المجموع : 10
هِيَ الأواصرُ أدناها الدَّمُ الجاري
هِيَ الأواصرُ أدناها الدَّمُ الجاري / فلا محالةَ من حُبٍّ وإيثارِ
الأسرةُ اجتمعتْ في الدّارِ واحدةً / حُيّيتِ من أسرةٍ بُوركتِ من دَارِ
مَشَى بها من رسول اللّه خيرُ أبٍ / يَدعو البنينَ فلبَّوا غيرَ أغمارِ
تَأكّدَ العهدُ مما ضَمَّ أُلفتَهم / وَاسْتَحصدَ الحبلُ من شَدٍّ وإمرارِ
كُلٌّ له من سَراةِ المسلمينَ أخٌ / يَحمي الذِّمارَ ويرعى حُرمَةَ الجارِ
يَطوفُ منه بحقٍّ ليس يَمنعُه / وليس يُعطيه إن أعطى بمقدارِ
يَجودُ بالدمِ والآجالُ ذاهلةٌ / ويبذلُ المالَ في يُسرٍ وإعسارِ
همُ الجماعةُ إلا أنّهم بَرزوا / في صُورةِ الفردِ فانظر قُدرةَ الباري
صَاحَ النبيُّ بهم كونوا سَواسِيَةً / يا عُصبةَ اللّهِ من صَحبٍ وأنصار
هذا هو الدّينُ لا ما هاجَ من فِتنٍ / بين القبائلِ دينُ الجهلِ والعارِ
رِدُوا الحياةَ فما أشهى مَواردَها / دُنيا صَفَتْ بعد أقذاءٍ وأكدارِ
الجاهليَّةُ سُمٌّ ناقعٌ وأذىً / تَشقَى النّفوسُ بداءٍ منه ضَرّارِ
تأهّبوا إِنَّ ديناً قام قائمُه / يُومِي إليكم بآمالٍ وأوطارِ
أما تَروْنَ رِياحَ الشِّركِ عاصفةً / تَطغَى على أُممٍ شَتَّى وأقطارِ
لن أتركَ الناسَ فوضى في عقائدهم / ولن أسالمَ منهم كلَّ جبَّارِ
أكلّما مَلَكَ الأقوامَ مالكُهم / رَمى الضّعافَ بأنيابٍ وأظفارِ
الشرُّ غطَّى أديمَ الأرضِ فارتكستْ / أقطارُها بين آثامٍ وأوزارِ
أخفى محاسنَها الكبرى فكيف بكم / إذا تَكَشَّفُ عن وجهٍ لها عارِ
لأُنزِلنَّ ذوي الطُّغيانِ مَنزلةً / تستفرغُ الكبرَ من هامٍ وأبصارِ
ظنُّوا الضّعافَ عبيداً بئس ما زعموا / هل يَخلقُ اللّهُ قوماً غيرَ أحرارِ
ما غرَّهم إذ أطاعوا أمرَ جاهِلهم / بواحدٍ غالبِ السُّلطانِ قهَّارِ
يَرمي العروش إذا استعصتْ ويبعثُها / مَبثوثةً في جَناحَيْ عاصفٍ ذارِ
بُعِثْتُ بالحقِّ يهدِي الجامحين كما / يَهدِي الحيارى شُعاعُ الكوكب السّاري
أدعو إلى اللّهِ بالآياتِ واضحةً / تَهدِي الغَويَّ وتنهَى كلَّ كَفَّارِ
فمن أبى فَدُعائي كَلُّ ذي شُطَبٍ / ماضي الرسالةِ في الهاماتِ بَتّارِ
اللّه أكبرُ هل في الحقِّ مَعتبةٌ / لِمُستخِفٍّ بعهدِ اللهِ غَدّارِ
ألم يكن أخذَ الميثاقَ من قِدَمٍ / فما المقامُ على كُفرٍ وإنكارِ
إنّ الألى اتّخذوا الأصنامَ آلهةً / على شفَا جُرُفٍ من أمرِهم هارِ
يَستكبرونَ على مَن لا شريكَ له / ويسجدونَ على هُونٍ لأحجارِ
راحوا يُجلّونها من سوءِ ما اعْتقدوا / واللّه أوْلَى بإجلالٍ وإكبارِ
لِكلِّ قومٍ إلهٌ يُؤمنونَ به / ما يبتغِي اللَّهُ من إيمانِ فُجّارِ
النارُ أعظمُ سُلطاناً ومقدرةً / في رأي عُبّادها أم خالقُ النّارِ
سُبحانه مِن إلهٍ شأنُه جَللٌ / يَهدي النُّفوسَ بآياتٍ وآثارِ
لأَكْشِفَنَّ عن الأبصارِ إذ عَميتْ / ما أسْدَلَ الجهلُ من حُجْبٍ وأستارِ
ما للسراحين بُدٌّ من مصارعِها / إذا انتضتْ سطواتِ الضيغمِ الضّاري
ضُمُّوا القوى إنّها دنيا الجهادِ بدت / أشراطُها وتراءَى زَندُها الواري
لا بدَّ من غارةٍ للحقِّ باسلةٍ / وجَحفلٍ من جُنودِ اللّهِ جَرّارِ
خَيرُ الذخائرِ أبقاها ولن تَجِدُوا / كالعهدِ يَرعاهُ أخيارٌ لأخيارِ
لا تَنْقُضوا العهدَ إنّ اللّهَ مُنزِلُه / على لسانِ رَسولٍ منه مُختارِ
قالوا عليكَ صلاةُ اللّهِ إنّ بنا / ما اللّهُ يعلمُ من عَزْمٍ وإصرارِ
آخيتَ بين رجالٍ يَصدقون إذا / زَلَّتْ قُوى كلِّ خدّاعٍ وخَتّارِ
جُنودُ رَبِّكَ إن قلْتَ اعْصِفُوا عَصَفوا / يَرمونَ في الحربِ إعصاراً بإعصارِ
مِن كلِّ مُنَغَمِسٍ في النَّقْعِ مُرتَجِسٍ / وكلّ مُنبَجِسٍ بالبأسِ فَوّارِ
ما يكسب المرءُ من إثمٍ ولا يَزَرُ
ما يكسب المرءُ من إثمٍ ولا يَزَرُ / إلا أحاطَ به من ربِّه قَدَرُ
وليس للنَّفس إن خابت وإن خسرت / إلا عواقبُ ما تأتي وما تَذَرُ
جلبت يا ابنَ أُبيٍّ شرَّ ما جلبت / نَفسٌ على قومها لو كنتَ تَعتبِرُ
زوَّدت قومك خزياً لم يَدَعْ أحداً / إلا قلاك وأمسى صَدرهُ يَغِرُ
تتابع الوحيُ ترميهم قوارعُه / لمّا تتابعَ منك اللّغو والهَذرُ
قالوا استجر برسولِ اللهِ ملتمساً / سُبلَ النجاةِ فما يُغنيك مُنتظَرُ
إن تُلفهِ حين ترجوه وتسأله / مُستغفِراً لك لا يَعلَقْ بك الغَمَرُ
فقال يا ويلكم ما زلتُ أتبعكم / حتى هلكتُ فلا جاهٌ ولا خَطَرُ
لم يبقَ فيما أرى إلا السُّجودُ له / يُقضى له الحقُّ أو يُقضى به الوطر
أذلك الجدُّ منكم أم هو السَّخَرُ / دعوا اللّجاجَ فهذا مطلبٌ عَسِرُ
وصدَّ مُستكبراً يلوِي لشقوتِه / رأساً يغيظ الظُّبَى أن ليس يُهتَصَر
يزيده الجهلُ طُغياناً ويصرفه / عنِ الهُدى من أفانينِ الهَوى سَكَر
قال الرسولُ ونارُ الغيظِ تلفحُهُم / ألم أقل لك لا تَقْتُلْهُ يا عمر
لو قُمْتَ يومئذٍ بالسّيفِ تأخذُه / بعثتَها غضبةً جأواءَ تستعر
تلك الأُنوفُ التي كنّا نُحاذِرُها / أمست سَلاماً فلا خوفٌ ولا حذر
لو قلتُ للقومِ جيئوني بهامتِه / رأيتَهم يفعلون اليومَ ما أُمرِوا
تبيَّن الرشدُ للفاروقِ وانحسرت / عن جانبيهِ غواشي الظنّ والسُّترُ
فقال بُوركتَ من هادٍ لأُمّتهِ / تعيا بحكمته الألبابُ والفِكَر
لسنا كمثلِكَ في علمٍ ومعرفةٍ / أنت الإمامُ وهذا النهجُ والأثر
تدري من الأمر ما تخفى ظواهرُه / وما لنا فيه إلا الرأيُ والنظر
في مُعجزاتِكَ للغاوين تبصرةٌ / وفي عُلومِكَ للجُهَّالِ مُزدَجر
صلَّى عليكَ الذي آتاك من شرفٍ / ما ليس يَبلغُه جِنٌّ ولا بشر
هذا ابنه جاءه غضبانَ يمسكه / دون المدينةِ للمختارِ ينتصر
يقول تلك دِيارٌ لستَ تدخلها / حتى تَفِيء وحتّى يُعلمَ الخبر
أنت الأذلُّ فَقُلْها غيرَ كاذبةٍ / إن كنتَ حُرّاً فبئس الكاذبُ الأشِرُ
فقالها مُرّةً حَرَّى وأرسلها / كأنّها روحُه من فِيهِ تَنحدِر
مشى أعزُّ بني الدنيا وأشرفُهم / قَدْراً وأرفعهُم ذِكراً إذا ذُكِروا
حلَّ المدينةَ منه لَيْثُ ملحمةٍ / لا النَّصرُ يُخطِئهُ فيها ولا الظَفَر
فليعرفِ الحقَّ قومٌ ضلَّ رائدُهم / وارتدَّ قائدُهم خَزيانَ يعتذر
أأنت يا ابنَ رِزامٍ تَغلِبُ القَدَرا
أأنت يا ابنَ رِزامٍ تَغلِبُ القَدَرا / جَرِّبْ لك الويلُ من غِرٍّ وسوف ترى
جَرِّبْ أُسَيْرُ ولا تَجزعْ إذا عَثرتْ / بك التجاريبُ إنّ الحُرَّ من صبرا
كذبتَ قومك إنّ الحقَّ ليس له / من غالبٍ فَاعْتَبِرْ إن كنتَ مُعتبِرا
هيهاتَ مالكَ إلا الغَيُّ تتبعُهُ / والغيُّ يتبعه في النَّاسِ من فجرا
بِئسَ الأميرُ وبئسَ القومُ إذ جعلوا / لك الإمارَةَ كيما يُداركوا الظَّفرا
الظّافرونَ بنو الإسلامِ لا فَزَعاً / يرى العِدَى في الوغَى منهم ولا خَوَرا
همُ الأُلَى يُلبِسونَ الحربَ زِينتَها / إذا تَعَرَّتْ وَولَّى الذّادةُ الدُّبُرا
ماذا تُحاوِلُ بالأشياعِ تَندبُهم / حاولت يا ابنَ رِزامٍ مطلباً عَسِرا
ظَنَنْتَها غزوةً تَخفَى مكائدها / فما احتيالُكَ في السِرِّ الذي ظَهَرا
لو لم يُوافِ رَسولَ اللّهِ مُخبِرُهُ / وافاهُ مِن ربِّهِ مَن يحمِلُ الخبَرا
كم فَضَّ جِبريلُ مِن صَمَّاءَ مُغْلَقَةٍ / أنْحَىَ على سِرِّها المكنونِ فاشتهرا
على أبي رافعٍ فَلْتَبْكِ مِن أسَفٍ / وَاسْتَبْقِ نفسَكَ إنْ كُنْتَ امرأً حذرا
ذلت يهود فما يرجى لها خطرٌ / على يدي من نهى فيها ومن أمرا
دَعْها أُسيْرُ لكَ الويلاتُ من رجلٍ / ضَلَّ السَّبيلَ فأمسى يَركبُ الغَررَا
ألستَ تُبصِرُ عبدَ اللهِ في نَفَرٍ / أعْظِمْ به وبهمْ من حَولِهِ نَفَرا
جاؤوكَ يا ابنَ رِزامٍ لو تطاوعُهم / لأذهبَ اللَّهُ عنكَ الرِّجسَ والوَضَرا
لكنّك المرءُ لو ترميهِ صاعقةٌ / تَنهاه عن نَزعاتِ الغَيِّ ما ازْدجَرا
رَدُّوا لكَ الخيرَ تُسدِيه إليكَ يدٌ / ما مِثلُها من يدٍ نَفْعاً ولا ضَرَرا
قالوا انْطَلِقْ معنا إن كنتَ مُنطلقاً / فأْتِ الرَّسولَ وَسَلْهُ تبلغِ الوَطَرا
ما شِئتَ مِن سُؤْدُدٍ عالٍ ومن شَرَفٍ / على اليهودِ ويَجزِي اللَّهُ من شكرا
أبَى وراجعَهُ من نفسه أمَلٌ / أغراهُ بالسَّيرْ حتَّى جَدَّ مُبتَدِرا
ثُمَّ انثنَى يَتمادَى في وَساوِسه / يَظنُّ ذلك رأياً منه مُبتَسَرا
واختارَها خُطَّةً شَنعاءَ ماكرةً / فحاقَ بالجاهلِ المأفونِ ما مكرا
أرادَ شرّاً بعبدِ اللَّهِ فَانْبعثتْ / مِنْه صَرِيمةُ عادٍ يَنقُضُ المِرَرا
رَآهُ أَخْوَنَ مِن ذئبٍ فَعاجَلَهُ / بالسَّيفِ يُوردُه مِنه دماً هَدَرا
وَانْقضَّ أصحابُه يَلْقونَ من معهُ / مِن قومِهِ فاستحرَّ القتلُ وَاسْتَعَرا
لم يتركِ السيفُ منهم وَهْوَ يأخذُهم / إلا حُشَاشَة هافٍ يَسبقُ البصرا
مَضَى مع الرِّيحِ لا يأسَى لمهلِكِهِم / ولا يُبالي قضاء اللَّهِ كيفَ جَرَى
كذلك الغدرُ يَلْقَى الويلَ صاحِبُه / وكيف يأمنُ عُقْبَى السُّوءِ من غَدَرا
كَيفَ القَرارُ وَنارُ الحَربِ تَستَعِرُ
كَيفَ القَرارُ وَنارُ الحَربِ تَستَعِرُ / وَالهَولُ مُضطَرِمُ البُركانِ مُنفَجِرُ
وَيحَ العُيونِ أَيَغشاها النُعاسُ وَقَد / شَفَّ الهِلالَ عَلَيها الحُزنُ وَالسَهَرُ
يَبيتُ يَخفِقُ مِن خَوفٍ وَمِن حَذَرٍ / حَرّانَ يَرقُبُ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ
ريعَ الحَطيمُ فَأَمسى وَهوَ مُنتَفِضٌ / وَأَقلَقَت يَثرِبَ الأَحزانُ وَالذِكَرُ
وَيحَ الحَجيجِ إِذا حانَت مَناسِكُهُم / ماذا يَرى طائِفٌ مِنهُم وَمُعتَمِرُ
أَيَطرَبُ البَيتُ أَم تَبكي جَوانِبُهُ / حُزناً وَيُعوِلُ فيهِ الرُكنُ وَالحَجَرُ
أَينَ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللَهِ يُطفِئُها / حَرباً عَلى كَبِدي مِن نارِها شَرَرُ
أَينَ اللِواءُ وَخَيلُ اللَهِ يَبعَثُها / عَمرٌو وَيَصرُخُ في آثارِها عمرُ
أَينَ المَقاديمُ مِن فَهرٍ وَمِن مُضَرٍ / وَمِن قُرَيشٍ وَأَينَ السَادَةُ الغُرَرُ
أَينَ المَلائِكَةُ الأَبرارُ يَقدُمُهُم / جِبريلُ يَستَبِقُ الهَيجا وَيَبتَدِرُ
أَينَ المَعامِعُ تَرفَضُّ النُفوسُ بِها / هَلكى وَيَستَنُّ فيها النَصرُ وَالظَفرُ
أَينَ الوَقائِعُ تَهتَزُّ العُروشُ لَها / رُعباً وَتَنتَفَضُ التيجانُ وَالسُرُرُ
أَينَ القَياصِرُ مَقهورينَ لا صَلَفٌ / يَنأى بِجانِبِهِم عَنّا وَلا صَغَرُ
أَينَ الحُماةُ وَقَد ضاعَت مَحارِمُنا / أَينَ الكُفاةُ وَأَينَ الذادَةُ الغُيُرُ
أَينَ النُفوسُ تَرامى غَيرَ هائِبَةٍ / أَينَ العَزائِمُ تَمضي ما بِها خَوَرُ
أَينَ الأَكُفُّ يَفيضُ المالُ مُندَفِقاً / مِنها كَما اِندَفَقَت وَطفاءُ تَنهَمِرُ
مَن لي بِهِم مَعشَراً صَيداً غَطارِفَةً / ما ضَيَّعوا ذِمَّةً يَوماً وَلا غَدَروا
إِن أَدعُهُم لِجَلاءِ الغَمرَةِ اِبتَدَروا / وَإِن أَصِح فيهِمُ مُستَنفِراً نَفَروا
إيهٍ بَني مِصرَ إِنَّ اللَهَ يَندُبُكُم / فَسارِعوا قَبلَ أَن تودي بِنا الغِيَرُ
لَبَّيكَ رَبّي وَلا مَنٌّ عَلَيكَ بِها / فَما لَنا دونَ ما تَبغي بِنا وَطَرُ
لَبَّيكَ لَبَّيكَ إِنَّ القَومَ قَد ذَعَروا / سِربَ الخِلافَةِ بِالأَمرِ الَّذي اِئتَمَروا
صالَ المُغيرُ عَلَيها صَولَةً عَجَباً / ما صالَها قَبلَهُ جِنٌّ وَلا بشرُ
أَينَ التَواريخُ نَستَقصي عَجائِبَها / وَأَينَ ما وَعَتِ الآياتُ وَالعِبَرُ
حَربٌ بِلا سَبَبٍ ماجَت فَيالِقُها / فَالبِرُّ يَرجِفُ وَالدَأماءِ تَستَعِرُ
يا موقِدَ الحَربِ بَغياً في طَرابُلسٍ / بِأَيِّ عُذرٍ إِلى التاريخِ تَعتَذِرُ
أذكَ وَالعَصرُ عَصرُ النورِ عِندَكُم / فَما يَكونُ إِذا ما اِسوَدَّتِ العُصُرُ
أَينَ الأُلى زَعَموا الإِنصافَ شِرعَتُهُم / وَقامَ قائِمُهُم بِالعَدلِ يَفتَخِرُ
يا أَكثَرُ الناسِ إِنصافاً وَمَعدَلَةً / العَدلُ يُصعَقُ وَالإِنصافُ يحتَضرُ
نِعمَ الشَريعَةُ ما سَنَّت حَضارَتُكم / الحَقُّ يُخذَلُ وَالعُداونُ يَنتَصِرُ
لَسنا وَإِن عَزَبَت أَحلامُنا وَخَوَت / مِنّا الرُؤوسُ بِقَولِ الزورِ نَنبَهِرُ
مَتى أَرى الجَيشَ وَالأُسطولَ قَد شَفَيا / داءَ الَّذينَ زَجَرناهُم فَما اِزدَجَروا
داءُ الحَضارَةِ في أَسمى مَراتِبِها / فَما عَلى الكَلبِ أَن يَعتادَهُ السُعُرُ
أَبا الحُسَينِ تَقَدَّم غَيرَ مُعتَذِرٍ
أَبا الحُسَينِ تَقَدَّم غَيرَ مُعتَذِرٍ / إِذا تَقَدَّمَ بَعضُ القَومِ يَعتَذِرُ
وَقَفتَ فَاِنسابَ يَجري صَيِّبٌ ذَهَبٌ / مِمّا بَذَلتَ وَتَهمي ديمَةٌ دُرَرُ
جودٌ تَدَفَّقَ حَتّى عَجَّ زاخِرُهُ / وَمَنطِقٌ راعَ حَتّى ضَجَّتِ الزُمَرُ
حَمِيَّةٌ ما دَرى الأَقوامُ مَوضِعها / وَلا رَأى مِثلَها في مَشهَدٍ عُمَرُ
انظُر إِلى المالِ أَمسى بَينَنا وَرَقاً
انظُر إِلى المالِ أَمسى بَينَنا وَرَقاً / جَمَّ التَجَهُّمِ مُغبَرَّ الأَساريرِ
يا آخِذي المال غَصباً تَرفَعونَ بِهِ / مَيلَ الدَعائِمَ مِن مُلكٍ قَواريرِ
رُدّوا عَلى الأُمَّةِ المُسوَدِّ طالِعُها / بيضَ الدَراهِمِ أَو صُفرَ الدَنانيرِ
يا أَيُّها القَومُ هَل كانَت سِياسَتُكُم / إِلّا سِياسَةَ أَقوامٍ مَهاذيرِ
لَيتَ السَماواتِ وَالأَرضينِ زُلنَ مَعاً / لَمّا رَمَتكُم بِنا أَيدي المَقاديرِ
زولوا فَقَد ضاقَتِ الدُنيا بِأَجمَعِها / عَمّا تَسوقونَ مِن تِلكَ المَعاذيرِ
نادِ القبورَ وبَشِّرْ كلَّ مقبورِ
نادِ القبورَ وبَشِّرْ كلَّ مقبورِ / حُمَّ النُّشورُ وحانت نَفخةُ الصُّورِ
قُلْ للمشارقِ كرَّ الدَّهرُ كرَّتَهُ / وهبَّ للثأرِ فيه كلُّ مَوْتورِ
ضُمِّي الجِراحَ وقُومي غيرَ هائبةٍ / فلن يروعَكِ ذو ضِغْنٍ بمحذورِ
إن تَنهضي اليومَ يَفزعْ كلُّ مُرْتَبئٍ / ويَنتفِضْ كلُّ ذي نابٍ وأُظفورِ
هي الحياةُ فَخُوضي النَّقعَ واقتحِمي / أهوالَ كلِّ مَرُوعِ السّاحِ مذعورِ
جُنَّتْ نواحيهِ مما أحدثتْ أُمَمٌ / تَنثالُ من جازرٍ يطغى ومجزورِ
مِنَ الأناسيِّ إلا أنّها مَرَدتْ / فالجنُّ تَنظرُ من ساهٍ ومسحورِ
القُوّةُ الحكمُ لا عدلٌ بِمُتَّبَعٍ / في الحاكِمينَ ولا ظُلمٌ بمحظورِ
شريعة السّيفِ يُمضيها جَبابرةٌ / من كلِّ مُستهزِئٍ بالله مغرورِ
أَمَا ترى الدَّمَ يجرِي في مَخَالبِهم / على الشرائعِ يمحو كُلَّ مَسْطورِ
ضَجَّ الحريبُ فقالوا هَزَّهُ طربٌ / وهَاجَهُ العهدُ مِن عِلمٍ ومن نُورِ
وَيْحَ العقولِ رُمينا من غَباوتها / بدولةٍ من بقايا الوهمِ والزُّورِ
النَّعشُ يغدو عليه كلُّ مُغْتبِطٍ / والقبرُ يمرحُ فيهِ كلُّ مسرورِ
هي الحضارةُ تجلو كُلَّ مُلْتَبِسٍ / من الأُمورِ وتُبدِي كلَّ مستورِ
الحقُّ من تُرَّهَاتِ الصائحين بهِ / والعدلُ فيما ترى آمالُ مقهورِ
والعذرُ للفاتكِ العادِي فإنْ جَزِعَتْ / نَفْسُ المُروَّعِ أَمَسْى غَيرَ معذورِ
والنَّفْيُ والقتلُ والتعذيبُ مَرْحَمَةٌ / مأثورةٌ وصَنيعٌ غَيرُ مكفورِ
لا أمّةٌ ذاتُ تاريخٍ ولا وَطَنٌ / كلٌّ هَباءٌ وشيءٌ غيرُ مذكورِ
والجهلُ أنفعُ ما تَرْقَى الشُّعوبُ بهِ / والذُّلُّ أسمى الأمانِي للجماهيرِ
وليس للمرءِ من مالٍ ولا وَلَدٍ / إلا على خَطَرٍ أو رَهْنَ تدميرِ
لا يملكُ النّفسَ إلا أن يُؤخِرَها / مَنْ أمرُه الأَمْرُ في أخذٍ وتَأْخيرِ
تلك الحياةُ فَقُلْ للآمرين بها / قَوْلَ الرَّسولِ رُوَيْداً بالقوارير
قالوا الحمايةُ عن أعناقِكم وُضِعَتْ / فليس مَطويُّها يوماً بِمنْشورِ
فاسْتَبشرِوُا اليومَ باسْتقلالِكُم وخُذوا / حقَّ البلادِ جميعاً غَيْرَ مَبْتُورِ
وغايةُ الجودِ بَيْنَ الناسِ أَنْ يَجِدوا / صَيْدَ النُّسورِ طعاماً للعصافيرِ
روايةٌ وخَيَالاتٌ مُنَمَّقَةٌ / تُصَاغُ مِن دار نُوّابٍ ودُستورِ
ماذا لنا وحياةُ النّيلِ في يدكم / والأَمرُ أَجْمعُ من نَقْضٍ وتقريرِ
دَعُوا المِزاحَ فَإنَّا أُمّةٌ صَدَقَتْ / لا تطلبوا الأمرَ أمسى غيرَ ميسورِ
إنَّ المشارِقَ هَبَّتْ بعد هَجعَتِها / تطوِي الجِواءَ وتلوِي بالأعاصيرِ
ترمي النُّسورَ فتهوِي عن مَعاقِلها / في السُّحبِ من جبلٍ عالٍ ومن سُورِ
أَوْفَتْ على الأُفُقِ المُسْوَدِّ فانْصدَعَتْ / سُودُ الغياهبِ عنه والدّياجيرِ
أَثارها الفاتحُ الغازي وأرْسَلَها / مِلْءَ الدُّنَى والمنايا والمقاديرِ
تَجيشُ في كلّ مُسْتَنٍّ ومُنْسربٍ / والبأسُ يُصْرخُ في آثارها سِيري
سِيري مُشَمِّرةً لا تبتغِي دَعَةً / فالسّيفُ خَلْفَكِ ذو جِدٍّ وتشميرِ
والحقُّ ليس بناجٍ في جلالتِه / إلا إذا لاَذَ بالبيضِ المآثيرِ
هيَ الدّواءُ لِداءِ البَغْيِ يَنْزَعُهُ / من النّفوسِ ويشفي كلَّ مصدورِ
إنّ السياسةَ لِلأقوامِ مَهْلكةٌ / فلا يَغُرَّنْكَ منها طولُ تَغْريرِ
إذا تَداوَى بها المغلوبُ طَاحَ بهِ / كَيدُ الأُساةِ وتضليلُ العقاقيرِ
تطوِي الممالكَ في الأكفانِ من ذهبٍ / جَمِّ التهاويلِ فتّانِ التّصاويرِ
ترى التّوابيتَ تُزْجَى في مخالِبها / بَينْ المَعَازفِ شتَّى والمزاميرِ
مواكبُ الشّرقِ لا قامت مَواكِبُهُ / إلا على كبَّةِ الشُّمِّ المغاويرِ
القائمينَ بحقّ السّيفِ ما ظَلَمُوا / يوماً ولا عَابَهُمْ خَصْمٌ بتقصيرِ
لا يَطعمُ الضرَّبَ إلا حين يَجْمَعُهُم / يَوْمٌ يُبَرِّحُ بالجُرْدِ المحاضيرِ
مِن كلّ مُنذلِقِ الغاراتِ يُوطِئُها / أعقابَ كُلِّ حَثيثِ الرّكضِ مدحورِ
تَسْتَرعِفُ الحربُ منه حَدَّ مُنصَلتٍ / طَبِّ المضاربِ بالأعناقِ مطرورِ
إذا الصفُّوف على راياتِه الْتَحَمَتْ / تكشَّفتْ عن عزيزِ البأسِ منصورِ
لا يتَّقي الرَّوعَ إن صَاحَ النذيرُ ولا / يُلقي إلى السّيفِ يوماً بالمعاذيرِ
يَرَى الخلافةَ عِرضاً والهلالَ دماً / ومَجْدَ عُثمانَ ديناً جِدَّ موفورِ
ولا يَعُدُّ حياةَ الشّعبِ مَسْكنةً / في مَحْصَدِ القَيْدِ أو في مُحْكمِ النِّيرِ
إنّ الذي خَلَقَ الإنسانَ حَرَّرَهُ / فَلَنْ يَدينَ بِرِقٍّ بعدَ تحريرِ
الدّينُ والعقلُ لا يُعطِي مَقادَتَهُ / سِواهما كلُّ منهيٍّ ومَأمُورِ
والنّفسُ لا تَحْمِلُ الإيمانَ إن حَمَلَتْ / حُبَّ التماثيلِ أو خَوْفَ النَّواطيرِ
الحكمُ للهِ والأقدارُ جاريةٌ / والموتُ آتٍ ويبقى كلُّ مأثورِ
ما أَجْدَرَ النّاسَ باسْتِعظَامِ أَنْفُسِهم / وأَجْمَلَ الصَّمْتَ بالقوم المهاذيرِ
هل حارب الله إلا كلُّ ذي سَفَهٍ / أو شاغَبَ الحقَّ إلا كلُّ مأجورِ
لا يَغْلِبِ الحقَّ يَرْدَى في كتائبهِ / جُنْدُ الدّراهمِ أو جيشُ الدّنانيرِ
إن الأُلى زَلْزَلُوا الدُّنيا بأنْقَرةٍ / واستجفلوا الناسَ من صاحٍ ومخمورِ
أَلقُوا على الشّرقِ آياتٍ مُبَيَّنَةً / بِيضَ الصّحائفِ من نُصْحٍ وتذكيرِ
لم يبعثوا الحربَ حتّى اجْتاحَ عاصِفُها / مَكْرَ الدُّهاةِ وتدبيرَ المناكيرِ
الحربُ عِنْدَ بَني عُثمانَ مُعجزةٌ / تُعْيي العُقولَ وتُلغِي كلَّ تدبيرِ
لولا الذي ابتدعوا في الدّهر من سِيَرٍ / مَشْهورةِ الذّكرِ أضْحَى غيْر مَشهُورِ
في ذِمَّةِ التُّركِ دُنيا لا تَضيقُ بها / سُيوفُهم وزَمانٌ غيرُ مَعْسورِ
يأتي فيستلُّ من أكفانِها أُمماً / ضاقت بها سَعَةُ الأجداثِ والدُّورِ
تشكو المشارقُ دُنيا غيرَ صالحةٍ / مكروهةً وزماناً غيرَ مبرورِ
أظلَّها الفاتِحُ الغازي وشَارَفها / عَهْدٌ مِن الخيرِ مَيْمونُ التّباشيرِ
لا أَخلَفَتْكِ الأمانِي مِن مُوَلهّةٍ / يبكي لها النّاسُ من حُرٍّ ومقصورِ
حيِّ الكنانةَ واَنْظُرْ كيف تَدَّكِرُ
حيِّ الكنانةَ واَنْظُرْ كيف تَدَّكِرُ / وَاذْكُرْ لها الصُّنعَ بعد الصّنعِ يَبْتَدِرُ
خَفَّتْ تُظلِّلُها الأعلامُ خافقةً / يمشي الشّبابُ بها حَرَّانَ يَستعرُ
يمشي إلى المجدِ ما بَادتْ مَعالمُه / ولا عفا السَّنَنُ الوضّاحُ والأَثَرُ
مَن كان ذا وَلَعٍ بالمجدِ يَطلبُهُ / فالسُّبلُ واسعةٌ والنُّورُ مُنْتَشرُ
إنّا لَنَحِمي تُراثَ الأوّلين فما / تشكو العظامُ ولا تَستصرخُ الحُفَرُ
قُلْ للشّبابِ اذكروا مَن كانَ يذكركم / أجِنَّةً في ثنايا الغيبِ تَنتظِرُ
الباذلَ النّفسَ ما يَخْشَى فَيُمسكها / عِندَ الفداءِ ولا يأبَى فيعتذرُ
والصّادقَ البأسَ يحمِي الوادِيَيْن إذا / صَدَّ الحُماةُ ونَامَ الذّادةُ الغُيرُ
لا تنكروا ما شَهِدنا قبل مولدِكم / لقد دعاكم فلبَّت مِنكمُ الصُّوَرُ
لو لاَنَ للغاصبِ العادي لأَوْرثكم / ذُلَّ الحياةِ فلا عزٌّ ولا خَطرُ
مَن حارب اليأسَ حتّى ارتدَّ يدفعه / جندٌ من الأملِ المقدامِ مُنتَصِرُ
ناج الشّهيدَ وحدّثْ بعده الأثرا
ناج الشّهيدَ وحدّثْ بعده الأثرا / وحَيِّ من نُورهِ ما كان مُدَّخَرا
نورٌ طوته عوادي الدَّهرِ آونةً / ثم انجلت فطوى الآفاقَ مُنتشرِا
وآيةُ الحقِّ أن لا شيءَ يغلبُه / من يغلب اللهَ أو من يدفع القَدَرا
يا أيّها العلَمُ المأمولُ حاملُه / لوقعةٍ تُفزعُ الأجيالَ والعُصُرا
تحيّتي لك نَفسٌ لا قرارَ لها / حتّى ترى النّيلَ لا مُرّاً ولا كَدِرا
السُّمُّ أعذبُ من ماءٍ تُدنَّسُه / يَدُ العَدُوِّ لنفسٍ تتّقي الضَّررا
والموت أطيبُ من عيشٍ يُنغِّصُه / عَضُّ القيودِ لشعبٍ يأنفُ الهَذَرا
أَقدِمْ عليُّ وسِرْ بالجندِ مُقتحِماً / لا تخلعِ النّقعَ حتّى تَلْبَسَ الظَّفَرا
سِرْ غازياً تَغمرُ الدُّنيا عساكرُه / أما ترى الشرَّ أمسى يَغمرُ البَشرَا
إنّ الطَواغيتَ ما يَنفكُّ باطشُها / يُلقِي على الأَرضِ من طُغيانهِ شرَرا
غَالِبْ جَبابرَة السَّكسونِ مُصطبِراً / حتّى ترى الوطنَ المغلوبَ مُنتصرا
طال التجاورُ فالأهرامُ جازعةٌ / تكاد تَذهبُ من طولِ المَدى ضَجَرا
والنّيلُ لولا رَجاءُ الله يمنعهُ / طغتْ عليه عوادي الهمِّ فاستعرا
أنت المرجَّى ليومٍ ليس يُخلِفُنا / فَخُضْ إليه خُطوبَ الدّهرِ مُبتدِرا
الشَعبُ حولك يَمضي حَيثُ تَبعثُه / فَولِّهِ وِجهةً يقضي بها الوَطرا
إنّا صَبَرنا على ما كان من مَضَضٍ / يُوهِي الجلاميدَ والعُقْبىَ لمن صَبرَا
عِيدُ الفِداءِ جَرَى باليُمنِ طائِرُهُ
عِيدُ الفِداءِ جَرَى باليُمنِ طائِرُهُ / وَجدَّدتْ نَضرةَ الوادي بَشائِرُهُ
إنْ آثرَ الصَّمتَ يُغريهِ الوَقارُ بهِ / ضَجَّتْ بِمكتومِ ما تُخْفِي سرَائرُهُ
وإن طَوَى مِن حَديثِ الغَيبِ ما حَمَلْت / صُحفُ الزّمانِ طَوَى الآفاقَ نَاشِرُهُ
تِلكَ البَوادرُ لاحتْ غيرَ كاذبةٍ / ما أَسرعَ الأمرَ إن لاحتْ بَوادرُهُ
الشَّرقُ يَنهضُ والإسلامُ مُنتفِضٌ / يَبغِي المطارَ ويَأبَى الأَسرَ ثَائِرُهُ
صَاحَ الحُماةُ به فاسْتنفرتْ أُمَمٌ / دَارَ الزمانُ فَغَالتْها دَوائِرُهُ
نَامتْ عنِ الأمرِ حتّى ضَاعَ أكثرُهُ / والدّهرُ مُستوفِرُ الحِدثانِ ساهرُهُ
حِينٌ من الدّهرِ ما ساءت أوائلُه / إلا لِتَزْدَانَ بِالحُسنَى أَواخِرُهُ
جَدُّ الممالكِ ما استعلت مَطالِعُه / بالنّاهضين وشرُّ الجَدِّ عاثِرُهُ
وأصدقُ العزمِ ما لو جاشَ مُصطخِبٌ / مِنَ الحوادثِ غَالَتْهُ زَواخِرُهُ
جاب الجِواءَ ونال النَّجمَ مُنصلِتٌ / أعيا العُقابَ ورَاعَ النَّسْرَ كاسِرُهُ
ظَنُّوا بهِ من ظُنونِ السُّوءِ ما ضحكتْ / جُنودُهُ منه وَاسْتَحيتْ بَوادِرُهُ
الليثُ مُسْتَجمِعٌ يَبغِي فَريستَهُ / والويلُ للقومِ إن هَمّتْ أظافِرُهُ
لَتمنعنَّ دَمَ الإسلامِ مَلحمةٌ / يَسيرُ فيها على الأشلاءِ شاعِرُهُ
واليأسُ إن طرد الإيمانُ رائِدَهُ / لم يَبْقَ للنَّفسِ مِن شيءٍ تُحاذِرُهُ
ما بِتُّ إلا أظنُّ الصُّبحَ يكشف لي / عَن غُرَّةِ الزمن الوضّاحِ سافِرُهُ