المجموع : 7
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً / ما نالَها أَخَواكَ البَحرُ وَالمَطَرُ
وَبِالتَكَرُّمِ وَالأَفضالِ مَرتَبَةً / لَم يُعطَها خادِماكَ السَيفُ وَالقَدَرُ
قالوا أَيُمطِرُ مِن مَحلٍ أَلَمَّ بِهِ / فَقُلتُ قَد تُمطِرُ الأَنهارُ وَالغَدرُ
مالٌ يُبَدِّدُهُ في جَمعِ مَكرُمَةٍ / فَالمَجدُ مُجتَمِعٌ وَالمالُ مُنتَشِرُ
مَناقِبٌ ما يَكادُ الدَهرُ يَهدِمُها / كَأَنَّها أُصَلٌ لِلدَهرِ أَو بُكَرُ
فَاِبشِر فَإِنَّكَ رَأسٌ وَالعُلا جَسَدٌ / وَالمَجدُ وَجهٌ وَأَنتَ السَمعُ وَالبَصَرُ
لَولاكَ لَم تَكُ لِلأَيّامِ مَنقَبَةٌ / تَسمو إِلَيها وَلا لِلدَهرِ مُفتَخَرُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ / وَشَرُّهُم لِشِرارِ الناسِ سَوّارُ
مُنَبَّهُ الذِكرِ مَعلومٌ طَرائِقُهُ / كَالشَمسِ لا عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ / لَو كانَ يَنفَعُني في مِثلِهِ الحَذَرُ
يا نَفسُ صَبراً عَلى ما كانَ مِن ضَرَرٍ / فَرُبَّ مَنفَعَةٍ يَأتي بِها الضَرَرُ
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى / وَالنارُ تَستَعجِلُ القُدورا
وَقَد أَتاني الغُلامُ يَسعى / بِأَرغُفٍ تُشبِهُ البُدورا
وَعِندَنا قَهوَةٌ شَمولٌ / لَو قُطِّعَت صُيِّرَت شُذورا
تَكونُ قَبلَ المِزاجِ ناراً / فَاِنقَلَبَت بِالمَزاجِ نورا
فَإِنهَض إِلى سُرعَةٍ إِلَينا / نَنثُر عَلى نَفسِكَ السُرورا
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ / وَما اِلتَفَتُّ إِلى رومٍ وَلا خَزَرِ
أَصبَحتُ أَعشَقُ مِن وَجهٍ وَمِن بَدَنٍ / ما يَعشَقُ الناسُ مِن عَينٍ وَمِن شَعَرِ
فَإِن حَسِبتَ سَوادَ الجِلدِ مَنقَصَةً / فَاِنظُر إِلى سُفعَةٍ في وَجنَةِ القَمَرِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ / شَبائِهَ اِتَّفَقَت في الشَكلِ وَالصُوَرِ
خُضرٌ ظَواهِرُها بيضٌ بَطائِنُها / تَحكي القَباطِيَّ تَحتَ السُندُسِ النَضرِ
بيضٌ شِبائُهُ في خُضرٍ مُلَملَمَةٍ / مِثلَ الزَبَرجَدِ مَثنِيّاً عَلى دُرَرِ
يَنشَقُّ أَخضَرُها عَن أَبيَضٍ يَقَقٍ / كَالثَغرِ يُشرِقُ تَحتَ الشارِبِ الخَضِرِ
قَد أَسمَعتَنا غِناءً لا خَلاقَ بِهِ
قَد أَسمَعتَنا غِناءً لا خَلاقَ بِهِ / كَما تُعَرَّكُ آذانَ السَنانيرِ
حَتّى إِذا إِرتَفَعَت في الصَوتِ لا إِرتَفَعَت / أَهدَت لِسَمعِيَ تَهديرَ الخَنازيرِ
وَكُلَّما اِنخَفَضَت فيهِ مُزَمزَمَةً / خِلتَ الزَنابيرَ تَشدو في القَواريرِ
لا تُخدَعَنَّ بِأَثوابٍ مُصَبَّغَةٍ / نَصَبنَهُنَّ شِباكاً لِلمَدابيرِ