المجموع : 9
الصَومُ وَالفِطرُ وَالأَعيادُ وَالعَصرُ
الصَومُ وَالفِطرُ وَالأَعيادُ وَالعَصرُ / مُنيرَةٌ بِكَ حَتّى الشَمسُ وَالقَمَرُ
تُري الأَهِلَّةَ وَجهاً عَمَّ نائِلُهُ / فَما يُخَصُّ بِهِ مِن دونِها البَشَرُ
ما الدَهرُ عِندَكَ إِلّا رَوضَةٌ أُنُفٌ / يا مَن شَمائِلُهُ في دَهرِهِ زَهَرُ
ما يَنتَهي لَكَ في أَيّامِهِ كَرَمٌ / فَلا اِنتَهى لَكَ في أَعوامِهِ عُمُرُ
فَإِنَّ حَظَّكَ مِن تَكرارِها شَرَفٌ / وَحَظَّ غَيرِكَ مِنها الشَيبُ وَالكيرَ
ظُلمٌ لِذا اليَومِ وَصفٌ قَبلَ رُؤيَتِهِ
ظُلمٌ لِذا اليَومِ وَصفٌ قَبلَ رُؤيَتِهِ / لا يَصدُقُ الوَصفُ حَتّى يَصدُقُ النَظَرُ
تَزاحَمَ الجَيشُ حَتّى لَم يَجِد سَبَباً / إِلى بِساطِكَ لي سَمعٌ وَلا بَصَرُ
فَكُنتُ أَشهَدَ مُختَصٍّ وَأَغيَبَهُ / مُعايِناً وَعِياني كُلُّهُ خَبَرُ
اليَومَ يَرفَعُ مَلكُ الرومِ ناظِرَهُ / لِأَنَّ عَفوَكَ عَنهُ عِندَهُ ظَفَرُ
وَإِن أَجَبتَ بِشَيءٍ عَن رَسائِلِهِ / فَما يَزالُ عَلى الأَملاكِ يَفتَخِرُ
قَدِ اِستَراحَت إِلى وَقتٍ رِقابُهُمُ / مِنَ السُيوفِ وَباقي القَومِ يَنتَظِرُ
وَقَد تُبَدِّلُها بِالقَومِ غَيرُهُمُ / لِكَي تَجِمَّ رُؤوسَ القَومِ وَالقَصرُ
تَشبيهُ جودِكَ بِالأَمطارِ غادِيَةً / جودٌ لِكَفِّكَ ثانٍ نالَهُ المَطَرُ
تَكَسَّبُ الشَمسُ مِنكَ النورَ طالِعَةً / كَما تَكَسَّبَ مِنها نورَهُ القَمَرُ
حاشى الرَقيبَ فَخانَتهُ ضَمائِرُهُ
حاشى الرَقيبَ فَخانَتهُ ضَمائِرُهُ / وَغَيَّضَ الدَمعَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ
وَكاتِمُ الحُبِّ يَومَ البَينِ مُنهَتِكٌ / وَصاحِبُ الدَمعِ لا تَخفى سَرائِرُهُ
لَولا ظِباءُ عَدِيٍّ ما شُغِفتُ بِهِم / وَلا بِرَبرَبِهِم لَولا جَآذِرُهُ
مِن كُلِّ أَحوَرَ في أَنيابِهِ شَنَبٌ / خَمرٌ يُخامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ
نَعجٌ مَحاجِرُهُ دُعجٌ نَواظِرُهُ / حُمرٌ غَفائِرُهُ سودٌ غَدائِرُهُ
أَعارَني سُقمَ عَينَيهِ وَحَمَّلَني / مِنَ الهَوى ثِقلَ ما تَحوي مَآزِرُهُ
يا مَن تَحَكَّمَ في نَفسي فَعَذَّبَني / وَمَن فُؤادي عَلى قَتلي يُضافِرُهُ
بِعَودَةِ الدَولَةِ الغَرّاءِ ثانِيَةً / سَلَوتُ عَنكَ وَنامَ اللَيلَ ساهِرُهُ
مِن بَعدِ ما كانَ لَيلي لا صَباحَ لَهُ / كَأَنَّ أَوَّلَ يَومِ الحَشرِ آخِرُهُ
غابَ الأَميرُ فَغابَ الخَيرُ عَن بَلَدٍ / كادَت لِفَقدِ اِسمِهِ تَبكي مَنابِرُهُ
قَدِ اِشتَكَت وَحشَةَ الأَحياءِ أَربُعُهُ / وَخَبَّرَت عَن أَسى المَوتى مَقابِرُهُ
حَتّى إِذا عُقِدَت فيهِ القِبابُ لَهُ / أَهَلَّ لِلَّهِ باديهِ وَحاضِرُهُ
وَجَدَّدَت فَرَحاً لا الغَمُّ يَطرُدُهُ / وَلا الصَبابَةُ في قَلبٍ تُجاوِرُهُ
إِذا خَلَت مِنكَ حِمصٌ لا خَلَت أَبَداً / فَلا سَقاها مِنَ الوَسمِيِّ باكِرُهُ
دَخَلتَها وَشُعاعُ الشَمسِ مُتَّقِدُ / وَنورُ وَجهِكَ بَينَ الخَلقِ باهِرُهُ
في فَيلَقٍ مِن حَديدٍ لَو قَذَفتَ بِهِ / صَرفَ الزَمانِ لَما دارَت دَوائِرُهُ
تَمضي المَواكِبُ وَالأَبصارُ شاخِصَةٌ / مِنها إِلى المَلِكِ المَيمونِ طائِرُهُ
قَد حِرنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ / في دِرعِهِ أَسَدٌ تَدمى أَظافِرُهُ
حُلو خَلائِقُهُ شوسٍ حَقائِقُهُ / تُحصى الحَصى قَبلَ أَن تُحصى مَآثِرُهُ
تَضيقُ عَن جَيشِهِ الدُنيا وَلَو رَحُبَت / كَصَدرِهِ لَم تَبِن فيها عَساكِرُهُ
إِذا تَغَلغَلَ فِكرُ المَرءِ في طَرَفٍ / مِن مَجدِهِ غَرِقَت فيهِ خَواطِرُهُ
تَحمى السُيوفُ عَلى أَعدائِهِ مَعَهُ / كَأَنَّهُنَّ بَنوهُ أَو عَشائِرُهُ
إِذا اِنتَضاها لِحَربٍ لَم تَدَع جَسَداً / إِلّا وَباطِنُهُ لِلعَينِ ظاهِرُهُ
فَقَد تَيَقَّنَ أَنَّ الحَقَّ في يَدِهِ / وَقَد وَثِقنَ بِأَنَّ اللَهَ ناصِرُهُ
تَرَكنَ هامَ بَني عَوفٍ وَثَعلَبَةٍ / عَلى رُؤوسٍ بِلا ناسٍ مَغافِرُهُ
فَخاضَ بِالسَيفِ بَحرَ المَوتِ خَلفَهُمُ / وَكانَ مِنهُ إِلى الكَعبَينِ زاخِرُهُ
حَتّى اِنتَهى الفَرَسُ الجاري وَما وَقَعَت / في الأَرضِ مِن جُثَثِ القَتلى حَوافِرُهُ
كَم مِن دَمٍ رَوِيَت مِنهُ أَسِنَّتُهُ / وَمُهجَةٍ وَلَغَت فيها بَواتِرُهُ
وَحائِنٍ لَعِبَت سُمرُ الرِماحِ بِهِ / فَالعَيشُ هاجِرُهُ وَالنَسرُ زائِرُهُ
مَن قالَ لَستَ بِخَيرِ الناسِ كُلِّهِمِ / فَجَهلُهُ بِكَ عِندَ الناسِ عاذِرُهُ
أَو شَكَّ أَنَّكَ فَردٌ في زَمانِهِمِ / بِلا نَظيرٍ فَفي روحي أُخاطِرُهُ
يا مَن أَلوذُ بِهِ فيما أُؤَمِّلُهُ / وَمَن أَعوذُ بِهِ مِمّا أُحاذِرُهُ
وَمَن تَوَهَّمتُ أَنَّ البَحرَ راحَتُهُ / جوداً وَأَنَّ عَطاياهُ جَواهِرُهُ
لا يَجبُرُ الناسُ عَظماً أَنتَ كاسِرُهُ / وَلا يَهيضونَ عَظماً أَنتَ جابِرُهُ
نالَ الَّذي نِلتُ مِنهُ مِنّي
نالَ الَّذي نِلتُ مِنهُ مِنّي / لِلَّهِ ما تَصنَعُ الخُمورُ
وَذا اِنصِرافي إِلى مَحَلّي / أَآذِنٌ أَيُّها الأَميرُ
إِنَّ الأَميرَ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
إِنَّ الأَميرَ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ / لَفاخِرٌ كُسِيَت فَخراً بِهِ مُضَرُ
في الشَربِ جارِيَةٌ مِن تَحتِها خَشَبٌ / ما كانَ والِدَها جِنٌّ وَلا بَشَرُ
قامَت عَلى فَردِ رِجلٍ مِن مَهابَتِهِ / وَلَيسَ تَعقِلُ ما تَأتي وَما تَذَرُ
زَعَمتَ أَنَّكَ تَنفي الظَنَّ عَن أَدَبي
زَعَمتَ أَنَّكَ تَنفي الظَنَّ عَن أَدَبي / وَأَنتَ أَعظَمُ أَهلِ العَصرِ مِقدارا
إِنّي أَنا الذَهَبُ المَعروفُ مَخبَرُهُ / يَزيدُ في السَبكِ لِلدينارِ دينارا
لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ
لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ / فَإِنَّني لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ
وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ / يَومَ الوَغى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ
وَقَد مُنيتُ بِحُسّادٍ أُحارِبُهُم / فَاِجعَل نَداكَ عَلَيهِم بَعضَ أَنصاري
ذي الأرضُ عمّا أتاها الأمسَ غانِيَةٌ
ذي الأرضُ عمّا أتاها الأمسَ غانِيَةٌ / وغيرُها كان محتاجاً إلى المَطَرِ
شقَّ النباتَ عنِ البتسانِ ريِّقُهُ / مُحَيّياً جارَهُ الميدانَ بالشجر
كأنَّما مُطِرَت فيه صوالجةٌ / تُطَرِّحُ السدرَ فيه موضِعَ الأُكَرِ
أفاعِلٌ بي فعالَ الموكِسِ الزاري
أفاعِلٌ بي فعالَ الموكِسِ الزاري / ونحنُ نُسألُ فيما كان من عارِ
قُل لي بحُرمَةِ من ضيَّعتَ حُرمَتَهُ / أكان قدرَكَ ذا أم كان مقداري
لا عشتُ إن رضيَت نفسي ولا رَكِبَت / رجلٌ سعَيتُ بها في مثلِ دينارِ
وَليُّكَ اللَهُ لِمْ صيَّرتَني مَثَلاً / كالمُستَجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ