المجموع : 16
أَمِنكَ لِلصَبِّ عِندَ الوَصلِ تَذكارُ
أَمِنكَ لِلصَبِّ عِندَ الوَصلِ تَذكارُ / وَكَيفَ والحُبُّ إِظهارٌ وإِضمارُ
أَمّا أَنا فإِذا أَحبَبتُ جَارِيَةً / لَم أَنسَها أَبَداً وَالناسُ أَطوارُ
يا لَيتَ مَن وَلَدَت حَوّاءُ مِن وَلَدٍ / صُفّوا اِتِّباعاً لأَمرِي ثُمَّ أَختارُ
إِنيّ بُليتُ بِشَخصٍ لَيسَ يُنصِفُني / باغٍ لِقَتلي وَرَبّي مِنهُ لي جارُ
صادَت فُؤادِيَ مِكسالٌ مُنَعَّمَةٌ / كَالبَدرِ حينَ بَدا بيضاءُ مِعطارُ
خَودٌ تُشيرُ بِرَخصٍ حَفَّ مِعصَمَهُ / دُرٌّ وَساعِدُهُ لِلوَجهِ سَتّارُ
صادَت بِعَينٍ وَثَغرٍ رَفَّ لُؤلُؤُهُ / فالعَينُ مُمرِضَةٌ وَالثَغرُ سَحّارُ
يا لَيتَ لي قَدَحاً في رَاحَتي أَبَداً / قَد مَسَّ فَاها فَفيهِ مِنهُ آثارُ
طوبَى لِثَوبٍ لَها إِنّي لَأَحسُدُه / إِذا عَلاها وَشَدَّ الثوبَ أَزرارُ
ما سُمِّيَت قَطُّ إِلاّ هِجتُ أَذكُرُها / كأَنّما أُشعِلَت في قَلبيَ النارُ
يا مَن يُسائِلُ عَن وَجدي لِأُظهِرَهُ / إِنَّ المُحِبَّ لتَبدو مِنهُ أَسرارُ
فَاِسمَع مُناقَلَتي وَاُنظُر إِلى نَظَري / إِن كانَ مِنكَ لِما في الصَدرِ إِنكارُ
أَما اِسمُها فَهوَ مَكتومٌ فَلَيسَ لَهُ / مِنّي إِلَيكَ بِإِذنِ اللَهِ إِظهارُ
كَأَنَّما القَلبُ مِن يَومِ اِبتُليتُ بِها / بَينَ السَماءِ وَبَينَ الأَرضِ طَيّارُ
ما لِلهَوى لا أَراشَ اللَهُ أَسهُمَهُ / إِنَّ الهَوى لِعِبادِ اللَهِ ضَرّارُ
أَمسى يُكَلِّفُني خَوداً مُمَنَّعَةً / مِنّي وَمِن دونِها حُجبٌ وَأَستارُ
تِلكَ الرَبابُ وَلا إِعلانَ لَو عَلِمَت / ما بي لَقَد هاجَها شَوقٌ وَتَذكارُ
طالَ الوُقوفُ بِبابِ الدارِ في عِلَلٍ / حَتّى كأَنّي لِبابِ الدارِ مِسمارُ
إِنّي أُطِيلُ وَإِن لَم أَرجُ طَلعَتَها / وَقِفي وَإِنّي إِلى الأَبوابِ نَظّارُ
أَقولُ لِلدارِ إِذ طالَ الوُقوفُ بِها / بَعدَ الكَلالِ وَماءُ العَينِ مِدرارُ
يا دارُ هَل تَفقَهينَ القَولَ عَن أَحَدٍ / أَم لَيسَ إِن قالَ يُغني عَنهُ إِكثارُ
يا دارُ إِنَّ غَزالاً فيكِ بَرَّحَ بي / لِلَّهِ دَرُّكِ ما تَحوينَ يا دارُ
مازِلتُ أَشكو إِلَيها حُبَّ ساكِنِها / حَتّى رَأَيتُ بِناءَ الدارِ يَنهارُ
ما لي أَزورُ أُناساً لَيسَ يَعرِفُني / مِن أَهلِهِم أَحَدٌ إِنّي لَزَوّارُ
أما لَئِن قَبِلوا عُذري لَقَد عَدَلوا / في حُكمِهِم وَلَئِن رَدّوا لَقَد جارُوا
قالوا نَسيرُ فَلا ساروا وَلا وَقَفوا / وَلا اِستقَلَّت بِهِم لِلبَينِ أَكوارُ
ما عِندَهُم فَرَجٌ في قُربِ دارِهِمُ / وَلا لَنا مِنهمُ في البُعدِ أَخبارُ
إِذا تَرَحَّلَ مَن هامَ الفُؤادُ بِهِم / فَما أُبالي أَقامَ الحَيُّ أَم ساروا
يا مُوقِدَ النارِ بِالهِندِيِّ وَالغارِ
يا مُوقِدَ النارِ بِالهِندِيِّ وَالغارِ / هَيَّجتَ لي حَزَناً يا مُوقِدَ النارِ
بَينَ الرُصافَةِ وَالمَيدانِ أَرقُبُها / شُبَّت لِغانِيَةٍ بَيضاءَ مِعطارِ
هاجَت لِيَ الرِيحُ مِنها نَفخَ رائِحَةٍ / أَحيَت عِظامي وَهاجَت طولَ تِذكاري
يا فَوزُ أَنتِ الَّتي جَشَّمتِني رَقَصاً / يَبري المَهاري بِتَرحالٍ وَتَسيارِ
غِبتُم وَغِبنا فَلَمّا كانَ أَوبُكُمُ / أُبنا فَنَحنُ وَأَنتُم رَهنُ أَسفارِ
وَما أَرى اِثنَينِ حَالَ الناسُ بَينَهُما / مِثلي وَمِثلَكِ في جَهدٍ وَإِضرارِ
تَشكو الفِرَاقَ وَيَشكوهُ وَما اِجتَمَعا / يَوماً وَلا اِفتَرَقا إِلاّ بِمِقدارِ
وَما يُرى في وِصالِ اِثنَينِ قَد شُغِفا / ما لَم يَميلا إِلى الفَحشاءِ مِن عارِ
إِذا تَعَمَّدتُكُم جاوَزتُ بابَكُمُ / كَي لا تَكونُوا لإِقبالي وَإِدباري
أُخَبِّرُ الناسَ أَنّي قَد سَلَوتُكُمُ / وَاللَهُ يَعلَمُ ما مَكنونُ إِضمارِ
ما تَطعَمُ النَومَ عَيني مِن تَذَكُّرِكُم / فَما أَنامُ إِذا ما نامَ سُمّاري
أَخلُو إِذا هَجَعَ النُوّامُ كُلُهُمُ / فَما أُسامِرُ إِلاّ عامِرَ الدارِ
لِكُلِّ جَفنٍ عَلى خَدّي عَلى حِدَةٍ / طَريقَةٌ دَمعُها مُستَوكِفٌ جارِ
أَستَمطِرُ العَينَ لا تَفنى مَدامِعُها / كَأَنَّ يَنبوعَ بَحرٍ بَينَ أَشفاري
لَيتَ المُهَذَّبَ عَبدَاللَهُ خالِصَتي / وَمَن لَدَيهِ مِنَ الإِخوانِ حُضّاري
مِنهُم حُمَيدٌ وَداودٌ وَصاحِبُهُ / وَالأَخنَسِيُّ وَبِشرٌ وَاِبنُ سَيّارِ
قَومٌ هُمُ خَندَقُوا لي في قُلوبِهِمُ / عَلى الحُصونِ فَأَخلَوهَا لِأَسراري
مَن كانَ لَم يَرَ مَشغوفاً بَراهُ هَوىً / فَليَأتِني يَرَ نِضواً عَظمُهُ عارِ
يَنسَلُّ عَنّي قَمِيصي مِن ضَنى جَسَدي / وَلَو شَدَدتُ عَلى الجِلبابِ أَزراري
ما يَنقَضي عَجَبي مِن جَهلِ حاسِدَةٍ / كانَت بِذي الأَثلِ مِن خِدني وَأَنصاري
سَمَّت وَليدَتَها فَوزاً مُغايَظَةً / عَذَرتُ لَو لَطَمَتني ذاتُ إِسوارِ
وَما يَزالُ نِساءٌ مِن قَرابَتِها / مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يَهتِكَنَ أَستاري
وَقَد صَبَرتُ عَلى قَومٍ مُنيتُ بِهم / وَما تَكَلَّمتُ إِلّا بَعدَ إِعذارِ
أَنا وَعَمُّكِ مِثلُ المُهرِ يَمنَعُهُ / مِن قوتِهِ مَربِضُ المُستَأسِدِ الضاري
لَو كُنتَ يا عَمَّها حَرّانَ سَرَّكَ أَن / تَحيا بِإِظماءِ إيرادٍ وَإِصدارِ
فَما أَخو سَفَرٍ في البيد مُرتَهَنٍ / قَد كانَ في رُفَقٍ شَتّى لِأَمصارِ
أَخطا الطَريقَ وَأَفنى الزادَ وَاِنقَطَعَت / عَنهُ المَناهِلُ في تَيهاءِ مِقفارِ
يَدعو بِصَوتِ شَجِيٍّ لا أَنيسَ لَهُ / قَد غابَ عَنهُ أَنيسُ الأَهلِ وَالجارِ
لَو جُرِّعَ الماءَ لَاِستَطفَاهُ مَوقِعُهُ / مِنَ الحَشى مِن لَظىً فيهِ وَتَسعارِ
حَتّى أَتى الماءَ بَعدَ اليَأسِ تُحرِزُهُ / رَبداءُ مَكسُوَّةٌ أَطواقَ أَحجارِ
لَمّا تَبَيَّنَ أَن لا دَلوَ حاضِرَةٌ / وَلا رِشاءٌ وَلا عَهدٌ لِآثارِ
دَلّى عِمامَتَهُ حَتّى إِذا اِنقَشَعَت / غَمامَةٌ الماءِ عَن عَذبٍ وَمَوّارِ
أَهوى يُقَلِّبُها في الماءِ مُغتَبِطاً / يَكُرُّها فيهِ طَوراً بَعدَ أَطوارِ
حَتّى إِذا هُوَ رَوّاها وَأَخرَجَها / وَقالَ قَد نِلتُ يُسراً بَعدَ إِعسارِ
وَجَرَّها صَوَّبَت في البِئرِ راجِعَةً / وَاِستَقبَلَت نَفسُهُ الدُنيا بِإِكشارِ
يَوماً بِأَجهَدَ مِنّي حينَ تَمنَعُني / لِغَيرِ جُرمٍ لُباناتي وَأَوطاري
إِنّي طَرِبتُ إِلى شَمسٍ إِذا طَلَعَت
إِنّي طَرِبتُ إِلى شَمسٍ إِذا طَلَعَت / كانَت مَشارِقُها جَوفَ المَقاصيرِ
شَمسٌ مُمَثَّلَةٌ في خَلقِ جارِيَةٍ / كَأَنَّما كَشحُها طَيُّ الطَواميرِ
لَيسَت مِنَ الإِنسِ إِلّا في مُناسَبَةٍ / وَلا مِنَ الجِنِّ إِلا في التَصاويرِ
فالجِسمُ مِن لُؤلُؤٍ وَالشَعرُ مِن ظُلَمٍ / وَالنَشرُ مِن مِسكَةٍ وَالوَجهُ مِن نورِ
إِنَّ الجَمالَ حَبا فَوزاً بِخِلعَتِهِ / حَذواً بِحَذوٍ وَأَصفاها بِتَحويرِ
كَأَنَّها حينَ تَمشي في وَصائِفِها / تَخطو عَلى البَيضِ أَو خُضرِ القَواريرِ
أُنبِئتُها صَرَخَت لَمّا رَأَت أَسَداً / في خاتَمٍ صَوَّروهُ أَيَّ تَصويرِ
يا صاحِبَيَّ إِلى رُؤيايَ فَاِستَمِعا / إِنّي رَأَيتُ لَدى ضَوءِ التَباشيرِ
كَأَنَّ فَوزاً تُعاطيني عَلى فَرَسٍ / إِكليلَ رَيحانِ فَغوٍ كَالدَنانيرِ
الحَمدُ لِلَّهِ هَذا إِنَّها جَعَلَت / في راحَتي أَمرَها يا حُسنَ تَعبيري
إِنّي لَمُنتَظِرٌ رُؤيايَ ذا أَمَلٍ / وَالحُكمُ يَأتي بِتَقديمٍ وَتَأخيرِ
طوبى لِعَينٍ رَأَت فَوزاً إِذا اِغتَمَضَت / وَقَرَّتِ العَينُ مِنها كُلَّ تَقريرِ
لا تَهجُريني عَلى مَا بي بِعَيشِكُمُ / إِنّي لَتَرحَمُ نَفسي كُلَّ مَهجورِ
إِنّي أَراني وَإِخواني قَدِ اِجتَمعوا / في مَجلِسٍ بِأَعالي الكَرخِ مَحضورِ
بَكَيتُ مِن طَرَبٍ عِندَ السَماعِ كَما / يَبكي أَخو غُصَصٍ مِن حُسنِ تَذكيرِ
وَصاحِبُ العِشقِ يَبكي عِندَ سَكرَتِهِ / إِذا تَجاوَبَ صَوتُ البَمِّ وَالزيرِ
يا فَوزُ لَولاكِ لَم أَنفَكَّ مِن طَرَبٍ / آوي إِلى آنِساتٍ كَالدُمى حورِ
يا فَوزُ أَهلُكِ لاموني فَقُلتُ لَهُم / أَدّوا فُؤادي أَدَعكُم غَيرَ مَزجورِ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي ناصِحٌ لَكُمُ / جُهدي وَلكِنَّ سَعيي غَيرُ مَشكورِ
لا يُبعِدِ اللَهُ غَيري حينَ قُدتُ لَكُم / نَفسي وَبِعتُكُمُ صَفوي بِتَكديري
يا أَهلَ فَوزٍ أَما لي عِندَكُم فَرَجٌ / وَيلي وَلا راحَةٌ مِن طولِ تَعزيري
يا أَهلَ فَوزَ اِدفِنوني بَينَ دُورِكُمُ / نَفسي الفِداءُ لِتِلكَ الدور مِن دورِ
ظَلّوا يَحُثّونَ نَفساً وَهيَ جامِحَةٌ / حَتّى إِذا يَئِسوا قالوا لَها سيري
يا مَن تَعَلَّقَهُ قَلبي وَلَم يَرَهُ
يا مَن تَعَلَّقَهُ قَلبي وَلَم يَرَهُ / إِنّي دَعاني إِلَيكَ الحَينُ وَالقَدَرُ
ما تَأمُرينَ بِمَمنوعٍ مَوارِدَهُ / يَشكو الصَدى وَإِلَيكَ الوِردُ وَالصَدرُ
يَزورُ غَيرَكِ لا يُخفي زِيارَتَهُ / وَلا يَزورُكِ إِلاّ وَهوَ مُستَتِرُ
عَينايَ شامَت دَمي وَالشُؤمُ في النَظَرِ
عَينايَ شامَت دَمي وَالشُؤمُ في النَظَرِ / بُعداً لِعَينٍ تَبيعُ النَومَ بِالسَهَرِ
يا مَن لِظَمآنَ يَغشى الماءَ قَد مَنَعوا / مِنهُ الوُرودَ وَأَبقَوه عَلى الصَدَرِ
أُخفي الهَوى وَهوَ لا يَخَفى عَلى أَحَدٍ / إِنّي لَمُستَتِرٌ في غَيرِ مُستَتَرِ
فَأَكثِروا أَو أَقِلّوا مِن مَلامِكُمُ / فَكُلُّ ذَلِكَ مَحمولٌ عَلى القَدَرِ
لَو كانَ جَدّي سَعيداً لَم يَكُن غَرَضاً / قَلبي لِمَن قَلبُهُ أَقسى مِنَ الحَجَرِ
إِن أَحسَنَ الفِعلَ لَم يُضمِر تَعَمُّدَهُ / وَإِن أَساءَ تَمادى غَيرَ مُعتَذِرِ
وَأَخلَفُ الناسِ مَوعوداً وَأَمطَلُهُم / وَعداً وَأَنقَضُهُم لِلعَهدِ ذي المِرَرِ
إِذا كَتَبتُ كِتاباً لَم أَجِد ثِقَةً / يُنهي إِلَيكِ وَيأتي عَنكِ بِالخَبَرِ
ما ضَرَّ أَهلَكِ أَلاّ يَنظُروا أَبَداً / ما دُمتِ فيهِم إِلى شَمسٍ وَلا قَمَرِ
إِذا أَرَدتُ سُلُوّاً كانَ ناصِرَكُم / قَلبي وَما أَنا مِن قَلبي بمُنتَصِرِ
هَل تَذكُرينَ فَدَتكِ النَفسُ مَجلِسَنا / يَومَ اللّقاءِ فَلَم أَنطِق مِنَ الحَصَرِ
لا أَرفَعُ الطَرفَ حَولي حينَ أَرفَعُهُ / بُقيا عَلَيكِ وَكُلُّ الحَزمِ في الحَذَرِ
قالَت قَعَدتَ فَلَم تَنظُر فَقُلتُ لَها / شَغَلتِ قَلبي فَلَم أَقدِر عَلى النَظَرِ
غَطّى هَواكِ عَلى قَلبي فَدَلَّهَهُ / وَالقَلبُ أَعظَمُ سُلطاناً مِنَ البَصَرِ
وَضَعتُ خَدّي لِأَدنى مِن يُطيفُ بِكُم / حَتّى اِحتُقِرتُ وَما مِثلي بَمحتَقَرِ
لا عارَ في الحُبِّ إِنَّ الحُبَّ مَكرُمَةً / لَكِنَّهُ رُبُّما أَزرى بِذي الخَطَرِ
نَزورُكُم لا نُكافيكُم بِجَفوَتِكُم
نَزورُكُم لا نُكافيكُم بِجَفوَتِكُم / إِنَّ المُحِبَّ إِذا لَم يُستَزَر زارا
يَستَقرِبُ الدارَ شَوقاً وَهيَ نازِحَةٌ / مَن عالَجَ الشَوقَ لَم يَستَبعَدِ الدارا
حَجَبتِ وَجهَكِ عَن عَينَيَّ مُذ زَمَنٍ
حَجَبتِ وَجهَكِ عَن عَينَيَّ مُذ زَمَنٍ / فَلَو مَنَنتِ عَلى عَينَيَّ بِالنَظَرِ
حَتّى أَقولَ لِعَيني عِندَ نَظرَتِها / هذا جَزاءٌ لِطولِ الدَمعِ وَالسَهَرِ
حَتّى مَتى أَنا مَوقوفٌ عَلى ظَمَإٍ
حَتّى مَتى أَنا مَوقوفٌ عَلى ظَمَإٍ / بَينَ الطَريقَينِ لا وِرداً وَلا صَدرا
أَما لِذا الأَمرِ مِن وَقتٍ فَأَعلَمَهُ / حَتّى أَكونَ لِذاكَ الوَقتِ مُنتَظِرا
يا ذا الرَسولُ الَّذي يَهدي السُرورَ لَنا / إِنّي لَتَحسُدُ عَيني عَينَكَ النَظَرا
أَمّا الخَيالُ فَإِنّي سَوفَ أَعذِرُه / عاتَبتُهُ فَأَجالَ الدَمعَ وَاِعتَذَرا
وَقالَ لي لا تَلُمني لَم أَزَل كَلِفاً / حَتّى أَتَيتُكَ في الظَلماءِ مُستَتِرا
ثِقي بِعَيني فَلَو آنَستُ مِن بَصَري
ثِقي بِعَيني فَلَو آنَستُ مِن بَصَري / خِيانَةً لَكِ لَم يَصحَبنِيَ البَصَرُ
هَواكِ سِترٌ عَلى قَلبي أَقيكِ بِهِ / مِن كُلِّ أُنثى لَها يُستَحسَنُ النَظَرُ
كانَت ظَلومُ إِذا عاتَبتُها اِعتَذَرَت
كانَت ظَلومُ إِذا عاتَبتُها اِعتَذَرَت / فَكُنتُ أَحبِسُ دَمعي حينَ تَعتَذِرُ
فَاليَومَ قَد آيَسَتني أَن أُعاتِبَها / فَاِستَقطَرَ اليأَسُ دَمعي فَهوَ يَنحَدِرُ
إِنّي لَأَطوي الهَوى كَي لا يُطيفَ بِهِ
إِنّي لَأَطوي الهَوى كَي لا يُطيفَ بِهِ / ظَنٌّ وَأَجحَدُ ما أَطوي إِذا اِنتَشَرا
حَتّى أَغُمَّ بِمَن لا أَشتَهي بَصَري / عَمداً وَأَصرِفَ عَمَّن أَشتَهي البَصَرا
تَرميهِ بِالوُدِّ عَينٌ لَستُ أَملِكُها / حَتّى إِذا نَظَرَت بَغَّضتُها النَظَرا
يا فَوزُ قَد حَدَثَت أَشياءُ بَعدَكُمُ
يا فَوزُ قَد حَدَثَت أَشياءُ بَعدَكُمُ / إِنّي وَإِيّاكُمُ مِنها عَلى خَطَرِ
لَو أَنَّ خادِمَكم جاءَت لَقُلتُ لَها / قُولي لِفَوزٍ أَلا كوني عَلى حَذَرِ
فَعَجِّلي بِرَسولٍ مِنكِ مُؤتَمَنٍ / حَتّى يُخَبِّرَكُم يا فَوزُ بِالخَبَرِ
يا رُبَّ لائِمَةٍ يا فَوزُ قُلتُ لَها / وَاللّومُ فيكِ لَعَمري غَيرُ مُحتَقَرِ
ما في النِساءِ سِوى فَوزٍ لَنا أَرَبٌ / فَاِرضَي بِذَلِكَ أَو عَضّي عَلى حَجَرِ
يا فَوزُ يا مُنتَهى هَمّي وَغايَتَهُ / وَيا مُنايَ وَيا سَمعي وَيا بَصَري
إِنّي لَغَيرُ سَعيدٍ يَومَ أَمنَحُكُم / غَيرَ الهَوى وَأَبيعُ الصَفوَ بِالكَدَرِ
صارَت رِسالَتُكُم يا فَوزُ نادِرَةً / بَعدَ التَتَابُعِ بِالآصالِ وَالبُكَرِ
يا مَن يُسائِلُ عَن فَوزٍ وَصورَتِها / إِن كُنتَ لَم تَرَها فَاُنظُر إِلى القَمَرِ
كَأَنَّما كانَ في الفِردَوسِ مَسكَنُها / فَجاءَتِ الناسَ لِلآياتِ وَالعِبَرِ
لَم يَخلُقِ اللَهُ في الدُنيا لَها شَبَهاً / إِنّي لَأَحسَبُها لَيسَت مِنَ البَشَرِ
إِنّا مِنَ الدَربِ أَقبَلنا نَؤُمُّكُمُ
إِنّا مِنَ الدَربِ أَقبَلنا نَؤُمُّكُمُ / أَنضاءَ شَوقٍ عَلى أَنضاءِ أَسفارِ
فَقَلَّما مَتَّعونا بِالمُناخِ بِكُم / حَتّى اِستَقَلَّت وَقَد شُدَّت بِأَكوارِ
وَالصَبُّ لابُدَّ أَن يَشكو صَبابَتَهُ / إِذا تَبَدَّلَ غَيرَ الدارِ بِالدارِ
إِذا اِهتَجَرنا نَهانا عَن تَهاجُرِنا
إِذا اِهتَجَرنا نَهانا عَن تَهاجُرِنا / مِنَ القُلوبِ شَقيقٌ حينَ نَهتَجِرُ
فَلا يَزالُ رِضىً مِنّا وَمَعتَبَةٌ / وَالحُبُّ يُنميهِ ما نَأتي وَما نَذَرُ
مُغاضِبٌ لَيسَ إِلّا اللَهُ يُجبِرُهُ / عَلى الرِضى وَلَهيبي مِنهُ مُستَعِرُ
هذا وَقَلبي فَريدٌ في مَوَدَّتِهِ / فَلَيسَ يَشرَكُني في حُبِّهِ بَشَرُ
أَتَأذَنونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُم
أَتَأذَنونَ لِصَبٍّ في زِيارَتِكُم / فَعِندَكُم شَهَواتُ السَمعِ وَالبَصَرِ
لا يُضمِرُ السوءَ إِن طالَ الجُلوسُ بِهِ / عَفُّ الضَميرِ وَلَكِن فاسِقُ النَظَرِ
ما كانَ في الدورِ مِن أُنسٍ بِغَيرِكُمُ
ما كانَ في الدورِ مِن أُنسٍ بِغَيرِكُمُ / أَيّامَ مَنزِلُكُم في جانِبِ الدورِ
وَكُلُّ مِصرٍ وَإِن كانَ الأَنيسُ بِهِ / ما لَم تَحُلّيهِ قَفرٌ غَيرُ مَعمورِ
فَإِنَّ حُبَّكِ قُربانٌ وَنافِلَةٌ / وَحُبَّ غَيرِكِ ذَنبٌ غَيرُ مَغفورِ
قَالوا كَتَمتَ اِسمَها فَاِنعَت مَحاسِنَها / وَذاكَ خَطبٌ جَليلٌ غَيرُ مَحقورِ
وَهَل يَقومُ بِوَصفِ الشَمسِ واصِفُها / وَالشَمسُ مِن جَوهَرٍ عالٍ وَمِن نورِ