القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 47
نَفسي الفِداءُ لِبيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
نَفسي الفِداءُ لِبيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ / لَعِبنَ بي عِندَ لَثِمِ الرُكنِ وَالحَجَرِ
ما تَستَدَلُّ إِذا ما تَهتَ خَلفَهُمُ / إِلّا بِريحِهِمُ مِن طَيِّبِ الأَثَرِ
وَلا دَجا بِيَ لَيلٌ ما بِهِ قَمَرٌ / إِلّا ذَكَرتُهُمُ فَسِرتُ في القَمَرِ
وَإِنَّما حينَ أُمسي في رِكابِهِمُ / فَاللَيلُ عِندِيَ مِثلُ الشَمسَ في البُكَرِ
غازَلتُ مِن غَزَلي مِنهُنَّ واحِدَةً / حَسناءَ لَيسَ لَها أُختٌ مِنَ البَشَرِ
إِن أَسفَرَت عَن مُحَيّاها أَرَتكَ سَناً / مِثلَ الغَزالَةِ إِشراقاً بِلا غَبَرِ
لِلشَّمسِ غُرَّتُها لِلَّيلِ طُرَّتُها / شَمسٌ وَلَيلٌ مَعاً مِن أَعجُبِ الصُوَرِ
فَنَحنُ بِاللَيلِ في ضَوءِ النَهارِ بِها / وَنَحنُ في الظُهرِ في لَيلٍ مِنَ الشَعَرِ
السرُّ ما بين إقرارٍ وإنكار
السرُّ ما بين إقرارٍ وإنكار / في المشتريّ وهمِّ المُدلجِ الساري
لم لا يقول وقد أودعت سرّهما / أنا المعلم للأرواح أسراري
أنا المكّلم من نارٍ حجبتُ بها / نوراً فخاطبتُ ذاتَ النور في النارِ
أنا الذي أوجد الأكوان مظلمةً / ولو أشاءُ لكانتْ ذاتَ أنوار
أنا الذي أوجد الأسرار في شجِ / مجموعة لم ينلها بؤسُ أغيار
يا ضارباً بعصاه صلد رابيةَ / شمس وبدر وأرض ذات أحجار
فاعجب إلى شجرٍ قاصٍ على حجر / وانظر إلى ضاربٍ من خلف أستار
لقد ظهرتَ فما تخفى على أحدٍ / إلا على أحدٍ لا يعرفُ الباري
قطعتَ شرقاً وغرباً كي أنالهم / على نجائبَ في ليلٍ وأسحار
فلم أجدكم ولم أسمع لكم خبراً / وكيف تسمع أذن خلف أسوار
أم كيف أدرك مَنْ لا شيءَ يدركه / لقد جهلتك إذ جاوزتَ مقداري
حجبتَ نفسك في إيجاد آنية / فأنت كالسرّ في روح ابنة القاري
أنت الوحيد الذي ضاق الزمان به / أنت المنزه عن كون وأقطار
إن اللسانَ رسولُ القلبِ للبشر
إن اللسانَ رسولُ القلبِ للبشر / بما قد أودعه الرحمنُ من دُررِ
فيرتدي الصدق أحياناً على حذر / ويرتدي المين أحياناً على خطرِ
كلاهما علم في رأسه لهب / لا يعقلُ الحكمَ فيه غيرُ مُعتبر
وانظر إلى صادقٍ طابت مواردُه / وكاذبٍ رائحٍ غادٍ على سفر
مع اتحادهما والكيفُ مجهلةٌ / مِن سائلٍ كيفَ حكم الحقِّ في البشر
قلبُ المحققِ مِرآةٌ فمَن نظرا
قلبُ المحققِ مِرآةٌ فمَن نظرا / يرى الذي أوجد الأرواحَ والصُّورا
إذا أزال صدى الأكوان واتّحدتْ / صفاتُه بصفات الحقُّ فاعتبرا
من شاهد الملأ الأعلى فغايته / النورُ وهو مقامُ القلب إن شكرا
ومن يشاهد صفاتِ الحقِّ فاعلةً / لكلِّ شيء يكن في الوقتِ مفتكرا
ومن يشاهد مقام الذات يحظ بها / قي الوقت من سلب الأوصاف ِمفتقرا
فكلُّ قلبٍ تعالى عن أكنَّتِه / لم يدرِ في الملأ الأعلى ولا ذكرا
وكيف يدرك قلبٌ بات محتجباً / عن الوجودِ فما صلّى ولا اعتمرا
ما يعرف العينَ إلا العينُ فَاستمعوا / ما قلبُ عينٍ كقلبٍ قلَّد الخبرا
عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا
عجبتُ من رجمِ نارٍ يحرقُ النارا / والله يظهرهُ في العين أنوارا
لابدَّ منه له حفظاً لشُرعِتنا / ولو تسرَّبَ أنفاقاً وأغواراً
يشوِّه الوجه منه عند رؤيتِه / وثم يخطَفُ أسماعاً وأبصارا
إذا بدتْ سبحاتُ الوجه فاستتر
إذا بدتْ سبحاتُ الوجه فاستتر / فالنورُ يذهبُ بالأعيان والأثر
وانظر إلى من وراءَ النورِ مستتراَ / ترى الضياءَ فأمعن فيه بالبصر
وقل لقلبك أمسكْ عنه شاهدَه / فعند ردّك تلقى لذة النظر
قد تاه غلمانُنا علينا
قد تاه غلمانُنا علينا / فما لنا في الوجودِ قدرُ
أذنابُنا صُيرت رؤوساً / ما لي على ما أراه صبرُ
قد أوذي الله مثل هذا / فالوقتُ حلو وقتاً ومرّ
هذا هو الدهر يا خليلي / فمن يقاسيه فهو دهر
أُلبستُ من هوى ذاتي خِرقة الخَضَر
أُلبستُ من هوى ذاتي خِرقة الخَضَر / ما بين زمزم والركنين والحجرِ
على التزيُّن بالمرضيِّ من صفةٍ / محمودةٍ بين أهل الشَّرعِ والنظر
ولا تزال مع الأنفاسِ قائمةً / به إلى منتهى الأوقاتِ والعُمرِ
وما تحللها من سيءٍ فلنا / عليه شرط صحيح جاء في الخبر
لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي
لما تأدبتَ بي يا منتهى ألمي / وأحسنَ الناسِ في المعنى وفي الصورِ
وكان قد ملكت قلبي محاسنُها / خبراً تحققه يربي على الخبرِ
ألبستُها من سنى الأثوابِ ثوبَ تُقى / فخراً على جنسِها من خِرقةِ الخضر
وهي التأدُّب بالآدابِ أجمعها / مع التخلُّق بالآياتِ والسُّوَرِ
والعهدُ ما بيننا أنْ لا تبوح بها / ولا تعرّفُها شخصاً من البَشَر
لكي تكونَ من الإخلاص نشأتُها / فليس يلحقها شيءٌ من الغَيرِ
ألبستُ جاريةً ثوباً من الخَفَرِ
ألبستُ جاريةً ثوباً من الخَفَرِ / في النوم ما بين بابِ البيتِ والحَجَرِ
وقبلْته فقبّلنا مقبّلهَا / وغبت فيه عن الإحساس بالبِشرِ
واستصرختْ في ثنيات الطوافِ وقد / حسرنَ عن أوجهٍ من أحسنِ الصُّورِ
هذا إمام نبيلٌ بين أظهرنا / هذا قتيلُ الهوى واللثمِ والنظرِ
قالت لها قبليه الأمُّ ثانيةً / عساه يحيى كمثلِ النفخِ في الصور
فالنفخ يخرجُ أرواح الورى وبه / يحيى إذا دُعيت للنشر من حفر
فعاودتُ فأزلتْ حكم غاشيتي / وأدبرتُ وأنا منها على الآثرِ
أُقبلُ الأرض إجلالاً لوطأتها / حباله وأنا منه على حذر
من أجل تقييدِه بصورةِ امرأةٍ / عند التجلِّي فقلتُ النقصُ من بصري
ونسوةٍ كنجومٍ في مطالعِها / وأنتَ منهن عينُ الشمسِ والقمر
يا حسنها غادة كالشمسِ طالعةٌ / تسبي العقولَ بذاك الغنجِ والحورِ
الله يعلمُ أني لستُ أذكره
الله يعلمُ أني لستُ أذكره / لعلمه باعتقادي أنه الذاكرُ
فليس يذكره إلا هوّيته / والعبدُ يحجبها عن عينه ساترُ
وقد علمتُ بما في الدارِ من حرم / مسترات عن الإدراكِ بالناظر
الدارُ دارُ نعيمٍ لا اكتراثَ بها / فإنْ أضيفَ إليها فهو بالنادر
لأن ذلك إن قالوه عن غرضٍ / من النفوسِ إذا ما لم يكن زاجرُ
أو كالذي قيل في عين الحسان إذا / أمرضن في نظريا طرفها الفاتر
تلهُّفي حيث لا أحظى بجنَّتها / عن التألم وهو المؤلم الحاضرُ
إن التألم يعطي الشخصَ نشأته / لا الدار فاعلم بأنَّ الحكم للخابر
لو كان للدار أخران لما وجدت / لذاتها أنفسٌ سرورها ظاهر
بما ينعم ذا به يُعذَّبُ ذا / أعني به السببَ المشهودَ لا الناظر
فإن علمتَ الذي قلناه قلت به / وإنْ جهلتَ فأنت التاجر الخاسر
ما لي استنادٌ ولا ركنٌ ولا وزرٌ
ما لي استنادٌ ولا ركنٌ ولا وزرٌ / إلا إليّ وإني العينُ والخبرُ
لي التحكم في عيني يحققه / علمي وكشفي فمني النفع والضرر
لولاي ما كان للأسماء من أثر / أنا المسمى فلي الأسماء والأثر
انظر إليه بنا تجدْه عينُ أنا / فالناظرُ الحقُّ والمنظورُ والنظرُ
ولاتفرِّق فإن الفرقَ مجهلةٌ / فلا يفرِّق إلا الحقُ والصور
ألا ترى ليديه إذ توجهتا / على خميرةِ من تدعونه بشر
قد فرَّق الله أعياناً فقال لنا / هذا المقامُ وهذا الركنُ والحجر
لما شهدت الذي في الكون من صور
لما شهدت الذي في الكون من صور / عين الذي كنت أبغيه بلا صورِ
علمتُ أن الذي أبغيه يطلبني / بالعلم بي لا به فانهض على أثري
ترى الذي قد رأينا من منازله / في كلِّ آيةٍ تنزيهٌ من السُّور
وكلُّ آيةٍ تشبيهٌ ومحكمةٌ / تُتلى علينا من المكتوبِ في الزبر
ومَطلبُ الحقِّ منا أن نوحِّدَه / رباً كما هو في القرآنِ والنظر
ما مطلبُ الحقِّ منا أن نكفيه / حتى نراه بمجلى الشمسِ والقمرِ
ولا تفكرتُ فيه ما بقيتُ ولا / يزال من فكرِه عقلي على غررِ
في آلِ عمرانَ جاء النصُّ يطلبني / بما لديه من التخويفِ والخدر
وذاك عن رأفةٍ منه بنا ولذا / يتلى علينا مع الأصالِ والبكر
الليلُ لله لا لي والنهارُ معاً / لأنه الدهر فانظر فيه واعتبر
لاتعتبر نفسه إن كنتَ ذا نظرٍ / مسدَّدٍ ولتكن تمشي على قدر
إن المعارجَ والإسرا إليه به / على البُراق الذي أنشأت من فكري
حتى انتهيتُ إلى ما شاءه وقضى / تركته وامتطينا رفرفَ الدرر
عند التفاني به إذ كان ينزل بي / إلى السماء يناجيني إلى السحر
ودَّعته ثم سرنا حيث قال لنا / إذا به عن يميني طالباً أثري
لما تأملته لم أدر صورته / وعلمنا أنه هو غاية الخطر
غفلت عنه له إذ كان مقصده / مني التغافلُ بالتحويل في الصور
لأنه عالم أني أميّزه / لما تكفلني من حالة الصغر
له ولدتُ لهذا ما برحتُ له / مشاهد أناظرا فيه إلى كبري
لذاك أخبرنا بأنه معنا / على مكانتنا في بدوٍ أو حضر
رأيت بارقةً كانجمِ لامعةً
رأيت بارقةً كانجمِ لامعةً / بسقفِ بيتي على قُرب من السحرِ
علمتها عين من أهوى تعرفني / بما أنا منه في وِرد وفي صَدرِ
وكنتُ في حاضرِ الأبصارِ أرقبه / لحادثٍ كان لي فيهم من الخبر
على لسانِ الذي ظني به حَسَن / يحيى الفؤادُ بذاكره وبالنظرِ
عن الرسولِ رسولِ الله سيدنا / المصطفى المجتبى المختار من مُضَر
فقلتُ أعرفكم حالاً وأشهدكم / عيناً وأظهركم لأعين البشر
لأنهم جهلوا ما نحن تعلمه / من التجلي الذي لله في الصور
ما قلت فيكم ولا فهنا بذكركم / إلاَّ بما جاء في الآيات والسور
أتلو وأسردُ آياتٍ علمتُ بها / في شأنكم عنكم ما قلت عن نظر
ما لي التحكم في نفسي فكيف لنا / فيه التحكم والرامي على خطر
من أن يصيبَ به من لا يجوز له / فيه التصرف إلا حالة الضرر
مثل النبي الذي يوحى إليه به / لكي يبلغه للسمع والبصرِ
بالشمِّ أدرك أحياناً وبالنظر
بالشمِّ أدرك أحياناً وبالنظر / ما ليس يدركه غيري من النظرِ
ولستُ منه بلا شكٍّ على خطرٍ / مثل المقلد للمعصومِ في الخبرِ
من حاله الشمّ أعلى منه منزلة / أعني المقلد لا إدراك بالنظر
للذوقِ أخذ شريف لا يكفيه / في فعله غير أهل الضربِ والبصر
وليس يعرفُ من ذوق بجارحةٍ / مذاق جارحة أخرى أبو البشر
استغفر الله من علمٍ أفوه به
استغفر الله من علمٍ أفوه به / فإنَّ قائله منهم على خطر
وهو الصحيح الذي لاشك يدخلني / فيه ولكنني منه على حذر
وقد أتيت به لحكمةٍ حكمت / عليّ فيه على ما جاء في القدر
من العلوم التي قد عزَّ طالبها / ولم ينلها لما في الأمر عن غَرَرِ
لولا وارثتُنا خير الأنام لما / حصلتها السيد المختار من مُفَر
وهو العليم بها من ضربةٍ حصلتْ / له من الله ذي الآلاء في السمر
فاسمع فديتك إني قد عزمت على / إبراز ما كان في الأصدافِ من درر
إنْ قيل ما سبب التكبير والغير / فقلْ ذاك مجلى الحقِّ في الصور
فما ترى العينُ إلاَّ واحداً أبداً / والكِبرُ جاء من الإحكام في النظرِ
إن الوجودَ على الإبهامِ نشأتُه / مثل الشهادةِ حال الذرِّ في الفطرِ
والحكمُ مني بهذا القولِ صورته / ما قلته وكذا المشهودُ بالبصر
الغيبُ لله لا الأبصارُ تدركه / وما ترى العينُ يكنى عنه بالبشرِ
من كلِّ نجمٍ وأفلاكٍ يدور بها / وما يولده من هذه الأكرْ
إن لم تحققه برهاناً ومعرفةً / كما هو الأمر فاقنع فيه بالخبر
من ذائقٍ لم يقل ما قال عن نظر / ولا قياسٍ ولا حدسٍ ولا ضَرر
إن الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس له / فيه شريكٌ كما قد جاء في الأثر
وأين مثلُ رسولِ الله سيِّدِنا / فيما يُقال ففكِّر فيه واعتبر
فيما يقولُ لبيدٌ في جهالته / وليس يدري الذي قد قال فادكر
فإنَِّ ذا فطنة مثلي مخلقة / ترى الحقائقَ تأتيها على قدر
ولا تقل إن ذا وهم وسفسطة / القولُ ما قلته فانهض على أثَري
والله لولا شهودُ الحقِّ ما نظرت / عيني إلى أحد من عالم الغير
إني يتيمةُ دهري ما لها شبه / من الفرائدِ في نجر ولا بحر
يا أيها الناس خافوا الله واعتمدوا
يا أيها الناس خافوا الله واعتمدوا / عليه في كلِّ حالٍ إنكم صبرُ
ولا يزالُ وجودُ الحقِّ عينكم / في هذه الدار حتى ينقضي العمرُ
إذا نُقلتم إلى الأخرى فإنَّ لكم / فيها شؤوناً يراها من له نظر
هناك والمؤمنون العالمون بها / يرونها بعيون ما لها بصر
فيها الكمال الذي بالنشىء أطلبه / فيها المنافع ما فيها لنا ضرر
قد خُص بالضرّ أقوامٌ ذوو عمه / في دار خزي لهم فيها بما كفروا
جاءت سعادتهم تمشي على قدمٍ / فيما ابتلاهم به لو أنهم صبروا
أعماهم الله عن أمر له خلفوا / حتى يكون الذي يأتي به القدر
أشقاهم الله في أشياء تسرّهمُ / قد زينت لهمُ فيهم وما شعروا
لو أنهم صبروا ما كان حالهمُ / إلا السعادة والإسعاد والظفر
إن الفتى من يراعي حقَّ خالقِه
إن الفتى من يراعي حقَّ خالقِه / وثم حقُّ رسولِ الله إيثارا
والعارفون يرون الحقَّ عينهم / ولا يرون بعينِ الحق أغيارا
فهم يغارون أنْ يلقى بساحتهم / خيانة من نفوسٍ كنَّ أغوارا
فهم مع الله لا في حقِّ أنفسِهم / لذا أقاموا من التنزيه أسوارا
تنزيهِ تشبيهٍ لا تنزيه ليس كذا / بما أتاهم من الرحمن أخبارا
يحكون ما قاله عن نفسِه فإذا / حكوه كانوا له جنداً وأنصارا
لا يعرفون سوى الرحمن من أحد / لم يألفوا فيه لا داراً ولا جارا
لو أنهم وجدوا أمراً ينازعهم / فيه لأدخلهم نزاعهم نارا
ولم يكن مادحٌ منهم له أبداً / بكل فنٍّ من الأمداح مِكثارا
هم الأقلون إنْ قلوا وإنْ كثروا / حلاهم الحقُّ أسراراً وأسراراً
إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضَرراً
إذا رأيتَ مسيئاً يبتغي ضَرراً / فدارِهِ ثم لا تُظهر له خَبَرا
وادفعْ أذاه بما توليه من حُسنٍ / وامنُن عليه ولا تُعلم به بشرا
فإن ذلك إكسيرٌ وقوّتُه / إنَّ تقلبَ العين والأجساد والصورا
يرجعْ عدوَّك صدّيقاً فتأمنه / ولا تخف منه إضراراً ولا ضررا
وما يلقاها إلا صابرٌ وله / حظٌّ من العلمِ لما أمعَن النظرا
إنَّ الذي أظهر الأعيان لو ظهرا
إنَّ الذي أظهر الأعيان لو ظهرا / ما زاد حكماً على الأمر الذي ظهرا
هو الجليُّ الخفيُّ في تصرُّفه / فليس يظهر منه غيرُ ما ظهرا
مُقدَّس الذاتِ عن إدراكِ ما ظهرا / لكنه يهبُ الأرواح والصورا
فكلُّ صورة روحٍ عينُ صورتِه / وهو الذي عين الأفلاكِ والبشرا
من آدمَ خمرت يداه طينته / بذاك سمِّي في ما قد روى بشرا
لما أتى من وراء السّتر كلمني / وما رأيتُ له عَيناً ولا خبرا
علمت أنَّ حجابي لم يكن أحداً / غيري فلم أتعب الألبابَ والفكرا
فما رأيتَ وجودَ الحقِّ في أحد / إلا رأيت له في كونِه أثرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025