من نعمياتك لي ألف منوّعة
من نعمياتك لي ألف منوّعة / و كلّ واحدة دنيا من النور
رفعتني بجناحي قدرة و هوى / لعالم من رؤى عينيك مسحور
تعبّ من حسنه عيني فإن سكرت / أغفت على سندسيّ من أساطير
أخادع النّوم إشفاقا على حلم / حان على الشفة اللمياء مخمور
وزار طيفك أجفاني فعطّرها / يا للطيوف الغريرات المعاطير
طيوبها في زيارات الرؤى نزلت / من مقلتيّ على أصفى القوارير
كأنّ همسك في ريّاه وشوشة / دار النسيم بها بين الأزاهير
تندى البراءة فيه فهو منسكب / من لغو طفل و من تغريد عصفور
رشفت صوتك في قلبي معتّقة / لم تعتصر و ضياء غير منظور
لو كنت في جنّة الفردوس واحدة / من حورها لتجلىّ الله للحور
خلقتني من صبابات مدلهة / ظمأى الحنين إلى دلّ و تغرير
فكيف أغفلت قلبي من تجلّده / لمّا تولّيت إبداعي و تصويري
و كيف تشكين من حبّي غوايته / و أنت كوّنت تفكيري و تعبيري
و هل تريدين روحي هدأة و ونى / فكيف أنشأت روحي من أعاصير
ألفت نفسي على ما صغت جوهرها / يا غربتي عند تحويري و تغييري
كبّرت للطلعة النشوى أسبّحها / أكان لله أم للحسن تكبيري
يا طفلة الروح حبّات القلوب فدى / ذنب لحسنك عند الله مغفور
آثامك الخفرات البيض لو جليت / لطور موسى لندّت ذروة الطور
كأنّها أقحوانات منضّرة / بمخضب عبق الريحان ممطرة
يا نجمة تختفي حينا و تشرق لي / حينا أفانين تعريف و تنكير
لقد هجرت أخاك الفجر و انتبهت / شمس الصباح على أنّات مهجور
من موطن النّور هذا الحسن أعرفه / حلو الشمائل قدسيّ الأسارير
ففي السماء على مطلول زرقتها / أرى مساحب ذيل منك مجرور
لا تجزعي من مقادير مخبّأة / حنا يدلّلنا ظلم المقادير
عندي كنوز حنان لا نفاد لها / أنهبتها كلّ مظلوم و مقهور
أعطي بذلّة محروم فوا لهفي / لسائل يغدق النعماء منهور
جواهري في العبير السكب مغفية / من الونى بعد تغليس و تهجير
تاهت عن العنق الهاني فأرشدها / إلى سناه حنين النور للنور