المجموع : 10
قامَت لِتَحجُبَ قُرصَ الشَمسِ قامَتُها
قامَت لِتَحجُبَ قُرصَ الشَمسِ قامَتُها / عَن ناظِري حُجِبَت عَن ناظِرِ الغيرِ
عِلماً لَعَمرُكَ مِنها أَنَّها قَمَرٌ / هَل تَحجُبُ الشَمسَ إِلّا صَفحَةُ القَمَرِ
تَمَ لَهُ الحُسنُ بالعَذار
تَمَ لَهُ الحُسنُ بالعَذار / وَاقتَرنَ اللَيلُ بِالنَهارِ
أَخضَرُ في أَبيَضَ تَبَدّى / ذَلِكَ آسي وَذا بَهاري
فَقَد حَوى مَجلسي تَماما / إِن تَكُ مِن ريقِهِ عُقاري
سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ
سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ / ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ
وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها / وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ
وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ / فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ
وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ / فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ
إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ / فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ
كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة / وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ
فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه / وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ
وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ / فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ
وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ / إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا
مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو / عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ
سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً / وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ
لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها / لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ
يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً / لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ
وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ / صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ
هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ / إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ
قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها / وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ
فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ / وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ
وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ / وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ
وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني / أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ
لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به / عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ
ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ / وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا
قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ / مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ
يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا / وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا
إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ / فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ
مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ / بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ
أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ / أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ
لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ / فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ
وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ / وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ
رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ / فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ
وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا / عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ
ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ / فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ
وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن / أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ
ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ / يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ
أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها / نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ
كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة / تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ
سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت / فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ
لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة / لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ
وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي / آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ
إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها / نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ
جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً / فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ
الجُودُ أَحلى عَلى قَلبي مِنَ الظَفرِ
الجُودُ أَحلى عَلى قَلبي مِنَ الظَفرِ / وَمِن مَنال قَصيّ السؤلِ وَالوَطَرِ
وَمِن غِناء أرَيوى في الصبوح لَنا / يا طلعةَ الشَمس في الآصال وَالبُكَرِ
وَمِن حَنَنتُ إِلى ما اِعتَدتُ مِن كَرَمٍ / حَنينَ أَرضٍ إِلى مُستأخر المَطَرِ
وَقَد تناهت يَدي عَن كأسها غَضَباً / وَمَجَّت الأُذنُ أَيضاً نَعمَةَ الوَتَرِ
حَتّى أُمَلِّك هذي ما تَجودُ بِهِ / وَأَسمَعَ الحَمدَ بِالأُخرى عَلى الأثرِ
فَهاتِها خِلعاً أَرضي السَماحَ بِها / مَحفوفَةً في أَكُفّ الشِربِ بِالبِدَرِ
أَنفحةُ الرَوض رَقَّت في صَبا السَحرِ
أَنفحةُ الرَوض رَقَّت في صَبا السَحرِ / مِن بَعدِ ما باتَ وَالأنداءُ في سَمَرِ
لا بَل تَحيَّةُ مَحضِ الوُدِّ بلَّغَها / بَرٌّ شَريف المَعالي ماجِدُ النَفَرِ
أَمّا لعمرُ أَبي يَحيى لَقَد وَصلت / من بِرّه صِلَةٌ أَحلى مِن الظَفرِ
يا مَن وَرَدتُ الوَفاءَ الغَمر مرتوياً / مِن عهدهِ إِذ يُساقى الناسُ بالغُمَرِ
أَحرَزتَ سرو السَجايا ثُمَّ قارَنهُ / ظَرفَ اللِسان اِقتِرانَ الكأس بِالوَتَرِ
إِذا اِعتَبَرتُ مِنَ الأَخلاقِ أَنفسَها / كُنتَ المُنافِسُ فيهِ الساميَ القَدرِ
عَلَيكَ مِني سَلامٌ لا يَزال لَهُ / فَرضٌ تُؤَديهِ آمالٌ إِلى بُكَرِ
ترفُقاً يا أَبا يَحيى ومن ظفرت
ترفُقاً يا أَبا يَحيى ومن ظفرت / كَفي بِهِ فَدَعاني فَضلُهُ ظافِرْ
إِن حالَ ما بَينَنا رَيحانُنا الناظِر / فَناظرُ القَلبِ حَقا نَحوَكُم ناظِرْ
أَحمي مَكانَك مِن قَلبي وَأمنعُه / كَما حَمى الحاجِبُ الإِسلامَ بِالباتِرْ
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا
فيما مَضى كُنتَ بِالأَعيادِ مَسرورا / فَساءَكَ العيدُ في أَغماتَ مَأسورا
تَرى بَناتكَ في الأَطمارِ جائِعَةً / يَغزِلنَ لِلناسِ ما يَملِكنَ قَطميراً
بَرَزنَ نَحوَكَ لِلتَسليمِ خاشِعَةً / أَبصارُهُنَّ حَسراتٍ مَكاسيرا
يَطأنَ في الطين وَالأَقدامُ حافيَةٌ / كَأَنَّها لَم تَطأ مِسكاً وَكافورا
لا خَدَّ إِلّا تَشكّى الجَدبَ ظاهِرهُ / وَلَيسَ إِلّا مَعَ الأَنفاسِ مَمطورا
أَفطَرتَ في العيدِ لا عادَت إِساءَتُهُ / فَكانَ فِطرُكَ لِلأكبادِ تَفطيرا
قَد كانَ دَهرُكَ إِن تأمُرهُ مُمتَثِلاً / فَرَدّكَ الدَهرُ مَنهيّاً وَمأمورا
مَن باتَ بَعدَكَ في مُلكٍ يُسرُّ بِهِ / فَإِنَّما باتَ بِالأَحلامِ مَغرورا
غربانَ أَغماتَ لا تَعدَمْنَ طَيّبةً
غربانَ أَغماتَ لا تَعدَمْنَ طَيّبةً / مِنَ اللَيالي وَأفناناً مِن الشَجرِ
تُظِلّ زُغبَ فِراخٍ تَستَكِنُّ بِها / مِنَ الحَرورِ وَتَكفيها أَذى المطرِ
كَما نعبتُنَّ لي بالفألِ يُعجِبُني / مُخبِّراتٍ بِهِ عَن أَطيَبِ الخبرِ
أَنَّ النُجومَ الَّتي غابَت قَد اِقتَرَبَت / مَنّا مَطالِعُها تَسري إِلى القَمَرِ
عَليَّ إِن صَدّق الرَحمانُ ما زَعمَت / أَلّا يُرَوَّعنَ مِن قَوسي وَلا وَتَري
وَاللَهِ وَاللهِ لا نفَّرتُ واقعَها / وَلا تَطَيَّرَتِ الغِربانُ بِالعوَرِ
وَيا عَقارِبَها لا تَعدَمي أَبَداً / شَجّا وَعقراً وَلا نوعاً مِنَ الضَرَرِ
كَما ملأتُنَّ قَلبي مُذ حَلَلتُ بِها / مَخافَةً أَسلَمَت عَيني إِلى السَهَرِ
ماذا رمتكَ بِهِ الأَيّامُ يا كبِدِي / مِن نَبلهِنَّ وَلا رامٍ سِوى القَدَرِ
أَسرٌ وَعسرٌ وَلا يُسرٌ أُؤمَلُهُ / أَستَغفِرُ اللَهُ كَم لِلَّهِ مِن نظرِ
زُهرُ الأَسِنَّة في الهَيجا غَدَت زَهري
زُهرُ الأَسِنَّة في الهَيجا غَدَت زَهري / غَرَستُ أَشجارَها مُستَجزِلَ الثَمَرِ
ما إِن ذَكَرتُ لَها مِن مَعرَكٍ جَلَلٍ / إِلّا تَجَلَّلتُهُ بِالصارِمِ الذكرِ
حَتّى غَدَوتُ وَأَعدائي تُخاطِبُني / يا قاتِلَ الناس بِالأَجنادِ وَالفِكَرِ
عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ
عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ / مِن أُفقِ مَن أَنا في قَلبي أُشاطِرُهُ
أَرادَ تَجديد ذِكراهُ عَلى شَحَطٍ / وَما تَيَقَّنَ أَنّي الدَهرَ ذاكِرُهُ
يَنأى المَزارُ بِهِ وَالدارُ دانيَةٌ / يا حَبَّذا الفالُ لَو صَحَّت زَواجِرُهُ
ذُخري أَبا الجَيشِ هَل يُقضى اللِقاءُ لَنا / فَيَشتَفي مِنكَ جَفنٌ أَنتَ ناظِرُهُ
قُصارُهُ قَيصَرٌ إِن قامَ مُفتَخِراً / لِلَّهِ أَوَّلُهُ مَجدٌ وَآخِرُهُ