القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 8
يا من بليغ المعاني من عبارته
يا من بليغ المعاني من عبارته / ومن صريح المعاني من إشارته
ومن تروح المنايا في إمارته / جنداً وتغدو الأماني في أمارته
ومن إذا جد في يومي ندى وردى / فالليث والغيث نزر في غزارته
هل أنت مصغ إلى شكواي حر جوى / لو شئت بردت ما بي من حرارته
إعراض مثلك عن مثلي بصفحته / شر تذوب الرواسي من شرارته
ولو صددت عن الأيام ما عرفت / فيها حلاوة عيش من مرارته
ما بال من شيدت أفعاله شرفاً / لعامر يتعامى عن عمارته
فليت شعري أبا الماضي يزيد على ال / ماضي فواغبن حظي من خسارته
وأنت أول من دل الرجال على / فضلي وأسفر حظي من سفارته
نادى نداك على شعري ليرفعه / سوماً وأربح شعري في تجارته
وكنت مثل أتي السيل مغترباً / لولاك ما قر سيلي في قرارته
إن أكثر الناس في قول مدحت به / فبان نزح شوط من مهابته
فقد تجمع في بيت مدحت به / علاك ماكثروه من نزارته
بيت ترى كل سمع حين أنشده / يقضي فريضة حج في زيارته
لله درك عز الدين من ملك / أضحت ممالك مصر في خفارته
في مثل مدحك شرح القول مختصر
في مثل مدحك شرح القول مختصر / وفي طوال القوافي عنده قصر
حسنت ذكر القوافي إذ مدحت بها / وما على كل جيد تحسن الدور
وما مدحك لكني مدحت بك ال / شعر الذي بك يستعلي ويفتخر
سما بك الدست لما نلت منزلة / أجل مجدك فيها القدر والقدر
وبوأتك المواضي والقنا رتبا / أضعافها من ضمان الغيب منتظر
أنت الذي يعقد الإسلام خنصره / علية إن حل خطب أوطرا وطر
ما زال وجه المعالي الغر ملتفتا / شوقا إليك وعين المجد تنتظر
تجملت بك أيام ذخرت لها / إن النفيس من الأشياء يدخر
كان الزمان بهيم اللون فاتضحت / له بأيامك الأوضاح والغرر
مراتب الملك أجسام أبوك لها ال / روح اللطيف وأنت السمع والبصر
إن كان ليث الشرى العادي فإنك يا / ذخر الأئمة منه الناب والظفر
أو كان دوحة مجد طاب منبتها ال / زاكي فأنت لها الأوراق والثمر
أعلمتنا حين لم تخلل بسيرته / أن الأصول عليها تنبت الشجر
لما ترفع قدرا واستطال على / عن أن يباشره للهيبة البشر
ألقى إليك مقاليد العلى ثقة / بنهضة أحكمت من أمرها المرر
وفوض الأمر ترفيها لهمته / إلى خبير بما يأتي وما يذر
غض الشبيبة كهل الرأي مقتبل ال / أيام لا صغر يزري ولا كبر
كأن أخلاقه من حسن خلقته / صيغت فقد راقت الأفعال والصور
قامت بعزمة محيي الدين مملكة / صفا بوالده فيها له كدر
متوج تشرق الدنيا بطلعته / وتخجل الشمس مهما لاح والقمر
إذا أقامت على ثغر صوارمه / فللنوائب عن سكانها سفر
أغاث أعمال بلبيس وأمنها / من بعد ما عالها الإشفاق والحذر
وليس يعلو لمن رام العلى خطر / إن لم يهن عنده التغرير والخطر
أغرت قبل أبي الغارات مقتحماً / للهول تستصغر الجلى وتحتقر
فكان شمساً وكنت الفجر تقدمها / والفجر في الجو قبل الشمس ينتشر
بعزمة الناصر بن الصالح انكشف / الأعداء عن حوزة الإسلام وانذعروا
لجت به الغارة الشعواء خلفهم / والنصر يقسم لا فاتوه والظفر
فأمعنوا هرباً منه ومنذ علموا / بأنه نافر في إثرهم نفروا
وحين أبليت عذراً في اللحاق بهم / وصح منك السرى في الليل والسهر
وقال عزمك لما أن ألح ولم / تلح له منهم عين ولا أثر
إن تنج منها أبا عمرو فعن قدر / نجاؤكم قدرة قد عاقها القدر
وعدت نحو مقر العز في عصب / يفنى بها الأكثران الرمل والمطر
وللصوارم في أجفانها أسف / تكاد من حره الأجفان تستعر
جيش إذا انضم قطراه رأيت على / أرجائه شجرات الخط تشتجر
شاموا حياً ومحيا منك بينهما / سحائب البشر والإنعام تنهمر
أرضيت عسكر مصر بالنوال ولم / يزل رضى الناس باب قرعه عسر
فاشكر يداً أصبحوا شكراً لمنتها / على ولائك إن غابوا وإن حضروا
وسعتهم بالندى والحلم قاطبة / فالرزق متسع والذنب مغتفر
والجود إن تكشف الأيام صفحتها / سترته باذل الإحسان يستتر
تنزه الخلق المجدي عن عجل / يقضي به المزعجان الطيش والضجر
وصان مقداره العالي وقدرته / من أن يضاف إليه الشر والأشر
وأصبحت عنده الأيام نازلة / في رحب صدر إليه الورد والصدر
تفيض رحمته تغيض نقمته / والبحر تطفأ في تياره الشرر
ملك إذا رسمت مرآه نائله / تهلل البدر وانهلت له البدر
ما إن سموت على جرد مسومة / إلا وظن أناس أنها سرر
ولا حملت نجاد السيد في رهج / إلا بدا ذكر يسطو به ذكر
ولا اعتقلت وشيج الخط يوم وغى / إلا تمنت ثغور أنها ثغر
ولا علت يدك العليا على قلم / إلا جرى الرزق منه أو دم هدر
ولا سطرت على طرس مكاتبة / إلا بدت غرر من فوقها طرر
ولا نطقت ونادي الجمع منتظم / إلا وظلت عقود الدر تنتثر
أيقنت منذ أرحت المجد من تعب / أن سوف تتعب من أوصافك الفكر
فاجعل قبولك ما أهديت من خدم / أسنى ثوابٍ له الآمال تنتظر
وليس ذا لغنى بي عن ندى ملك / أغنى الملوك إلى نعماه مفتقر
ولكن لساني وإن طالت بلاغته / مقصر عن أداء الفضل بل حصر
في شكر نعمتك الأولى التي سلفت / شغل فكيف إذا انضافت لها أخر
إن رمت مدحاً على مقدار ما بلغت / بك المعالي فإني لست أقتدر
إني وإن قصر الساعون عن أمدي / إليك من خجل التقصير أعتذر
فاصفح وسامح وعد واعطف ولن وأقل / واسمح فأنت على ما شئت مقتدر
لو اطلعت على سري وإضماري
لو اطلعت على سري وإضماري / لم تؤثري غير ما يجري بإيثاري
لكن قلبك لم تضرم شرارته / من نار قلبي ولا من زندي الواري
أهم بالهجر أحيانا ً فيمنعني / عواطف لك في قلبي وأفكاري
وصورة وحديث منك مابرحا / مذ كنت نزهة أسماع وأبصار
يا هذه ودواعي الشوق تحملني / على الوفاء لرث العهد غدار
ما بال ألحاظك اللاتي رميت بها / أوردني ثم لم يحسن إصداري
وما لثغرك لم تبسم بوارقه / في ليل فرعك حتى يهتدي الساري
وما لأيام دهري قد غدوت بها / حيران أضرب أخماسي بأعشاري
قصرن ما طال من باعي وأعجبها / أن أصبحت أذرعي فيها كأشباري
أقسمت بالبيت معموراً جوانبه / بالوفد مابين حجاج وعمار
لقد نهضت بأمر لا يقوم به / أبا الفوارس لا باد ولا قار
أنت الذي يعقد الإسلام خنصره / عليه في كل إيراد وإصدار
كم موقف لك من باس ومن كرم / صفى بك الملك فيه بعد إكدار
لم ترض فيه مشيراً تستشير به / غير النصيحين من سيف ودينار
ما غاب شاور عن دست حللت به / والشبل يحمي عرين الضيغم الضاري
منعت كيد رجال أن يتم على / ما أضمروا فيه من مكر وإضرار
قلدتهم طوق إحسان فحين بغوا / قلدتهم حد ماضي الغرب بتار
يا قرب ما استسلفوا منكم بما غرموا / في الحال من غير إمهال وإنظار
في مدة الحمل أدركتم جنايتهم / على علاكم بأخذ الملك والثار
إن الوزارة لو خليتها رجعت / إليك طائعة من غير إجبار
لكن رأيناك في أولى وثانية / لم تأخذ الملك إلا أخذ قهار
إذا تمسك أقوام بعصمتها / طلقتها من حليل غير مختار
فما يمد إليها الخاطبون يداً / إلا كسرت عليها زند جبار
وما علمنا وزيراً قبل دولتكم / ردت له وجه عرف بعد إنكار
وسوف تعتذر الأيام نحوكم / إذا تكشف هذا العارض الطاري
أبا الفوارس ما حبي لدولتكم / خاف فيحتاج إيضاحي وإظهاري
أحب شاور إخلاصاً وعترته / وهل عمارة فيكم غير عمار
أثني عليكم إذ لم يستطع أحد / يقول من خوف تقصير وإقصار
فكيف أشكو الليالي وهي جارية / بما تريدون من نفع وإضرار
لم يقنع الدهر أن الشعر لي سمة / أعدها من سمات النقص والعار
حتى أغار على وفري فصيره / ممزقاً بين أيدي الغز والنار
واستأصل النهب والإحراق ما تركت / لي الحوادث من مال ومن دار
أدفع الهم عن قلبي فيغلبني / ما شئت من فقد أوطان وأوطار
مولاي دعوة عبد لم يزل أبداً / يهدي لك المدح من عون وأبكار
صن ماء وجهي عمن لا يناسبني / فليس للحر إلا عون أحرار
واستوص يا بان كفيل الملك بي أبداً / خيراً فلي حرمات الضيف والجار
وانظر لكثرة أشعار مدحت بها / فليس يرضيك منها غير أشعاري
قصائد لو مدحت النائبات بها / لم تجر إلا على قصدي وإيثاري
لا تخذلوها فهذا وقت حاجتها / للنصر يا خير أعوان وأنصار
فاجعل نداك غريباً لا شبيه له / من الندى في غريب الفضل والدار
وما أكلف نعماك التي سبقت / أبا الفوارس إلا القوت والجاري
وأي عذر وقد أصبحت ذا قلم / يجري بطاعته صرف القضاء الجاري
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار
ما عن هوى الرشأ العذري أعذار / لم يبق لي مذ أقر الدمع إنكار
لي في القدود وفي ضم النهود وفي / لثم الخدود لبانات وأوطار
هذا اختياري فوافق إن رضيت به / أو لا فدعني وما أهوى وأختار
وغر غيري ففي أسري ودائرتي / من المها دُرة صدري لها دار
لمني جزافاً وسامحني مصارفة / فالناس في درجات الحب أطوار
لا عتبها من سموم القيظ معتصر / ولا عتابي لها إن فهت إعصار
تبيت دائرة الإنصاف دائرة / على صفاء هوى ما فيه أكدار
يميل بي وبها والريح ساكنة / للوصل والهجر إقبال وإدبار
هذا هو الغزل المنسوج من كلم / في العقل منهن صهباء وأوتار
تغزل طال ما حل الإزار به / ظبي وحلت عن الأجياد أزرار
منزه العرض لا يزري بقائله / مع الدماثة لا إثم ولا عار
وصلته في مديحي في على ملك / أفعاله سير تتلى وآثار
متوج من بني أيوب عاش به / حظي وأصبح للأشعار إشعار
إن قلت ساحته للوقد منتجع / فقل وراحته للوفد مدار
كأن راحلهم عنها ونازلهم / فيها مدى العمر حجاج وعمار
وكلما حط رحل في أباطحها / حطت به من ذنوب الفقر أوزار
عالي السجية لا ينأى لطارقه / من اليسار ولا يدنيه إعسار
لو أثرت قبل الأفواه في يده / لبان منها على كفيه آثار
أنامل تبذل الدينار واهبة / ولا يباشرها للمس دينار
ترجي وتردي وفي صفح المهند / تدري وتعلم وهو الماء والنار
إذا تأملت أو أملت طلعته / تهللت لك أنواء وأنوار
أغر لا يمتري ظن ولا أمل / إن الغنى من ندى كفيه يمتار
يلوي حبال الليالي منه فوق يد / بنانها لبقاع الأرض أمطار
جود الحوادث موتور بصولته / لكن له عند بيت المال أوتار
يهفو رجال فيعفو وهو مقتدر / حتى تبين العطايا وهي أعمار
لا يرتضي واحد الآلاف في صلة / حتى يكون مع الآحاد أعشار
دعوى شهودي عليها غير غائبة / والقابضون ألوف المال حضار
تأتي إليهم عطاياه مكررة / حسن العوارف ترداد وتكرار
يبتاع بالجود أحرار الرجال فهم / عبيد نعمته والقوم أحرار
لا فخر إلا لفخر الدين وانقطعت / عرى الدعاوى فلا يغررك إكثار
سلني به فلساني فيه يحفظ ما / أقول وهي تواريخ وأخبار
قيدتها وهي في الآفاق مطلقة / سيارة وحديث المجد سيار
أقول والقول مأثور وأشرفه / ما عبرت خطب عنه وأشعار
لا تخدعن فتورنشاه أكرم من / حطت سروج بناديه وأكوار
أما وشمس بني أيوب ضامنة / هدايتي فنجوم السعد أقمار
إن الليالي أساءت غير عالمة / أن ابن أيوب لي من جورها جار
أما الزمان فقد وافى في رحابك بي / مهاجراً فليكن لي منك أنصار
وابخل بمعدن هذا الدر وهو فمي / فالبخل بي كرم محض وإيثار
واطرب على خطراتي فهي مطربة / لا بل على قطراتي فهي أنهار
إن شئت وداً فسلمان و عمار / أو رمت حمداً فبشار ومهيار
لبحتري وديعي وهو أسبق من / يضمه في رهان الفضل مضمار
أنت فوق ابن خاقان ندى ويدا / تبنى على قطرها المنهل أقطار
فامنن علي بنصف الألف راتبةً / فقدر ودك لا يحويه مقدار
مقسومة في شهور العام تحمل لي / أقساطها كل شهر وهي أدوار
وإن عزمت على تسيير مكرمة / فهذه الكلمات الغر أطيار
يا من أدل ببسط العذر من جارا
يا من أدل ببسط العذر من جارا / ومد سبقاً إلى العلياء من جارى
رتب على الباب إنساناً له أدب / وعشرة يلتقي بالبشر من زارا
ومجلباً خالياً باسم الجلوس ولا / يرى علينا إذا جئناه إنكارا
فلي ثلاثة أيام أعود على الدهليز / أبسط عند الناس أعذارا
وللدهاليز أرباب الظلامة لا / أهل الكرامة إجلالاً وإقدارا
واستخبر ابن عريف والرشيد تجد / لديهما نبآ مني وإخبارا
صفو الحياة وإن طال المدى كدر
صفو الحياة وإن طال المدى كدر / وحادث الموت لا يبقي ولا يذر
وما يزال لسان الدهر ينذرنا / لو أثرت عندنا الآثار والنذر
فلا تقل غرة الدنيا مطامعها / فبائع الموت لا غش ولا غرر
كم شامخ العز ذاق الموت من يدها / ما أضعف القدر إن ألوى به القدر
أودى علي وعثمان بمخلبها / ولم يفتها أبو بكر ولا عمر
خافوا من الأجل المحتوم ما نطقت / بذكره أحرف القرآن والسور
ومن أراد التناسي في مصيبته / فللورى برسول الله معتبر
لا قدست ليلة كادت صبيحتها ال / أكباد حزناً على أيوب تنفطر
تمخض الدست عن أم النوائب عن / كبيرة صغرت في جنبها الكبر
نجم هوى في سماء الدين منكدراً / والنجم من أفقه يهوي وينكدر
منظومة أنجم الجوزاء من جزع / لها وعقد الثريا منه منتثر
يا أيها الحرم المهجور أين مضى / وفد إليك لهم حج ومعتمر
وكيف صدت وجوه كنت قبلتها / وأغلقت دونها الأبواب والحجر
وكيف تنسى محياك الكريم ومن / نعماك في كل شيء صالح أثر
وإن صورة ذاك الوجه ماثلة / في العين والنفس مهما زالت الصور
هانت بوادر دمع العين في ملك / يا طال في جوده ما هانت البدر
يردي العطايا ويسمو قدر همته / على الخطايا ويعفو وهو مقتدر
جددت من أسد الدين الشهيد لنا / حزناً به يتوافى الصبر والصبر
قد كان للدين والدنيا بعزمكما / عزم يعبر عنه الصارم الذكر
نهر الفرات ونهر النيل بينهما / أسرى بخيلكما والنقع يعتكر
يا زائراً مشهد القبرين نادهما / إن أسمعت صوتك الأجداث والحفر
وأقر السلام عن الإسلام قاطبة / على جسوم بها الأثواب تفتخر
فهل يخبر أكناف البقيع بها / أم يستبد عليها الحجر والحجر
إن فاح مسكاً فلاما تمزجان به / مسكاً ذفيرة أيوب هي العبر
تخفى ذبال مصابيح إذا طلعوا / صبحاً وينسى ملوك الأرض إن دثروا
كأنما صور الله الكمال به / شخصاً وشنف منه السمع والبصر
إذا الليالي تجافت عن حشاشته / فالجرح مندمل والجرم مغتفر
الناصر الناصر الدين الذي فتحت / له الثغور ولم ينبت له ثغر
لا شوبك منه معصوم ولا كرك / ولا خليل ولا قدس ولا زعر
لم يرتحل قافلاً إلا وساكنها / إما مباح حماه أو دم هدر
يا ناصر الحق والأيام خاذلة / إن العزيز بغير الدمع ينتصر
هب الليالي أماناً من سطاك فقد / تصاحبت في الفلاة الشاة والنمر
إن يجن صرف الردى ذنباً وفاقرة / فإنه بصلاح الدين يغتفر
إن جل أمر فأنتم قائمون به / أو قل صبر فأنتم معشر صبر
وما الحياة كما لا تجهلون سوى / صحيفة شرحها بالموت مختصر
ما مات أيوب إلا بعد معجزة / في الخلق لم يؤتها من جنسه بشر
مضى حميداً من الدنيا وليس له / في رتبة طرب منها ولا وطر
وأشرف العمر ما امتدت مسافته / في صحة أخواها العقل والكبر
ومن سعادته أن مات لا سأم / يضج منه معانيه ولا ضجر
صلى الإله على نجم أضاء لنا / من نسله النيران الشمس والقمر
قل للمكرم والألقاب واقعة
قل للمكرم والألقاب واقعة / على علاه وقوع النقش في الحجر
يا كعبة للندى لو كنت ذا أمل / غدا إلى بابها حجي ومعتمري
إن كنت أزمعت مختاراً على سفر / فالله يحمد عقبى ذلك السفر
أين المحلة من وال محلته / من المعالي محل النور في البصر
أثني عليه بما يبقي مناقبه / مذكورة بلسان الصارم الذكر
وسوف تنظم أشعاري وقد فعلت / له من المدح عقداً فاخر الدرر
لك الأمانة في ودي أبا حسن / محمولة فأقم إن شئت أو فسر
فقد منحتك وداً مثل عرضك لا / تسمو إلى صفوه الأيام بالكدر
أقول لابني وقد قال الطبيب له
أقول لابني وقد قال الطبيب له / لم يبق إلا رجاء الخالق الباري
رضيت بالله مرجواً إذا اعترضت / وساوس اليأس في ظني وأفكاري
لأرفعن إلى الرحمن مبتهلاً / يد الضراعة في جهري وإسراري
مجهزاً من دعائي كل هاجمة / بغير إذن على حجب وأستار
نزهتها عن لساني أن يفوه بها / فما يعبر عنها غير إضماري
تسري إلى الله من دمعي ومن حرقي / بين النقيضين من ماء ومن نار
فإن يهبه لآمالي فذلك ما / رجوت أو لا فقد أبليت أعذاري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025