المجموع : 6
عَوجوا فَحَيّوا لِنُعمٍ دُمنَةَ الدارِ
عَوجوا فَحَيّوا لِنُعمٍ دُمنَةَ الدارِ / ماذا تُحَيّونَ مِن نُؤيٍ وَأَحجارِ
أَقوى وَأَقفَرَ مِن نُعمٍ وَغَيَّرَهُ / هوجُ الرِياحِ بِهابي التُربِ مَوّارِ
وَقَفتُ فيها سَراةَ اليَومِ أَسأَلُها / عَن آلِ نُعمٍ أَموناً عَبرَ أَسفارِ
فَاِستَعجَمَت دارُ نُعمٍ ما تُكَلِّمُنا / وَالدارُ لَو كَلَّمَتنا ذاتُ أَخبارِ
فَما وَجَدتُ بِها شَيئاً أَلوذُ بِهِ / إِلّا الثُمامَ وَإِلّا مَوقِدَ النارِ
وَقَد أَراني وَنُعماً لاهِيَينِ بِها / وَالدَهرُ وَالعَيشُ لَم يَهمُم بِإِمرارِ
أَيامَ تُخبِرُني نُعمٌ وَأُخبِرُها / ما أَكتُمُ الناسَ مِن حاجي وَأَسراري
لَولا حَبائِلُ مِن نُعمٍ عَلِقتُ بِها / لَأَقصَرَ القَلبُ عَنها أَيَّ إِقصارِ
فَإِن أَفاقَ لَقَد طالَت عَمايَتُهُ / وَالمَرءُ يُخلِقُ طَوراً بَعدَ أَطوارِ
نُبِّئتُ نُعماً عَلى الهِجرانِ عاتِبَةً / سَقياً وَرَعياً لِذاكَ العاتِبِ الزاري
رَأَيتُ نُعماً وَأَصحابي عَلى عَجَلٍ / وَالعيسُ لِلبَينِ قَد شُدَّت بِأَكوارِ
فَريعَ قَلبي وَكانَت نَظرَةٌ عَرَضَت / حَيناً وَتَوفيقَ أَقدارٍ لِأَقدارِ
بَيضاءُ كَالشَمسِ وافَت يَومَ أَسعَدِها / لَم تُؤذِ أَهلاً وَلَم تُفحِش عَلى جارِ
تَلوثُ بَعدَ اِفتِضالِ البُردِ مِئزَرَها / لَوثاً عَلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ الهاري
وَالطيبُ يَزدادُ طيباً أَن يَكونَ بِها / في جيدِ واضِحَةِ الخَدَّينِ مِعطارِ
تَسقي الضَجيعَ إِذا اِستَسقى بِذي أَشَرٍ / عَذبِ المَذاقَةِ بَعدَ النَومِ مِخمارِ
كَأَنَّ مَشمولَةً صِرفاً بِريقَتِها / مِن بَعدِ رَقدَتِها أَو شَهدَ مُشتارِ
أَقولُ وَالنَجمُ قَد مالَت أَواخِرُهُ / إِلى المَغيبِ تَثَبَّت نَظرَةً حارِ
أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ رَأى بَصَري / أَم وَجهُ نُعمٍ بَدا لي أَم سَنا نارِ
بَل وَجهُ نُعمٍ بَدا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / فَلاحَ مِن بَينِ أَثوابٍ وَأَستارِ
إِنَّ الحُمولَ الَّتي راحَت مُهَجِّرَةً / يَتبَعنَ كُلَّ سَفيهِ الرَأيِ مِغيارِ
نَواعِمٌ مِثلُ بَيضاتٍ بِمَحنِيَةٍ / يَحفِزنَ مِنهُ ظَليماً في نَقاً هارِ
إِذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هَيَّجَني / وَإِن تَغَرَّبتُ عَنها أُمِّ عَمّارِ
وَمَهمَهٍ نازِحٍ تَعوي الذِئابُ بِهِ / نائي المِياهِ عَنِ الوُرّادِ مِقفارِ
جاوَزتُهُ بِعَلَنداةٍ مُناقِلَةٍ / وَعرَ الطَريقِ عَلى الإِحزانِ مِضمارِ
تَجتابُ أَرضاً إِلى أَرضٍ بِذي زَجَلٍ / ماضٍ عَلى الهَولِ هادٍ غَيرِ مِحيارِ
إِذا الرِكابُ وَنَت عَنها رَكائِبُها / تَشَذَّرَت بِبَعيدِ الفَترِ خَطّارِ
كَأَنَّما الرَحلُ مِنها فَوقَ ذي جُدَدٍ / ذَبَّ الرِيادِ إِلى الأَشباحِ نَظّارِ
مُطَرَّدٌ أُفرِدَت عَنهُ حَلائِلُهُ / مِن وَحشِ وَجرَةَ أَو مِن وَحشِ ذي قارِ
مُجَرَّسٌ وَحَدٌ جَأبٌ أَطاعَ لَهُ / نَباتُ غَيثٍ مِنَ الوَسميِّ مِبكارِ
سَراتُهُ ما خَلا لَبانَهُ لَهِقٌ / وَفي القَوائِمِ مِثلُ الوَشمِ بِالقارِ
باتَت لَهُ لَيلَةٌ شَهباءُ تَسفَعُهُ / بِحاصِبٍ ذاتِ إِشعانٍ وَأَمطارِ
وَباتَ ضَيفاً لِأَرطاةٍ وَأَلجَأَهُ / مَعَ الظَلامِ إِلَيها وابِلٌ سارِ
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت ظَلماءُ لَيلَتِهِ / وَأَسفَرَ الصُبحُ عَنهُ أَيَّ إِسفارِ
أَهوى لَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ / عاري الأَشاجِعِ مِن قُنّاصِ أَنمارِ
مُحالِفُ الصَيدِ هَبّاشٌ لَهُ لَحمٌ / ما إِن عَلَيهِ ثِيابٌ غَيرُ أَطمارِ
يَسعى بِغُضفٍ بَراها فَهيَ طاوِيَةٌ / طولُ اِرتِحالٍ بِها مِنهُ وَتَسيارِ
حَتّى إِذا الثَورُ بَعدَ النَفرِ أَمكَنَهُ / أَشلى وَأَرسَلَ غُضفاً كُلَّها ضارِ
فَكَرَّ مَحمِيَّةً مِن أَن يَفِرَّ كَما / كَرَّ المُحامي حِفاظاً خَشيَةَ العارِ
فَشَكَّ بِالرَوقِ مِنهُ صَدرَ أَوَّلِها / شَكُّ المُشاعِبِ أَعشاراً بِأَعشارِ
ثُمَّ اِنثَنى بَعدُ لِلثاني فَأَقصَدَهُ / بِذاتِ ثَغرٍ بَعيدِ القَعرِ نَعّارِ
وَأَثبَتَ الثالِثَ الباقي بِنافِذَةٍ / مِن باسِلٍ عالِمٍ بِالطَعنِ كَرّارِ
وَظَلَّ في سَبعَةٍ مِنها لَحِقنَ بِهِ / يَكُرُّ بِالرَوقِ فيها كَرَّ إِسوارِ
حَتّى إِذا ما قَضى مِنها لُبانَتَهُ / وَعادَ فيها بِإِقبالٍ وَإِدبارِ
اِنقَضَّ كَالكَوكَبِ الدُرِّيِّ مُنصَلِتاً / يَهوي وَيَخلِطُ تَقريباً بِإِحضارِ
فَذاكَ شِبهُ قَلوصي إِذ أَضَرَّ بِها / طولُ السُرى وَالسُرى مِن بَعدِ أَسفارِ
لَقَد نَهَيتُ بَني ذُبيانَ عَن أُقُرٍ
لَقَد نَهَيتُ بَني ذُبيانَ عَن أُقُرٍ / وَعَن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أَصفارِ
وَقُلتُ يا قَومُ إِنَّ اللَيثَ مُنقَبِضٌ / عَلى بَراثِنِهِ لِوَثبَةِ الضاري
لا أَعرِفَن رَبرَباً حوراً مَدامِعُها / كَأَنَّ أَبكارَها نِعاجُ دُوّارِ
يَنظُرنَ شَزراً إِلى مَن جاءَ عَن عُرُضٍ / بِأَوجُهٍ مُنكِراتِ الرِقِّ أَحرارِ
خَلفَ العَضاريطِ لا يوقَينَ فاحِشَةً / مُستَمسِكاتٍ بِأَقتابٍ وَأَكوارِ
يُذرينَ دَمعاً عَلى الأَشفارِ مُنحَدِراً / يَأمُلنَ رِحلَةَ حِصنٍ وَاِبنِ سَيّارِ
إِمّا عُصيتُ فَإِنّي غَيرُ مُنفَلِتٍ / مِني اللِصابُ فَجَنبا حَرَّةِ النارِ
أَو أَضَعُ البَيتَ في سَوداءِ مُظلِمَةٍ / تُقَيِّدُ العيرَ لا يَسري بِها الساري
تُدافِعُ الناسَ عَنّا حينَ نَركَبُها / مِنَ المَظالِمِ تُدعى أُمَّ صَبّارِ
ساقَ الرُفَيداتِ مِن جَوشٍ وَمِن عِظَمٍ / وَماشَ مِن رَهطِ رَبعِيٍّ وَحَجّارِ
قَرمَي قُضاعَةَ حَلّا حَولَ حُجرَتَهُ / مَدّا عَلَيهِ بِسُلّافٍ وَأَنفارِ
حَتّى اِستَقَلَّ بِجَمعٍ لا كِفاءَ لَهُ / يَنفي الوُحوشَ عَنِ الصَحراءِ جَرّارِ
لا يَخفِضُ الرِزَّ عَن أَرضٍ أَلَمَّ بِها / وَلا يَضِلُّ عَلى مِصباحِهِ الساري
وَعَيَّرَتني بَنو ذُبيانَ خَشيَتَهُ / وَهَل عَلَيَّ بِأَن أَخشاكَ مِن عارِ
وَدِّع أُمامَةَ وَالتَوديعُ تَعذيرُ
وَدِّع أُمامَةَ وَالتَوديعُ تَعذيرُ / وَما وَداعُكَ مَن قَفَّت بِهِ العيرُ
وَما رَأَيتُكَ إِلّا نَظرَةً عَرَضَت / يَومَ النِمارَةِ وَالمَأمورُ مَأمورُ
إِنَّ القُفولَ إِلى حَيٍّ وَإِن بَعُدوا / أَمسَوا وَدونَهُمُ ثَهلانُ فَالنيرُ
هَل تُبَلِّغنيهِمُ حَرفٌ مُصَرَّمَةٌ / أُجدُ الفَقارِ وَإِدلاجٌ وَتَهجيرُ
قَد عُرِّيَت نِصفَ حَولٍ أَشهُراً جُدُداً / يَسفي عَلى رَحلِها بِالحيرَةِ المورُ
وَقارَفَت وَهيَ لَم تَجرَب وَباعَ لَها / مِنَ الفَصافِصِ بِالنُمِّيِّ سِفسيرُ
لَيسَت تَرى حَولَها إِلفاً وَراكِبُها / نَشوانُ في جَوَّةِ الباغوثِ مَخمورُ
تُلقي الإِوَزّينَ في أَكنافِ دارَتِها / بَيضاً وَبَينَ يَدَيها التِبنُ مَنشورُ
لَولا الهُمامُ الَّذي تُرجى نَوافِلُهُ / لَقالَ راكِبُها في عُصبَةٍ سيروا
كَأَنَّها خاضِبٌ أَظلافَهُ لَهِقٌ / قَهدُ الإِهابِ تَرَبَّتهُ الزَنانيرُ
أَصاخَ مِن نَبأَةٍ أَصغى لَها أُذُناً / صِماخُها بِدَخيسِ الرَوقِ مَستورُ
مِن حِسِّ أَطلَسَ تَسعى تَحتَهُ شِرَعٌ / كَأَنَّ أَحناكَها السُفلى مَآشيرُ
يَقولُ راكِبُها الجِنِّيُّ مُرتَفِقاً / هَذا لَكُنَّ وَلَحمُ الشاةِ مَحجورُ
يَوما حَليمَةَ كانا مِن قَديمِهِمُ
يَوما حَليمَةَ كانا مِن قَديمِهِمُ / وَعَينُ باغٍ فَكانَ الأَمرُ ما اِئتَمَرا
يا قَومُ إِنَّ اِبنَ هِندٍ غَيرُ تارِكِكُم / فَلا تَكونوا لِأَدنى وَقعَةٍ جَزَرا
أَخلاقُ مَجدِكَ جَلَّت ما لَها خَطَرٌ
أَخلاقُ مَجدِكَ جَلَّت ما لَها خَطَرٌ / في البَأسِ وَالجودِ بَينَ العِلمِ وَالخَبَرِ
مُتَوَّجٌ بِالمَعالي فَوقَ مَفرِقِهِ / وَفي الوَغى ضَيغَمٌ في صورَةِ القَمَرِ
فَإِن يَكُن قَد قَضى مِن خِلِّهِ وَطراً
فَإِن يَكُن قَد قَضى مِن خِلِّهِ وَطراً / فَإِنَّني مِنكَ لَمّا أَقضِ أَوطاري
يُدني عَلَيهِنَّ دَفّاً ريشُهُ هَدَمٌ / وَجُؤجُؤً عَظمُهُ مِن لَحمِهِ عارِ