المجموع : 5
لا أوحشَ اللَه ممن لم أزل أبداً
لا أوحشَ اللَه ممن لم أزل أبداً / أراه عندي وإن شَطَّت به الدارُ
ولستُ أعجبُ إلا من إقامتهِ / في باطنٍ حَشوُهُ لما نأى نارُ
عَوَّدتَهُ أنه يَجني وأعتذرُ
عَوَّدتَهُ أنه يَجني وأعتذرُ / لحسنه كلُّ ذَنبٍ منه مُغتَفَرُ
هُوَ الغنيُّ وإني في هواه إلى / أمانه من عذاب الهجر مُقتَقر
يا مالكَ القلب رِفقاً إنَّ نارك في / أضالعِ الصَّبِّ لا تُبقى ولا تَذر
ما أنكر الطَّرفُ أن الشَّعرَ منك دُجىً / وإنما غَرَّهُ من وجهك القمرُ
فَضَحتَ غُصنَ النَّقَا ليناً فظلَّ إذا / ما ماس قدُّك بالأوراق يَسترُ
يا مُدنَف الخَصرِ قد غادَرتني دَنِفاً / وناعسَ الطرف قد أودى بي السَّهَرُ
إني لأعجبُ من طرف تدبرُ به / على محبّيك خَمراً وهو مُنكَسرُ
يا عادلي فيه قل مهما أردت فما / عندي وعيشك مما قُلتَه خبر
قل للذي ظنّ أن الظبي يُشبِهُهُ / من أين للظبي ذاك الجيدُ والحورُ
استودعُ اللَه من ودَّعتُهُم سحراً / يوم الرحيل وهُم للقلب قد سحرُوا
فقال قلبي لطرفي عند فُرقَتِهم / ماذا بدمعك يوم البَينِ تَنتَظرُ
هناك لَبت جفوني وهي مسرعة / إن الجفون بأمرِ القلب تأتَمِرُ
ماضي العزيمة ما في باعه قِصَرُ / يوم الهيَاج ولا في طبعه خَوَرُ
تُثنى على جوده أخلاقُهُ وكَذا / يُثنى على حسن أفعال الحيَا الزّهرُ
فغير بدعٍ إذا ما خِلتُهُ مَلَكاً / لأنه حاز ما لا حازَهُ البَشَرُ
تجمَّع الحسنُ والإحسان فيه معاً / وإنما بالمعاني تُعشَقُ الصورُ
كم للنَّدا من معانٍ كلها طُرِقَت / وكلُّ معنى له في الجود مُبتَكَرُ
سَمحٌ إذا حلَّ في مغناه ذو أدب / فالمدح يُنظَمُ والأموال تنتَثرُ
يرتاحُ للمدح علماً أنه سببٌ / للجود لا كالذي بالمدح يَفتَخرُ
عوِّل على قصده بعد الإِله تَجد / عَوناً وغَوثاً لديه العزُّ والظَّفَّرُ
واستَجل من وجهه شَمساً إذا بزغت / يكاد يَعجزُ عن إدراكها البصرُ
وشنِّف السمعَ من ألفاظ مِقوله / فإِنه بَحرُ علمٍ كُلُّهُ دُرَرُ
به انتَصرتُ على جَورِ الزمانِ وهل / يزِلُّ من بات بالأَنصار ينتَصرُ
حسبي اعتمادي على بيت مكارِمُه / في الدهر يُخبرُ عنها البدوُ والحضَرُ
قومٌ بقولِ رسول اللَه فَضلَهُمُ / في الجاهلية والإسلام مُشتَهِرُ
قَيسُ بن سَعدٍ وما أدراك جَدُّهُم / إن الأصول عليها تَنبتُ الشَّجرُ
من بَعد فَقدك قل لي كيف أًصطبرُ
من بَعد فَقدك قل لي كيف أًصطبرُ / والحزنُ عنديَ لا يُبقي ولا يَذَرُ
يا من أقام بجنَّات النعيم وفي / قلبي عليه لهيبُ النار يَستَعرُ
كم قد تأسَّفتُ ولكن لم يُفِد أسفي / كما حَذِرتُ وما أغنائي الحَذَرُ
بكيتُ إذ قيل لي في عَينهِ أَثَرٌ / فكيف حالي ولا عَينٌ ولا أثَرُ
أحبابنا ما لليلى بعد فرقتكُم
أحبابنا ما لليلى بعد فرقتكُم / كأنَّما هو مخلوقٌ بلا سَحَر
أنفقت أيام عمري في محبتكُم / وقد نأيتم فلا أنتُم ولأغمرِي
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه / فكيفَ توفى ضماناً وهي تِنكرُهُ