المجموع : 8
لا أسعدَ اللهُ مسعودا فَصَنْعَتُه
لا أسعدَ اللهُ مسعودا فَصَنْعَتُه / كوجِهه كلُّ قُبْحٍ منه مُخْتَصَرُ
لا يَحْلِق الرأسَ إلا مرة وبها / تُغْنيه عن عودةٍ ما مَدَّة العُمُر
لأنَّ أَلْطَفَ لمسٍ من أَنامِلِه / سَلْخٌ ومهل بعد سلخٍ ينبت الشَّعَر
فلو نَوى حلقَ رأسٍ في ضَمائِره / بفطنةٍ كاد منه المخ ينتثر
أَما رأيتَ هلالَ العيدِ حين بَدَتْ
أَما رأيتَ هلالَ العيدِ حين بَدَتْ / للعين منه بَقايا جرم دائرِهِ
كحرفِ جامٍ من البَلّورِ قابَلَه / ضوءٌ وأخفَى الدُّجى إشراقَ سائرِهِ
أو درهمٍ فوقَ دينارٍ تَجلَّله / عُلْواً وضاق عن استيعابِ آخره
واظبْ تَنَلْ كلَّ صعبٍ مُعْوِزٍ عَسِرِ
واظبْ تَنَلْ كلَّ صعبٍ مُعْوِزٍ عَسِرِ / فالماءُ أَثَّر بالإدمانِ في الحَجَرِ
فمانعُ النفسِ من إدراكِ ما طَلَبَتْ / ميلٌ إلى سَوْفَ أو ميلٌ إلى ضَجَرِ
وبالغُ الجهدِ معذورٌ إذا عَرَضتْ / موانعٌ ليس منه بل من القَدَر
وربما وقعتْ أشياءُ خارجةٌ / عن القياس فدَقَّت عن نُهَى البشر
من ذاك أحمقُ مرزوقٌ له جِدَةٌ / وعاقلٌ دونَ كسبِ القوتِ في ضرر
وأكرَمُ الناسِ في ذلٍّ ومَخْمصةٍ / وألأمُ الناسِ في عزٍّ وفي بَطَر
ما ذاك إلا لتدبيرٍ يُصرِّفُه / بين الورى غيرُهم تصريفَ مقتدِر
كأنما النَّرْجِسُ الطاقيّ حين بدا
كأنما النَّرْجِسُ الطاقيّ حين بدا / قِعاب تِبْرٍ على جاماتِ بلّورِ
كأنّ أوراقَه والشمسُ تصقُلها / أوراقُ شمعٍ فمن خامٍ ومَقْصورِ
يا مَنْ به تَحْسُن الدنيا وتَفتخِرُ
يا مَنْ به تَحْسُن الدنيا وتَفتخِرُ / طويلُ كلِّ مديحٍ فيك مُخْتصَرُ
أقلُّ أوصافِك الحُسْنى يَضيق بها / خواطرُ الخَلْقِ والأقطارُ والسِّيَر
في كل يومٍ تُرينا فَضْلَ مَكْرُمةٍ / غريبةِ الفَضْلِ لم يَسْبِق لها بشر
فقد تكاملتَ في خَلْق وفي خُلُق / حتى تَنافسَ فيك السمعُ والبصر
يا باسطَ العدلِ في بَدْو وفي حَضَرِ
يا باسطَ العدلِ في بَدْو وفي حَضَرِ / ورافعَ الجَوْرِ عن اُنْثَي وعن ذَكَرِ
أَبدعتَ في كلِّ فضل كلَّ مُعجزةٍ / غَرّاءَ ما عُهِدتْ من قبلُ في بَشر
زادتْ على كلِّ مخلوقٍ فأَيْسَرُها / مِلْءُ الزمانِ وملءُ الأَرضِ والسِّيَر
وصاغَك اللهُ في خَلْقٍ وفي خُلُق / مِلْءَ القلوبِ وملء السمع والبصر
يا أفضلَ الناسِ لم تُنْسَب إلى لقبٍ / إلا فِعلُك أَوْفَى منه فافْتخِر
وما دُعيتَ بشاهِنْشَاهَ فاعترفتْ / به الملوكُ على جهلٍ ولا غِرَرِ
لكنْ رأتْ شرفَ الإقرارِ وهْولها / أَمنٌ أجلُّ من الإنكارِ والخَطر
يَستعظِم الخَبر الإنسانُ عنك وفي / مكانِ خُبْرِك ما يُغْنِى عن الخَبر
يا دوحةَ الرُّتَبِ العُليا لقد لَحظتْ / منك العيونُ كما لا ليس في الشجر
كَرُمتَ أَصلا وفرعا ثم جئتَ بما / زَكا وأينعَ واحْلَوْلَى من الثمر
من كل قَرْمٍ جُيوشيِّ النِّجارِ غدا / في كعبةِ الفخرِ مثل الرُّكْنِ والحَجَر
تَلوذ آمالُ حُجّاجِ النَّوال به / شُعْثا فمن طائفٍ سَعْيا ومُعْتمِر
تَلى مَساعيَك العظمى فما خرجتْ / به السعادةُ في قَصدٍ عن الأَثَر
عقدٌ تَخيَّرتَ منه كلَّ واسطةٍ / للمُلْكِ منها جمالُ العينِ والنظر
جاورتَه فأَخَفْتَ الدهرَ صَوْلَتَه / حتى تَوَقّاه في وِرْدٍ وفي صَدَر
وارتاعتِ الأُسْدُ في أقصى مَرابضها / منه فما نومُها إلا على حذر
واستكبرتْ سادةُ الأَملاكِ هَيْبتَه / واسْتعظَم الدهرُ معناه على صِغر
فتحتَ للناس أبوابَ السرورِ به / فالعرسُ في كل قلبٍ غيرُ مختصَر
للهِ مُلْكٌ وإملاكٌ قد اقْتَرَنا / إلى السعادة في اَمْنٍ من الغِيَر
نَثرتَ للناسِ من عَيْنٍ ومن وَرِقٍ / فيه فلم يبقَ من لم يحظَ بالبِدَر
فلو أردتَ مَزيدا في النِّثار له / لم يبقَ في الجوِّ نجمٌ غيرُ منتثر
يَهْنِى المَعالى التي أضحتْ لكم وطنا / تَشريفُها باتصالِ في صافٍ بلا كَدر
حتى تَرى من بنيه كلَّ مُعتصِبٍ / بالتاجِ يُرْضيكَ منه سَيدُ العِتَر
تُرْخِي أومرُاك العليا عزائمه / فلا تمرّ بمَلْكٍ غيرِ منعِفرِ
فاسلَمْ ودُمْ في بقاءٍ غيرِ مُنصرِم / ملازم السَّعْدِ من عُمْر إلى عُمُر
وليلةٍ من حِسانِ الدهرِ بِتُّ بها
وليلةٍ من حِسانِ الدهرِ بِتُّ بها / بساحلِ الثَّغْرِ في أعلى مَناظرِهِ
وفي المَنارةِ من تلْقائِنا قَبَس / والبدر يظهر ثُلْثاه لناظرِه
كشاربٍ قام إجلالا وفي يده / كأسانِ للشرب مسرورا بزائره
وافَى كتابُك يتلو عَرْفه السارى
وافَى كتابُك يتلو عَرْفه السارى / كفَارةِ المِسْكِ أَفْرَتْها يدُ الفاري
كالنوم بينَ أجفانٍ أَضَرَّ بها / طولُ السُّهاد كبُرْءٍ بعد إضرار
كالغيثِ من بعد مَحْلٍ كالوصال على ال / مهجور كالأمن من خوفٍ بإنذار
وحَقَّك القسمُ المبرور ما عَمِرت / بغير ذكرك بعدَ البين أسرارى
ولا تَخلَّص قلبي من يدَىْ حُزُنٍ / يوماً ولا مُقْلتي من دمعيَ الجاري