القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأعشى الكبير الكل
المجموع : 2
شُرَيحُ لا تَترُكَنّي بَعدَما عَلِقَت
شُرَيحُ لا تَترُكَنّي بَعدَما عَلِقَت / حِبالَكَ اليَومَ بَعدَ القِدِّ أَظفاري
قَد طُفتُ ما بَينَ بانِقيا إِلى عَدَنٍ / وَطالَ في العُجمِ تِرحالي وَتَسياري
فَكانَ أَوفاهُمُ عَهداً وَأَمنَعَهُم / جاراً أَبوكَ بِعُرفٍ غَيرِ إِنكارِ
كَالغَيثِ ما اِستَمطَروهُ جادَ وابِلُهُ / وَعِندَ ذِمَّتِهِ المُستَأسِدُ الضاري
كُن كَالسَمَوأَلِ إِذ سارَ الهُمامُ لَهُ / في جَحفَلٍ كَسَوادِ اللَيلِ جَرّارِ
جارُ اِبنِ حَيّا لِمَن نالَتهُ ذِمَّتُهُ / أَوفى وَأَمنَعُ مِن جارِ اِبنِ عَمّارِ
بِالأَبلَقِ الفَردِ مِن تَيماءَ مَنزِلُهُ / حِصنٌ حَصينٌ وَجارٌ غَيرُ غَدّارِ
إِذ سامَهُ خُطَّتي خَسفٍ فَقالَ لَهُ / مَهما تَقُلهُ فَإِنّي سامِعٌ حارِ
فَقالَ ثُكلٌ وَغَدرٌ أَنتَ بَينَهُما / فَاِختَر وَما فيهِما حَظٌّ لِمُختارِ
فَشَكَّ غَيرَ قَليلٍ ثُمَّ قالَ لَهُ / اِذبَح هَدِيَّكَ إِنّي مانِعٌ جاري
إِنَّ لَهُ خَلَفاً إِن كُنتَ قاتِلَهُ / وَإِن قَتَلتَ كَريماً غَيرَ عُوّارِ
مالاً كَثيراً وَعِرضاً غَيرَ ذي دَنَسٍ / وَإِخوَةً مِثلَهُ لَيسوا بِأَشرارِ
جَرَوا عَلى أَدَبٍ مِنّي بِلا نَزَقٍ / وَلا إِذا شَمَّرَت حَربٌ بِأَغمارِ
وَسَوفَ يُعقِبُنيهِ إِن ظَفِرتَ بِهِ / رَبٌّ كَريمٌ وَبيضٌ ذاتُ أَطهارِ
لا سِرُّهُنَّ لَدَينا ضائِعٌ مَذِقٌ / وَكاتِماتٌ إِذا اِستودِعنَ أَسراري
فَقالَ تَقدِمَةً إِذ قامَ يَقتُلُهُ / أَشرِف سَمَوأَلُ فَاِنظُر لِلدَمِ الجاري
أَأَقتُلُ اِبنَكَ صَبراً أَو تَجيءُ بِها / طَوعاً فَأَنكَرَ هَذا أَيَّ إِنكارِ
فَشَكَّ أَوداجَهُ وَالصَدرُ في مَضَضٍ / عَلَيهِ مُنطَوِياً كَاللَذعِ بِالنارِ
وَاِختارَ أَدراعَهُ أَن لا يُسَبَّ بِها / وَلَم يَكُن عَهدُهُ فيها بِخَتّارِ
وَقالَ لا أَشتَري عاراً بِمَكرُمَةٍ / فَاِختارَ مَكرُمَةَ الدُنيا عَلى العارِ
وَالصَبرُ مِنهُ قَديماً شيمَةٌ خُلُقٌ / وَزَندُهُ في الوَفاءِ الثاقِبُ الواري
أَلَم تَرَوا إِرَماً وَعادا
أَلَم تَرَوا إِرَماً وَعادا / أَودى بِها اللَيلُ وَالنَهارُ
بادوا فَلَمّا أَن تَآدَوا / قَفّى عَلى إِثرِهِم قُدارُ
وَقَبلَهُم غالَتِ المَنايا / طَسماً وَلَم يُنجِها الحِذارُ
وَحَلَّ بِالحَيِّ مِن جَديسٍ / يَومٌ مِنَ الشَرِّ مُستَطارُ
وَأَهلُ عُمدانَ جَمَّعوا / لِلدَهرِ ما يُجمَعُ الخِيارُ
فَصَبَّحَتهُم مِنَ الدَواهي / جائِحَةٌ عَقبُها الدَمارُ
وَقَد غَنوا في ظِلالِ مُلكٍ / مُؤَيَّدٍ عَقلُهُم جُفارُ
وَأَهلُ جَوٍّ أَتَت عَلَيهِم / فَأَفسَدَت عَيشَهُم فَباروا
وَمَرَّ حَدٌّ عَلى وَبارٍ / فَهَلَكَت جَهرَةً وَبارُ
بَل لَيتَ شِعري وَأَينَ لَيتٌ / وَهَل يَفيئنَّ مُستَعارُ
وَهَل يَعودَنَّ بَعدَ عُسرٍ / عَلى أَخي فاقَةٍ يَسارُ
وَهَل يُشَدَّنَّ مِن لَقوحٍ / بِالشَخبِ مِن ثَرَّةٍ صِرارُ
أَقسَمتُمُ لا نُعَطِّيَنكُم / إِلّا عِراراً فَذا عِرارُ
كَحَلفَةٍ مِن أَبي رِياحٍ / يَسمَعُها لاهُهُ الكُبارُ
نَحيا جَميعاً وَلَم يُفِدكُم / طَعنٌ لَنا في الكُلى فَوارُ
قُمنا إِلَيكُم وَلَم يَبرُدنا / نَضحٌ عَلى حَميِنا قَرارُ
فَقَد صَبَرنا وَلَم نُوَلِّ / وَلَيسَ مِن شَأنِنا الفِرارُ
وَقَد فَرَرتُم وَما صَبَرتُم / وَذاكَ شَينٌ لَكُم وَعارُ
فَلَيتَنا لَم نَحُلَّ نَجداً / وَلَيتَهُم قَبلَ تِلكَ غاروا
إِنَّ لُقَيماً وَإِنَّ قَيلاً / وَإِنَّ لُقمانَ حَيثُ ساروا
لَم يَدَعوا بَعدَهُم عَريباً / فَغَنِيَت بَعدَهُم نِزارُ
فَأَدرَكوا بَعدَما أَضاعوا / وَقاتَلَ القَومُ فَاِستَناروا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025