المجموع : 10
عَقدُ النُبُوَّةِ مِصباحٌ مِنَ النورِ
عَقدُ النُبُوَّةِ مِصباحٌ مِنَ النورِ / مُعَلَّقُ الوَحيِ في مِشكاةِ تَأمورِ
بِاللَهِ يَنفُخُ نَفخَ الروحِ في خَلَدي / لِخاطِري نَفخَ إِسرافيلَ في الصورِ
إِذا تَجَلّى بِطَوري أَن يُكَلِّمَني / رَأَيتُ في غَيبَتي موسى عَلى الطورِ
أَنتَ المُوَلِّهُ لي لا الذِكرُ وَلَّهَني
أَنتَ المُوَلِّهُ لي لا الذِكرُ وَلَّهَني / حاشا لِقَلبِيَ أَن يَعلَق بِهِ ذِكري
الذِكرُ واسِطَةٌ تُخفيكَ عَن نَظَري / إِذا تَوَشَّحَهُ مِن خاطِري فِكري
سَكَنتَ قَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسرارُ
سَكَنتَ قَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسرارُ / فَلتَهنِكَ الدارُ بَل فَليَهنِكَ الجارُ
ما فيهِ غَيرُكَ مِن سِرٍّ عَلِمت بِهِ / فَاِنظُر بِعَينِكَ هَل في الدارِ دَيّارُ
وَلَيلَة الهَجرِ إِن طالَت وَإِن قَصُرَت / فَمُؤنِسي أَمَلٌ فيهِ وَتِذكارُ
إِنّي لَراضٍ بَما يُرضيكَ مِن تَلَفي / يا قاتِلي وَلِمَا تَختارُ أَختارُ
الحُبُّ ما دامَ مَكتوماً عَلَي خَطرٍ
الحُبُّ ما دامَ مَكتوماً عَلَي خَطرٍ / وَغايَةُ الأَمنِ أَن تَدنو مِنَ الحَذَرِ
وَأَطيبُ الحُبِّ ما نَمَّ الحَديثُ بِهِ / كَالنارِ لا تَأتِ نَفعاً وَهيَ في الحَجَرِ
مِن بَعدِ ما حَضَرَ السَجّانُ وَاِجتمع ال / تَمَعَ أَعوانُ وَاِختَطَّ اِسمي صاحِبُ الخَبَرِ
أَرجو لِنَفسي بَراءً مِن مَحَبَّتِكُم / نَعَم إِذا تَبَرَأتُ مِن سَمعي وَمِن بَصَري
غِبتَ وَما غِبتَ عَن ضَميري
غِبتَ وَما غِبتَ عَن ضَميري / فَما زَجَت تَرحَتي سُروري
وَاِتَّصلِ الوَصلُ بِاِفتِراقٍ / فَصارَ في غَيبَتي حُضوري
فَأَنتَ في سِرِّ غَيب هَمّي / أَخفى مِنَ الوَهمِ في ضَميري
تُؤنِسُني بِالنَهارِ حَقّاً / وَأَنتَ عِندَ الدُجى سَميري
يا شَمسُ يا بَدرُ يا نَهارُ
يا شَمسُ يا بَدرُ يا نَهارُ / أَنتَ لَنا جَنَّةٌ وَنارُ
تَجَنُّبُ الإِثمِ فيكَ إِثمٌ / وَخيفَةُ العارِ فيكَ عارُ
يَخلَعُ فيكَ العِذارَ قَومٌ / فَكَيفَ مَن لا لَهُ عِذارُ
حَقيقَةُ الحَقِّ تَستَنيرُ
حَقيقَةُ الحَقِّ تَستَنيرُ / صارِخَةً بِالنَبا خَبيرُ
حَقيقَةٌ فيهِ قَد تَجَلَّت / مَطلَبُ مَن رامَها عَسيرُ
وَما وَجدتُ لِقَلبي راحَةً أَبَداً
وَما وَجدتُ لِقَلبي راحَةً أَبَداً / وَكَيفَ ذاكَ وَقَد هُيّيتُ لِلكَدَرِ
لَقَد رَكِبتُ عَلى التَغريرِ وَاِعجَبا / مِمَّن يُريدُ النَجا في المِسلَكِ الخَطِرِ
كَأَنَّني بَينَ أَمواجٍ تُقَلِّبُني / مُقَلِّباً بَينَ إِصعادٍ وَمُنحَدَرِ
الحُزنُ في مُهجَتي وَالنارُ في كَبِدي / وَالدَمعُ يَشهَدُ لي فَاِستَشهِدوا بَصَبري
وَطائِرٍ حَلَّ أَرضَ الشامِ أَقلَقَهُ
وَطائِرٍ حَلَّ أَرضَ الشامِ أَقلَقَهُ / فَقدُ الأَليفِ لَهُ نُطقٌ بِإِضمارِ
قَد كانَ إِلفَ قُصورٍ صارَ مَسكَنُهُ / في غَيضَةِ الأَيكِ في أَغصانِ أَشجارِ
يَقولُ أَخطَأتُ حَتّى الصُبحُ يُسعِدُهُ / صَوتٌ شَجِيٌّ وَيَبكي وَقتَ أَسحارِ
وَنُطقِهِ زُفَرٌ تُنبيكَ عَن حُرَقٍ / فَيَنثَني نَوحُهُ نُطقاً بِإِضمارِ
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ / وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ
إِن كانَ لَيسَ مِعي فَالذِكرُ مِنهُ مَعي / يَراهُ قَلبي وَإِن قَد غابَ عَن بَصَري