المجموع : 8
تَضاحَكَ الرَوضُ لَمّا أَن بَكى المَطَرُ
تَضاحَكَ الرَوضُ لَمّا أَن بَكى المَطَرُ / فَلِلرَبيعُ رُبوعٌ زانَها الزَهَرُ
لِلَّهِ نَمنَمَةُ النَمامِ حينَ بَدَت / وَالوَردُ يُنظَمُ وَالمَنثورُ يَنتَثِرُ
فَاِشرَب هَنيئاً عَلى ضَوءِ الهَزارِ ضُحىً / فَالطَيرُ تُطرِبُ ما لا يُطرِبُ الوَتَرُ
وَبادِرِ الكَأسَ مِنَ بَدرٍ يَطوفُ بِها / ظَبيٌ مِنَ الحورِ في أَلحاظِهِ حَوَرُ
فَهَذِهِ الراحُ وَالرَيحانُ يَصحَبُها / وَالنَهرُ وَالزَهرُ وَالقُمرِيُّ وَالقَمَرُ
مُحاسِنٌ وَجَلالِ اللَهِ ما التَأَمَت / إِلّا تَصَرَّمَتِ الأَحزانُ وَالفِكَرُ
يا راكِبَ البَكرِ بَينَ الشيحِ وَالغارِ
يا راكِبَ البَكرِ بَينَ الشيحِ وَالغارِ / أَجارَكَ اللَهُ مِن جورٍ وَمِن عارِ
عَرِّج عَلى الحَيِّ مِن كَلبٍ وَنادِ بِهِ / يا لَلجُلاحِ أُصَيحابي وَأَنصاري
لا أَوحَشَ الشامَ مِن تِصهالِ خَيلِكُم / وَلا أَباعِرَكُم مِن دِمنَةِ الدارِ
إِلامَ تَغفَل عَن ثَأرِ اِبنِ عَمِّكُمُ / فِعلَ الحَواضِرِ لا يُرجَونَ لِلثارِ
لَقَد غَزَتهُ عُيونُ الغُرِّ غائِرَةً / فَهَل بَصُرتُم بِمَقتولٍ بِأَبصارِ
أَغصانُ بانٍ إِذا هَبَّ النَسيمُ بِها / تَرَنَّحَت بَينَ كُثبانٍ وَاِقمارِ
مِن كُلِّ أَشنَبَ أَلمى في مَراشِفِهِ / ماءُ العُذَيبِ عَلى صَهباءِ خَمّارِ
يُغنيكَ في كُلِّ حَربٍ قَوسُ حاجِبِهِ / عَن قَوسِ حاجِبَ في أَيّام ذي قارِ
ما فَتَّحَ النَورُ إِلّا أَشرَقَ النورُ
ما فَتَّحَ النَورُ إِلّا أَشرَقَ النورُ / فَما اِشتِغالُكَ وَالمَنثورُ مَنثورُ
وَلِلرَبيعِ رُبوعٌ كُلَّما ضَحِكَت / بَكى عَلى نَشَواتِ الخَمرِ مَخمورُ
أَما دِمَشقُ فَجَنّاتٌ مُعَجَّلَةٌ / لِلطالِبينَ بِها الوِلدانُ وَالحورُ
ما صاحَ فيها عَلى أَوتارِهِ قَمَرٌ / إِلّا وَغَنّاهُ قُمَرِيٌّ وَشَحرورُ
يا حَبَّذا وَدُروعُ الماءِ تَنسُجُها / أَنامِلُ الريحِ لَولا أَنَها زورُ
وَيحُ اللَوائِمِ في لَونِ اللَمى حَسَداً / حَتّى مَتى أَنا مَحسودٌ وَمهجورُ
هُم عارَضوني عَلى حُبّي لِعارِضِهِ / وَمَن أَحَبَّ عِذاراً فَهوَ مَعذورُ
قوموا اِنظُروا وَاِعذُروا يا غافِلينَ إِلى
قوموا اِنظُروا وَاِعذُروا يا غافِلينَ إِلى / بَدرٍ تَبادُرٍ مِن أَفلاكِ أَزرارِ
عَلى قَضيبٍ أَراكٍ في كَثيبِ نَقاً / تَهُزُّهُ خَطَراتٌ ذاتُ أَخطارِ
ما رامَتِ الرومُ وَالأَتراكُ ما تَرَكَت / أَدَقَّ مِن خَصرِهِ في عَقدِ زُنّارِ
الماءُ وَالنارُ في خَدَّيهِ قَد جُمِعا / جَلَّ المُؤَلِّفُ بَينَ الماءِ وَالنارِ
وَقَد بَدَت شَعَراتٌ في عَوارِضِهِ / كَأَنَهُنَّ لَيالٍ فَوق أَقمارِ
قالوا هَوَيتَ رَفيعاً نَيِّراً حَسَناً
قالوا هَوَيتَ رَفيعاً نَيِّراً حَسَناً / فَقُلتُ هَذي خِصالٌ حازَها القَمَرُ
قالوا فَمالَكَ مِنهُ قُلتُ مُعتَذِراً / مِثلُ الَّذي لَكُمُ التَسليمُ وَالنَظَرُ
قالوا فَما الحُبُّ إِن كُنتَ اِمرَأً فَطِناً / فَقَد تَحَيَّرَ فيهِ البَدوُ وَالحَضَرُ
فَقُلتُ كَالشَهدِ يَحلو عِندَ كُلِّ فَمٍ / وَفي القُلوبِ لَهيبٌ مِنهُ يَستَعِرُ
قُلتُ وَقَد أَقبَلَت بِخالٍ
قُلتُ وَقَد أَقبَلَت بِخالٍ / يَسبي عَلى خَدِّها اليَسارِ
سُبحانَكَ اللَهُ حارَ طَرفي / يا مولِجَ اللَيلِ في النَهارِ
قُل لِلصَلاحِ مُعيني عِندَ إِعساري
قُل لِلصَلاحِ مُعيني عِندَ إِعساري / يَا أَلفَ مَولايَ أَينَ الأَلفُ دينارِ
أَخشى مِنَ الأَسرِ إِن حاوَلتُ أَرضِكُم / وَما تَفي جَنَّةُ الفِردَوسِ بِالنارِ
فَجُد بِها عاضِدَّياتٍ مُسَطَّرَةً / مِن بَعضِ ما خَلَفَ الطاغي أَبو العارِ
حُمراً كَأَسيافِكُم غُرّاً كَخَيلِكُمُ / عُتقاً ثِقالاً كَأَعدائي وَأَطماري
قَد جُنَّ شَيخي أَبو نِزارٍ
قَد جُنَّ شَيخي أَبو نِزارٍ / بِذِكرِ مِصرٍ وَأَينَ مِصرُ
وَاللَهِ لَو حَلَّها لَقالوا / قِفاهُ يا زيدُ فَهُوَ عُمرو