المجموع : 15
عَجِبتُ للطيفِ يا لَمياءُ حينَ سَرى
عَجِبتُ للطيفِ يا لَمياءُ حينَ سَرى / نَحوي وَما جالَ في عَيني لَذيذُ كَرى
وَكَيفَ تَرقدُ عَينٌ طولَ لَيلَتِها / تُدافِعُ المُقلِقَينِ الدَمعَ وَالسَهَرا
باتَت وَساوِسُ فِكري فيكِ تَخدَعُني / أَطماعُها وَتُريني آلَهُ غُدُرا
أَحبابَنا ما لِدَمعي كُلَّما اِضطَرَمَت / نارُ الجَوى بَينَ أَحناءِ الضُلوعِ جَرى
وَما لِصَبري الَّذي قَد كُنتُ أَذخُرُه / عَلى النَوى ناصِراً يَومَ النَوى غَدرا
وَما لِدَهري إِذا اِستَسقَيتُ أَشرَقَني / عَلى الظما وَسَقاني آجِناً كَدِرا
يَصفي لِغَيري عَلى رَيٍّ مَوارِدَهُ / ظُلماً وَيورِدُني المُستَوبَلَ المَقِرا
أَشكو إِلَيهِ سَقاماً قَد بَرى جَسَدي / أَعيا الأُساةَ وَلَو واصَلتُمُ لَبَرا
وَلَيلَةٍ مِثل مَوجِ البَحرِ بِتُّ بِها / أُكابِدُ المُزعِجينَ الخَوفَ وَالخَطَرا
حَتّى وَرَدتُ بِآمالي إِلى مَلِكٍ / لَو رامَ رَدّاً لِماضي أَمسِهِ قَدَرا
فَأَصبَحَ الدَهرُ مِمّا كانَ أَسلَفَهُ / إِلَيَّ في سالِفِ الأَيّامِ مُعتَذِرا
وَذادَ عَنّي الرَزايا حينَ أَبصَرَني / بِعِزَّةِ الأَمجَدِ السُلطانِ مُنتَصِرا
مَلكٌ أَرانا عَلِيّاً في شَجاعَتِهِ / وَعِلمِهِ وَأَرانا عَدلُهُ عُمرا
أَغَرُّ ما نَزَعَت عَنهُ تَمائِمُهُ / حَتّى تَرَدّى رِداءَ المُلكِ وَاِتَّزَرا
مِن آلِ أَيّوبَ أَغنَتنا عَوارِفُهُ / في كالِحِ الجَدبِ أَن نَستَنزِلَ المَطَرا
ثَبتُ الجَنانِ لَهُ حلمٌ يُوَقِّرُهُ / إِن خامَرَ الطَيشُ رُكني يَذبُلٍ وِحرا
الفارِجُ الهَبَواتِ السودَ يوردُ في / مَواقِعِ الراشِقاتِ الأَبيَضَ الذَكَرا
وَمُقدمُ الخَيلِ في لَبّاتِها قِصَدٌ / وَعاقِرُ البُدنِ في يَومي وَغىً وَقِرى
وَخائِضُ الهَولِ وَالأَبطالُ مُحجِمَةٌ / لا تَستَطيعُ بِهِ ورداً وَلا صَدَرا
وَثابِتُ الرَأيِ أَغنَت أَلمَعِيَّتُهُ / عَن أَن يُشارِكَهُ في رَأيِهِ الوُزَرا
لا يَتَّقي في الوَغى وَقعَ الأَسِنَّةِ بِا / لزَغفِ الدلاصِ كَفاهُ سَيفُهُ وَزَرا
عارٍ مِنَ العارِ كاسٍ مِن مَفاخِرِهِ / تَكادُ عِزَّتُهُ تَستَوقِفُ القَدَرا
تَمضي المَنايا بِما شاءَت أَسِنَّتُهُ / إِذا القَنا بَينَ فُرسانِ الوَغى اِشتَجَرا
تَكادُ تَخفي النُجومُ الزَهرُ أَنفُسَها / خَوفاً وَيُشرِقُ بَهرامٌ إِذا ذُكِرا
يَدعو العُفاةَ إِلى أَموالِهِ الجَفَلى / إِذا دَعا غَيرُهُ في الأَزمَةِ النَقَرى
مِن دَوحَةٍ شَرُفَت أَعراقُها وَزَكت / مِنها الفُروعُ وَطابَت مغرِساً وَثَرى
لَمّا تَخَيَّرَني أَروي قَصائِدَهُ / مَضيتُ قُدماً وَخَلَّفتُ الرُواةَ وَرا
فَاعجَب لِبَحرٍ غَدا في رَأسِ شاهِقَةٍ / مِنَ العَواصِمِ طامٍ يَقذِفُ الدُرَرا
شِعرٌ سَمَت بِاِسمِهِ الشِعرى لِشِركَتِها / فيهِ فَقامَت تُباهي الشَمسَ وَالقَمَرا
لَو قامَ بَعضُ رُواةِ الشِعرِ يُنشِدُهُ / يَوماً بِأَرضِ أَزالٍ أخجلَ الحِبَرا
سِحرٌ وَلكِنَّ هاروتاً وَصاحِبَهُ / ماروتَ ما نَهيا فيهِ وَلا أَمرا
كَم قُمتُ في مَجلِسِ الساداتِ أُنشِدُهُ / فَلَم يَكُن لِحَسودٍ في عُلاهُ مرا
عَجِبتُ مِن مَعشَرٍ كَيفَ اِدَّعَوا سفهاً / مِن بَعدِ ما سَمعوهُ أَنَّهُم شُعَرا
لَولا التُقى قُلتُ لا شَيءٌ يُعادِلُهُ / أَستَغفِرُ اللَهَ إِلّا النَملُ وَالشُعَرا
أنا الَّذي سارَ في الدُنيا لَهُ مثلٌ / أَهديتُ مِن سُفهٍ تَمراً إِلى هَجَرا
جَرَيتُ في شَأوِهِ أَبغي اللَحاقَ بِهِ / فَما تَعَلَّقتُ إِلا أَن ظَفرت بَرى
وَالشِعرُ صَيدٌ فَهذا جُلُّ طاقَتِهِ / حَرشُ الضِبابِ وَهذا صائِدٌ بَقَرا
وَلَيسَ مُستَنزِلُ الأَوعالِ من يَفَعٍ / كَمَن أَتى نَفَقَ اليَربوعِ فَاِحتَفَرا
وَإِنَّ مَن شارَفَ التِسعينَ في شُغُل / عَنِ القَوافي جَديرٌ أَن يَقولَ هُرا
يا سَيِّداً عِرضُهُ عارٍ مِنَ العارِ
يا سَيِّداً عِرضُهُ عارٍ مِنَ العارِ / وَجودُهُ في البَرايا سائِرٌ ساري
قَد كانَ لي مِن بَناتِ الزِنجِ جارِيَةٌ / صَبورَةٌ عِندَ إِعساري وَإيساري
لَها مِنَ الرومِ أَولادٌ كَأَنَّهُمُ / قداحُ نَبعٍ أُجيلَت بَينَ أَيسارِ
تَضُمُّهُم في حَشاها طولَ لَيلَتِها / وَأَكثَرَ اليَومِ إِشفاقاً مِنَ الباري
وَكُنتُ أَجررتهُم عَنها فَما اِمتَنَعوا / عَن حَجمِ أَخلافِها يَوماً بِإِجرارِ
وَقَد شَقيتُ فَخَلّصني بِضَرَّتِها ال / بَيضاءِ أَو أُختِها السَوداءِ مِن قارِ
يا سَيِّداً لا يُماري في فَواضِلِه
يا سَيِّداً لا يُماري في فَواضِلِه / خَلقٌ وَلَم يُرَ مِنها غَيرَ مُمتارِ
يا باذِلَ المالِ وَالأَنواءُ مُخلِفَةٌ / وَمانِعَ القَدرِ الجاري مِنَ الجارِ
ما لي ظَمِئتُ إِلى الصَهباءِ في عَدَنٍ / وجودُ كَفِّكَ فيها سائِرٌ ساري
فَاِنقَع أُواري بِها صَهباءَ صافِيَةً / صِرفاً لَها قَبسٌ مِن دَنِّها وارِ
كَأَنَّما نَشرُها المِسكُ الفَتيقُ إِذا / ما فاحَ أَو عِرضُكَ العاري مِنَ العارِ
يا أَيُّها الصاحِبُ الصَدرُ الَّذي شَهِدَت
يا أَيُّها الصاحِبُ الصَدرُ الَّذي شَهِدَت / بِفَضلِهِ وَنَداهُ البَدوُ وَالحَضَرُ
عَساكَ تَقبَلُ شَيئاً قَد بَعَثتُ بِهِ / نَزراً فَإِنّي إِلى عَلياكَ أَعتَذِرُ
وَلَو بَعَثتُ عَلى مِقدارِ فَضلِكَ أَر / سَلتُ الكَواكِبَ فيها الشَمسُ وَالقَمَرُ
قالوا الموفقُ شَيعِيٌّ فَقُلتُ لَهُم
قالوا الموفقُ شَيعِيٌّ فَقُلتُ لَهُم / هَذا خِلافُ الَّذي لِلنّاسِ مِنهُ ظَهَر
وَكَيفَ يُصبِحُ دينُ الرَفضِ مَذهَبَهُ / وَما دَعاهُ إِلى الإِسلامِ غَيرُ عُمَر
يا مَعشَرَ الناسِ حالي بَينَكُم عَجَبٌ
يا مَعشَرَ الناسِ حالي بَينَكُم عَجَبٌ / وَلَيسَ لي بَينَكُم يا قَومُ أَنصارُ
هَذا اِبنُ كامِل قَد أَودَعتُهُ ذَهباً / صُيّابَةً ما لَها في العَينِ مِقدارُ
وَجِئتُ أَطلُبُها مِنهُ وَقَد عرَضَت / في السوقِ مِنّي لُباناتٍ وَأَوطارُ
فَقامَ يَنفُضُ كميهِ وَيَنظُرُ في / صُندوقِهِ وَيُنادي جَرَّها الفارُ
فَقُلتُ لا شَبَّ قَرنُ الفارِ كَم أَكَلوا / مالَ اليَتامى وَكَم جَرُّوا وَكَم جاروا
ما نالَ سِرَّ الهَوى مِمَّن كلفتُ بِهِ
ما نالَ سِرَّ الهَوى مِمَّن كلفتُ بِهِ / مِنّي صَديقٌ وَلا أَبثَثتَهُ بَشَرا
خِفتُ الرَقيبَ عَلَيهِ وَالوُشاةَ بِهِ / فَقَد جَعَلتُ اِسمَهُ في القَلبِ مُستَتِرا
إِسمَع وَقاكَ إِلهي ما تُحاذِرُهُ
إِسمَع وَقاكَ إِلهي ما تُحاذِرُهُ / فَخَيرُ ما وَقِيَ الإِنسانُ ما حَذِرا
مَضروبُ أَوَّلِهِ في نِصفِ آخِرِهِ / جَذرٌ لِأَوسَطِهِ إِن حاسِبٌ نَظَرا
طَوَّلتَ يا دَولعي فَقَصِّر
طَوَّلتَ يا دَولعي فَقَصِّر / وَأَنتَ في غَيرِ ذا مُقَصِّر
خَطابَةٌ كُلُّها خُطوبٌ / وَبَعضُها لِلوَرى مُنَفِّر
تَظَلُّ تَهدي وَلَستَ تَدري / كَأَنَّكَ المَغرِبِيّ المُفَسِّر
لَمّا تَشَكّى اِبنُ عَصرونٍ إِلَيَّ حِمىً
لَمّا تَشَكّى اِبنُ عَصرونٍ إِلَيَّ حِمىً / في سفلِهِ حارَ فيهِ كُلُّ بَيطارِ
وَقالَ داءٌ عُضالٌ قَد رُميتُ بِهِ / أَعيا وَقَصَّرَ عَنهُ كُلُّ مِسبارِ
طَعَنتُهُ بِقَوِيِّ المَتنِ مُعتَدِلٍ / صَدقِ الأَنابيبِ كَالخَطِيِّ خَطّارِ
فَقالَ لما بَدا رُمحي يَجوبُ فَلا / أَعفاجه مُسئِداً كَالمُدلَجِ الساري
لِلَّهِ دَرُّكَ شُكراً لِلصَنيعَةِ بي / مِن قابِسٍ شَيَّطَ الوَجعاءَ بِالنارِ
وَقَرقَرَت بَطنُهُ فَاِنحازَ ثُمَّ رَمى / بِسَلحَةٍ خضبَت بِالورسِ أَطماري
وَقامَ يُنشِدُ عُجباً غَيرَ مُكتَرِثٍ / لِما عَراني وَلَمّا يَخشَ مِن عارِ
الطاعِنُ الطَعنَةَ النَجلاءَ جائِشَةً / تَرُدُّ طاعِنَها عَنها بِتَيّارِ
فَقُمتُ عَنهُ وَأَذيالي عَلى كَتِفي / فَأَشرَفَت عِرسُهُ مِن شُرفَةِ الدارِ
وَأَنشَدَت وَدُموعُ العَينِ ساجِمَةٌ / في وَجنَتَيها سُجومَ العارِضِ الساري
يا نِعمَةَ اللَهِ حلّي في مَنازِلِنا / وَجاوِرينا فَدَتكِ النَفسُ مِن جارِ
فَلَم أَزَل عِندَهُ جَذلانَ في دَعَةٍ / مُمَتَّعاً مِن أَياديهِ بِأَوطارِ
حَتّى اِنثَنَت صَعدَتي عَنهُ وَبانَ لَهُ / مِنّي الوَنى وَرَأى آثارَ إِقصاري
أَضحى يُغَنّي وَأَيدي في يَدَيهِ لَقىً / كَأَنَّما عَلَّ مِن صَهباءِ خَمّارِ
يا عَمرو ما وقفَةٌ في رَسمِ مَنزِلَةٍ / أَثارَ شَوقَكَ فيها مَحوُ آثارِ
وَحاجَةٍ ظلتُ أَشكوها إِلى عُمَرٍ
وَحاجَةٍ ظلتُ أَشكوها إِلى عُمَرٍ / وَقَد تَرَقرَقَ دَمعُ العَينِ يَنحَدِرُ
فَقالَ ذو فِطنَةٍ نَبَّه لَها عَمَراً / فَقُلتُ واخَيبَتي إِن لَم يَنَم عُمَرُ
رَأَيتُ عِندَ المِطواعِ ميلاً
رَأَيتُ عِندَ المِطواعِ ميلاً / في طولِ شِبرٍ وَعَرضِ قَنرِ
فَقُلتُ هَذا لِأَيِّ عَينٍ / فَقالَ هَذا لِعَينِ ظَهري
قُل لِلنَّجيبِ وَلا تَعبَأ بِلِحيَتِهِ
قُل لِلنَّجيبِ وَلا تَعبَأ بِلِحيَتِهِ / وَإِن تَعاظَم بِالكِندِيِّ وَاِفتَخَرا
كَم ذا التَبَظرُمِ جُزت الحَدَّ صَفعَنَةً / ما أَنتَ إِلّا قَليلَ العَقلِ ذَقنُ حرا
لَو كُنتُ أَسوَدَ مِثلُ الفيلِ هامَتُهُ
لَو كُنتُ أَسوَدَ مِثلُ الفيلِ هامَتُهُ / عَبلَ الذِراعَينِ في غُرمولِهِ كِبَرُ
كانَت حَوائِجُ مِثلي عِندَكُم قُضِيَت / لَكِنَّني أَبيَضٌ في أَيدِهِ قِصَرُ
وَغُصنِ بانٍ قُلوبُ الناسِ قاطِبَةً
وَغُصنِ بانٍ قُلوبُ الناسِ قاطِبَةً / مِنهُ عَلى خَطَرٍ إِن ماسَ أَو خَطَرا
بَدا وَأَبدى بِرُؤياهُ لَنا قَمَراً / فيهِ مِنَ الحُسنِ ما لِلعَقلِ قَد قَمَرا
هُوَ الغَزالُ وَلَكِنِّي عَجِبتُ لَهُ / مِنَ الغَزالَةِ إِذ زارَتهُ أَن نَفَرا
وَظَلَّ مُستَتِراً مِنها وَمُحتَجِباً / عَنها وَنورُهُما في الناسِ قَد ظَهَرا
فَقُلتُ حَسبُكَ لا تَخشَ اِجتِماعَكُما / فَالشَمسُ لا يَنبَغي أَن تُدرِكَ القَمَرا