المجموع : 15
قَد أَصبَحَ القَلبُ عَنها كادَ يَصرِفُهُ
قَد أَصبَحَ القَلبُ عَنها كادَ يَصرِفُهُ / عَنها تَتَرُّعُ قَولٍ غَيَّرَ الشَعَرا
يا زَيدُ يا سَيِّدَ النَجّارِ إِنَّ لِما / أَحدَثَ قَومُكَ في عُثمانَ لي خَبَرا
وَإِنَّ لي حاجَةً يا زَيدُ أَذكُرُها / لَم أَقضِ مِنها إِلى ما قَومِنا وَطَرا
إِنّي أَرى لَهُمُ زِيّاً سَيُهلِكُهُم / وَفِتيَةً لَم يُصيبوا فيهِمُ البَصَرا
يا زَيدُ هَل لَكَ فيهِم قَبلَ موبِقَةِ / تُسَعِّرُ النارَ في أَفنائِهِم سَعَرا
يا زَيدُ أَهدِ لَهُم رَأياً يُعاشُ بِهِ / يا زَيدُ زَيدَ بَني النَجّارِ مُقتَصَرا
يا زَيدُ أَخرِج بَني النَجّارِ إِذ عَمِيَت / وَاِرفِض طَوائِفَ غَسّانٍ لَها الأُخَرا
ما وَلَدَتكُم قُرومٌ مِن بَني أَسَدِ
ما وَلَدَتكُم قُرومٌ مِن بَني أَسَدِ / وَلا هُصَيصٌ وَلا تَيمٌ وَلا عُمَرُ
وَلا عَدِيُّ اِبنُ كَعبٍ إِنَّ صَبغَتَها / كَالهُندُوانِيِّ لا رَثٌّ وَلا دَإِرُ
وَأَنتَ عَبدٌ لِقَينٍ لا فُؤادَ لَهُ / مِن آلِ شَجعٍ هُناكَ اللَومُ وَالخَوَرُ
وَقَد تَبَيَّنَ في شِجعٍ وِلادَتُكُم / كَما تَبَيَّنَ أَنّى يَطلُعُ القَمَرُ
حارِ بنَ كَعبٍ أَلا الأَحلامُ تَزجُرُكُم
حارِ بنَ كَعبٍ أَلا الأَحلامُ تَزجُرُكُم / عَنّي وَأَنتُم مِنَ الجوفِ الجَماخيرِ
لا عَيبَ بِالقَومِ مِن طولٍ وَلا عِظَمٍ / جُسمُ البِغالِ وَأَحلامُ العَصافيرِ
كَأَنَّهُم قَصَبٌ جوفٌ مُكاسِرُهُ / مُثَقَّبٌ فيهِ أَرواحُ الأَعاصيرِ
أَلا طِعانٌ أَلا فُرسانُ عادِيَةٍ / إِلّا تُجَشُّؤُكُم حَولَ التَنانيرِ
دَعوا التَخاجُؤَ وَاِمشوا مِشيَةً سُجُحاً / إِنَّ الرِجالَ ذَوُو عُصبٍ وَتَذكيرِ
لا يَنفُعُ الطولُ مِن نوكِ القُلوبِ وَلا / يَهدي الإِلَهُ سَبيلَ المَعشَرِ البورِ
إِنّي سَأَنصُرُ عِرضي مِن سَراتِكُمُ / إِنَّ الحَماسَ نَسِيٌّ غَيرُ مَذكورِ
أَلفى أَباهُ وَأَلفى جَدَّهُ حُبِسا / بِمَعزِلٍ عَن مَعالي المَجدِ وَالخيرِ
صابَت شَعائِرُهُ بُصرى وَفي رُمَحٍ
صابَت شَعائِرُهُ بُصرى وَفي رُمَحٍ / مِنهُ دُخانُ حَريقٍ كَالأَعاصيرِ
أَفنى بِذي بَعلَ حَتّى بادَ ساكِنُها / وَكُلُّ قَصرٍ مِنَ الخِمّانِ مَعمورِ
فَأَعجَلَ القَومَ عَن حاجاتِهِم شُغُلٌ / مِن وَخزِ جِنٍّ بِأَرضِ الرومِ مَذكورِ
يا اِبنَي رِفاعَةَ ما بالي وَبالُكُما
يا اِبنَي رِفاعَةَ ما بالي وَبالُكُما / هَل تُقصِرانِ وَلَم تَمسَسكُما ناري
ما كانَ مُنتَهِياً حَتّى يُقاذِفَني / كَلبٌ وَجَأتُ عَلى فيهِ بِأَحجارِ
يَكسو الثَلاثَةَ نِصفُ الثَوبِ بَينَهُمُ / لِمِئزَرٍ وَرِداءٍ غَيرِ أَطهارِ
قَد خابَ قَومٌ نِيارٌ مِن سَراتِهِمِ / رِجلاً مُجَوَّعَةٍ شُبَّت بِمِسعارِ
لَولا اِبنُ هَيشَةَ إِنَّ المَرءَ ذو رَحِمٍ / إِذاً لَأَنشَبتُ بِالبَزواءِ أَظفاري
زادَت هُمومٌ فَماءُ العَينِ مُنحَدِرُ
زادَت هُمومٌ فَماءُ العَينِ مُنحَدِرُ / سَحّاً إِذا أَغرَقَتهُ عَبرَةٌ دِرَرُ
وَجداً بِشَعثاءَ إِذ شَعثاءُ بَهكَنَةٌ / هَيفاءُ لا دَنَسٌ فيها وَلا خَوَرُ
دَع عَنكَ شَعثاءَ إِذ كانَت مَوَدَّتُها / نَزراً وَشَرُّ وِصالِ الواصِلِ النَزِرُ
وَأتِ الرَسولَ فَقُل يا خَيرَ مُؤتَمَنٍ / لِلمُؤمِنينَ إِذا ما عُدِّلَ البَشَرُ
عَلامَ تُدعى سُلَيمٌ وَهيَ نازِحَةٌ / أَمامَ قَومٍ هُمُ آوَوا وَهُم نَصَروا
سَمّاهُمُ اللَهُ أَنصاراً لِنَصرِهِمِ / دينَ الهُدى وَعَوانُ الحَربِ تَستَعِرُ
وَجاهَدوا في سَبيلِ اللَهِ وَاِعتَرَفوا / لِلنائِباتِ فَما خاموا وَما ضَجِروا
وَالناسُ أَلبٌ عَلَينا ثَمَّ لَيسَ لَنا / إِلّا السُيوفَ وَأَطرافَ القَنا وَزَرُ
نُجالِدُ الناسَ لا نُبقي عَلى أَحَدٍ / وَلا نُضَيِّعُ ما توحي بِهِ السُوَرُ
وَلا يَهِرُّ جَنابَ الحَربِ مَجلِسُنا / وَنَحنُ حينَ تَلَظّى نارُها سُعُرُ
وَكَم رَدَدنا بِبَدرٍ دونَ ما طَلَبوا / أَهلَ النِفاقِ وَفينا أُنزِلَ الظَفَرُ
وَنَحنُ جُندُكَ يَومَ النَعفِ مِن أُحُدٍ / إِذ حَزَّبَت بَطَراً أَشياعَها مُضَرُ
فَما وَنينا وَما خِمنا وَما خَبَروا / مِنّا عِثاراً وَجُلُّ القَومِ قَد عَثَروا
لاطَت قُرَيشٌ حِياضَ المَجدِ فَاِفتَرَطَت
لاطَت قُرَيشٌ حِياضَ المَجدِ فَاِفتَرَطَت / سَهمٌ فَأَصبَحَ مِنهُ حَوضُها صَفِرا
وَأَورَدوا وَحِياضُ المَجدِ طامِيَةٌ / فَدَلَّ حَوضَهُمُ الوُرّادُ فَاِنهَدَرا
وَاللَهِ ما في قُرَيشٍ كُلِّها نَفَرٌ / أَكثَرُ شَيخاً جَباناً فاحِشاً غُمُرا
أَزَبَّ أَصلَعَ سِفسيراً لَهُ ذَأَبٌ / كَالقِردِ يَعجُمُ وَسطَ المَجلِسِ الحُمَرا
هُذرٌ مَشائيمُ مَحرومٌ ثَوِيُّهُمُ / إِذا تَرَوَّحَ مِنهُم زُوِّدَ القَمَرا
أَمّا اِبنُ نابِغَةَ العَبدُ الهَجينُ فَقَد / أُنحي عَلَيهِ لِساناً صارِماً ذَكَرا
ما بالُ أُمِّكَ راغَت عِندَ ذي شَرَفٍ / إِلى جَذيمَةَ لَمّا عَفَّتِ الأَثَرا
ظَلَّت ثَلاثاً وَمِلحانٌ مُعانِقُها / عِندَ الحَجونِ فَما مَلّا وَما فَتَرا
يا آلَ سَهمٍ فَإِنّي قَد نَصَحتُ لَكُم / لا أَبعَثَنَّ عَلى الأَحياءِ مِن قُبِرا
أَلا تَرَونَ بِأَنّي قَد ظُلِمتُ إِذا / كانَ الزِبَعرى لِنَعلي ثابِتٍ خَطَرا
كَم مِن كَريمٍ يَعَضُّ الكَلبُ مِئزَرَهُ / ثُمَّ يَفِرُّ إِذا أَلقَمتَهُ الحَجَرا
قَولي لَكُم آلَ شِجعٍ سُمُّ مُطرِقَةٍ / صَمّاءُ تَطحَرُ عَن أَنيابِها القَذَرا
أَمّا هِشامٌ فَرِجلا قَينَةٍ مَجِنَت / باتَت تُغَمِّزُ وَسطَ السامِرِ الكَمَرا
لَولا النَبِيُّ وَقَولُ الحَقِّ مَغضَبَةٌ / لَما تَرَكتُ لَكُم أُنثى وَلا ذَكَرا
قَومٌ لِئامٌ أَقَلَّ اللَهُ خَيرَهُمُ
قَومٌ لِئامٌ أَقَلَّ اللَهُ خَيرَهُمُ / كَما تَناثَرَ خَلفَ الراكِبِ البَعَرُ
كَأَنَّ ريحَهُمُ في الناسِ إِذ خَرَجوا / ريحُ الحِشاشِ إِذا ما بَلَّها المَطَرُ
قَد أَبرَزَ اللَهُ قَولاً فَوقَ قَولِهِمِ / كَما النُجومُ تَعالى فَوقَها القَمَرُ
أَمّا الحِماسُ فَإِنّي غَيرُ شاتِمِهِم
أَمّا الحِماسُ فَإِنّي غَيرُ شاتِمِهِم / لا هُم كِرامٌ وَلا عِرضي لَهُم خَطَرُ
قَومٌ لِئامٌ أَقَلَّ اللَهُ عِدَّتَهُم / كَما تَساقَطَ حَولَ الفَقحَةِ البَعَرُ
كَأَنَّ ريحَهُمُ في الناسِ إِذ بَرَزوا / ريحُ الكِلابِ إِذا ما بَلَّها المَطَرُ
أَولادُ حامٍ فَلَن تَلقى لَهُم شَبَهاً / إِلّا التُيوسَ عَلى أَكتافِها الشَعَرُ
لَم يُنبِتوا فَرعَ خَيرٍ يُذكَرونَ بِهِ / حَتّى يُنَبِّتَ عودَ النَبعَةِ الكَمَرُ
إِن سابَقوا سُبِقوا أَو نافَروا نُفِروا / أَو كاثَروا أَحَداً مِن غَيرِهِم كُثِروا
شِبهُ الإِماءِ فَلا دينٌ وَلا حَسَبٌ / لَو قامَروا الزَنجَ عَن أَحسابِهِم قُمِروا
تَلقى الحِماسِيَّ لا يَمنَعكَ حُرمَتَهُ / شِبهَ النَبيطِ إِذا اِستَعبَدتَهُم صَبَروا
أَبلِغ بَني عامِرٍ عَنّي مُغَلغَلَةً
أَبلِغ بَني عامِرٍ عَنّي مُغَلغَلَةً / وَقَد تَجيءُ مَعَ الرُكبانِ أَخبارُ
أَنَّ اِبنَ عَمرٍ سُهَيلاً كانَ أَلأَمَهُم / عِندَ الهَزاهِزِ بِالسَوءاتِ أَمّارُ
وَأُمُّهُ خَربَةُ الأُذنَينِ أَهلَكَها / حُبُّ السَفادِ لَدى الرُكبانِ وَالعارِ
كانَت وِلادَةَ سوءٍ ما لَها نَسَبٌ / لا في مَعَدٍّ وَلا في الحَيِّ أَصهارُ
تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ
تَغَنَّ في كُلِّ شِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ / إِنَّ الغِناءَ لِهَذا الشِعرَ مِضمارُ
يَميزُ مُكفَأَهُ عَنهُ وَيَعزِلُهُ / كَما تَميزُ خَبيثَ الفِضَّةِ النارُ
نَبِّ المَساكينَ أَنَّ الخَيرَ فارَقَهُم
نَبِّ المَساكينَ أَنَّ الخَيرَ فارَقَهُم / مَعَ الرَسولِ تَوَلّى عَنهُمُ سَحَرا
مَن ذا الَّذي عِندَهُ رَحلي وَراحِلَتي / وَرِزقُ أَهلي إِذا لَم يُؤنِسوا المَطَرا
ذاكَ الَّذي لَيسَ يَخشاهُ مُجالِسُهُ / إِذا الجَليسُ سَطا في القَولِ أَو عَثَرا
كانَ الضِياءَ وَكانَ النورَ نَتبَعُهُ / وَكانَ بَعدَ الإِلَهِ السَمعَ وَالبَصَرا
فَلَيتَنا يَومَ وارَوهُ بِمَحنِيَةٍ / وَغَيَّبوهُ وَأَلقَوا فَوقَهُ المَدَرا
لَم يَترُكِ اللَهَ خَلقاً مِن بَرِيَّتِهِ / وَلَم يُعِش بَعدَهُ أُنثى وَلا ذَكَرا
ذَلَّت رِقابُ بَني النَجّارِ كُلِّهِمُ / وَكانَ أَمراً مِنَ اِمرِ اللَهِ قَد قُدِرا
وَاِقتُسِمَ الفَيءُ دونَ الناسِ كُلِّهِمُ / وَبَدَّدوهُ جِهاراً بَينَهُم هَدَرا
قَومي الَّذينَ هُمُ آوَوا نَبِيَّهُمُ
قَومي الَّذينَ هُمُ آوَوا نَبِيَّهُمُ / وَصَدَّقوهُ وَأَهلُ الأَرضِ كُفّارُ
إِلّا خَصائِصَ أَقوامٍ هُمُ سَلَفٌ / لِلصالِحينَ مَعَ الأَنصارِ أَنصارُ
مُستَبشِرينَ بِقَسمِ اللَهِ قَولُهُمُ / لَمّا أَتاهُم كَريمُ الأَصلِ مُختارُ
أَهلاً وَسَهلاً فَفي أَمنٍ وَفي سِعَةٍ / نِعمَ النَبيُّ وَنِعمَ القَسمُ وَالجارُ
فَأَنزَلوهُ بِدارٍ لا يَخافُ بِها / مَن كانَ جارَهُمُ داراً هِيَ الدارُ
وَقاسَموهُ بِها الأَموالَ إِذ قَدِموا / مُجاهِدينَ وَقَسمُ الجاحِدُ النارُ
سِرنا وَساروا إِلى بَدرٍ لِحَينِهِمُ / لَو يَعلَمونَ يَقينَ العِلمَ ما ساروا
دَلّاهُمُ بِغُرورٍ ثُمَّ أَسلَمَهُم / إِنَّ الخَبيثَ لِمَن والاهُ غَرّارُ
وَقالَ إِنّي لَكُم جارٌ فَأَورَدَهُم / شَرَّ المَوارِدِ فيهِ الخِزيُ وَالعارُ
ثُمَّ اِلتَقَينا فَوَلَّوا عَن سَراتِهِمُ / مِن مُنجِدينَ وَمِنهُم فِرقَةٌ غاروا
إِن يَأخُذِ اللَهُ مِن عَينَيَّ نورَهُما
إِن يَأخُذِ اللَهُ مِن عَينَيَّ نورَهُما / فَفي لِساني وَقَلبي مِنهُما نورُ
قَلبٌ ذَكِيٌّ وَعَقلٌ غَرُ ذي دَخَلٍ / وَفي فَمي صارِمٌ كَالسَيفِ مَأثورُ
لَو لَم تَكُن فيهِ آياتٌ مُبَيَّنَةٌ
لَو لَم تَكُن فيهِ آياتٌ مُبَيَّنَةٌ / كانَت بَداهَتُهُ تُنبيكَ بِالخَبَرِ