دببتُ أمشي على الكفّينِ المسهُ
دببتُ أمشي على الكفّينِ المسهُ / كمشي مسترقٍ للسمعِ أسرارا
فمرَّ يمشقُ في قرطاسِهِ قلمي / والليلُ ملقٍ على الآفاقِ استارا
فقال لما انجلى من عينه وسنٌ / وقد رآى تكةً خلَّت وازرارا
يا راقِدَ اللَيلِ مَسروراً بِأَوَّلِهِ / إِنَّ الحَوادِثَ قَد يَطرُقنَ أَسحارا
لا تَفرَحَنَّ بِلَيلٍ طابَ أَوَّلُهُ / فَرُبَّ آخِرِ لَيلٍ أَجَّجَ النارا
أَفنى القُرونَ الَّتي كانَت مُنَعَّمَةً / كَرُّ الجَديدَينِ إِقبالاً وَإِدبارا
كَم قَد أَبادَت صُروفُ الدَهرِ مِن مَلِكٍ / قَد كانَ في الدَهرِ نَفّاعاً وَضَرّارا
يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها / يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا
هَلّا تَرَكتَ مِنَ الدُنيا مُعانَقَةً / حَتّى تُعانِقُ في الفِردَوسِ أَبكارا
إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها / فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا