المجموع : 14
قالوا صبرتَ على المكروهِ من نَفَرٍ
قالوا صبرتَ على المكروهِ من نَفَرٍ / لو شئتَ حكَّمْتَ فيهمْ كفَّ مُنتَصِرِ
تعدو عليكَ رجالٌ لو هممتَ بهِمْ / صاروا فرائسَ بين النابِ والظُّفُرِ
تُغْضِي إِلى أنْ يقالَ العجزُ ألزَمهُ / ذُلّاً وتصبرُ حتى لاتَ مصطَبرِ
حتامَ تحلِم منهم غيرَ منتقِمٍ / والحِلْمُ ينزعُ أحياناً إِلى الخَوَرِ
وهَبْهُمُ الماءَ موّاراً على حَجَرٍ / والماءُ ينقرُ في صَلْدٍ من الحجرِ
فقلتُ إنَّهُمُ عندي وكيدُهُمُ / كالكلبِ إذْ باتَ يعوي صفحةَ القمرِ
إنِّي أبَتْ ليَ أخلاقٌ مهذَّبةٌ / أنْ أُسْلِمَ الحلْمَ بينَ الحِقْدِ والضَّجَرِ
بالرِفقِ أبلُغُ ما أهواهُ من أَرَبٍ / وصاحبُ الخُرْقِ محمولٌ على خَطَرِ
والسمُّ يبلغ في رِفْقٍ مكيدَتهُ / ما ليس يبلغُ كيدَا الصابِ والصَّبرِ
والحِقْدُ كالنارِ في الزندين إنْ تُرِكا / تكمُن وإن أغرِيا بالقَدْحِ تستَعِرِ
وربما ائتَلفَ الضِّدانِ فاعتدَلا / والماءُ والنارُ في نَضْرٍ من الشَّجَرِ
وأكثرُ الناس من يُشقَى بصحبتِه / ومصطَلِي النارِ لا يخلو من الشَّررِ
تشابهٌ في طِباعِ الشَّرِّ بينهمُ / على اختلافٍ من الأهواءِ والصُّوَرِ
يمضي السِّنانُ على مِقدارِ مُنَّتِه / في الطعنِ والوخز أقصَى منه بالإبرِ
إنْ يضطهدْنِيَ مَنْ دونِي فلا عَجَبٌ / هو الزمانُ يصيدُ الصقرَ بالنغرِ
تباركَ اللّهُ عدلاً في قضيّتِهِ / بحكمهِ راعَ ظبياً صولةُ النَّمِرِ
فلا ترومَنَّ إنصافاً وقد شَهِدَتْ / مخالبُ الليثِ أن الظلمَ في الفِطَرِ
قد يُحْرَمُ المرءُ نصراً من أقاربِهِ / حتَّى من السمعِ فيما نابَ والبصَرِ
ويرزقُ النصرَ ممَّن لا يُناسِبُهُ / كما يؤيَّدُ أزرُ القوسِ بالوَتَرِ
ولا يغرَّنْكَ نَورٌ راقَ منظرُهُ / إذا تفتَّقَ عن مُرٍّ من الثَّمَرِ
قد يُدرِكُ الغايةَ القُصْوَى على مَهَلٍ / أخو الهوينا وقد ينبتُّ ذو الخُصُرِ
فاقْنَعْ بميسورِ ما جادَ الزمانُ بهِ / وطالما رَضِيَ المكفوفُ بالعَوَرِ
وربما كان فضلُ المرءِ متلَفَةً / وإنما تلفُ الأصدافِ بالدُّرَرِ
والمرءُ يحسِبُ ما يأتيهِ من حَسَنٍ / منه وينسُبُ ما يجني إِلى القَدَرِ
رُزْنَا الأمورَ فلم نعرفْ حقائِقَها / من بعد فكرٍ فصار الخُبْرُ كالخَبَرِ
فارشحْ بخيرٍ وإن أعيتْكَ مقدرةٌ / فالغُصنُ يُحْطَبُ إن لم يعطِ بالثَّمرِ
والعيشُ كالماء قد يصفو لِشاربِهِ / حيناً ويُشربُ أحياناً على كَدَرِ
حُمْنا عليهِ فلما حانَ مورِدُنا / أقامنا الخوفُ بين الوِرْدِ والصَّدَرِ
هذا الصغيرُ الذي وافَى على كِبَري
هذا الصغيرُ الذي وافَى على كِبَري / أقَرَّ عيني ولكنْ زادَ في فِكَرِي
وافى وقد أبقتِ الأيامُ في جَسَدي / ثَلْماً كثلمِ الليالي دارةَ القمرِ
والشيبُ أردفَ مسودَّاً بمشتعِلٍ / والدهرُ أعقبَ منصاتاً بمنأطِرِ
سبعٌ وخمسونَ لو مرَّتْ على حَجَرٍ / لبانَ تأثيرُها في صفحةِ الحَجَرِ
فزادَ حِرصي على الدُّنْيا وجدَّدَ لي / ضَنّاً بمالي وإِشفاقاً على عُمُري
أحنُو عليهِ وأخشى أنْ يعاجلَنِي / يومي ولم أَقْضِ من ترشيحهِ وطري
وأشتهي أن أراهُ وهو مقتبِلٌ / غضّ الشبابِ خضيب الوجه بالشَّعَرِ
أحيَى مآثرَ آبائي وأَشْبَهَهُمْ / في مجدهِمْ واقتفَى في هَدْيهم أثري
تفرَّدَ اللّهُ بالتقدير ما اشتركتْ
تفرَّدَ اللّهُ بالتقدير ما اشتركتْ / فيه نجومٌ ولا شمسٌ ولا قمرُ
فكِلْ إِلى اللّه ما أعياكَ مطلَبُهُ / فسوفَ يأتي بما لا تأمُلُ القَدَرُ
فالخيرُ والشرُّ منه جاريانِ على / ما شاء لا حيلةٌ تُغْنِي ولا حَذَرُ
غايِظْ صديقَكَ تكشفْ عن ضمائِرِه
غايِظْ صديقَكَ تكشفْ عن ضمائِرِه / وتَهْتِكِ السِتْرَ عن محجوبِ أسرارِ
فالعودُ يُنْبِيكَ عن مكنونِ باطنهِ / دُخَانُهُ حين تُلْقِيهِ على النَّارِ
خُذْ من شبابِكَ صفوَ العيش مبتدِراً
خُذْ من شبابِكَ صفوَ العيش مبتدِراً / فقد أتاكَ نذيرُ الشَّيْبِ يبتَدِرُ
واستوفِ حظَّكَ منهُ قبل فُرقَتِه / بحيثُ لا أثَرٌ يبقَى ولا خَبَرُ
بقيَّةٌ من شَبابٍ بانَ أكثرُهُ / كأنَّهُ ليلُ وَصْلٍ كادَ ينحَسِرُ
فاعرِفْ لها حقَّها واشدَدْ يديكَ بها / فإنّهُ الصفْوُ يأتي بعدَهُ الكَدَرُ
باللّهِ يا ريحُ إن مُكِّنْتِ ثانيةً
باللّهِ يا ريحُ إن مُكِّنْتِ ثانيةً / من صُدغِه فأقيمي فيه واستترِي
وراقبي غفلةً منهُ لتنتهزِي / لي فُرصةً وتعودي منه بالظَّفَرِ
وباكرِي وِرْدَ عذبٍ من مُقَبَّلِهِ / مقابل الطعمِ بين الطِيبِ والخَصرِ
وإن قَدَرتِ على تشويشِ طُرَّتِه / فشوِّشِيها ولا تُبقي ولا تَذَرِي
ولا تَمَسِّي عِذاريهِ فتفتضحِي / بنفجةِ المِسْكِ بين الوِرْدِ والصَّدَرِ
ثم اسلُكي بين بُرْدَيْهِ على عَجَلٍ / واستبضعي الطيب وأْتِيني على قَدَرِ
ونبِّهينيَ دون القوم وانتفضي / عليَّ واللّيلُ في شكٍّ من السَّحَرِ
لعلَّ نفحةَ طِيْبٍ منكِ ثانيةً / تقضِي لُبانةَ قلبٍ عاقِرِ الوطرِ
أفدِي التي طرقَتْنِي في ولائِدِها
أفدِي التي طرقَتْنِي في ولائِدِها / بين العوائدِ كيما تأخذَ الخبرا
فصادفتْ نِضْوَ أسفارٍ طليحَ هوى / بالحبِّ مرتدياً بالسُقْمِ مُؤْتزرا
معذَّباً بذماءٍ لو يُرَدُّ إِلى / جُثمان مَيْتٍ ألُوفٍ منه ما نُشِرَا
وأقبلت نحوَ إحداهُنَّ قائِلةً / والدمعُ ينثرُ من أجفانِها دُرَرا
لقد أسأنا فإنْ حُمَّ القَضاءُ فيا / لهفي عليه وإنْ يسلمْ فقد ظَفِرَا
ثم انثنتْ فأمرَّتْ بَرْدَ أنْمُلِها / على حرارةِ كبْد تصدعُ الحَجَرا
وساقطتْ كلماتٍ عند فُرقَتِها / منها عِذابٌ ومنها تقذفُ الشَّررَا
وفارقتنِي على مِيعَادِ ثانيةٍ / من الزيارةِ تَنْفِي الهَمَّ والفِكرَا
فإنْ سلمتُ فمَنْ مثلي وإن تكنِ ال / أُخرى فقد نِلْتُ من إِلمامِها وطَرا
يا قاسِيَ القلبِ لم يترُكْ صنيعُكَ مِنْ
يا قاسِيَ القلبِ لم يترُكْ صنيعُكَ مِنْ / قلبي المعذَّبِ لا عيناً ولا أثَرَا
شَطَّ المزارُ فلا كُتْبٌ ولا خَبَرٌ / ما ضرَّ لو كنتَ تُهْدِي الكُتْب والخَبَرا
تلاعبَ الدهرُ بِي من بعدِ فُرقتِكُمْ / وذُقْتُ من بعدِ صفوِ العيشةِ الكَدَرا
بي منكَ ما لو غَدا بالماء كدَّرهُ / من الكآبة أو بالنجمِ لانكدَرا
بقِيْتُ بعدَكَ لا سَمْعٌ ولا بَصَرٌ / وكيف أبقى وكنتَ السمعَ والبصَرا
لا تَنْسَ عهدِي وإن طالَ الزمانُ به / فشرُّ ما صَحِبَ الإنسانُ من غَدَرا
استودِعِ القلبَ ذكري إنَّه حجرٌ / والنقشُ يبقَى إِذا ما استُودِعَ الحَجَرا
تاللّهِ ما استحسنَتْ من بعدِ فُرقَتِكُمْ
تاللّهِ ما استحسنَتْ من بعدِ فُرقَتِكُمْ / عيني سِواكم ولا استمتعتُ بالنَّظَرِ
إنْ كان في الأرضِ شيءٌ بعدكم حَسنٌ / فإنَّ حبَّكُمُ غَطَّى على بَصَري
قد أشعلَ الروضُ ناراً في شقائقهِ
قد أشعلَ الروضُ ناراً في شقائقهِ / ودسَّ مِكواتَهُ فيها من القَارِ
وأرسلَ البلبلَ الغِرّيدَ يُطْرِبُها / إياكَ والروضَ فالمِكواةُ في النارِ
لا يُزهِدَنَّكَ في المعروفِ تُودِعُه
لا يُزهِدَنَّكَ في المعروفِ تُودِعُه / مثلي ومن أينَ مثلي سُحْقُ أطمارِ
واستجلِ ما تحتَ أطمارِي الرِّثاثِ تَجِدْ / وراءَها طِيْبَ آثارٍ وأخبارِ
ليس المباذِلُ بالأحرارِ مُزْرِيَةً / فالدُّرُ في صَدَفٍ والخمرُ في قارِ
أنا ابنُ فضلي على ما كان من شرفي / فدَعْ جدودِي ولا تُولَعْ بأسمارِ
فالمِسكُ في هامةِ الجبَّارِ موطِئُهُ / لِطيبهِ وهو منسوبٌ إِلى الفَارِ
إِن ساغَ بعدَكَ لي ماءٌ على ظَمَأٍ
إِن ساغَ بعدَكَ لي ماءٌ على ظَمَأٍ / فلا تجرعتُ غيرَ الصابِ والصَّبَرِ
وإِن نظرتُ من الدنيا إِلى حَسَنٍ / مُذْ بِنْتَ عنِّي فلا مُتِّعْتُ بالنَّظَرِ
صحبتَني والشباب الغضّ ثم مضى / كما مضيتَ فما في العيشِ من وَطَرِ
هَبْنِي بلغتُ من الأعمارِ أطولَها / ثمَّ احتويتُ على آمالي الكُبَرِ
فأين عصرُ شبابِ لا رجوعَ لهُ / أم أينَ أنتَ ومالي عنكَ من خَبَرِ
سبقتمانِي ولو خُيِّرْتُ بعدَكُمَا / لكنتُ أوَّلَ لَحَّاقٍ على الأثَرِ
يا طالبا لنهايات العلوم ولم
يا طالبا لنهايات العلوم ولم / تحكم مبادئها بالفكر والنظرِ
رام اطلاعاً على سر الخليقة في / فعل الطبيعة أعمى القلب والبصَرِ
محضتك النصح لا تعرض لسرهم / من غير خُبر ولا تغترَ بالخبرِ
للقوم عرف فمن يفطن له ظفرت / يداه أو لا فلا ينفكّ في خسرِ
فقس لتدرك مكنون العلوم فبال / قياس أطلع أقوم على عبرِ
الأمر في واحد لا غير معتدل / وما سواه فلغو غير ذي ثمرِ
وإنما أكثروا الأسماء مدهشة / للجاهلين فلا تغترّ وافتكرِ
وكل ما ذكروه في معادنهم / لغو وتشبيه مستور بمشتهرِ
والسر في الروح فاطلبها مطهرة / تناسختها صنوف الخلق في صورِ
ما زال ينقل في الأشباح صورتها / من ذي حياة إلى نبت إلى شجرِ
حتى ارتقت في جبال الإعتدال إلى / كمالها وهو رمز القوم في الحجرِ
فيها هباءان منحلاّن قد عقدا / بالبردي شاهق عالٍ ومنحدرِ
مما تحيَّرَ في أرض مقدسة / إن لم يهيّجه حر النار لم يطرِ
ميّزهما ثم خذ كلاً على حدة / بلا قذاة ولا شوب ولا كدر
إلا عوارض روحانية عرضت / بها لطائفُ لا يدركن بالنظرِ
فَصَعّدِ الأرض في الأثال تضربها / بالنار فهي تُهَبَيها بلا صورِ
كما رأيت صنوف النبت مطلعة / بالماء والشمس أنواعاً من الزهرِ
من بعد أن تظهر النيران قاهرة / ما كان من وسخ فيها ومن وضرِ
وجَسِّدِ الروح بالترداد فهو لنا / نار تحلّل ما يبقى من المَدَرِ
نوشادر القوم والدهن الذي كتمت / أسماؤه وهو منسوب إلى المررِ
وبَيّضِ الثُّفل واجعل لونه يققاً / فهو الرماد وفيه غاية الوطرِ
ثم اجعل الكل في التعفين تتركه / ميقات موسى وقد وافى على قدرِ
روح ونفس وجثمان يتمُّ بها / إكسيرنا وعليها بنية البشرِ
ينحل في الدفن ماء ثم تعقده / فهو الغنى لقليل المال مفتقرِ
هناك قد تمَّ إكسير البياض لذي / علم بمكنون سر الله في الفطرِ
فكرر العمل المذكور إنَّ ترا / كيب الصناعة أمرغير مختصرِ
ألقِ الخميرة في التركيب تودعه ال / تعفين بالزبل عند الدفن في الحفرِ
والحل والدهن دور وهو إن عطفت / منه الأعالي على ما تحتها بدر
وفيه مجرى الطباق السبع حالته / طورا وحالته بالنجم الزهر
ولم تزل حركات النيرين إلى / أن تم منها اجتماع الشمس والقمرِ
يزداد هذا وتفنى هذه أبدا / كاليوم والليل من طول ومن قصرِ
وكل عاد فمنحلٌ ومنعقدٌ / دماً ولحما ففكِّر فيه واعتبرِ
هذا هو السر في الحل الذي كتموا / أظهرته فهو باد غير مستتر
وسر تحميره قد ضربت لكم / في كشفه مثلاً تبيان مختصرِ
وهو الغذاء الذي في الكَبد صار دماً / وصار في الثدي مبيضا من الدرر
كذا دواؤك لين النار تلبسه / صبغا تولد فيه ظاهر الأثر
فإن أعدتَ إليه الحلَّ ثانية / والعقد زادك صبغا على القدرِ
والدهن والصبغ رمز غير ما ذهبت / إليه أفهام أهل الجهل والخورِ
والدهن ماء تجن الأرض باطنه / والصبغُ إنشاء خلق فيه منفطرِ
وهو النحاس بلا ظلِّ فزئبقنا / منه استفاد قتال النار في سقرِ
فإن صبرتَ على تحميره بحِمى / نار لطيف بلا حرق ولا ضجر
أولا فَزَنجرِ نحاسا محرقا وأعِد / عليه صبغ حديد خالص الزبر
ودهن صفرة بيض فاغمرنَّ به / ما قد علمت وقَطّره علىعَكَرِ
حتى إذا صار مثل الماء فارم على / محلوله مثله من فاحم الشعرِ
تجده كالقرمز المحلول يصبغ ما / بَيَّضتَ وزناً بوزن منه فاختبرِ
واطبخ دواءك في رفق فإنّ به / حسن التزاوج من أنثى ومن ذكرِ
والزرع بالماء يزكو وهو يغرقه / إن زدته فأقتصد في الماء واقتصر
وقطعك الماء عنه طول مدته / قبل الحصاد فساد فاسقِ في قَدَرِ
وانف الغرائب فالأركان تجمعها / أخوة في فتاء السن والكبرِ
قد أنشئت أربعا منواحد حدث / في آخر العمر شيخ وهو في الصغرِ
ولا تلائم روح غير جثتها / يوما وفي ذلكم ذكرى لمدّكرِ
ولاتغرنّك الأسماء فهي على آل / ألوان تظهر في أعقابها الأخرِ
وإن ظفرت بعقد الإنفصال له / فذاك والله عندي غاية الظفرِ
وإن وقفت على سر الخميرة لم / تحتج إلى العود فيها مدة العمرِ
فاصبر وفكر ولا تضجر لطول مدى / فالصبر مفتاح قتل قفل الحادث العسرِ
وإن هُديتَ إلى مكنون سرهم / فأحرز لسانك لا تحمل على غررِ
وإن رُزقتَ فلا تأسف على أحد / بالفضل واحذر مصير البغي والبطرِ
واعمل لعقباك فالدنيا بأجمعها / ما حزت فاغتنم الإحسان وادخر
تجربة المرء عن يقين
تجربة المرء عن يقين / عون على أمره كبيرُ
ومن يجرّب بغير علم / ولا نصيح له مشيرُ
فقد غدا في الطريق يمشي / لا هو أعمى ولا بصير
فأحكمِ العلم ثم جرّب / فإنما يفلح الخبيرُ
فظاهر الكتب ليس فيه / نفع وتضليله كثيرُ
والحجر الأصل والأداة ال / فرع وتدبيره يسيرُ
وحكمة هذا الستار سر / وأمر ميزانه عسيرُ
فاصبر إذا ما طلبت واصبر / فإنه المطلب الخطيرُ
واسترزق الله بابتهال / فإنه الواحد القديرُ