المجموع : 4
قَد أَقلَعَت فَاِصفَحوا عَن جُرمِها الغَيرُ
قَد أَقلَعَت فَاِصفَحوا عَن جُرمِها الغَيرُ / وَقَد أَتَتكُم صُروفُ الدَهرِ تَعتَذِرُ
كانَت عَلى السُكرِ مِنهُ هَفوَةٌ فَهَبوا / بِفَضلِ أَحلامِكُم ما جَرَّهُ السَكَرُ
وَاِستَعمِلوا عادَةَ الصَفحِ الَّتي شَهِدَ ال / بادونَ فيها لَكُم بِالفَضلِ وَالحَضَرُ
لِنَفسِهِ لا لَكُم كانَت إِساءَتُهُ / وَفي بَنيهِ سَرى لا فيكُمُ الضَرَرُ
أَصابَكُم في ثَراءٍ لَم يَزَل لِذَوي ال / حاجاتِ أَو لِبَني الآمالِ يُدَّخَرُ
كَذا الحَوادِثُ لا يُمسي عَلى خَطَرٍ / مِنها مِنَ الناسِ إِلا مَن لَهُ خَطَرُ
قَد كانَ في ذاكَ سَلبٌ وَهوَ مَوهِبَةٌ / وَالمالُ ما سَلِمَت نَفسُ الفَتى هَدَرُ
فَكُلَّما سَلَبَت كَفّاكَ مِن نَشبٍ / يادَهرُ في جَنبِ ما أَبقَيتَ مُغتَفَرُ
إِنّي أَرى ظَفَراً تَبدو مَخائِلُهُ / فَاِستَشعِروهُ وَعُقبى الصابِرِ الظَفَرُ
هَذا صَباحٌ تَذُرُّ الشَمسُ طالِعَةٍ / مِن بَعدِهِ وَوَميضٌ خَلفَهُ مَطَرُ
وَلَّت سَحابَةُ ذاكَ الشَرِّ مُقلِعَةً / عَنّا وَعادَ رَماداً ذَلِكَ الشَرَرُ
وَحُسنُ رَأيِ أَميرِ المُؤمِنينَ لَكُم / في كُلِّ طارِقِ هَمٍّ فادِحٍ وَزَرُ
مِن كُلِّ ماضٍ بِجَدوى كَفِّهِ خَلَفٌ / وَكُلُّ وَهنٍ بِما أَولاهُ مُنجَبِرُ
آلَ المُظَفَّرِ أَنتُم لِلبِلادِ حَياً / يُهمي نَدىً وَضِرامُ الجَدبِ يَستَعِرُ
عَنكُم رَوى الناسُ أَخبارَ الكِرامِ وَفي / قَديمِكُم جاءَتِ الأَياتُ وَالسُوَرُ
قَومٌ يُضِئُ لَنا في كُلِّ راجِيَةٍ / آراؤُهُم وَظَلامُ الخَطبِ مُعتَكِرُ
إِذا هُمُ اِستَبَقوا في الجودِ وَاِبتَدَروا / تَشابَهَت مِنهُمُ الأَوضاحُ وَالغُرَرُ
فَفي الكَتائِبِ آسادٌ إِذا اِلتَأَموا / وَفي المَواكِبِ أَقمارٌ إِذا سَفَروا
لا يَفخَرونَ بِمُلكٍ شامِخٍ وَبِهِم / تُمسي المَمالِكُ في الآفاقِ تَفتَخِرُ
إِذا اِقشَعَرَّ الثَرى كانَت وُجوهُهُمُ / لَنا وَأَيديهِمُ الرَوضاتُ وَالغُدُرُ
بِالمَندَلِ الرَطبِ يُذكى في بُيوتِهِمُ / نارُ القِرى وَتُذَكّى حَولَها البِدَرُ
تَزيدُهُم رَغبَةً في العَفوِ بَسطَةُ أَي / ديهِم فَأَحلَمُ ما كانوا إِذا قَدَروا
إِنَّ الوِزارَةَ لَمّا غابَ ضَيغَمُها / عَنها وَفارَقَ تِلكَ الهالَةَ القَمَرُ
لَم تَرضَ في الأَرضِ مَخلوقاً يَكونُ لَها / كُفُئاً تَدينُ لَهُ عَفواً وَتَأتَمِرُ
فَأَقسَمَت لا أَرى خَطباً لَها نَظَرُ / حَتّى يَكونَ لَكُم في أَمرِها نَظَرُ
إِن لانَ مَغمَزُها مِن بَعدِكُم فَبِما / أَمسَت لَدَيكُم وَما في عودِها خَوَرُ
رَدّوا عَلَيها أَمانيها بِعودِكُمُ / فَما لَها في سِوى تَدبيرِكُم وَطَرُ
لَقَد تَطاوَلَ أَقوامٌ لِمَنصِبِها / جَهلاً وَفي بَوعِهِم عَن نَيلِها قِصرُ
فَقُل لَهُم نَكِّبوا عَن طُرقِها فَمَتى / كَرَّت مَعَ الجُردِ في مِضمارِها الحُمُرُ
تَزَحزَحوا عَن مَقامِ المَجدِ وَاِعتَزِلوا / مَرابِضَ الأُسدِ لا يَحتَلُّها البَقَرُ
فَلِلحُرُبِ رِجالٌ يُعرَفونَ بِها / وَلِلسِيادَةِ قَومٌ غَيرُكُم أُخَرُ
لا يُعرَفُ السَبقُ إِلّا في الجِيادِ وَلا / يَفري الضَريبَةَ إِلّا الصارِمُ الذَكَرُ
فَلا خَلا الدينُ مِن والٍ يُعِزُّ بِهِ / مِنكُم إِذا باتَ مَظلوماً وَيَنتَصِرُ
وَالمُلكُ إِلّا بِراعٍ مِنكُمُ نَقَدٌ / يَضيعُ وَهوَ لِذِئبانِ الفَلا جُزُرُ
أَضحى وَكانَ بِكُم شاكي السِلاحِ وَما / في كَفِّهِ مِخلَبٌ يَفري وَلا ظُفُرُ
تَمَلَّ يا عَضُدَ الدينِ البَقاءَ وَعِش / في نِعمَةٍ لا تَخَطَّت نَحوَها الغَيرُ
حُمِدتَ في الناسِ آثاراً وَكَم مَلَكَ ال / دُنيا أُناسٌ فَلَم يُحمَد لَهُم أَثَرُ
يُثني عَلى راحَتَيكَ المُعتَفونَ كَما / أَثنى عَلى الغَيثِ لَمّا أَقلَعَ الزَهرُ
مَلِكٌ تُهاجِرُ آمالُ العُفاةِ إِلى / أَبوابِهِ فَعَلَيها مِنهُمُ زُمَرُ
يَكادُ مِن وَجهِهِ ماءُ الحَياءِ وَمِن / بَنانِهِ السَبطِ ماءُ الجودِ يُعتَصَرُ
يَخافُهُ الأُسدُ إِجلالاً وَتَحسُدُهُ / لِبِشرِهِ وَنَداهُ الشَمسُ وَالمَطَرُ
شَواظُ نارٍ عَلى الأَعداءِ مُضطَرِمٌ / وَصَوبُ مُزنٍ عَلى العافينَ مُنهَمِرُ
يا مَن تَطيبُ لَنا الدُنيا وَنَحنُ مَوا / ليهِ وَيَحسُنُ في أَيّامِهِ العُمُرُ
هَذا خِتانٌ جَرى بِالسَعدِ طائِرُهُ / وَشابَهَ الوِردَ في إِحمادِهِ الصَدَرُ
لا زالَ رَبعُكَ مَعموراً وَلا بَرِحَت / تُهدي الهَناءَ لَكَ الرَوحاتُ وَالبُكرُ
يَجري القَضاءُ بِما تَرضى وَيَصحَبُكَ ال / إِقبالُ في كُلِّ ما تَأتي وَما تَذَرُ
مُمَتَّعاً بِبَنيكَ الغُرِّ يُشرِقُ في / سَماءِ مَجدِكَ مِنهُم أَنجُمٌ زُهُرُ
حَتّى تَرى بِنِظامِ الدينِ عَن كَثَبٍ / مِنَ العُلى ما رَأَت في هاشِمٍ مُضَرُ
يا مَن تَهابُهُمُ الدُنيا إِذا غَضِبوا / وَتَستَكينُ لَهُم طَوعاً إِذا أَمَروا
مُروا الزَمانَ يَواتيني فَتَسفِرَ لي / حُظوظُهُ وَتَفي أَيّامُهُ الغُدُرُ
أَو فَاِزجُروا عَن خِصامي صَرفَهُ فَعَسى / خُطوبُهُ تَنتَهي عَنّي وَتَنزَجِرُ
إِلامَ أَرقُبُ وَالأَيّامُ ذاهِبَةٌ / إِدالَةَ الحَظِّ مِن دَهري وَأَنتَظِرُ
كَم يَقطَعُ اللَيلَ بِالأَحزانِ ساهِرُهُ / لا الصُبحُ يَبدو وَلا الظَلماءُ تَنحَسِرُ
ما آنَ لِلفَجرِ أَن يَبدو مَطالِعُهُ / أَما اِشتَفى بَعدُ مِن أَجفانِيَ السَهرُ
طالَ السِرارُ إِلى أَن خِلتَ أَنَّ سَوا / دَ اللَيلِ ما دارَ في أَحشائِهِ القَمَرُ
فَلا عَدِمتُ عَطاياكُم وَلا عَدِمَت / إِصغاءَكُم لِمَديحي هَذِهِ الفِقَرُ
وَلا رَآني عَلى أَبوابِ غَيرِكُمُ / مُؤَمِّلاً لِسِوى جَدواكُمُ بَشَرُ
فَدونَكُم مِن ثَنائي كُلَّ مُحكَمَةٍ / صَفاؤُها فيكُم ما شابَهُ كَدَرُ
شِعرٌ وَلَكِن إِذا أَحقَقتَهُ حِكَمٌ / نَظمٌ وَلَكِن إِذا أَقوَمتَهُ دُرَرُ
يا أَهلَ بَغداذَ مالي بَينَ أَظهُرِكُم
يا أَهلَ بَغداذَ مالي بَينَ أَظهُرِكُم / كَأَنَّني مَسجِدٌ بِالكَرخِ مَهجورُ
مُحَلَّأٌ عَن عَطاياكُم عَلى ظَمَإٍ / تُهدى الثِيابُ لِغَيري وَالدَنانيرُ
أَصبَحتَ ظِلّاً عَلى مِن ظِلُّ دَولَتِهِ
أَصبَحتَ ظِلّاً عَلى مِن ظِلُّ دَولَتِهِ / عَمَّ الوَرى بادِياً مِنهُم وَمُحتَضِرا
أَرخى عَلى مَجلِسٍ ذَلَّ الزَمانُ لَهُ / فَاِستَخدَمَ النَصرَ وَالتَأيِيدَ وَالظَفَرا
إِذا اِختَبى رَبُّهُ يَومَ السَلامِ بِهِ / كَفَيتَهُ حاسِدَيهِ الشَمسَ وَالقَمَرا
حاشا لِمَجدِكَ مِن شَكوى يُعادُ لَها
حاشا لِمَجدِكَ مِن شَكوى يُعادُ لَها / يا مَن تَشَكّيهِ في قَلبي وَفي بَصري
يا مَن تَبيتُ صُروفُ الدَهرِ غافِلَةً / عَنّي إِذا باتَ مَحروساً مِنَ الغَيرِ
فَما أُبالي بِمَن غالَ الزَمانُ إِذا / وَقانِيَ اللَهُ في عَليائِهِ حَذَري