القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 16
أَعطَتكَ رَيحانَها العُقارُ
أَعطَتكَ رَيحانَها العُقارُ / وَكانَ مِن لَيلِكَ اِنسِفارُ
فَاِنعَم بِها قَبلَ رائِعاتٍ / لا خَمرَ فيها وَلا خُمارُ
وَوَقِّرِ الكَأسَ عَن سَفيهٍ / فَإِنَّ آيِينَها الوِقارُ
تِخُيِّرَت وَالنُجومُ وَقفٌ / لَم يَتَمَكَّن بِها المَدارُ
فَلَم تَزَل تَأكُلُ اللَيالي / جُثمانَها ما بِها اِنتِصارُ
حَتّى إِذا ماتَ كُلُّ ذامٍ / وَخُلِّصَ السِرُّ وَالنَجارُ
عادَت إِلى جَوهَرٍ لَطيفٍ / عِيانُ مَوجودِهِ ضِمارُ
كَأَنَّ في كَأسِها سَراباً / تُخيلُهُ المَهمَهُ القِفارُ
كَأَنَّها ذاكَ حينَ تَزهى / لَو لَم يَشُب لَونَها اِصفِرارُ
لا يَنزِلُ اللَيلُ حَيثُ حَلَّت / فَلَيلُ شُرّابِها نَهارُ
حَتّى لَوِ اِستودِعَت سِراراً / لَم يَخفَ في ضَوإِها السِرارُ
ما أَسكَرَتني الشَمولُ لَكِن / مُديرُ طَرفٍ بِهِ اِحوِرارُ
لَمّا أَتَوني بِكَأسٍ مِن شَرابِهِمُ
لَمّا أَتَوني بِكَأسٍ مِن شَرابِهِمُ / يُدعى الطِلاءَ صَليباً غَيرَ خَوّارِ
أَظهَرتُ نُسكاً وَقُلتُ الخَمرُ أَشرَبُها / وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ الخَمرَ إِضماري
آلى زَعيمُهُمُ بِالنارِ قَد طُبِخَت / يُريدُ مِدحَتَها بِالشَينِ وَالعارِ
فَقُلتُ مَن ذا الَّذي بِالنارِ عَذَّبَها / لا خَفَّفَ اللَهُ عَنهُ كُربَةَ النارِ
لَو كانَ لي سَكَنٌ في الراحِ يُسعِدُني
لَو كانَ لي سَكَنٌ في الراحِ يُسعِدُني / لَمّا اِنتَظَرتُ بِشُربِ الراحِ إِفطارا
الراحُ شَيءٌ عَجيبٌ أَنتَ شارِبُها / فَاِشرَب وَإِن حَمَّلَتكَ الراحُ أَوزارا
يا مَن يَلومُ عَلى حَمراءَ صافِيَةٍ / صِر في الجِنانِ وَدَعني أَسكُنُ النارا
يا حَبَّذا مَجلِسٌ قَد كانَ يَجمَعُنا
يا حَبَّذا مَجلِسٌ قَد كانَ يَجمَعُنا / بِطيزَناباذَ في بُستانِ عَمّارِ
وَحَبَّذا أُمُّ عَمّارٍ وَرُؤيَتُها / خَمّارَةٌ أَصبَحَت أُمّاً لِخَمّارِ
تَعُلُّنا بِمُدامٍ قَد تَناوَلَها / رَيبُ الزَمانِ وَعَصرٌ بَعدَ إِعصارِ
أَنَّت زَماناً كَما أَنَّ المَريضُ وَما / تُشفى فَدافَعَ عَنها الخالِقُ الباري
فَلَم تَزَل حِقَبُ الأَيّامِ تُنقِصُها / حَتّى اِختَبا عُشرُها في دَنِّها الضاري
كَأَنَّما شَرِبَت مِن نَفسِها جُرَعاً / فَاِزدادَ مِن لَونِها في باطِنِ القارِ
لَم تَخطُ مِن خِدرِها شِبراً إِلى أَحَدٍ / وَلَم تَزَل بَينَ جَنّاتٍ وَأَنهارِ
بادِر شَبابَكَ قَبلَ الشَيبِ وَالعارِ
بادِر شَبابَكَ قَبلَ الشَيبِ وَالعارِ / وَحَثحِثِ الكَأسَ مِن بِكرٍ لِإِبكارِ
مِن قَهوَةٍ لَم تَزَل تَخفى وَيَحجُبُها / كِنُّ الحَرائِرِ عَصراً بَعدَ إِعصارِ
ظَلَّت مِنَ الدَهرِ أَزماناً مُخَدَّرَةً / يَصونُها كَنَفٌ مِن بَيتِ خَمّارِ
مِن قَعرِ جَوفٍ ذي ساقٍ بِلا قَدَمٍ / نيطَت بِدَنٍّ عَظيمِ البَطنِ هَدّارِ
مُمازِجُ الخَلقِ مِن زِفتٍ بِطانَتُهُ / وَالظَهرُ مِن فَوقِهِ بِنيانُ فَخّارِ
فيهِ مُدامٌ كَعَينِ الديكِ صافِيَةٌ / مِن مِسكِ دارينَ فيها نَفحَةُ الغارِ
يا رُبَّ لَيلٍ طَرَقنا بَيتَ صاحِبِها / بِفِتيَةٍ كَنُجومِ اللَيلِ أَحرارِ
فَقامَ مُستَنبِطاً لِلراحِ في ظُلَمٍ / يَسعى إِلى شَبَحٍ في كِنِّ أَستارِ
فَقالَ بَعضُهُمُ لَمّا رَأَوا عَجَباً / في الكَأسِ تَحتَ الدُجى مِن زِندِها الواري
شَمسُ النَهارِ وَماذا وَقتُ طَلعَتِها / وَقالَ بَعضُهُمُ ضَوءٌ مِنَ النارِ
حَتّى إِذا نَقَلَت كاساتِها خُرُدٌ / مِن بَينِ ذي قُرطُقٍ أَو ذاتِ زِنّارِ
جاءَت بِمُشرِقَةٍ تُهدى السَراةُ بِها / إِن ضَلَّ في ظُلمَةٍ عَن قَصدِهِ الساري
كَأَنَّها عِندَ مَسِّ الماءِ مِنجَزَعٍ / وَالماءُ يَجزَعُ مِنها شِبهَ فَرّارِ
في حَلبَةِ الحانِ جانٌ خَلفَهُ شُهُبٌ / مُبادِرٌ راعَهُ شَخصٌ بِإِنفارِ
وَالكَأسُ تُمسِكُها مِن أَن تُراعَ فَما / تَنفَكُّ فيها بِإِقبالٍ وَإِدبارِ
عَروسُ خِدرٍ مِنَ الياقوتِ نَشرَبُها / تُكِنُّ تَحتَ سَماها بَدرَ أَقمارِ
تَبدو لَنا عُطُلاً حَتّى إِذا مُزِجَت / حَلّى لَها المَزجُ سِمطَي دُرِّ قَسطارِ
كَأَنَّهُ بَرَدٌ في الطَوقِ مِنتَظِمٌ / في غَيرِ سِلكٍ وَلَم يوثَق بِمِسمارِ
وَخادِلٍ مِن جَواري الحَيِّ تُسعِدُها / أَصواتُ مُختَلِفٍ مِن وَقعِ أَوتارِ
مِن بَينِ بَمٍّ إِلى مَثنىً وَمَثلَثِهِ / وَما خَلى ذاكَ مِن أَصواتِ أَوتارِ
نيطَت إِلى بَدَنٍ كَالخَلقِ لَيسَ لَهُ / روحٌ وَلَكِنَّهُ مِن تَحتِ نَجّارِ
أَتاهُ في غَيضَةٍ فَاِختارَ جَيِّدَهُ / وَظَلَّ يَنحى لَهُ قَطعاً بِمِنشارِ
مُعَقرَبُ الرَأسِ كَالمِسراجِ صَنعَتُهُ / سِحرٌ وَما مَسَّهُ تَعقيدُ سَحّارِ
تَمَّت مَلاويهِ حَتّى خِلتَ خِلقَتَها / أَصابِعاً حُرِّكَت مِن مِفصَلِ جارِ
يَحكي صَداهُ مَجيدَ الصَوتِ إِذ نَطَقَت / مِنهُ اللُغاتُ عَلى طَبلٍ وَزَمّارِ
فَذاكَ قَبلَ نُزولِ الشَيبِ عادَتُنا / لَكِنَّنا نَرتَجي غُفرانَ غَفّارِ
إِن لا تَزوري فَإِنَّ الطَيفَ قَد زارا
إِن لا تَزوري فَإِنَّ الطَيفَ قَد زارا / وَقَد قَضَيتُ لُباناتٍ وَأَوطارا
قالَت لَقَد بَعُدَ المَسرى فَقُلتُ لَها / مَن عالَجَ الشَوقَ لا يَستَبعِدُ الدارا
قالَت كَذَبتَ عَلى طَيفي فَقُلتُ لَها / إِذَن فَعادَيتُ يا مَكنونُ خَمّارا
وَلا نَقَلتُ إِلى حانوتِهِ قَدَماً / وَلا نَبَذتُ إِلَيهِ النَقدَ فَاِختارا
وَلا رَأى شَفَةً مِنهُ عَلى شَفَتي / إِطباقَ عَينَيكِ بِالأَشفارِ أَشفارا
قالَت حَلَفتَ يَميناً لا كَفاءَ لَها / أَما تَخافُ وَعيدَ اللَهِ وَالنارا
لَولا الأَميرُ وَأَنَّ العُذرَ مَنقَصَةٌ
لَولا الأَميرُ وَأَنَّ العُذرَ مَنقَصَةٌ / وَالعارُ بِالعُذرِ عِندي أَقبَحُ العارِ
جاءَت بِخاتَمِها مِن عِندِ خَمّارٍ / روحٌ مِنَ الكَمِ في جِسمٍ مِنَ القارِ
فَالريحُ ريحُ ذَكِيِّ الأَذفَرِ الداري / وَالبَردُ بَردُ النَدى وَاللَونُ لِلنارِ
ما تَختَطي مَجلِساً مِمّا تَمُرُّ بِهِ / إِلّا تَلَوها بِأَسماعٍ وَأَبصارِ
وَالزِقُّ يَرميهُمُ عَمّا تَضَمَّنَهُ / رَمياً يُصيبُ بِهِ مِن غَيرِ أَوتارِ
حَتّى إِذا حازَها الحَيُّ الَّذي قَصَدوا / بِها إِلَيهِ فَحيزَت مِنهُ في دارِ
فاحَت بِرائِحَةٍ قالَ العَريفُ لَهُم / هَل في مَحَلَّتِنا دُكّانُ عَطّارِ
يا ذا الَّذي عَن جِنانٍ ظَلَّ يُخبِرُني
يا ذا الَّذي عَن جِنانٍ ظَلَّ يُخبِرُني / بِاللَهِ قُل وَأَعِد يا طَيِّبَ الخَبَرِ
قالَ اِشتَكَتكَ وَقالَت ما بُليتُ بِهِ / أَراهُ مِن حَيثُما أَقبَلتُ في أَثَري
وَيُعمِلُ الطَرفَ نَحوي إِن مَرَرتُ بِهِ / حَتّى لَيُخجِلُني مِن حِدَّةِ النَظَرِ
وَإِن وَقَفتُ لَهُ كَيما يُكَلِّمُني / في المَوضِعِ الخَلوِ لَم يَنطِق مِنَ الحَصَرِ
ما زالَ يَفعَلُ في هَذا وَيُدمِنُهُ / حَتّى لَقَد صارَ مِن هَمّي وَمِن وَطَري
قَنِعتُ إِذ نِلتُ مِن أَحبابِيَ النَظَرا
قَنِعتُ إِذ نِلتُ مِن أَحبابِيَ النَظَرا / وَقُلتُ يا رَبِّ ما أَعطَيتَ ذا بَشَرا
لَم يَبقَ مِنّي مِن قَرني إِلى قَدَمي / شَيءٌ سِوى القَلبِ إِلّا هَنَّأَ البَصَرا
يا وَيحَ مَن لا يُبالي عَينَ مُبصِرِهِ / لا تَرى مَعَهُ شَمساً وَلا قَمَرا
لا كانَ أَحسَنَ مِمَّن قالَ مُلتَفِتاً
لا كانَ أَحسَنَ مِمَّن قالَ مُلتَفِتاً / وَقَد تَغَضَّبَ ما مَشّاكَ في أَثَري
كَأَنَّما كَلَّمَتني الشَمسُ ضاحِيَةً / إِذ قالَ ما قالَ لي أَو شِقَّةُ القَمَرِ
ظَبيٌ لَهُ مِن قُلوبِ الناسِ نابِتَةٌ / مِنَ المَوَدَّةِ تُجني أَطيَبَ الثَمَرِ
إِذا بَدا رَمَتِ الأَبصارُ جانِبَهُ / مَعاً فَلَم تَختَلِف عَينانِ في النَظَرِ
إِذا اِبتَهَلتُ سَأَلتُ اللَهَ رَحمَتَهُ
إِذا اِبتَهَلتُ سَأَلتُ اللَهَ رَحمَتَهُ / كَنَّيتُ عَنكَ وَما يَعدوكَ إِضماري
أَحبَبتُ مِن شِعرِ بَشّارٍ لِحُبِّكُمُ / مَيتاً شُغِفتُ بِهِ مِن شِعرِ بَشّارِ
يا رَحمَةَ اللَهِ حُلّي في مَنازِلِنا / وَجاوِرينا فَدَتكِ النَفسُ مِن جارِ
ما جِئتُ ذَنباً بِهِ اِستَوجَبتُ سَخطَكُمُ
ما جِئتُ ذَنباً بِهِ اِستَوجَبتُ سَخطَكُمُ / أَستَغفِرُ اللَهَ إِلّا شِدَّةُ النَظَرِ
يا أَهلَ بَغدادَ أَلقى ذا بِحَضرَتِكُم / فَكَيفَ لَو كُنتُ بَينَ التُركِ وَالخَزَرِ
سَحَّت عَلَيَّ سَماءُ الحُزنِ بَعدَكُمُ / وَأَحدَقَت بي بُحورُ الشَوقِ وَالفِكَرِ
قامَ الأَمينُ بِأَمرِ اللَهِ في البَشَرِ
قامَ الأَمينُ بِأَمرِ اللَهِ في البَشَرِ / وَاِستَقبَلَ المُلكَ في مُستَقبَلِ الثَمَرِ
فَالطَيرُ تُخبِرُنا وَالطَيرُ صادِقَةٌ / عَن طيبِ عَيشٍ وَعَن طولٍ مِنَ العُمُرِ
فَيَملِكُ الأَرضَ أَقصى ما تَعِدُّ يَدٌ / حَتّى يَدِبَّ كَليلَ الصَوتِ وَالنَظَرِ
قَد زَيَّنَ اللَهُ دُنيانا وَحَسَّنَها / بِاِبنِ الشَفيعِ إِلى الرَحمَنِ في المَطَرِ
وَاِزدادَتِ الأَرضُ لَمّا ساسَها سَعَةً / حَتّى تَضاعَفَ نورُ الشَمسِ وَالقَمَرِ
مَن يَزدَري الكَبشَ في الدُنيا وَيَحقِرُهُ
مَن يَزدَري الكَبشَ في الدُنيا وَيَحقِرُهُ / فَإِنَّهُ رَأسُ أَهلِ النارِ في النارِ
المَرءُ يَضعُفُ عَن إِسخاطِ صاحِبِهِ / وَالكَبشُ يَبلُغُ سُخطَ الخالِقِ الباري
تبادلَ المردُ بالأيورِ
تبادلَ المردُ بالأيورِ / وساحقت ربّةُ الخدورِ
مراكبُ البرّ باكتئابٍ / تشكو إلى صاحب البحورِ
وليس في المردِ من صغيرٍ / يرعى ذماماً ولا كبيرِ
لمّا اكتفى بعضهُم ببعضٍ / أعدَمني صدّهم سروري
يا آل لوطٍ خذلتموني / فما على المردِ من نصير
وذي احتيالٍ يدقّ فيهِ / وصفُ محبّيهِ بالضميرِ
أقبلَ نحوي بذي فتورٍ / يسبي بهِ الظبيَ ذا الفتورِ
قال أتيناكَ في بدالٍ / وليس ذو الجهل كالخبيرِ
كم فضلَ بيني وبين هذا / وفّقك اللَهُ من مشير
قلتُ له بعد طول حبسٍ / فضلُ خميس على عشير
قال فوثّق لنا برهنٍ / ونجعل الفضلَ للمُشيرِ
تنايَكا ثم قمتُ حتى / أخذتُ جُعلي من الكبيرِ
أستغفرُ اللَه هل يُرى لي / في الفتكِ والحبّ من نظيرِ
من كان يعجبه الأنثى ويعجبها
من كان يعجبه الأنثى ويعجبها / من الرجال فإنّي شفّني الذكَرُ
فوق الخماسيّ لمّا طرّ شاربُهُ / رخصُ البنانِ جلى من جلدهِ الشعرُ
لم يجفّ من كبَرٍ عمّا يُراد بهِ / من الأمور ولا أزرى به الصغَر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025