المجموع : 8
يا من بليغ المعاني من عبارته
يا من بليغ المعاني من عبارته / ومن صريح المعاني من إشارته
ومن تروح المنايا في إمارته / جنداً وتغدو الأماني في أمارته
ومن إذا جد في يومي ندى وردى / فالليث والغيث نزر في غزارته
هل أنت مصغ إلى شكواي حر جوى / لو شئت بردت ما بي من حرارته
إعراض مثلك عن مثلي بصفحته / شر تذوب الرواسي من شرارته
ولو صددت عن الأيام ما عرفت / فيها حلاوة عيش من مرارته
ما بال من شيدت أفعاله شرفاً / لعامر يتعامى عن عمارته
فليت شعري أبا الماضي يزيد على ال / ماضي فواغبن حظي من خسارته
وأنت أول من دل الرجال على / فضلي وأسفر حظي من سفارته
نادى نداك على شعري ليرفعه / سوماً وأربح شعري في تجارته
وكنت مثل أتي السيل مغترباً / لولاك ما قر سيلي في قرارته
إن أكثر الناس في قول مدحت به / فبان نزح شوط من مهابته
فقد تجمع في بيت مدحت به / علاك ماكثروه من نزارته
بيت ترى كل سمع حين أنشده / يقضي فريضة حج في زيارته
لله درك عز الدين من ملك / أضحت ممالك مصر في خفارته
في مثل مدحك شرح القول مختصر
في مثل مدحك شرح القول مختصر / وفي طوال القوافي عنده قصر
حسنت ذكر القوافي إذ مدحت بها / وما على كل جيد تحسن الدور
وما مدحك لكني مدحت بك ال / شعر الذي بك يستعلي ويفتخر
سما بك الدست لما نلت منزلة / أجل مجدك فيها القدر والقدر
وبوأتك المواضي والقنا رتبا / أضعافها من ضمان الغيب منتظر
أنت الذي يعقد الإسلام خنصره / علية إن حل خطب أوطرا وطر
ما زال وجه المعالي الغر ملتفتا / شوقا إليك وعين المجد تنتظر
تجملت بك أيام ذخرت لها / إن النفيس من الأشياء يدخر
كان الزمان بهيم اللون فاتضحت / له بأيامك الأوضاح والغرر
مراتب الملك أجسام أبوك لها ال / روح اللطيف وأنت السمع والبصر
إن كان ليث الشرى العادي فإنك يا / ذخر الأئمة منه الناب والظفر
أو كان دوحة مجد طاب منبتها ال / زاكي فأنت لها الأوراق والثمر
أعلمتنا حين لم تخلل بسيرته / أن الأصول عليها تنبت الشجر
لما ترفع قدرا واستطال على / عن أن يباشره للهيبة البشر
ألقى إليك مقاليد العلى ثقة / بنهضة أحكمت من أمرها المرر
وفوض الأمر ترفيها لهمته / إلى خبير بما يأتي وما يذر
غض الشبيبة كهل الرأي مقتبل ال / أيام لا صغر يزري ولا كبر
كأن أخلاقه من حسن خلقته / صيغت فقد راقت الأفعال والصور
قامت بعزمة محيي الدين مملكة / صفا بوالده فيها له كدر
متوج تشرق الدنيا بطلعته / وتخجل الشمس مهما لاح والقمر
إذا أقامت على ثغر صوارمه / فللنوائب عن سكانها سفر
أغاث أعمال بلبيس وأمنها / من بعد ما عالها الإشفاق والحذر
وليس يعلو لمن رام العلى خطر / إن لم يهن عنده التغرير والخطر
أغرت قبل أبي الغارات مقتحماً / للهول تستصغر الجلى وتحتقر
فكان شمساً وكنت الفجر تقدمها / والفجر في الجو قبل الشمس ينتشر
بعزمة الناصر بن الصالح انكشف / الأعداء عن حوزة الإسلام وانذعروا
لجت به الغارة الشعواء خلفهم / والنصر يقسم لا فاتوه والظفر
فأمعنوا هرباً منه ومنذ علموا / بأنه نافر في إثرهم نفروا
وحين أبليت عذراً في اللحاق بهم / وصح منك السرى في الليل والسهر
وقال عزمك لما أن ألح ولم / تلح له منهم عين ولا أثر
إن تنج منها أبا عمرو فعن قدر / نجاؤكم قدرة قد عاقها القدر
وعدت نحو مقر العز في عصب / يفنى بها الأكثران الرمل والمطر
وللصوارم في أجفانها أسف / تكاد من حره الأجفان تستعر
جيش إذا انضم قطراه رأيت على / أرجائه شجرات الخط تشتجر
شاموا حياً ومحيا منك بينهما / سحائب البشر والإنعام تنهمر
أرضيت عسكر مصر بالنوال ولم / يزل رضى الناس باب قرعه عسر
فاشكر يداً أصبحوا شكراً لمنتها / على ولائك إن غابوا وإن حضروا
وسعتهم بالندى والحلم قاطبة / فالرزق متسع والذنب مغتفر
والجود إن تكشف الأيام صفحتها / سترته باذل الإحسان يستتر
تنزه الخلق المجدي عن عجل / يقضي به المزعجان الطيش والضجر
وصان مقداره العالي وقدرته / من أن يضاف إليه الشر والأشر
وأصبحت عنده الأيام نازلة / في رحب صدر إليه الورد والصدر
تفيض رحمته تغيض نقمته / والبحر تطفأ في تياره الشرر
ملك إذا رسمت مرآه نائله / تهلل البدر وانهلت له البدر
ما إن سموت على جرد مسومة / إلا وظن أناس أنها سرر
ولا حملت نجاد السيد في رهج / إلا بدا ذكر يسطو به ذكر
ولا اعتقلت وشيج الخط يوم وغى / إلا تمنت ثغور أنها ثغر
ولا علت يدك العليا على قلم / إلا جرى الرزق منه أو دم هدر
ولا سطرت على طرس مكاتبة / إلا بدت غرر من فوقها طرر
ولا نطقت ونادي الجمع منتظم / إلا وظلت عقود الدر تنتثر
أيقنت منذ أرحت المجد من تعب / أن سوف تتعب من أوصافك الفكر
فاجعل قبولك ما أهديت من خدم / أسنى ثوابٍ له الآمال تنتظر
وليس ذا لغنى بي عن ندى ملك / أغنى الملوك إلى نعماه مفتقر
ولكن لساني وإن طالت بلاغته / مقصر عن أداء الفضل بل حصر
في شكر نعمتك الأولى التي سلفت / شغل فكيف إذا انضافت لها أخر
إن رمت مدحاً على مقدار ما بلغت / بك المعالي فإني لست أقتدر
إني وإن قصر الساعون عن أمدي / إليك من خجل التقصير أعتذر
فاصفح وسامح وعد واعطف ولن وأقل / واسمح فأنت على ما شئت مقتدر
لو اطلعت على سري وإضماري
لو اطلعت على سري وإضماري / لم تؤثري غير ما يجري بإيثاري
لكن قلبك لم تضرم شرارته / من نار قلبي ولا من زندي الواري
أهم بالهجر أحيانا ً فيمنعني / عواطف لك في قلبي وأفكاري
وصورة وحديث منك مابرحا / مذ كنت نزهة أسماع وأبصار
يا هذه ودواعي الشوق تحملني / على الوفاء لرث العهد غدار
ما بال ألحاظك اللاتي رميت بها / أوردني ثم لم يحسن إصداري
وما لثغرك لم تبسم بوارقه / في ليل فرعك حتى يهتدي الساري
وما لأيام دهري قد غدوت بها / حيران أضرب أخماسي بأعشاري
قصرن ما طال من باعي وأعجبها / أن أصبحت أذرعي فيها كأشباري
أقسمت بالبيت معموراً جوانبه / بالوفد مابين حجاج وعمار
لقد نهضت بأمر لا يقوم به / أبا الفوارس لا باد ولا قار
أنت الذي يعقد الإسلام خنصره / عليه في كل إيراد وإصدار
كم موقف لك من باس ومن كرم / صفى بك الملك فيه بعد إكدار
لم ترض فيه مشيراً تستشير به / غير النصيحين من سيف ودينار
ما غاب شاور عن دست حللت به / والشبل يحمي عرين الضيغم الضاري
منعت كيد رجال أن يتم على / ما أضمروا فيه من مكر وإضرار
قلدتهم طوق إحسان فحين بغوا / قلدتهم حد ماضي الغرب بتار
يا قرب ما استسلفوا منكم بما غرموا / في الحال من غير إمهال وإنظار
في مدة الحمل أدركتم جنايتهم / على علاكم بأخذ الملك والثار
إن الوزارة لو خليتها رجعت / إليك طائعة من غير إجبار
لكن رأيناك في أولى وثانية / لم تأخذ الملك إلا أخذ قهار
إذا تمسك أقوام بعصمتها / طلقتها من حليل غير مختار
فما يمد إليها الخاطبون يداً / إلا كسرت عليها زند جبار
وما علمنا وزيراً قبل دولتكم / ردت له وجه عرف بعد إنكار
وسوف تعتذر الأيام نحوكم / إذا تكشف هذا العارض الطاري
أبا الفوارس ما حبي لدولتكم / خاف فيحتاج إيضاحي وإظهاري
أحب شاور إخلاصاً وعترته / وهل عمارة فيكم غير عمار
أثني عليكم إذ لم يستطع أحد / يقول من خوف تقصير وإقصار
فكيف أشكو الليالي وهي جارية / بما تريدون من نفع وإضرار
لم يقنع الدهر أن الشعر لي سمة / أعدها من سمات النقص والعار
حتى أغار على وفري فصيره / ممزقاً بين أيدي الغز والنار
واستأصل النهب والإحراق ما تركت / لي الحوادث من مال ومن دار
أدفع الهم عن قلبي فيغلبني / ما شئت من فقد أوطان وأوطار
مولاي دعوة عبد لم يزل أبداً / يهدي لك المدح من عون وأبكار
صن ماء وجهي عمن لا يناسبني / فليس للحر إلا عون أحرار
واستوص يا بان كفيل الملك بي أبداً / خيراً فلي حرمات الضيف والجار
وانظر لكثرة أشعار مدحت بها / فليس يرضيك منها غير أشعاري
قصائد لو مدحت النائبات بها / لم تجر إلا على قصدي وإيثاري
لا تخذلوها فهذا وقت حاجتها / للنصر يا خير أعوان وأنصار
فاجعل نداك غريباً لا شبيه له / من الندى في غريب الفضل والدار
وما أكلف نعماك التي سبقت / أبا الفوارس إلا القوت والجاري
وأي عذر وقد أصبحت ذا قلم / يجري بطاعته صرف القضاء الجاري
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار / لم يبق لي مذ أقر الدمع إنكار
لي في القدود وفي ضم النهود وفي / لثم الخدود لبانات وأوطار
هذا اختياري فوافق إن رضيت به / أو لا فدعني وما أهوى وأختار
وغر غيري ففي أسري ودائرتي / من المها دُرة صدري لها دار
لمني جزافاً وسامحني مصارفة / فالناس في درجات الحب أطوار
لا عتبها من سموم القيظ معتصر / ولا عتابي لها إن فهت إعصار
تبيت دائرة الإنصاف دائرة / على صفاء هوى ما فيه أكدار
يميل بي وبها والريح ساكنة / للوصل والهجر إقبال وإدبار
هذا هو الغزل المنسوج من كلم / في العقل منهن صهباء وأوتار
تغزل طال ما حل الإزار به / ظبي وحلت عن الأجياد أزرار
منزه العرض لا يزري بقائله / مع الدماثة لا إثم ولا عار
وصلته في مديحي في على ملك / أفعاله سير تتلى وآثار
متوج من بني أيوب عاش به / حظي وأصبح للأشعار إشعار
إن قلت ساحته للوقد منتجع / فقل وراحته للوفد مدار
كأن راحلهم عنها ونازلهم / فيها مدى العمر حجاج وعمار
وكلما حط رحل في أباطحها / حطت به من ذنوب الفقر أوزار
عالي السجية لا ينأى لطارقه / من اليسار ولا يدنيه إعسار
لو أثرت قبل الأفواه في يده / لبان منها على كفيه آثار
أنامل تبذل الدينار واهبة / ولا يباشرها للمس دينار
ترجي وتردي وفي صفح المهند / تدري وتعلم وهو الماء والنار
إذا تأملت أو أملت طلعته / تهللت لك أنواء وأنوار
أغر لا يمتري ظن ولا أمل / إن الغنى من ندى كفيه يمتار
يلوي حبال الليالي منه فوق يد / بنانها لبقاع الأرض أمطار
جود الحوادث موتور بصولته / لكن له عند بيت المال أوتار
يهفو رجال فيعفو وهو مقتدر / حتى تبين العطايا وهي أعمار
لا يرتضي واحد الآلاف في صلة / حتى يكون مع الآحاد أعشار
دعوى شهودي عليها غير غائبة / والقابضون ألوف المال حضار
تأتي إليهم عطاياه مكررة / حسن العوارف ترداد وتكرار
يبتاع بالجود أحرار الرجال فهم / عبيد نعمته والقوم أحرار
لا فخر إلا لفخر الدين وانقطعت / عرى الدعاوى فلا يغررك إكثار
سلني به فلساني فيه يحفظ ما / أقول وهي تواريخ وأخبار
قيدتها وهي في الآفاق مطلقة / سيارة وحديث المجد سيار
أقول والقول مأثور وأشرفه / ما عبرت خطب عنه وأشعار
لا تخدعن فتورنشاه أكرم من / حطت سروج بناديه وأكوار
أما وشمس بني أيوب ضامنة / هدايتي فنجوم السعد أقمار
إن الليالي أساءت غير عالمة / أن ابن أيوب لي من جورها جار
أما الزمان فقد وافى في رحابك بي / مهاجراً فليكن لي منك أنصار
وابخل بمعدن هذا الدر وهو فمي / فالبخل بي كرم محض وإيثار
واطرب على خطراتي فهي مطربة / لا بل على قطراتي فهي أنهار
إن شئت وداً فسلمان و عمار / أو رمت حمداً فبشار ومهيار
لبحتري وديعي وهو أسبق من / يضمه في رهان الفضل مضمار
أنت فوق ابن خاقان ندى ويدا / تبنى على قطرها المنهل أقطار
فامنن علي بنصف الألف راتبةً / فقدر ودك لا يحويه مقدار
مقسومة في شهور العام تحمل لي / أقساطها كل شهر وهي أدوار
وإن عزمت على تسيير مكرمة / فهذه الكلمات الغر أطيار
يا من أدل ببسط العذر من جارا
يا من أدل ببسط العذر من جارا / ومد سبقاً إلى العلياء من جارى
رتب على الباب إنساناً له أدب / وعشرة يلتقي بالبشر من زارا
ومجلباً خالياً باسم الجلوس ولا / يرى علينا إذا جئناه إنكارا
فلي ثلاثة أيام أعود على الدهليز / أبسط عند الناس أعذارا
وللدهاليز أرباب الظلامة لا / أهل الكرامة إجلالاً وإقدارا
واستخبر ابن عريف والرشيد تجد / لديهما نبآ مني وإخبارا
صفو الحياة وإن طال المدى كدر
صفو الحياة وإن طال المدى كدر / وحادث الموت لا يبقي ولا يذر
وما يزال لسان الدهر ينذرنا / لو أثرت عندنا الآثار والنذر
فلا تقل غرة الدنيا مطامعها / فبائع الموت لا غش ولا غرر
كم شامخ العز ذاق الموت من يدها / ما أضعف القدر إن ألوى به القدر
أودى علي وعثمان بمخلبها / ولم يفتها أبو بكر ولا عمر
خافوا من الأجل المحتوم ما نطقت / بذكره أحرف القرآن والسور
ومن أراد التناسي في مصيبته / فللورى برسول الله معتبر
لا قدست ليلة كادت صبيحتها ال / أكباد حزناً على أيوب تنفطر
تمخض الدست عن أم النوائب عن / كبيرة صغرت في جنبها الكبر
نجم هوى في سماء الدين منكدراً / والنجم من أفقه يهوي وينكدر
منظومة أنجم الجوزاء من جزع / لها وعقد الثريا منه منتثر
يا أيها الحرم المهجور أين مضى / وفد إليك لهم حج ومعتمر
وكيف صدت وجوه كنت قبلتها / وأغلقت دونها الأبواب والحجر
وكيف تنسى محياك الكريم ومن / نعماك في كل شيء صالح أثر
وإن صورة ذاك الوجه ماثلة / في العين والنفس مهما زالت الصور
هانت بوادر دمع العين في ملك / يا طال في جوده ما هانت البدر
يردي العطايا ويسمو قدر همته / على الخطايا ويعفو وهو مقتدر
جددت من أسد الدين الشهيد لنا / حزناً به يتوافى الصبر والصبر
قد كان للدين والدنيا بعزمكما / عزم يعبر عنه الصارم الذكر
نهر الفرات ونهر النيل بينهما / أسرى بخيلكما والنقع يعتكر
يا زائراً مشهد القبرين نادهما / إن أسمعت صوتك الأجداث والحفر
وأقر السلام عن الإسلام قاطبة / على جسوم بها الأثواب تفتخر
فهل يخبر أكناف البقيع بها / أم يستبد عليها الحجر والحجر
إن فاح مسكاً فلاما تمزجان به / مسكاً ذفيرة أيوب هي العبر
تخفى ذبال مصابيح إذا طلعوا / صبحاً وينسى ملوك الأرض إن دثروا
كأنما صور الله الكمال به / شخصاً وشنف منه السمع والبصر
إذا الليالي تجافت عن حشاشته / فالجرح مندمل والجرم مغتفر
الناصر الناصر الدين الذي فتحت / له الثغور ولم ينبت له ثغر
لا شوبك منه معصوم ولا كرك / ولا خليل ولا قدس ولا زعر
لم يرتحل قافلاً إلا وساكنها / إما مباح حماه أو دم هدر
يا ناصر الحق والأيام خاذلة / إن العزيز بغير الدمع ينتصر
هب الليالي أماناً من سطاك فقد / تصاحبت في الفلاة الشاة والنمر
إن يجن صرف الردى ذنباً وفاقرة / فإنه بصلاح الدين يغتفر
إن جل أمر فأنتم قائمون به / أو قل صبر فأنتم معشر صبر
وما الحياة كما لا تجهلون سوى / صحيفة شرحها بالموت مختصر
ما مات أيوب إلا بعد معجزة / في الخلق لم يؤتها من جنسه بشر
مضى حميداً من الدنيا وليس له / في رتبة طرب منها ولا وطر
وأشرف العمر ما امتدت مسافته / في صحة أخواها العقل والكبر
ومن سعادته أن مات لا سأم / يضج منه معانيه ولا ضجر
صلى الإله على نجم أضاء لنا / من نسله النيران الشمس والقمر
قل للمكرم والألقاب واقعة
قل للمكرم والألقاب واقعة / على علاه وقوع النقش في الحجر
يا كعبة للندى لو كنت ذا أمل / غدا إلى بابها حجي ومعتمري
إن كنت أزمعت مختاراً على سفر / فالله يحمد عقبى ذلك السفر
أين المحلة من وال محلته / من المعالي محل النور في البصر
أثني عليه بما يبقي مناقبه / مذكورة بلسان الصارم الذكر
وسوف تنظم أشعاري وقد فعلت / له من المدح عقداً فاخر الدرر
لك الأمانة في ودي أبا حسن / محمولة فأقم إن شئت أو فسر
فقد منحتك وداً مثل عرضك لا / تسمو إلى صفوه الأيام بالكدر
أقول لابني وقد قال الطبيب له
أقول لابني وقد قال الطبيب له / لم يبق إلا رجاء الخالق الباري
رضيت بالله مرجواً إذا اعترضت / وساوس اليأس في ظني وأفكاري
لأرفعن إلى الرحمن مبتهلاً / يد الضراعة في جهري وإسراري
مجهزاً من دعائي كل هاجمة / بغير إذن على حجب وأستار
نزهتها عن لساني أن يفوه بها / فما يعبر عنها غير إضماري
تسري إلى الله من دمعي ومن حرقي / بين النقيضين من ماء ومن نار
فإن يهبه لآمالي فذلك ما / رجوت أو لا فقد أبليت أعذاري