القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 19
أما ترى حركاتِ الريح مُخْبِرةً
أما ترى حركاتِ الريح مُخْبِرةً / أنّ الغمام يَصُوبُ الأرضَ بالمطرِ
فالجوّ ملتحِف بُسْطاً مفوَّفةً / كأنهن اختلافُ الوشي والحَبَر
كأنّ بردَ نسيم الغَيْم حين بدا / ارتشافِ حبيبٍ زار في السَّحَرِ
فأجرِ فيه كؤوسَ اللَّهو دائرةً / بين ارتجاع حنين الناي والوَتَرِ
واعلمْ بأنّ الليالي غيرُ باقيةٍ / فلا تُبَقِّ على لهوٍ ولا تَذَرِ
لا زلت متّصِل الآمال بالظفرِ
لا زلت متّصِل الآمال بالظفرِ / مباركَ السعي عذبَ الوِرد والصَّدَرِ
وقابلتْكَ الليالي وهي لَيِّنة / نواعمٌ لا تشوب الصفَو بالكَدَر
لم يعطِك الله حُسْناً أنت حامِلُه / حتى استخفَّ بنور الشمس والقمر
ولا حبا الله بالمُلْك العزيزَ ولا / أعلاه حتى رآه سيّدَ البشر
لم يخلُ قلبيَ من ذِكرْ العزيز وإن
لم يخلُ قلبيَ من ذِكرْ العزيز وإن / نأي به شُغُلٌ أو عاقه قَدَرُ
يرعاك كُلِّي بكُلِّي رَعْىَ مرتقِب / لا رَعْىَ من قادَه الإطماعُ والحذرُ
قلبي عليك رقيب فيك يكلؤني / يا منتهَى أملي والسمعُ والبصرُ
لا سرَّني العيشُ إلا أن تُسرَّ به / ولا استوى لِيَ إلا عندك العُمُر
لو لاك لم تَحْسن الدنيا لساكنها / طِيباً ولا أشرقت شمس ولا قمر
قالت أغدْر بنا في الحبّ قلت لها
قالت أغدْر بنا في الحبّ قلت لها / لا نال غايةَ ما يرجوه مَنْ غَدَرَا
قالت فلِمْ لَمْ تزرنا قلت زاركُم / قلبي ولم يدر بي جسمي ولا شعرا
قالت كذا يكتم العشّاقُ حبَّهم / فينعَمون ويَجْنون الهوى نَضِرا
قلت اسمحي لي بتقبيلٍ أعيش به / قالت وأيُّ محبّ قبَّل القمرا
بذلّةِ اللين من ألفاظكِ الخفِرة
بذلّةِ اللين من ألفاظكِ الخفِرة / وما تعَقْرَب من أصداغك العَطِرَهْ
إلاّ رحمتِ قتيلاً من هواك ولم / يبق التواصل فيما بيننا نكِره
لا تخبري كيف صبري في نواك فقد / أمسيت بي وبه دون الورى خبره
حاشاكِ من هجر من أضحت محاجِرُه / مما يكفكِف فيِك الدمعَ منفطِره
ولم يجِد ناصراً يقوى عليك به / لمّا غَدَوْتِ بسحر الطرِف منتصِره
يا صُلْبة العينِ مثلي يستهان به / ظلماً ويُقتَل مهجوراً بغير تِره
أمَا ووجنتِك الحمراءِ سافِرةً / وغُنْجِ مقلتك الحوراءِ يا مكِره
لولا هوىً فيك لا يودي الزمانُ به / ولوعةٌ في سواد القلب مستعِره
ما رحتِ مختارةً ظلمِي بلا سببٍ / ولا غدوتِ على قتلِي بمقتدِره
إن يحسُد الصبحُ إشراقي فمعذور
إن يحسُد الصبحُ إشراقي فمعذور / بي تُشِرق الشمسُ والأفلاك والنورُ
أطاعني الحسنُ وانحطَّ الجمال على / سَمْكي وأسعد بنياني المقادير
فساحتي بابن هادِي الخلق مشِرقةٌ / ومنزلي بالعُلا والمجدِ معمور
كأنني بُرْجُ سعدٍ ما يفارِقه / خَفْضٌ وطِيب وتقدِيس وتطهير
يضاحك النيلُ أركاني مغازَلةً / إذا بدت للصَبَا فيه قوارير
ولا تزال تلاقيني بنفحتها / من كلّ وجه رياضٌ أو أزاهِير
ولستُ بالقَفْر والبيداءُ محدِقة / ولا عليَّ غبارُ التُرْب منثور
مَنْ حَلَّني فَهْو صافي العيشِ مُبْتهِج / ومن رآني قريرُ العين مسرور
قد جاءك النصر مقروناً به الظفر
قد جاءك النصر مقروناً به الظفر / عفواً وأرضاك في أعدائك القَدَرُ
لقد سبقْتَ أمير المؤمنين إلى / مفاخرٍ لم يُحزْها قطُّ مفتخِر
ما دام مدحُك فكري حين أطلبه / لا كنت يوماً من التقصير أعتذر
إذا رأيتك والأقوامَ في ملأ / كانوا الظلام وأنت الشمس والقمر
قد سالمتك الليالي سِلم منهزم / لم يستطِع وأراها ذلك النظر
عِداك في كل أرضٍ غير آمِنةٍ / من أن تخافك فهي الدهر تنتظِر
في كل يومٍ فُتوح للعزيز على / أعدائه ورزايا فيهمُ كُبَر
إذا انقضى خَبَر فيه له ظفر / عليهمُ أبداً وافاهُم خبر
حوادث الدهر جيش غير منهزمِ / على أعاديك لا تُبقِي ولا تَذَر
يَهنِيك أسطولُ جيش لم تزل خَدَماً / له الرياحُ بما قد شاء تأتمِر
حتى أتاك بأُسْد في الكريهة لا / يثنِهم الخوفُ عن خَطْبٍ ولا الحَذَرُ
قد حكَّمتهم رِقاق البِيض فاحتكموا / وأنجدتهم طِوالُ السُمْر فانتصروا
وأصبح الشرك للتوحيد منخفِضاً / والروم ليس لهم وِرْد ولا صَدَرُ
لم تدع منهم بِيضُ السيوف سوى / من قد حماها اللمَى والدَلُّ والخَفَر
تخالف الناس في فضل الملوك ولم / يأتِ الخلافُ على تفضِيلك البشر
وكيف يعتادنا فيك الخلاف وقد / أتى بفضلك نصُّ الوحي والسور
أقوله فيك تصريحاً أدِين به / وفي فمِ الصامِت الشاني لك الحَجَر
لا زال ملكك بالإعزاز معتلِياً / فنيا وصفُوك لا يعتاده الكدر
أصبحت أفتك خَلْقِ الله بالنظر
أصبحت أفتك خَلْقِ الله بالنظر / عفَّ الضمير عن الفحشاء والنُكُر
والجِدّ أشبهُ بي فما أحاوله / لولا اكتحالُ جفون الغِيد بالحَوَر
ماءُ المعالي لذيذ في فمي شَبِم / أحلى وأعذب من رِيق الدُمَى العطِر
دم العِدَى في ظُبَا الأسياف يُطرِبني / تطرُّب الشَرْب بالصهباء والوَتَر
إنّي أتيتُ إلى البستان مختارا
إنّي أتيتُ إلى البستان مختارا / ولم أكن في انصرافي عنه مختارا
وكيف أختار بُعْداً عن محلّ عُلاً / يظلُّ فخري به في الناس قد سارا
لكن تصرَّم يومٌ كنتُ آمُلُه / نوراً لعيني فأجدى قلبيّ النارا
ولم يكن لِيَ بَيْت ثَمَّ يمكِنني / فقمتُ مكتئباً لم أقضِ أوطارا
ومثلَ ما قلتُ قال القوم كلّهمُ / نقول ذلك إعلاناً وإسرارا
وسوف تُغرم عَشْراً كي تكون بها / بالذنب من عذرنا بالغُرْم مِعشارا
فمهِّداً عُذْرنا قُدِّمتُ قبلكما / فلم نُصِرّ على الهجْران إصرارا
ونحن عندكما قبل الضّحَاء من ال / إثنين أو قبله في الصبح إسفارا
أحسنتَ إحسان من تمّت فَطانتَهُ
أحسنتَ إحسان من تمّت فَطانتَهُ / ولَوْذَعيَّتُه جهراً وإسرارا
كان انصرافك عنَّا علَّةً قدحتْ / في كل حبَّة قلبٍ عندنا نارا
ولم تَزل من نواك النفس والهةً / والقلبُ مكتئباً والدمع مِدْرارا
حتى وَعدتَ بأن تأتي على طربٍ / حُرّاً يقود إلى اللذَّات أحرارا
واتِ الضَّحَاء من الاثنين في عجلٍ / كذا الكريم إذا لم يستَزر زارا
فاقدَم فِداك بنو الآداب كلّهم / فقد غدوتُ لما تختار مختارا
لأِربعُ جادهنّ الغيثُ مبتكِراً / حتَّى كساها أزاهيرا وأنوارا
تميسُ تحت الصبا أغصانها غَيَدا / ونَعْمَة ويناغي الطيرُ أطيارا
يضوع فيها فَتِيقُ المِسك منتثِراً / وعنبرُ الشِّحْر آصالاً وأسحارا
وقد رضِيتكُمُ شَرْباً بها ولها / كما رضيتُ بها قِدْماً لكم دارا
فأعطوا التذاكر والصَّهباء حقّهما / فيها وقَضُّوا من اللذّات أوطارا
لَهْفِي على مَن أقمت عُذْرَهْ
لَهْفِي على مَن أقمت عُذْرَهْ / في الهجر لمّا أطال هَجرَهْ
أَذابَنِي فاقتصْصتُ منه / بأنْ أذاب اللثام ثَغْرَه
فلو ترى ضِحْكَه ودَمْعي / وذِلّتي في الهوى وكِبْرَهْ
رأيتَ مستصحبَين راحَا / وحُزْن هذا لذا مَسَرَّه
لو سكن الأُفْقَ مَنْ جفاني / لخِلْتَهُ شمسَه وبدرَهْ
قد لاح نجمك بين العِزّ والظَّفَر
قد لاح نجمك بين العِزّ والظَّفَر / وحاز وجهُك نورَ الشمس والقمِر
يا طالعَ السعدِ من بعد السقوطِ وقد / وافَى بلا عائقٍ فيه ولا كَدَر
لانَتْ بدولتك الدنيا لطالبها / كأنّ أمرَك فيها سابقُ القَدر
وأشرق المُلْكُ مذ أُلبِستَ خِلْعَتَه / وأصبح الدهرُ عذبَ الورد والصَّدَر
أنت العزيزُ الذي لو لا خلاَفَتُهُ / ما أصبحَ العدلُ منشوراً على البشر
كأنّ عَصْرَكَ من إشراقِ بَهْجَتِه / تفتُّحُ الْوَرْدِ بين الروض والزهرَ
يا عمِّ لا زلتَ في النعماء محبوراً
يا عمِّ لا زلتَ في النعماء محبوراً / سامي المحلّ قريرَ العين مسرورا
أبلغْ فديتُك مولانا وسيِّدَنا / ومن غدا آمرا والدهرُ مأمورا
وقل له ظَفِرَتْ كفّاك واعترضَتْ / لك السعودُ ولا لاقيتَ تكديرا
يا خيرَ مستخلَف ما زال منذ بدا / من البريَّة ممدوحاً ومشكورا
إن الخلافَة مذ أُلبِسْت حُلَّتها / عَزَّت ولم تَلْقَ من مَسْعاك تقصيرا
تأويلُ ما أنا مُهديه ومُرْسلُه / ودّي وشكريّ منظوماً ومنثورا
إذ كلّ ما رحتُ مهْديه فمنك بدا / وإن أَعَدْناه ترديدا وتكريرا
بعثتُ شِبْهَ النهود البارزات وما / تحكي خدودَ الدمى حسناً وتحميرا
من كلّ تفّاحة زهراءَ مُذْهَبة / كأنها حشيت مسكاً وكافورا
كأنهنّ خدود قَدْ لُثمن فقد / أَبْقَى اللثام بها نقشاً وتأثيرا
وكلّ ليمونة تحكي بظاهرها / لونَ المحبِّ إذا ما بات مهجوراً
فاسْلَمْ سَلِمتْ على الأيام مرتفعاً / تَزِينُها وعلى الأعداء منصورا
إني وإن كان لي قلب أراك به
إني وإن كان لي قلب أراك به / في القرب والبعد يا بن السادة الغُرَرِ
فليس يُقنعني رؤياكَ منفرِدا / بالفكْر إن لم تكن رؤياك بالبصر
عينُ المحبّ على ما في جوانحه / دليلهُ فاختبْر ما شئتَ بالنظر
مَن كان في قلبه أو حبّه كَدَرٌ / فإنّ حُبَّك في قلبي بلا كَدَر
فامنُن برؤياك مشكوراً لتطفئ بالتْ / تِذكار ما في الحشا من لَوْعة الفِكَر
آلَى يميناً على قتلِي مردَّدةً
آلَى يميناً على قتلِي مردَّدةً / وجاء بالزُور فيما قال يعتذرُ
وقال لَحْظِي ضعيف حين أُرسله / ووَجْنتي وجنةٌ بالوَهْم تنفطر
وكَيْف أقتل مَن أمسى النبيّ له / أَباً ومن بكتاب الله يَنتصِر
هذا وجدِّي رسولِ الله وجنتُه / مخضوبةٌ بدمي يا قوم فاعتبروا
تشيَّع الحُسن فيه إذ ألمَّ به / وقلبه ناصِبيّ ليس يغتفر
أبكي على ظالم لي غير مغتفر
أبكي على ظالم لي غير مغتفر / لم يُبق لي حبُّه صبراً ولم يَذَرِ
إذا تسلِّيت عنه ضاق متَّسِعي / وإن تهيَّمت في قلّ مصطبَري
وليس يهجرني إلاّ بمعرفة / أنّي على الهجر منه غيرُ مقتدر
والله لولا سهامٌ في لواحظه / وخمرةٌ ظهرتْ في ثَغْرهِ الخَصِر
لما أراق دمي ظُلماً بلا سبب / ولا تمكَّن من نفعي ومن ضرري
إن تُعْزَ للغُصن الميَّاس قامتُه / فإنّ للدِّعص منه ثِقْلَ مؤتزرِ
اعْجَبْ لعينيَ إذْ لم تَجرِ أدمُعها / دماً عليه وقلبي كيف لم يطر
ويح المحبِّين ما أقوى قلوبَهُمُ / على الجوى والأسى والشوقِ والذِكَرِ
تشوقُني لحظَات الغيد فاترةً / ولينُ لفظ ذوات الدّلِّ والخَفَر
وكلُّ مجدولةٍ في جِيدها جَيَدٌ / كأنها من ظباء المَرْخ والعُشَر
ولست أُغضي على عارٍ أُعابُ به / ولا أُسِرّ على غَدر ولا نُكُرِ
يا دهر ما بال جَبْري فيك منكسِراً / أعَمى لديك وكَسِرى غير منجبِر
شاخ الزمان زمانُ السوء واكتهلت / أيَّامه فاعترته غَفْلة الكِبَر
فصار أعجزَ من مَيْت وأبعدَ من / فَوْت وأصمتَ من عُود بلا وَتَر
وكان أوثبَ من لَيْث على نَعَمٍ / فينا وأَشْرَهَ من أنثَى بلا ذكر
لولا العزيزُ أمينُ الله ما لَجَأَتْ / نفسي إلى ملجأ منه ولا وَزَر
إمامُ عدلٍ إذا استمطرتَ راحتَه / وجدت أَنملها أَنْدَى من المطر
يا بن الأئمَّةِ والهادين متّصلاً / بصفوة الله أهِل الوحي والسُّوَر
لا تجهد النفس في جمع السلاح ولا / في عُدّة الحرب والرَّوْحات والبُكَر
فقد كفاك أذى الأعداءِ كلّهم / نصرُ الإله وسيف الدهر والقَدَر
أنت المقيم إذا سافرتَ مُرْتحِلاً / وكلّ من غِبتَ عنه فهو في سفر
ضرورة كان تأخيري زيارَتكم / وقد عفا الله قِدْماً عن أولى الضرر
لو لم يكنْ ليّ عذرٌ أنت تعلمه / لجئت أسعى بلا عذر على بصري
مودّةُ العين لا يزكو الوفاءُ بها / والودُّ بالقلب ليس الودُّ بالنظر
لا زلتُ في فكرة تفضي إلى تعب / إن كنتَ تسقط مِن همّي ومن فِكَرِي
مودتي لك طبع غير منتقل / وطاعتي لك طول غير مختصَر
وودّ غيريَ مكسوب ومصطنَع / والوسم في الجِلْد غير الوسم في الشَعَر
يكفي عدُّوك أنّ الله يلعنه / وأنه لا يُرَى إلا على حذر
وأنّ كل فؤاد عنه منقبض / وكل قلب له أقسى من الحجر
جئت الخلافة لمَّا أن دعتك كما / وافى لميقاته موسى على قَدَر
كالأرض جاد عليها الغيث منهملاً / فزانها بضروب الرّوض والزَهَر
ما أنت دون ملوك العالمين سوى / روح من القدس في جِسم من البشر
نور لطيف تناهى فيك جوهره / تناهياً جاز حدَّ الشمس والقمر
معنىً من العلَّة الأولى التي سبقتْ / خَلْق الهيولىَ وبسَطْ الأرض والمَدَرِ
فأنت بالله دون الخلق متّصل / وأنت لله فيهم خيرُ مؤتمر
وأنت آيته من نسل مرسَله / وأنت خيرته الغرّاء من مضر
لو شئت لم ترض بالدنيا وساكنها / مَثْوىً وكنتَ مليك الأنجم الزهُرِ
ولو تفاطنت الألباب منك درت / بأنها عنك في عَجْز وفي حَصَرِ
إن جَلّ شخصُك عن حَدّ العِيان فقد / جلَّت مساعيك عن مِثْل وعن خَطَر
لا مشبهٌ لك في الأملاك نعرفه / الهَزل في النوم غير الجِدّ في السهَر
إن العيون اسمها والجنس يجمعها / والحُول غير ذوات الكُحْل والحَوَرِ
يا حاسداً يتمنَّى أن يساويَني / فيما لديك تمنِّي الكاذب الأشِر
وما تقاصرتُ عن طُول فيلحقني / ولا تطاولْتُ بعد الصُغْر والقِصَر
إنا جميعاً تشارَكْنا دماً وأبا / كما تشاركتِ الأغصانُ بالثمر
فكيف يبلغ شَأوِي أو يطاولني / وأنت لي دونه كالصارم الذَكَر
أُنصر أخاك فإن القوم قد نصروا / غِلْمانهم واسمُ في تأخير منتصِر
فأنت ما زلت لي يُسْراً بلا عُسُر / ومورداً صافياً عذباً بلا كدر
دنَوا وغبتُ ولو أني حضرتهمُ / جرَّعتُهم غُصَصَّاً في الوِرْد والصَدَر
لا زلتَ مقتدراً ما بين ألوية / خفّاقة لك يوم الروع بالظفر
شكري لفضلك شكرٌ غيرُ منصرمٍ / ومَنْ أحقُّ وأولَى منك بالشكُر
كتبتُ يا واحدَ الأَملاِك والبَشَرِ
كتبتُ يا واحدَ الأَملاِك والبَشَرِ / والراحُ لم تُبْقِ لي لبَّاً ولم تَذَرِ
وقد بدا النايُ في شكوى صبابتِهِ / مجاوِباً لأَنِين الطَّبْلِ والوَتَرِ
ونحن في طَرَبٍ ما مثلُه طربٌ / يستصحِبُ اللهوَ في مستقبلِ العُمُرِ
وفي غِناءٍ إذا حُثَّتْ أوائلُه / أغنَى النَّدامَى عن الأنوارِ والزهَرِ
ومُرَّةِ الطعم بِكرٍ في معاصِرها / قذَّافةٍ في نواحي الكأس بالشّررِ
تسعى بها غَضَّةُ الأطرافِ ناعمةٌ / كأنها قمرٌ في ناظِرِ القمر
إذا ذكرناك أومأنا بأوجهِنا / مقبِّلين بها للتُرب والمَدَر
فهذه حالنا مذ لاح مُنْصَلِتاً / سيفُ الصباح وولَّت ظلمةُ السَّحَرِ
فَمُرْ بأمركَ وانْظُر شِعْرَ عَبْدِكَ هَلْ / يطيقه أحد من ذلك النفرِ
وسوف آتِي إذا بمغرِبها / شمسُ النهارِ وجاء الليلُ في زُمَرِ
أحثُّ نحوك آداباً مكلَّلَةً / بجوهرِ اللَّفْظِ فاشْرَبْها بلا كَدَرِ
يا أيها الملِك الميمونُ طائره
يا أيها الملِك الميمونُ طائره / ومن بِغُرَّته قد أخجل القمرا
إني بعثت إليك الزهر ناعمة / تُرضِي من الندماء الشمَّ والنظرا
شمّامة حُسنت مَرْأىً ومختبَراً / كأنها نَشْرُ محبوبٍ إذا خطرا
ولست أهدي على قدر الإمام ولو / طلبتُ ذلك رُمْت الزُور والأَشَرا
لكنني رُحتُ أُهديها صفاءَ هوى / وقد أطاعك مَن أعطاك ما قدرا
يا أيها القمر المنسوب للبشر
يا أيها القمر المنسوب للبشر / لا تلتفت خجلاً عن عَيْن ذي بصر
لا تحجبي عن عيون الناظرين سَنَا / هذا الجبينِ ولا ظلماء ذا الشعرِ
قالت أصون بديعَ الحسن قلت لها / لا ينقص الحسنَ يوماً كثرةُ النظرِ
لم يسفر البدر عن عينٍ ممرّضة / كما سفرِت ولا عن مبسِم خِصر
قد شبَّهوه بنصف الحان معترِضا / وبالقُلاَمة قد قُدّت من الظُفُر
ولستِ مشبِهة ما شبُّهوه به / حاشاك من شبه الأظفار والغِير
يزيد نورا مكانٌ أنتِ نَيِّره / على ضياءِ مكانِ الشمس والقمر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025