ
لَوْ أَنَّ دَعْوَةَ صَافِي الْوُدِّ مُخِلدَةٌ / لَقُلتُ دَومَا دَوَامَ الشِّمْسِ وَالْقَمرِ
خُلاصَة الْعِطْرِ تَزْهَى مِنْ تَحِيّتِهَا
خُلاصَة الْعِطْرِ تَزْهَى مِنْ تَحِيّتِهَا / خَلاصَة الطُّهْرِ وَالآدابِ وَالْخَفَرِ
حَوَّاءُ هَذِي عَلى التَّشْبِيهِ نافحَةٌ / مِنْهَا تشِمِّين رَيَّا ذِكْرِكِ الْعَطِرِ
زِدْنِي جَمِيلاً أَزُدْك حَمْدَا
زِدْنِي جَمِيلاً أَزُدْك حَمْدَا / لَمْ تُبْقِ لِي غَيْرَ ذاكَ ذُخْرَا
أَنْقذْتَنا مِن أَشدِّ ثُكْلِ / فَمَنْ لَنا بِالكَفَاءِ شُكْرَا
ذَاك السَّمَاحُ الَّذِي تَنَاهَى / أَوْدَعَ فِيهِ العَلِيُّ سِرَّا
زفَّتْ فَقَالَ الَّذِي يَرَاهَا
زفَّتْ فَقَالَ الَّذِي يَرَاهَا / أَبِنْتُ حِسٍّ أَمْ بِنتُ فِكْرِ
وَأَيِّ بِكْرٍ تُزَفُّ أَحْرى / بِشَاعِرٍ مِنْ عَرُوسِ شِعْرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025