المجموع : 6
النفس تسخو ولكن يمنع العسر
النفس تسخو ولكن يمنع العسر / والحرّ يَعِذرُ من بالعسر يعتذرُ
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً / إلاّ إذا رمدتْ من كثرة المطرِ
إنّ السماء إذا لم تبكِ مقلُتها / لم تضحك الأرض عن شيء من الزهرِ
ما للسماء عليه ليس تنفطر
ما للسماء عليه ليس تنفطر / وللكواكب لا تهوى فتنتشرُ
وللبلاد ألا تسمو زلازلها / والراسيات ألا تَرْدى فتنقعُر
إنّ الندى وأبا عمرو تضمَنَهُ / قبرٌ ببغداد يُستَسْقى به المطرُ
للّه حزمٌ وجودٌ ضمّه جدثٌ / ومكرماتٌ طواها التّربُ والمدرُ
يا طالباً وزراً من ريبِ حادثة / أودى سعيدٌ فلا كهفٌ ولا وزرُ
أبكى عليك عيونَ الحيّ من يمنٍ / ومن ربيعةَ ما تَبكِي له مضرُ
كلُّ القبائل قد ردّيتَ أَرديةً / من فضل نُعْماكَ لايجَزي بها شكرُ
ما خَصَّ رُزؤك لا قيساً ولا مضراً / إنّ الرزّية مَعْمومٌ بها البشَرُ
لو كان يَبْكي كتابُ اللّهِ من أحدٍ / لِطولِ إلفٍ بكتْكَ الآيُ والسورُ
أبو الأرامِلِ والأيتامِ ليس له / إلاّ مُرَاعاتَهم همّ ولا وطرُ
للهاربينَ مَصَادٌ غيرُ مُطّلع / وللعُفاةِ جَنَابٌ ممرعٌ خَضِرُ
من كل أفقٍ إليه العِيسُ مُعْمَلَةٌ / وكل حيّ على أبوابه زُمَرُ
مُشَيّعٌ لا يغوث الذحل صولَتهُ / وأكرم الناس عفواً حين يقتدرُ
لا يَزدَهيهِ لغيرِ الحقّ منطقُهُ / ولا تناجيه إلاّ بالتقى الفكرُ
ثبت على زلل الأيام مُضطَلعٌ / بالنائباتِ لِصَعْبِ الدهرِ مُقْتَسرُ
سامي الجفونِ يروق الطّرفَ منظرُهُ / وأطهرُ الناسِ غيباً حينَ يُختَبَرُ
الحِلمُ يُصمتهُ والعلمُ يُنطقُهُ / وفي تُقى اللّهِ ما يأتي وما يَذَرُ
لم تَسْمُ همتهُ يوماً إلى شَرَفٍ / إلاّ حباه بما يَسْمو له الظفَرُ
يُعطيكَ فوقَ المنى من فَضْلِ نائِلِهِ / وليس يعطيك إلاّ وهو مُعتذرُ
يَزيدُ مَعْروفَهُ كِبراً وَيَرفَعُهُ / أنّ الجسيمَ لديه منه مُحْتقَرُ
وليس يسعى لغير الحمد يَكسِبُهُ / وليس إلاّ من المعروف يَدَّخرُ
عَفُ الضمير رحيبُ الباعِ مُضْطلعٌ / لحرمةِ اللّه والإسلامِ مُنتصِرُ
ما أنْفكَّ في كلِّ فجّ من ندى يدِهِ / للناس جودَانِ محويّ ومُنتظَرُ
لوهابَ عن عزّةٍ أو نجدةٍ قدرٌ / من البرّيةِ خَلقاً هَابَكَ القدرُ
لِيَبْكِ فَقدَك أطرافُ البلادِ كما / لم يخلُ من نعمةٍ أسْدَيتَها قُطُرُ
وَلَيبْككَ المرملونَ الشُّعثُ ضَمّهُمُ / من كلّ أوبٍ إلى أبياتكَ السّفَرُ
وذاتُ هِدْمينِ تُزجي دَرْدقاً قَزَماً / مثلَ الرئالِ حباها البؤسُ والكِبَرُ
وَيَبكِكَ الدينُ والدنيا لِرَعْيِهما / والبَرُّ والبَحْرُ والإعسار واليُسُرُ
كَفلتَ عْترةَ أقوامٍ مُهَاجِرَةٍ / عُثمانُ جَدُّهُمُ أو جَدُّهُمْ عُمَرُ
وقد نَصَرْتَ وقد آوَيْتَ مُحتسِباً / أبناءَ قومٍ هُمُ آوَوا وهم نَصَرُوا
يا رُبَّ أرمَلَةٍ منهم ومكتَهِلٍ / أَيتَمْتَهُ وهو مُبيَضّ له الشِعَرُ
للّه شَمْلُ جميعٍ كان مُلتئماً / أَضحى لِيَومِ سَعِيد وَهْو مُنْتَشِرُ
أمسى لِفَقْدكَ ظهر الأرض مُختشِعاً / بادِي الكآبةِ واختالت بِك الحُفَرُ
أحياكَ عمرو ولولاه واخوتَهُ / عَفَا النوالُ فلم يُسمعْ له خَبَرُ
ألهَمْتَهُمْ طوعَهُ فانقاد رشدُهُمُ / كلٌّ يراه بحيثُ السمعُ والبصرُ
كأنهم كَنَفاهُ وَهْوَ بَينَهُمُ / بَدْرُ السّماء حَوَتْهُ الأنجمُ الزُهُرُ
بنو قُتيبَةَ نُورُ الأرضِ نورُهُمُ / إذا خبا قمر منهم بدا قمرُ
إذا تشاكهت الأيام واشتبهت / أبان أيامكَ التحجيل والغُرَرُ
إمّا ثويتَ فما أبقيت مكرمةً / إلاّ بكفك منها العين والأثرُ
إنّ الليالي والأيام لو نطقت / أثنت بآلائك الآصال والبكرُ
كان الندى في شهور الحول مُقْتَسَماً / بين البرية فاغتال الندى صَفَرُ
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ / إذ أنت متّبعٌ فالشرط دينار
أيام وجهك مبيض عَوَارضُهُ / وللربيع على خديك أنوار
حانت مَنّيتُه فاسودَّ عارضُهُ / كما تسوّد بعد المّيت الدار
كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني
كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني / منه الحياء وخوف اللّه والحَذَرُ
وكم ظفرت بمن أهوى فيقنعني / منه الفكاهة والتعليل والنظرُ
أهوى الملاح وأهوى أنْ اجالسهم / وليس لي في حرام منهم وطرُ
فذلك الحب لا إتيان معصية / لا خير في لذة من بعدها سقرُ
تفترّ عن مضحك السدري إن ضحكت
تفترّ عن مضحك السدري إن ضحكت / كَرْفَ الأتان رأتْ إدلاء أعيار
يفوح ريح كنيف من ترائبها / سوداء حالكة دهماء كالقار