المجموع : 15
القلب يحسدُ عيني لذةَ النظر
القلب يحسدُ عيني لذةَ النظر / والعينُ تحسدُ قلبي لذةَ الفكرِ
يقولُ قلبي لعيني كلما نظرت / كم تنظرين رماك الله بالسهرِ
العين تورثه هماً فتشغله / والقلب بالدمع ينهاها عن النظر
هذان خصمان لا أرضى بحكمهما / فاحكم فديتك بين القلب والبصر
لم يشكُ ليلي من طولٍ ولا قصَرِ
لم يشكُ ليلي من طولٍ ولا قصَرِ / طرفٌ يُقلِّبُ جفنيهِ مدى السهرِ
يا زَفرةً سلبت عينيَّ دمعتها / أظنُّ دمعي جرى ذا اليوم من بصرِي
يا ليتَ حزنيَ منحل تسيلُ بهِ / دُموعُ وهمي بينَ الفكرِ والفكَرِ
وَلم يَكن حارَ في قلبٍ يقسِّمه / شوقٌ إلى نورِ وجهِ الشمسِ والقمَرِ
يا رَحمتي لك يا طرفي من السهرِ
يا رَحمتي لك يا طرفي من السهرِ / ويا فؤادي من الأحزانِ والفِكَرِ
ورحمتي هي مما نالني بكما / كأنما كُنتما عونينِ للقدَرِ
يا عينُ ملكتِ قلبي أحسنَ البَشرِ / من فاقَ بالنورِ نورَ الشمسِ والقَمَرِ
جنيتُ خيراً وشراً فاصبرا لهما / لم تحذرا ولقد يؤتى من الحذَرِ
تَباركَ اللَهُ كيفَ الثغرُ والنحرُ
تَباركَ اللَهُ كيفَ الثغرُ والنحرُ / وما يلي ذاكَ والأردافُ والخَصرُ
وسُنةٌ لم يواريها مظلمُهُ / ليلٌ هي الهجرُ لا بل مثلُها الفَجرُ
إذا بدا شغلَ الأنظارَ منظرُهُ / في كلِّ ناحيةٍ من وجههِ بَدرُ
يدِبُّ من لحظهِ في جسمِ لاحظهِ / ما يفعلُ السحرُ في الأبدانِ والخَمرُ
لم يثنِ عنك الردى يا قلبي الحذرُ
لم يثنِ عنك الردى يا قلبي الحذرُ / هذا الذي لم تزل يا قلبُ تنتظِرُ
هو الفِراقُ وآهٍ بالفراقِ فلا / تقل إذا حلَّ إني سوفَ أصطبرُ
يا نومُ ودّع جفوناً كنتَ تألفُها / فليسَ بعدكَ إلا الدمعُ والسهَرُ
يا قلب إن كنت للمكروه متصلاً / فكلُّ هذا جناهُ السمعُ والبصرُ
نورٌ تولدَ بينَ الشمسِ والقمرِ
نورٌ تولدَ بينَ الشمسِ والقمرِ / يجلُّ حسناً عن الأشباهِ والصورِ
إن قلتُ من بشرٍ قالت محاسنُهُ / لا والهَوى ما الذي تعني من البشرِ
فكلُّ وصفِكَ دعوى لا تقومُ بها / من تنحه غيرَ لحظِ العينِ بالنظَرِ
فالوهمُ يَعجزُ عنهُ فهو مقتسم / رأياً تحيَّرَ بين القلبِ والفِكَرِ
أظهرتُ من كَمدي ما كانَ مَستورا
أظهرتُ من كَمدي ما كانَ مَستورا / فصارَ ما لَم أزل أطويهِ مَنشورا
ولم أجِد عندَ قلبٍ لا يُساعِدني / صَبراً على القتلِ بالهجرانِ مَشكوا
إذا انصرفتُ إلى أن كيفَ أنت ولم / أصبحتُ فيكَ بعقبِ الذلِّ مَعذورا
علمتُ أنكَ معنى الناسِ كلّهم / وإن أجبتُكَ أمراً كان مَقدورا
لو كانَ من بشَرٍ لم يفتنِ البَشرا
لو كانَ من بشَرٍ لم يفتنِ البَشرا / ولم يفُق في الضياءِ الشمس والقَمرا
نورٌ تجسَّم منحلا ومنعقدا / لو أدركته عُيونُ الناسِ لانكدَرا
محجبٌ لم يُكدِّر ماءَ وجنتهِ / لحظٌ ولا ابتذلتهُ مقلةٌ نظرا
لو أعينُ الوهمِ ترميهِ بأضعفِها / أثَّرنَ في خدهِ من رقةٍ أثَرا
يا ليلةَ الوصلِ إني شاكرٌ أبدا
يا ليلةَ الوصلِ إني شاكرٌ أبدا / فبِالزيارَة يجزى كلُّ من شكرا
ردَّ الوصالُ على عيني نورهما / وكانتا تألفان الدمعَ والسّهرا
لو يعلم الليلُ ما يلقى المحبُّ إذا / صَد الذي كان يهواهُ إذا قصرا
أو ذاقَ من صَدَّ عنه مثل ليلتهِ / أو بعضَ ما كانَ يلقى منه ما صبرا
هواكَ وكّلَ بالعينينِ متصلاً
هواكَ وكّلَ بالعينينِ متصلاً / من الدموعِ يُباريَ جريهُ المَطرا
إذا ترفَّقَ بالأجفانِ أسبَلها / وجَد شدّاً على خديَّ فانحدَرا
أبكي وأبُقِي فؤاداً مُوجعاً دَنِفا / وكانَ يُوقِدُ أحشائي إذا زَفرا
فَقد نفى الوجدُ صبري عن مواطنهِ / حتى كأن ليسَ مِني مفصِلٌ صَبرا
لأخرجن من الدنيا بحسرةِ من
لأخرجن من الدنيا بحسرةِ من / أقضي ولم تقضِ منهُ مُهجتي وطَرا
فقد نظرتُ إلى نفسي معلقةً / بينَ الحَشا يتمنَّى طرُفها النَّظرا
بدوتُ في بدنٍ ضاقَت مفاصلُهُ / بالوَجدِ ذَرعاً وأخفى ذاكَ ما قدرا
فاستنطقَ الشوقُ طرفاً لا يرى فرجاً / سوى الحبيبِ فأذرَى الدمعَ واعتذرا
ما في البقاءِ له خيرٌ من الخير
ما في البقاءِ له خيرٌ من الخير / وكيفَ يبقى بلا قلبٍ ولا صبرِ
من الكرى جامدٌ مِن جَفنِ مقلتهِ / وماءُ مقلتهِ فوقَ الكرى يجرِي
يا عصبةً لم تزل بالنفسِ تدفعُها / حتى أقامت بعومٍ لجةَ البحرِ
وودَّعَتهُ لتمضي والعزاءَ معاً / شوقاً فقال لعاً هذا مع الدهرِ
نورٌ تجسمَ لا شمسٌ ولا قمرٌ
نورٌ تجسمَ لا شمسٌ ولا قمرٌ / لكنَّه بشرٌ ما مثلهُ بشَرُ
لَو كانَ كالشمسِ مبذولاً للاحظه / لتحلهُ بالنقا للأعين النظرُ
للمعه نظرٌ ما زال يطلبُهُ / منّي فإن لم يعُد لم يرجعِ البصرُ
له مِن العينِ حسنٌ ليسَ يشبهُهُ / شيءٌ وللعينِ منه الدمعُ والسَّهرُ
اللَهُ جارُكَ يا سمعي ويا بصري
اللَهُ جارُكَ يا سمعي ويا بصري / من العيونِ التي ترميكَ بالنظرِ
ومن نفاسةِ خديكَ اللذينِ لكَ ال / مَعنى وقد وُسِما بالشمسِ والقَمرِ
فحاسناكَ فَما فازا بحُسنِهما / وخاطَراكَ فما فاتاكَ بالخَطَرِ
مَن كانَ فيكَ من العُذالِ معتَذِراً / من الأنامِ فإنِّي غيرُ معتذِرِ
بنى إمامُ الهُدى بُرجاً يقالُ لهُ
بنى إمامُ الهُدى بُرجاً يقالُ لهُ / بُرجُ السرورِ وبُرجُ اليُمنِ والظفَرِ
كأنَّهُ والذي يُبقي الإمامَ لهُ / بُرجٌ من السعدِ بينَ الشمسِ والقَمَرِ