القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو المحاسن الكربلائي الكل
المجموع : 4
ما بعد يومك في صرف الردى خطر
ما بعد يومك في صرف الردى خطر / قضى الندى والتقى والعلم والخطر
قد كان من قبلها الإسلام في حذر / لو كان يدفع محتوم القضا حذر
لا يملك الدهر عذراً بعد حادثة / يغنى بها مثل صبر الصابر العذر
ما كل جان تناهى في جنايته / يمحو اساءته ان جاء يعتذر
رزية جلل عم المصاب بها / فما نجا من مرامي حزنها بشر
بها المعزى رسول الله وابنته / وصنوه المرتضى والعترة الخير
نعي اطل على الافاق جاحمه / كما تطاير من جمر الغضا شرر
فالشرع يندب منه خير منتصر / ندب يحوط الهدى عزاً وينتصر
اليوم نيرّها العالي السنا خمدت / انواره فعلى أفق السما قتر
اليوم باب جنان الخلد منفتح / بشراً به ولواء الشرع منكسر
فأي بحر خضم ضمه جدث / واي حبر فقيه لفت الحبر
وهل تعد معدّ مثله وزراً / إذا عرتها غواش مالها وزر
كان العصام لها من كل طارقة / تطيش من عظمها الأحلام والفكر
ومرهف الحدّ لا تنبو مضاربه / إذا نبا في الضراب الصارم الذكر
وغيث عارفة ينهل صيبه / واداً إذا ضن في معروفه المطر
فلتبكه مضر الحمراء نادبة / فقد اصيبت بحامي عزها مضر
الفاعل الفعل قدماً كله كرم / والقائل القول حكماً كله غرر
يا لهفها لهف مطوي على حرق / تذكو لواعجها جمراً فتستعر
صفا به عيشها دهراً فكيف بها / وصفو موردها قد شابه الكدر
يا ناشد الفضل قد اقوت معالمه / بعد الحسين فلا ربع ولا اثر
قد اصبح العلم منه فاقداً علماً / منه ينابيع علم الله تنفجر
جاءت رزيته بكراً تروع كما / كانت مكارمه في الناس تبتكر
يا غائباً عن عيون كان قرتها / فشئفها الدائمان الدمع والسهر
أنت الجواد ودمعي سائل فأنل / عيني مناما فأقصى سؤلها نظر
ما ساجلتك غوادي المزن في كرم / الا جفون عليك اليوم تنهمر
حيث ثراك وان حل الغمام بها / وطفاء من كوثر الفردوس تنحدر
وغازلت روضها المطلول نافحة / من جنة الخلد يسري نشرها العطر
حاشا بني الفضل ان يغشى معاليها / وقد حماها سمي المصطفى غير
لأن اصيب به آل المعز ففي / محمد شرف باق ومفتخر
الماجد الحسب الحامي حقيقته / يوم الحفاظ فلا وهن ولا خور
جم المناقب لا يحصى لها عدد / حتى تعدّ وتحصى الانجم الزهر
متى ترد بحره الاحكام اصدرها / بالري يحمد ورد الزاخر الصدر
ورب غامضة غاض البيان بها / وفاض في القائلين القعي والحصر
جلت غياهبها انوار فكرته / فاسفرت وتجلت دونها الغمر
يعطي العفاة جزيلا وهو مبتسم / ويمنح الذنب عفواً وهو مقتدر
فالحمد منتظم يوم الفخار له / نظم العقود وشمل الوفر منتثر
اسدى العوارف في بدو وفي حضر / طرّاً فاثنى عليه البدو والحضر
بطلعة الخلف المهدي قد وضحت / سبل الرشاد لمن اضحى له بصر
به العزاء عن الماضي وان صدعت / له قلوب على برح الأسى صبر
يا بن الهداة الميامين الذين جلوا / ليل الضلال بصبح الرشد إذ سفروا
وما البليغ وان غإلى بمدحته / ببالغ كنههم يوماً إذا ذكروا
نعم ترفع عن نظم المديح لهم / مجدبه جاءت الايات والسّور
ورب مستعظم اخبار فضلهم / وبالعيان رأى ما دونه الخبر
هم الاعزة لاتيه ولا كبر / والعز يأخذ منه التيه والكبر
ومثل اعراقهم طيباً خلائقهم / إذا زكى الأصل يزكو الفرع والثمر
لا يجزعون وان جلت مصيبتهم / فكلما عظمت ارزائهم صبروا
عليهم من دروع الصبر محكمة / ما نسج داود يوم الروع ما الزبر
كأنما الصبر في أفواههم ضرب / مستعذب النهل وهو الصاب والصبر
بقاء مثلك والآثار شاهدة / نعمى ويسعد بالنعمى الأولى شكروا
يا حسنها درر لكنها قصدت / بحراً وايسر ما في الابحر الدرر
وان تفز بقبول فهو اعظم ما / ترجو وليس لها غير الرضا وطر
أهلا بيوم جرى بالسعد طائره
أهلا بيوم جرى بالسعد طائره / واسفرت بالمنى منه بشائره
نالت به الملة الغراء ما طلبت / فكل حرّ اريب قرّ ناظره
نالت بعاشر تموز مطالبها / الا فبورك من تموز عاشره
شموس عدل تجلت فيه صادعة / ليلا من الجور اردتنا دياجره
يوم غدا في جبين الدهر غرته / فالدهر طلق منير الوجه زاهره
يوم به نهض الإسلام واتحدت / شعوبه وصفت طبعا عناصره
يوم به ورد الاحرار عن ظمأ / وردا من الرشد قد طابت مصادره
اراك تجحد عن علم لنا شرفا / طلاع عينك في الدنيا مآثره
أوج الرّقي قديماً كان منزلنا / وربّ منزل أنس حن ذاكره
قد كان في الفلك الأعلى لنا وطن / تحكى مساعينا فيه زواهره
نحن الأولى استنزلوا بالسيف قيصركم / عن عرشه فانثنى والسيف قاهره
وسوف تعلم ما تيار عزمتنا / إذا تلاطم بالأمواج زاهره
وأنت يا عاذلي في حب آنسة / هذا هوى لك لا تبدو سرائره
خانتك عينك في معنى محاسنها / فلمت صبّاً سليم اللب عاذره
حرية لبست ثوب العفاف فما / غير العفيف لها خل تسامره
غيداء قد صانها القانون عن دنس / من يضمر السوء فالقانون زاجره
هبّت صبا البشر غب القطر نافحة / من روض نعماء قد رفت ازاهره
فقام يسعى بكأس الراح مدهقة / ساق اغن غضيض الطرف فاتره
قيد النواظر قدّ منه معتدل / إذا تثنى بوشي الحسن ناضره
يعطو بجيد ويرنو عن لواحظه / فقل برمل الحمى عنت جآذره
يا منية النفس قد طال الصدود فصل / قد آن ان يصل المهجور هاجره
واعدل بنا يا مليك الحسن في زمن / يذم فيه خلال الذم جاره
عصر العدالة زانته محاسنه / كأنه الجيد زانته جواهره
عصر به قد سما أوج العلى ملك / اغرّ مسبغ ظل العدل ناشره
محمد الخامس المسعود طالعه / اضحى به الملك معموراً دوائره
ملك به اعتضد الإسلام وانتصرت / احرار ايران فالأسلام شاكره
مؤيد العزم منصور اللواء إذا / رام العدو فان الله ناصره
راعتهم سطوة من باسل صدعت / قلب العدو على بعد زماجره
لو لم يدينوا لماضي الحكم غالهم / يوم يسد الفضا حشدا عساكره
شعارهم عز دين الله فهو لهم / شعار فتح فكم دارت دوائره
فلتهنأ الملة العلياء بهجتها / ونورها بسرور دام وافره
واهنأ أبا أحمد فالبشر مقتبل / والعيش مكتمل تزهو دساكره
في مثل مجدك درّ الحمد منتظم / يرتاح ناظمه شوقاً وناثره
ان يذخر الوفر قوم لاخلاق لهم / فالحمد خير نفيس أنت ذاخره
إذا استهل ندى كفيك في بلد / اغنى ثرى الأرض ان تهمى مواطره
وأنت من دوحة العلياء فرع علا / نظير أوله في المجد آخره
من طيب ذكرك في النادي يفوح شذى / كما سرى من نسيم الروض عاطره
جلا الظلام ضياء أنت موقده / في جنح ليل ينال البشر ساهره
كأن زهر الدراري في الثرى نزلت / ووجهك البدر باهي النور باهره
كأن غرّ السجايا منك قد سطعت / نوراً يرد كليل الطرف ناظره
بقيت في نعمة غرّاء مونقد / تبقى وعيش يروق العين زاهره
لي نشوة من هوى وسكر
لي نشوة من هوى وسكر / ولوعة من جوى وذكر
ونشوة المستهام خمر / يذكو بها في الفؤاد جمر
يا جيرة بالعقيق حيّا / ربوعكم وابل وقطر
هل عائد والمنى خداع / برامة عيشنا الاغر
أيام روض الصبا اريض / غض وغصن الشباب نضر
منادمي اهيف مليح / اغن حلو القوام غرّ
إذا بدا مائساً تثنى / غصن نقاً واستضاء بدر
يخلس لب العفيف وجداً / غنج بأجفانه وسحر
يبسم عن واضح شتيت / رضابه شهدة وخمر
تحميه من لحظه سيوف / كأنما الثغر منه ثغر
معذر فوق وجنتيه / اقيم للعاشقين عذر
بالآس قد طرزت خدود / له تفوق الشقيق حمر
فخدّه والعذار حسناً / زبرجد اخضر وتبر
وعاذل في هواه يبدي / نصحاً وبعض الملام غدر
يقول ان الهوى هوان / وليس يرضى الهوان حرّ
فقلت اخطأت ان ذلاً / في الحب عز لنا وفخر
يا من رأى مثله غزالا / قد ساور الأسد منه ذعر
أو مثل عبد المجيد شهماً / هذب طبع له ونجر
ازهر تجلى له صفات / تحكي نجوم السّماء زهر
يا بدر أفق العلى إلى كم / أنت عن العين مستسر
نشدتك الله في مشوق / ليس له في البعاد صبر
كنا اليفي هوى وود / وعيشنا بهجة وبشر
إذ نتعاطى سلاف نظم / ونقل تلك السّلاف نثر
ففرقت بيننا الليالي / ان صروف الزمان غدر
فكم جنينا ثمار أنس / حلت وما خلتها تمرّ
يا غائباً بالسّرور عني / بعدك لم الق ما يسرّ
عودك عيد لنا سعيد / عين المعالي به تقرّ
العين تذهب والآثار باقية
العين تذهب والآثار باقية / والرسم بغية من يشتاق للنظر
والمرء يحفظ فعل الصالحات له / مع المثال بقاء العين والاثر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025