نَيْلُ المَطالِبِ بِالهِنْدِيَّةِ البُتُرِ
نَيْلُ المَطالِبِ بِالهِنْدِيَّةِ البُتُرِ / لا بِالأَماني والتَّأْميل لِلْقَدَرِ
فَإِنْ عَفا طَلَلٌ أَوْ بَادَ ساكِنُهُ / فَلا تَقِفْ فيهِ بَيْنَ البَثِّ والفِكَرِ
في شَمِّكَ المِسْكَ شُغُلٌ عَنْ مَذاقَتِهِ / وفي سَنا الشَّمْسِ ما يُغْني عَنْ القَمَرِ
لو لَمْ أَكُنْ مُشْبِهاً لِلنّاسِ في خُلُقي / لَقُلْتُ إِنّي مِنْ جيلٍ سِوى البَّشَرِ
أو لَمْ يَكُنْ ماءُ عِلْمي قاهِراً فِكْري / لأَحْرَقَتْني في نيرانِها فِكَري
تَزيدُني قَسْوَةُ الأَيّامِ طِيبَ ثَناً / كَأَنَّني المِسْكُ بَيْنَ الفِهْرِ والحَجَرِ
أَلفتُ مِنْ حادِثاتِ الدَّهْرِ أَكْبَرها / فَما أَعوج عَلى أَطْفالها الأُخَرِ
لاشَيْءَ أَعْجَبُ عِنْدي في تَباينِهِ / إِذا تَأَمَّلْتُهُ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرِ
أَرى ثِياباً وفي أَثْنائها بَقَرٌ / بِلا قُرونٍ وذا عَيْبٌ عَلى البَقَرِ
قالَتْ رَقَدْتَ فقلت الهَمُّ أَرْقَدَني / والهَمُّ يمنع أَحياناً مِنَ السَّهَرِ
كَمْ قد وَقَعْتُ وُقوعَ الطَّيْرِ في شَرَكٍ / فَضَعْضَعَتْ مُنَّتي مِنْهُ قوى المِرَرِ
أَصْفو وأَكْدَرُ أَحْياناً لمختبري / ولَيْسَ مُسْتَحْسَناً صَفْوٌ بِلا كَدَرِ
إِنّي لأَسْيَرُ في الآَفاقِ مِنْ مَثَلٍ / سارٍ وأَمْلأُ لِلأَبْصارِ مِنْ قَمَرِ
إِذا تَشَكَّكْتَ فيما أَنْتَ مُبْصِرُهُ / فَلا تَقُلْ إِنَّني في النّاس ذو بَصَرِ
وكَيْفَ يَفْرَحُ إِنْسانٌ بغرّته / إِذا نَضاها فَلَمْ تصْدِقْهُ في النَّظَرِ
لَقَدْ فَرِحْتُ بِما عَانَيْتُ مِنْ عُدُمٍ / خوف القَبيحَيْنِ مِنْ كِبر ومِنْ بَطَرِ
ورُبَّما ابْتَهَجَ الأَعْمى بِحالَتِهِ / لأَنَّهُ قَدْ نَجا مِنْ طِيَرَةِ العَوَرِ
ولَسَتُ أَبْكي لِشَيْبٍ قَدْ مُنيتُ بِهِ / يَبْكي عَلى الشَّيْبِ مِنْ يَأْسى عَلى العُمُرِ
كُنْ مِنْ صَديقِكَ لا مِنْ غَيْرِهِ حَذِراً / إِنْ كانَ يُنْجيكَ مِنْهُ شِدَّةَ الحَذَرِ
ما أَطْمَئِنُّ إِلى خَلْقٍ فَأُخْبِرُهُ / إِلاَّ تَكَشَّفَ لي عَنْ لُؤْم مُخْتَبَرِ
وقَدْ نَظَرْتُ إِلى الدُّنْيا بِمُقْلَتها / فَاسْتَصْغَرَتْها جُفوني غايَةَ الصِّغَرِ
وما شَكَرْتُ زَماني وهو يَصْعَدُ بي / فَكَيْفَ أَشْكُرُهُ في حالِ مُنْحَدَري
لا عارٌ يلحقني أَنّي بِلا نَشَبٍ / وأَيُّ عار على عَيْنٍ بِلا حَوَرِ
فَإِنْ بَلَغْتُ الذي أَهْوى فَعَنْ قَدَرٍ / وإِنْ حُرِمْتُ الذي أَهْوى فَعَنْ عُذُرِ