القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العباس بن الأحنف الكل
المجموع : 16
أَمِنكَ لِلصَبِّ عِندَ الوَصلِ تَذكارُ
أَمِنكَ لِلصَبِّ عِندَ الوَصلِ تَذكارُ / وَكَيفَ والحُبُّ إِظهارٌ وإِضمارُ
أَمّا أَنا فإِذا أَحبَبتُ جَارِيَةً / لَم أَنسَها أَبَداً وَالناسُ أَطوارُ
يا لَيتَ مَن وَلَدَت حَوّاءُ مِن وَلَدٍ / صُفّوا اِتِّباعاً لأَمرِي ثُمَّ أَختارُ
إِنيّ بُليتُ بِشَخصٍ لَيسَ يُنصِفُني / باغٍ لِقَتلي وَرَبّي مِنهُ لي جارُ
صادَت فُؤادِيَ مِكسالٌ مُنَعَّمَةٌ / كَالبَدرِ حينَ بَدا بيضاءُ مِعطارُ
خَودٌ تُشيرُ بِرَخصٍ حَفَّ مِعصَمَهُ / دُرٌّ وَساعِدُهُ لِلوَجهِ سَتّارُ
صادَت بِعَينٍ وَثَغرٍ رَفَّ لُؤلُؤُهُ / فالعَينُ مُمرِضَةٌ وَالثَغرُ سَحّارُ
يا لَيتَ لي قَدَحاً في رَاحَتي أَبَداً / قَد مَسَّ فَاها فَفيهِ مِنهُ آثارُ
طوبَى لِثَوبٍ لَها إِنّي لَأَحسُدُه / إِذا عَلاها وَشَدَّ الثوبَ أَزرارُ
ما سُمِّيَت قَطُّ إِلاّ هِجتُ أَذكُرُها / كأَنّما أُشعِلَت في قَلبيَ النارُ
يا مَن يُسائِلُ عَن وَجدي لِأُظهِرَهُ / إِنَّ المُحِبَّ لتَبدو مِنهُ أَسرارُ
فَاِسمَع مُناقَلَتي وَاُنظُر إِلى نَظَري / إِن كانَ مِنكَ لِما في الصَدرِ إِنكارُ
أَما اِسمُها فَهوَ مَكتومٌ فَلَيسَ لَهُ / مِنّي إِلَيكَ بِإِذنِ اللَهِ إِظهارُ
كَأَنَّما القَلبُ مِن يَومِ اِبتُليتُ بِها / بَينَ السَماءِ وَبَينَ الأَرضِ طَيّارُ
ما لِلهَوى لا أَراشَ اللَهُ أَسهُمَهُ / إِنَّ الهَوى لِعِبادِ اللَهِ ضَرّارُ
أَمسى يُكَلِّفُني خَوداً مُمَنَّعَةً / مِنّي وَمِن دونِها حُجبٌ وَأَستارُ
تِلكَ الرَبابُ وَلا إِعلانَ لَو عَلِمَت / ما بي لَقَد هاجَها شَوقٌ وَتَذكارُ
طالَ الوُقوفُ بِبابِ الدارِ في عِلَلٍ / حَتّى كأَنّي لِبابِ الدارِ مِسمارُ
إِنّي أُطِيلُ وَإِن لَم أَرجُ طَلعَتَها / وَقِفي وَإِنّي إِلى الأَبوابِ نَظّارُ
أَقولُ لِلدارِ إِذ طالَ الوُقوفُ بِها / بَعدَ الكَلالِ وَماءُ العَينِ مِدرارُ
يا دارُ هَل تَفقَهينَ القَولَ عَن أَحَدٍ / أَم لَيسَ إِن قالَ يُغني عَنهُ إِكثارُ
يا دارُ إِنَّ غَزالاً فيكِ بَرَّحَ بي / لِلَّهِ دَرُّكِ ما تَحوينَ يا دارُ
مازِلتُ أَشكو إِلَيها حُبَّ ساكِنِها / حَتّى رَأَيتُ بِناءَ الدارِ يَنهارُ
ما لي أَزورُ أُناساً لَيسَ يَعرِفُني / مِن أَهلِهِم أَحَدٌ إِنّي لَزَوّارُ
أما لَئِن قَبِلوا عُذري لَقَد عَدَلوا / في حُكمِهِم وَلَئِن رَدّوا لَقَد جارُوا
قالوا نَسيرُ فَلا ساروا وَلا وَقَفوا / وَلا اِستقَلَّت بِهِم لِلبَينِ أَكوارُ
ما عِندَهُم فَرَجٌ في قُربِ دارِهِمُ / وَلا لَنا مِنهمُ في البُعدِ أَخبارُ
إِذا تَرَحَّلَ مَن هامَ الفُؤادُ بِهِم / فَما أُبالي أَقامَ الحَيُّ أَم ساروا
يا مُوقِدَ النارِ بِالهِندِيِّ وَالغارِ
يا مُوقِدَ النارِ بِالهِندِيِّ وَالغارِ / هَيَّجتَ لي حَزَناً يا مُوقِدَ النارِ
بَينَ الرُصافَةِ وَالمَيدانِ أَرقُبُها / شُبَّت لِغانِيَةٍ بَيضاءَ مِعطارِ
هاجَت لِيَ الرِيحُ مِنها نَفخَ رائِحَةٍ / أَحيَت عِظامي وَهاجَت طولَ تِذكاري
يا فَوزُ أَنتِ الَّتي جَشَّمتِني رَقَصاً / يَبري المَهاري بِتَرحالٍ وَتَسيارِ
غِبتُم وَغِبنا فَلَمّا كانَ أَوبُكُمُ / أُبنا فَنَحنُ وَأَنتُم رَهنُ أَسفارِ
وَما أَرى اِثنَينِ حَالَ الناسُ بَينَهُما / مِثلي وَمِثلَكِ في جَهدٍ وَإِضرارِ
تَشكو الفِرَاقَ وَيَشكوهُ وَما اِجتَمَعا / يَوماً وَلا اِفتَرَقا إِلاّ بِمِقدارِ
وَما يُرى في وِصالِ اِثنَينِ قَد شُغِفا / ما لَم يَميلا إِلى الفَحشاءِ مِن عارِ
إِذا تَعَمَّدتُكُم جاوَزتُ بابَكُمُ / كَي لا تَكونُوا لإِقبالي وَإِدباري
أُخَبِّرُ الناسَ أَنّي قَد سَلَوتُكُمُ / وَاللَهُ يَعلَمُ ما مَكنونُ إِضمارِ
ما تَطعَمُ النَومَ عَيني مِن تَذَكُّرِكُم / فَما أَنامُ إِذا ما نامَ سُمّاري
أَخلُو إِذا هَجَعَ النُوّامُ كُلُهُمُ / فَما أُسامِرُ إِلاّ عامِرَ الدارِ
لِكُلِّ جَفنٍ عَلى خَدّي عَلى حِدَةٍ / طَريقَةٌ دَمعُها مُستَوكِفٌ جارِ
أَستَمطِرُ العَينَ لا تَفنى مَدامِعُها / كَأَنَّ يَنبوعَ بَحرٍ بَينَ أَشفاري
لَيتَ المُهَذَّبَ عَبدَاللَهُ خالِصَتي / وَمَن لَدَيهِ مِنَ الإِخوانِ حُضّاري
مِنهُم حُمَيدٌ وَداودٌ وَصاحِبُهُ / وَالأَخنَسِيُّ وَبِشرٌ وَاِبنُ سَيّارِ
قَومٌ هُمُ خَندَقُوا لي في قُلوبِهِمُ / عَلى الحُصونِ فَأَخلَوهَا لِأَسراري
مَن كانَ لَم يَرَ مَشغوفاً بَراهُ هَوىً / فَليَأتِني يَرَ نِضواً عَظمُهُ عارِ
يَنسَلُّ عَنّي قَمِيصي مِن ضَنى جَسَدي / وَلَو شَدَدتُ عَلى الجِلبابِ أَزراري
ما يَنقَضي عَجَبي مِن جَهلِ حاسِدَةٍ / كانَت بِذي الأَثلِ مِن خِدني وَأَنصاري
سَمَّت وَليدَتَها فَوزاً مُغايَظَةً / عَذَرتُ لَو لَطَمَتني ذاتُ إِسوارِ
وَما يَزالُ نِساءٌ مِن قَرابَتِها / مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يَهتِكَنَ أَستاري
وَقَد صَبَرتُ عَلى قَومٍ مُنيتُ بِهم / وَما تَكَلَّمتُ إِلّا بَعدَ إِعذارِ
أَنا وَعَمُّكِ مِثلُ المُهرِ يَمنَعُهُ / مِن قوتِهِ مَربِضُ المُستَأسِدِ الضاري
لَو كُنتَ يا عَمَّها حَرّانَ سَرَّكَ أَن / تَحيا بِإِظماءِ إيرادٍ وَإِصدارِ
فَما أَخو سَفَرٍ في البيد مُرتَهَنٍ / قَد كانَ في رُفَقٍ شَتّى لِأَمصارِ
أَخطا الطَريقَ وَأَفنى الزادَ وَاِنقَطَعَت / عَنهُ المَناهِلُ في تَيهاءِ مِقفارِ
يَدعو بِصَوتِ شَجِيٍّ لا أَنيسَ لَهُ / قَد غابَ عَنهُ أَنيسُ الأَهلِ وَالجارِ
لَو جُرِّعَ الماءَ لَاِستَطفَاهُ مَوقِعُهُ / مِنَ الحَشى مِن لَظىً فيهِ وَتَسعارِ
حَتّى أَتى الماءَ بَعدَ اليَأسِ تُحرِزُهُ / رَبداءُ مَكسُوَّةٌ أَطواقَ أَحجارِ
لَمّا تَبَيَّنَ أَن لا دَلوَ حاضِرَةٌ / وَلا رِشاءٌ وَلا عَهدٌ لِآثارِ
دَلّى عِمامَتَهُ حَتّى إِذا اِنقَشَعَت / غَمامَةٌ الماءِ عَن عَذبٍ وَمَوّارِ
أَهوى يُقَلِّبُها في الماءِ مُغتَبِطاً / يَكُرُّها فيهِ طَوراً بَعدَ أَطوارِ
حَتّى إِذا هُوَ رَوّاها وَأَخرَجَها / وَقالَ قَد نِلتُ يُسراً بَعدَ إِعسارِ
وَجَرَّها صَوَّبَت في البِئرِ راجِعَةً / وَاِستَقبَلَت نَفسُهُ الدُنيا بِإِكشارِ
يَوماً بِأَجهَدَ مِنّي حينَ تَمنَعُني / لِغَيرِ جُرمٍ لُباناتي وَأَوطاري
إِنّي طَرِبتُ إِلى شَمسٍ إِذا طَلَعَت
إِنّي طَرِبتُ إِلى شَمسٍ إِذا طَلَعَت / كانَت مَشارِقُها جَوفَ المَقاصيرِ
شَمسٌ مُمَثَّلَةٌ في خَلقِ جارِيَةٍ / كَأَنَّما كَشحُها طَيُّ الطَواميرِ
لَيسَت مِنَ الإِنسِ إِلّا في مُناسَبَةٍ / وَلا مِنَ الجِنِّ إِلا في التَصاويرِ
فالجِسمُ مِن لُؤلُؤٍ وَالشَعرُ مِن ظُلَمٍ / وَالنَشرُ مِن مِسكَةٍ وَالوَجهُ مِن نورِ
إِنَّ الجَمالَ حَبا فَوزاً بِخِلعَتِهِ / حَذواً بِحَذوٍ وَأَصفاها بِتَحويرِ
كَأَنَّها حينَ تَمشي في وَصائِفِها / تَخطو عَلى البَيضِ أَو خُضرِ القَواريرِ
أُنبِئتُها صَرَخَت لَمّا رَأَت أَسَداً / في خاتَمٍ صَوَّروهُ أَيَّ تَصويرِ
يا صاحِبَيَّ إِلى رُؤيايَ فَاِستَمِعا / إِنّي رَأَيتُ لَدى ضَوءِ التَباشيرِ
كَأَنَّ فَوزاً تُعاطيني عَلى فَرَسٍ / إِكليلَ رَيحانِ فَغوٍ كَالدَنانيرِ
الحَمدُ لِلَّهِ هَذا إِنَّها جَعَلَت / في راحَتي أَمرَها يا حُسنَ تَعبيري
إِنّي لَمُنتَظِرٌ رُؤيايَ ذا أَمَلٍ / وَالحُكمُ يَأتي بِتَقديمٍ وَتَأخيرِ
طوبى لِعَينٍ رَأَت فَوزاً إِذا اِغتَمَضَت / وَقَرَّتِ العَينُ مِنها كُلَّ تَقريرِ
لا تَهجُريني عَلى مَا بي بِعَيشِكُمُ / إِنّي لَتَرحَمُ نَفسي كُلَّ مَهجورِ
إِنّي أَراني وَإِخواني قَدِ اِجتَمعوا / في مَجلِسٍ بِأَعالي الكَرخِ مَحضورِ
بَكَيتُ مِن طَرَبٍ عِندَ السَماعِ كَما / يَبكي أَخو غُصَصٍ مِن حُسنِ تَذكيرِ
وَصاحِبُ العِشقِ يَبكي عِندَ سَكرَتِهِ / إِذا تَجاوَبَ صَوتُ البَمِّ وَالزيرِ
يا فَوزُ لَولاكِ لَم أَنفَكَّ مِن طَرَبٍ / آوي إِلى آنِساتٍ كَالدُمى حورِ
يا فَوزُ أَهلُكِ لاموني فَقُلتُ لَهُم / أَدّوا فُؤادي أَدَعكُم غَيرَ مَزجورِ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي ناصِحٌ لَكُمُ / جُهدي وَلكِنَّ سَعيي غَيرُ مَشكورِ
لا يُبعِدِ اللَهُ غَيري حينَ قُدتُ لَكُم / نَفسي وَبِعتُكُمُ صَفوي بِتَكديري
يا أَهلَ فَوزٍ أَما لي عِندَكُم فَرَجٌ / وَيلي وَلا راحَةٌ مِن طولِ تَعزيري
يا أَهلَ فَوزَ اِدفِنوني بَينَ دُورِكُمُ / نَفسي الفِداءُ لِتِلكَ الدور مِن دورِ
ظَلّوا يَحُثّونَ نَفساً وَهيَ جامِحَةٌ / حَتّى إِذا يَئِسوا قالوا لَها سيري
يا مَن تَعَلَّقَهُ قَلبي وَلَم يَرَهُ
يا مَن تَعَلَّقَهُ قَلبي وَلَم يَرَهُ / إِنّي دَعاني إِلَيكَ الحَينُ وَالقَدَرُ
ما تَأمُرينَ بِمَمنوعٍ مَوارِدَهُ / يَشكو الصَدى وَإِلَيكَ الوِردُ وَالصَدرُ
يَزورُ غَيرَكِ لا يُخفي زِيارَتَهُ / وَلا يَزورُكِ إِلاّ وَهوَ مُستَتِرُ
عَينايَ شامَت دَمي وَالشُؤمُ في النَظَرِ
عَينايَ شامَت دَمي وَالشُؤمُ في النَظَرِ / بُعداً لِعَينٍ تَبيعُ النَومَ بِالسَهَرِ
يا مَن لِظَمآنَ يَغشى الماءَ قَد مَنَعوا / مِنهُ الوُرودَ وَأَبقَوه عَلى الصَدَرِ
أُخفي الهَوى وَهوَ لا يَخَفى عَلى أَحَدٍ / إِنّي لَمُستَتِرٌ في غَيرِ مُستَتَرِ
فَأَكثِروا أَو أَقِلّوا مِن مَلامِكُمُ / فَكُلُّ ذَلِكَ مَحمولٌ عَلى القَدَرِ
لَو كانَ جَدّي سَعيداً لَم يَكُن غَرَضاً / قَلبي لِمَن قَلبُهُ أَقسى مِنَ الحَجَرِ
إِن أَحسَنَ الفِعلَ لَم يُضمِر تَعَمُّدَهُ / وَإِن أَساءَ تَمادى غَيرَ مُعتَذِرِ
وَأَخلَفُ الناسِ مَوعوداً وَأَمطَلُهُم / وَعداً وَأَنقَضُهُم لِلعَهدِ ذي المِرَرِ
إِذا كَتَبتُ كِتاباً لَم أَجِد ثِقَةً / يُنهي إِلَيكِ وَيأتي عَنكِ بِالخَبَرِ
ما ضَرَّ أَهلَكِ أَلاّ يَنظُروا أَبَداً / ما دُمتِ فيهِم إِلى شَمسٍ وَلا قَمَرِ
إِذا أَرَدتُ سُلُوّاً كانَ ناصِرَكُم / قَلبي وَما أَنا مِن قَلبي بمُنتَصِرِ
هَل تَذكُرينَ فَدَتكِ النَفسُ مَجلِسَنا / يَومَ اللّقاءِ فَلَم أَنطِق مِنَ الحَصَرِ
لا أَرفَعُ الطَرفَ حَولي حينَ أَرفَعُهُ / بُقيا عَلَيكِ وَكُلُّ الحَزمِ في الحَذَرِ
قالَت قَعَدتَ فَلَم تَنظُر فَقُلتُ لَها / شَغَلتِ قَلبي فَلَم أَقدِر عَلى النَظَرِ
غَطّى هَواكِ عَلى قَلبي فَدَلَّهَهُ / وَالقَلبُ أَعظَمُ سُلطاناً مِنَ البَصَرِ
وَضَعتُ خَدّي لِأَدنى مِن يُطيفُ بِكُم / حَتّى اِحتُقِرتُ وَما مِثلي بَمحتَقَرِ
لا عارَ في الحُبِّ إِنَّ الحُبَّ مَكرُمَةً / لَكِنَّهُ رُبُّما أَزرى بِذي الخَطَرِ
نَزورُكُم لا نُكافيكُم بِجَفوَتِكُم
نَزورُكُم لا نُكافيكُم بِجَفوَتِكُم / إِنَّ المُحِبَّ إِذا لَم يُستَزَر زارا
يَستَقرِبُ الدارَ شَوقاً وَهيَ نازِحَةٌ / مَن عالَجَ الشَوقَ لَم يَستَبعَدِ الدارا
حَجَبتِ وَجهَكِ عَن عَينَيَّ مُذ زَمَنٍ
حَجَبتِ وَجهَكِ عَن عَينَيَّ مُذ زَمَنٍ / فَلَو مَنَنتِ عَلى عَينَيَّ بِالنَظَرِ
حَتّى أَقولَ لِعَيني عِندَ نَظرَتِها / هذا جَزاءٌ لِطولِ الدَمعِ وَالسَهَرِ
حَتّى مَتى أَنا مَوقوفٌ عَلى ظَمَإٍ
حَتّى مَتى أَنا مَوقوفٌ عَلى ظَمَإٍ / بَينَ الطَريقَينِ لا وِرداً وَلا صَدرا
أَما لِذا الأَمرِ مِن وَقتٍ فَأَعلَمَهُ / حَتّى أَكونَ لِذاكَ الوَقتِ مُنتَظِرا
يا ذا الرَسولُ الَّذي يَهدي السُرورَ لَنا / إِنّي لَتَحسُدُ عَيني عَينَكَ النَظَرا
أَمّا الخَيالُ فَإِنّي سَوفَ أَعذِرُه / عاتَبتُهُ فَأَجالَ الدَمعَ وَاِعتَذَرا
وَقالَ لي لا تَلُمني لَم أَزَل كَلِفاً / حَتّى أَتَيتُكَ في الظَلماءِ مُستَتِرا
ثِقي بِعَيني فَلَو آنَستُ مِن بَصَري
ثِقي بِعَيني فَلَو آنَستُ مِن بَصَري / خِيانَةً لَكِ لَم يَصحَبنِيَ البَصَرُ
هَواكِ سِترٌ عَلى قَلبي أَقيكِ بِهِ / مِن كُلِّ أُنثى لَها يُستَحسَنُ النَظَرُ
كانَت ظَلومُ إِذا عاتَبتُها اِعتَذَرَت
كانَت ظَلومُ إِذا عاتَبتُها اِعتَذَرَت / فَكُنتُ أَحبِسُ دَمعي حينَ تَعتَذِرُ
فَاليَومَ قَد آيَسَتني أَن أُعاتِبَها / فَاِستَقطَرَ اليأَسُ دَمعي فَهوَ يَنحَدِرُ
إِنّي لَأَطوي الهَوى كَي لا يُطيفَ بِهِ
إِنّي لَأَطوي الهَوى كَي لا يُطيفَ بِهِ / ظَنٌّ وَأَجحَدُ ما أَطوي إِذا اِنتَشَرا
حَتّى أَغُمَّ بِمَن لا أَشتَهي بَصَري / عَمداً وَأَصرِفَ عَمَّن أَشتَهي البَصَرا
تَرميهِ بِالوُدِّ عَينٌ لَستُ أَملِكُها / حَتّى إِذا نَظَرَت بَغَّضتُها النَظَرا
يا فَوزُ قَد حَدَثَت أَشياءُ بَعدَكُمُ
يا فَوزُ قَد حَدَثَت أَشياءُ بَعدَكُمُ / إِنّي وَإِيّاكُمُ مِنها عَلى خَطَرِ
لَو أَنَّ خادِمَكم جاءَت لَقُلتُ لَها / قُولي لِفَوزٍ أَلا كوني عَلى حَذَرِ
فَعَجِّلي بِرَسولٍ مِنكِ مُؤتَمَنٍ / حَتّى يُخَبِّرَكُم يا فَوزُ بِالخَبَرِ
يا رُبَّ لائِمَةٍ يا فَوزُ قُلتُ لَها / وَاللّومُ فيكِ لَعَمري غَيرُ مُحتَقَرِ
ما في النِساءِ سِوى فَوزٍ لَنا أَرَبٌ / فَاِرضَي بِذَلِكَ أَو عَضّي عَلى حَجَرِ
يا فَوزُ يا مُنتَهى هَمّي وَغايَتَهُ / وَيا مُنايَ وَيا سَمعي وَيا بَصَري
إِنّي لَغَيرُ سَعيدٍ يَومَ أَمنَحُكُم / غَيرَ الهَوى وَأَبيعُ الصَفوَ بِالكَدَرِ
صارَت رِسالَتُكُم يا فَوزُ نادِرَةً / بَعدَ التَتَابُعِ بِالآصالِ وَالبُكَرِ
يا مَن يُسائِلُ عَن فَوزٍ وَصورَتِها / إِن كُنتَ لَم تَرَها فَاُنظُر إِلى القَمَرِ
كَأَنَّما كانَ في الفِردَوسِ مَسكَنُها / فَجاءَتِ الناسَ لِلآياتِ وَالعِبَرِ
لَم يَخلُقِ اللَهُ في الدُنيا لَها شَبَهاً / إِنّي لَأَحسَبُها لَيسَت مِنَ البَشَرِ
إِنّا مِنَ الدَربِ أَقبَلنا نَؤُمُّكُمُ
إِنّا مِنَ الدَربِ أَقبَلنا نَؤُمُّكُمُ / أَنضاءَ شَوقٍ عَلى أَنضاءِ أَسفارِ
فَقَلَّما مَتَّعونا بِالمُناخِ بِكُم / حَتّى اِستَقَلَّت وَقَد شُدَّت بِأَكوارِ
وَالصَبُّ لابُدَّ أَن يَشكو صَبابَتَهُ / إِذا تَبَدَّلَ غَيرَ الدارِ بِالدارِ
إِذا اِهتَجَرنا نَهانا عَن تَهاجُرِنا
إِذا اِهتَجَرنا نَهانا عَن تَهاجُرِنا / مِنَ القُلوبِ شَقيقٌ حينَ نَهتَجِرُ
فَلا يَزالُ رِضىً مِنّا وَمَعتَبَةٌ / وَالحُبُّ يُنميهِ ما نَأتي وَما نَذَرُ
مُغاضِبٌ لَيسَ إِلّا اللَهُ يُجبِرُهُ / عَلى الرِضى وَلَهيبي مِنهُ مُستَعِرُ
هذا وَقَلبي فَريدٌ في مَوَدَّتِهِ / فَلَيسَ يَشرَكُني في حُبِّهِ بَشَرُ
أَتَأذَنونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُم
أَتَأذَنونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُم / فَعِندَكُم شَهَواتُ السَمعِ وَالبَصَرِ
لا يُضمِرُ السوءَ إِن طالَ الجُلوسُ بِهِ / عَفُّ الضَميرِ وَلَكِن فاسِقُ النَظَرِ
ما كانَ في الدورِ مِن أُنسٍ بِغَيرِكُمُ
ما كانَ في الدورِ مِن أُنسٍ بِغَيرِكُمُ / أَيّامَ مَنزِلُكُم في جانِبِ الدورِ
وَكُلُّ مِصرٍ وَإِن كانَ الأَنيسُ بِهِ / ما لَم تَحُلّيهِ قَفرٌ غَيرُ مَعمورِ
فَإِنَّ حُبَّكِ قُربانٌ وَنافِلَةٌ / وَحُبَّ غَيرِكِ ذَنبٌ غَيرُ مَغفورِ
قَالوا كَتَمتَ اِسمَها فَاِنعَت مَحاسِنَها / وَذاكَ خَطبٌ جَليلٌ غَيرُ مَحقورِ
وَهَل يَقومُ بِوَصفِ الشَمسِ واصِفُها / وَالشَمسُ مِن جَوهَرٍ عالٍ وَمِن نورِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025