المجموع : 4
ما بعد يومك في صرف الردى خطر
ما بعد يومك في صرف الردى خطر / قضى الندى والتقى والعلم والخطر
قد كان من قبلها الإسلام في حذر / لو كان يدفع محتوم القضا حذر
لا يملك الدهر عذراً بعد حادثة / يغنى بها مثل صبر الصابر العذر
ما كل جان تناهى في جنايته / يمحو اساءته ان جاء يعتذر
رزية جلل عم المصاب بها / فما نجا من مرامي حزنها بشر
بها المعزى رسول الله وابنته / وصنوه المرتضى والعترة الخير
نعي اطل على الافاق جاحمه / كما تطاير من جمر الغضا شرر
فالشرع يندب منه خير منتصر / ندب يحوط الهدى عزاً وينتصر
اليوم نيرّها العالي السنا خمدت / انواره فعلى أفق السما قتر
اليوم باب جنان الخلد منفتح / بشراً به ولواء الشرع منكسر
فأي بحر خضم ضمه جدث / واي حبر فقيه لفت الحبر
وهل تعد معدّ مثله وزراً / إذا عرتها غواش مالها وزر
كان العصام لها من كل طارقة / تطيش من عظمها الأحلام والفكر
ومرهف الحدّ لا تنبو مضاربه / إذا نبا في الضراب الصارم الذكر
وغيث عارفة ينهل صيبه / واداً إذا ضن في معروفه المطر
فلتبكه مضر الحمراء نادبة / فقد اصيبت بحامي عزها مضر
الفاعل الفعل قدماً كله كرم / والقائل القول حكماً كله غرر
يا لهفها لهف مطوي على حرق / تذكو لواعجها جمراً فتستعر
صفا به عيشها دهراً فكيف بها / وصفو موردها قد شابه الكدر
يا ناشد الفضل قد اقوت معالمه / بعد الحسين فلا ربع ولا اثر
قد اصبح العلم منه فاقداً علماً / منه ينابيع علم الله تنفجر
جاءت رزيته بكراً تروع كما / كانت مكارمه في الناس تبتكر
يا غائباً عن عيون كان قرتها / فشئفها الدائمان الدمع والسهر
أنت الجواد ودمعي سائل فأنل / عيني مناما فأقصى سؤلها نظر
ما ساجلتك غوادي المزن في كرم / الا جفون عليك اليوم تنهمر
حيث ثراك وان حل الغمام بها / وطفاء من كوثر الفردوس تنحدر
وغازلت روضها المطلول نافحة / من جنة الخلد يسري نشرها العطر
حاشا بني الفضل ان يغشى معاليها / وقد حماها سمي المصطفى غير
لأن اصيب به آل المعز ففي / محمد شرف باق ومفتخر
الماجد الحسب الحامي حقيقته / يوم الحفاظ فلا وهن ولا خور
جم المناقب لا يحصى لها عدد / حتى تعدّ وتحصى الانجم الزهر
متى ترد بحره الاحكام اصدرها / بالري يحمد ورد الزاخر الصدر
ورب غامضة غاض البيان بها / وفاض في القائلين القعي والحصر
جلت غياهبها انوار فكرته / فاسفرت وتجلت دونها الغمر
يعطي العفاة جزيلا وهو مبتسم / ويمنح الذنب عفواً وهو مقتدر
فالحمد منتظم يوم الفخار له / نظم العقود وشمل الوفر منتثر
اسدى العوارف في بدو وفي حضر / طرّاً فاثنى عليه البدو والحضر
بطلعة الخلف المهدي قد وضحت / سبل الرشاد لمن اضحى له بصر
به العزاء عن الماضي وان صدعت / له قلوب على برح الأسى صبر
يا بن الهداة الميامين الذين جلوا / ليل الضلال بصبح الرشد إذ سفروا
وما البليغ وان غإلى بمدحته / ببالغ كنههم يوماً إذا ذكروا
نعم ترفع عن نظم المديح لهم / مجدبه جاءت الايات والسّور
ورب مستعظم اخبار فضلهم / وبالعيان رأى ما دونه الخبر
هم الاعزة لاتيه ولا كبر / والعز يأخذ منه التيه والكبر
ومثل اعراقهم طيباً خلائقهم / إذا زكى الأصل يزكو الفرع والثمر
لا يجزعون وان جلت مصيبتهم / فكلما عظمت ارزائهم صبروا
عليهم من دروع الصبر محكمة / ما نسج داود يوم الروع ما الزبر
كأنما الصبر في أفواههم ضرب / مستعذب النهل وهو الصاب والصبر
بقاء مثلك والآثار شاهدة / نعمى ويسعد بالنعمى الأولى شكروا
يا حسنها درر لكنها قصدت / بحراً وايسر ما في الابحر الدرر
وان تفز بقبول فهو اعظم ما / ترجو وليس لها غير الرضا وطر
أهلا بيوم جرى بالسعد طائره
أهلا بيوم جرى بالسعد طائره / واسفرت بالمنى منه بشائره
نالت به الملة الغراء ما طلبت / فكل حرّ اريب قرّ ناظره
نالت بعاشر تموز مطالبها / الا فبورك من تموز عاشره
شموس عدل تجلت فيه صادعة / ليلا من الجور اردتنا دياجره
يوم غدا في جبين الدهر غرته / فالدهر طلق منير الوجه زاهره
يوم به نهض الإسلام واتحدت / شعوبه وصفت طبعا عناصره
يوم به ورد الاحرار عن ظمأ / وردا من الرشد قد طابت مصادره
اراك تجحد عن علم لنا شرفا / طلاع عينك في الدنيا مآثره
أوج الرّقي قديماً كان منزلنا / وربّ منزل أنس حن ذاكره
قد كان في الفلك الأعلى لنا وطن / تحكى مساعينا فيه زواهره
نحن الأولى استنزلوا بالسيف قيصركم / عن عرشه فانثنى والسيف قاهره
وسوف تعلم ما تيار عزمتنا / إذا تلاطم بالأمواج زاهره
وأنت يا عاذلي في حب آنسة / هذا هوى لك لا تبدو سرائره
خانتك عينك في معنى محاسنها / فلمت صبّاً سليم اللب عاذره
حرية لبست ثوب العفاف فما / غير العفيف لها خل تسامره
غيداء قد صانها القانون عن دنس / من يضمر السوء فالقانون زاجره
هبّت صبا البشر غب القطر نافحة / من روض نعماء قد رفت ازاهره
فقام يسعى بكأس الراح مدهقة / ساق اغن غضيض الطرف فاتره
قيد النواظر قدّ منه معتدل / إذا تثنى بوشي الحسن ناضره
يعطو بجيد ويرنو عن لواحظه / فقل برمل الحمى عنت جآذره
يا منية النفس قد طال الصدود فصل / قد آن ان يصل المهجور هاجره
واعدل بنا يا مليك الحسن في زمن / يذم فيه خلال الذم جاره
عصر العدالة زانته محاسنه / كأنه الجيد زانته جواهره
عصر به قد سما أوج العلى ملك / اغرّ مسبغ ظل العدل ناشره
محمد الخامس المسعود طالعه / اضحى به الملك معموراً دوائره
ملك به اعتضد الإسلام وانتصرت / احرار ايران فالأسلام شاكره
مؤيد العزم منصور اللواء إذا / رام العدو فان الله ناصره
راعتهم سطوة من باسل صدعت / قلب العدو على بعد زماجره
لو لم يدينوا لماضي الحكم غالهم / يوم يسد الفضا حشدا عساكره
شعارهم عز دين الله فهو لهم / شعار فتح فكم دارت دوائره
فلتهنأ الملة العلياء بهجتها / ونورها بسرور دام وافره
واهنأ أبا أحمد فالبشر مقتبل / والعيش مكتمل تزهو دساكره
في مثل مجدك درّ الحمد منتظم / يرتاح ناظمه شوقاً وناثره
ان يذخر الوفر قوم لاخلاق لهم / فالحمد خير نفيس أنت ذاخره
إذا استهل ندى كفيك في بلد / اغنى ثرى الأرض ان تهمى مواطره
وأنت من دوحة العلياء فرع علا / نظير أوله في المجد آخره
من طيب ذكرك في النادي يفوح شذى / كما سرى من نسيم الروض عاطره
جلا الظلام ضياء أنت موقده / في جنح ليل ينال البشر ساهره
كأن زهر الدراري في الثرى نزلت / ووجهك البدر باهي النور باهره
كأن غرّ السجايا منك قد سطعت / نوراً يرد كليل الطرف ناظره
بقيت في نعمة غرّاء مونقد / تبقى وعيش يروق العين زاهره
لي نشوة من هوى وسكر
لي نشوة من هوى وسكر / ولوعة من جوى وذكر
ونشوة المستهام خمر / يذكو بها في الفؤاد جمر
يا جيرة بالعقيق حيّا / ربوعكم وابل وقطر
هل عائد والمنى خداع / برامة عيشنا الاغر
أيام روض الصبا اريض / غض وغصن الشباب نضر
منادمي اهيف مليح / اغن حلو القوام غرّ
إذا بدا مائساً تثنى / غصن نقاً واستضاء بدر
يخلس لب العفيف وجداً / غنج بأجفانه وسحر
يبسم عن واضح شتيت / رضابه شهدة وخمر
تحميه من لحظه سيوف / كأنما الثغر منه ثغر
معذر فوق وجنتيه / اقيم للعاشقين عذر
بالآس قد طرزت خدود / له تفوق الشقيق حمر
فخدّه والعذار حسناً / زبرجد اخضر وتبر
وعاذل في هواه يبدي / نصحاً وبعض الملام غدر
يقول ان الهوى هوان / وليس يرضى الهوان حرّ
فقلت اخطأت ان ذلاً / في الحب عز لنا وفخر
يا من رأى مثله غزالا / قد ساور الأسد منه ذعر
أو مثل عبد المجيد شهماً / هذب طبع له ونجر
ازهر تجلى له صفات / تحكي نجوم السّماء زهر
يا بدر أفق العلى إلى كم / أنت عن العين مستسر
نشدتك الله في مشوق / ليس له في البعاد صبر
كنا اليفي هوى وود / وعيشنا بهجة وبشر
إذ نتعاطى سلاف نظم / ونقل تلك السّلاف نثر
ففرقت بيننا الليالي / ان صروف الزمان غدر
فكم جنينا ثمار أنس / حلت وما خلتها تمرّ
يا غائباً بالسّرور عني / بعدك لم الق ما يسرّ
عودك عيد لنا سعيد / عين المعالي به تقرّ
العين تذهب والآثار باقية
العين تذهب والآثار باقية / والرسم بغية من يشتاق للنظر
والمرء يحفظ فعل الصالحات له / مع المثال بقاء العين والاثر