المجموع : 5
اِشرَب فَقَد طابَتِ العُقارُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ العُقارُ / وَاِبتَسَمَ الوَردُ وَالبَهارُ
مِن قَهوَةٍ ما اِنبَرَت لِهَمٍّ / إِلّا وَوَلّى لَهُ اِنشِمارُ
لَها جُيوشٌ مِنَ المَلاهي / لِلهَمِّ قُدّامَها الفِرارُ
لَألاؤُها في الدُجى نَهارٌ / يُظلِمِ مِن نورِهِ النَهارُ
إِذا اِستَقَرَّت حَشا لَبيبٍ / رَأَيتَهُ ما لَهُ قَرارُ
لَم يَرَها ناظِرٌ حَديدٌ / إِلّا ثَنى لَحظَهُ اِنكِسارُ
حَبابُها جِسمُهُ لُجَينٌ / وَجِسمُها شَخصُهُ نُضارُ
كَأَنَّها تَحتَهُ كُمَيتٌ / عَلَيهِ مِن فِضَّةٍ عِذارُ
لَها لَدى حُزنِ شارِبها / ثَأرٌ وَعِندَ الحُلومِ ثارُ
فَالحُزنُ عَن أَهلِها مُطارُ / وَالحِلمُ في إِثرِهِ مُطارُ
فَلا اِنتِصارٌ لِذا عَلَيها / وَلا عَلَيها لِذا اِنتِصارُ
يَسعى بِها جُؤذَرٌ غَريرٌ / في لَحظِ أَجفانِهِ اِحوِرارُ
يَحسُنُ مِنّي الوَقارُ إِلا / فيهِ فَما يَحسُنُ الوَقارُ
أَغارُ مِنّي عَلَيهِ حَتّى / عَلَيهِ مِن نَفسِهِ أَغارُ
كلُّ جمالٍ ترى فمنهُ / إِذا تأَمَّلتَ مستعارُ
كُأَنَّ صُدغاً لَهُ تَراهُ / وَهوَ عَلى خَدِّهِ مُدارُ
مَيدانُ آسٍ بَدا جَنِيّا / أُلهِبَ في جانِبَيهِ نارُ
بَيتٌ مِنَ الحُسنِ لي إِلَيهِ / حَجٌّ مَدى الدَهرِ وَاِعتِمارُ
زِيارَةُ البَيتِ كُلَّ عامٍ / وَدَهرُ ذا كُلُّهُ يُزارُ
قُلتُ لَهُ إِذ بَدا وَقَلبي / مِن لاعِجِ الشَوقِ مُستَطارُ
يا جامِعَ الحُسنِ كُلِّ حُسنٍ / لِلنّاسِ مِن شَرطِكَ اِختِصارُ
ما فَضَّلَ الغانِياتِ عِندي / عَلَيكَ إِلّا اِمرُؤٌ حِمارُ
وَاحَرَبي مِن جُفونِ ظَبيٍ
وَاحَرَبي مِن جُفونِ ظَبيٍ / أَقامَ عُذري بِهِ عِذارُهْ
أَسقَمَ جِسمي بِسُقمِ طَرفٍ / حَيَّرَني في الهَوى اِحوِرارُهْ
عَجِبتُ مِن جَمرِ وَجنَتَيهِ / يُحرِقُني دونَهُ اِستِعارُهْ
هذا اِختِياري فَأَبصِروهُ / شاهِدُ عَقلِ الفَتى اِختِيارُهْ
خَلَعتُ في حُبِّهِ عِذارى
خَلَعتُ في حُبِّهِ عِذارى / وَطابَ لي العَيشُ بِاِشتِهاري
وَذُقتُ طَعمَ الجُنونِ فيهِ / فَكانَ أَحلى مِنَ العُقارِ
إِن أُبدِ في حُبِّهِ خُضوعاً / فَلَيسَ ذُلُّ الهَوى بِعارِ
لَو كانَ في الحُبِّ لي اِختِيارٌ / لَكانَ تَركي لَهُ اِختِياري
مَن روحُهُ في يَدي سِواهُ / فَهوَ حَقيقٌ بِأَن يُداري
لا تَحمَدوني عَلى اِحتِمالي / هَوانَهُ وَاِحمَدوا اِصطِباري
بِما بِعَينَيكَ مِن فُتونٍ
بِما بِعَينَيكَ مِن فُتونٍ / وَمِن فُتورٍ بِها وَسِحرِ
وَبِالعِذارِ الَّذي تَوَلّى / خَلعَ عِذارى وَبَسطَ عُذرى
وَمَضحَكٍ مِنكَ لُؤلُؤَيٍّ / مُمتَزِجٍ مِسكُهُ بِخَمرِ
جُد لِيَ بِالصَفحِ عَن ذُنوبي / أَو لا فَعاقِب بِغَيرِ هَجرِ
عَلَيكَ بِالنَحوِ لا تَعرِض لِصَنعَتِنا
عَلَيكَ بِالنَحوِ لا تَعرِض لِصَنعَتِنا / فَإِنَّ شِعرَكَ عِندي أَشهَرُ الشُهَرِ
لَو كانَ بِالنَحوِ قولُ الشعرِ مُكتَسَباً / كانَ الخَليلُ بِهِ أَحظى مِنَ البَشَرِ