المجموع : 16
أَعطَتكَ رَيحانَها العُقارُ
أَعطَتكَ رَيحانَها العُقارُ / وَكانَ مِن لَيلِكَ اِنسِفارُ
فَاِنعَم بِها قَبلَ رائِعاتٍ / لا خَمرَ فيها وَلا خُمارُ
وَوَقِّرِ الكَأسَ عَن سَفيهٍ / فَإِنَّ آيِينَها الوِقارُ
تِخُيِّرَت وَالنُجومُ وَقفٌ / لَم يَتَمَكَّن بِها المَدارُ
فَلَم تَزَل تَأكُلُ اللَيالي / جُثمانَها ما بِها اِنتِصارُ
حَتّى إِذا ماتَ كُلُّ ذامٍ / وَخُلِّصَ السِرُّ وَالنَجارُ
عادَت إِلى جَوهَرٍ لَطيفٍ / عِيانُ مَوجودِهِ ضِمارُ
كَأَنَّ في كَأسِها سَراباً / تُخيلُهُ المَهمَهُ القِفارُ
كَأَنَّها ذاكَ حينَ تَزهى / لَو لَم يَشُب لَونَها اِصفِرارُ
لا يَنزِلُ اللَيلُ حَيثُ حَلَّت / فَلَيلُ شُرّابِها نَهارُ
حَتّى لَوِ اِستودِعَت سِراراً / لَم يَخفَ في ضَوإِها السِرارُ
ما أَسكَرَتني الشَمولُ لَكِن / مُديرُ طَرفٍ بِهِ اِحوِرارُ
لَمّا أَتَوني بِكَأسٍ مِن شَرابِهِمُ
لَمّا أَتَوني بِكَأسٍ مِن شَرابِهِمُ / يُدعى الطِلاءَ صَليباً غَيرَ خَوّارِ
أَظهَرتُ نُسكاً وَقُلتُ الخَمرُ أَشرَبُها / وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ الخَمرَ إِضماري
آلى زَعيمُهُمُ بِالنارِ قَد طُبِخَت / يُريدُ مِدحَتَها بِالشَينِ وَالعارِ
فَقُلتُ مَن ذا الَّذي بِالنارِ عَذَّبَها / لا خَفَّفَ اللَهُ عَنهُ كُربَةَ النارِ
لَو كانَ لي سَكَنٌ في الراحِ يُسعِدُني
لَو كانَ لي سَكَنٌ في الراحِ يُسعِدُني / لَمّا اِنتَظَرتُ بِشُربِ الراحِ إِفطارا
الراحُ شَيءٌ عَجيبٌ أَنتَ شارِبُها / فَاِشرَب وَإِن حَمَّلَتكَ الراحُ أَوزارا
يا مَن يَلومُ عَلى حَمراءَ صافِيَةٍ / صِر في الجِنانِ وَدَعني أَسكُنُ النارا
يا حَبَّذا مَجلِسٌ قَد كانَ يَجمَعُنا
يا حَبَّذا مَجلِسٌ قَد كانَ يَجمَعُنا / بِطيزَناباذَ في بُستانِ عَمّارِ
وَحَبَّذا أُمُّ عَمّارٍ وَرُؤيَتُها / خَمّارَةٌ أَصبَحَت أُمّاً لِخَمّارِ
تَعُلُّنا بِمُدامٍ قَد تَناوَلَها / رَيبُ الزَمانِ وَعَصرٌ بَعدَ إِعصارِ
أَنَّت زَماناً كَما أَنَّ المَريضُ وَما / تُشفى فَدافَعَ عَنها الخالِقُ الباري
فَلَم تَزَل حِقَبُ الأَيّامِ تُنقِصُها / حَتّى اِختَبا عُشرُها في دَنِّها الضاري
كَأَنَّما شَرِبَت مِن نَفسِها جُرَعاً / فَاِزدادَ مِن لَونِها في باطِنِ القارِ
لَم تَخطُ مِن خِدرِها شِبراً إِلى أَحَدٍ / وَلَم تَزَل بَينَ جَنّاتٍ وَأَنهارِ
بادِر شَبابَكَ قَبلَ الشَيبِ وَالعارِ
بادِر شَبابَكَ قَبلَ الشَيبِ وَالعارِ / وَحَثحِثِ الكَأسَ مِن بِكرٍ لِإِبكارِ
مِن قَهوَةٍ لَم تَزَل تَخفى وَيَحجُبُها / كِنُّ الحَرائِرِ عَصراً بَعدَ إِعصارِ
ظَلَّت مِنَ الدَهرِ أَزماناً مُخَدَّرَةً / يَصونُها كَنَفٌ مِن بَيتِ خَمّارِ
مِن قَعرِ جَوفٍ ذي ساقٍ بِلا قَدَمٍ / نيطَت بِدَنٍّ عَظيمِ البَطنِ هَدّارِ
مُمازِجُ الخَلقِ مِن زِفتٍ بِطانَتُهُ / وَالظَهرُ مِن فَوقِهِ بِنيانُ فَخّارِ
فيهِ مُدامٌ كَعَينِ الديكِ صافِيَةٌ / مِن مِسكِ دارينَ فيها نَفحَةُ الغارِ
يا رُبَّ لَيلٍ طَرَقنا بَيتَ صاحِبِها / بِفِتيَةٍ كَنُجومِ اللَيلِ أَحرارِ
فَقامَ مُستَنبِطاً لِلراحِ في ظُلَمٍ / يَسعى إِلى شَبَحٍ في كِنِّ أَستارِ
فَقالَ بَعضُهُمُ لَمّا رَأَوا عَجَباً / في الكَأسِ تَحتَ الدُجى مِن زِندِها الواري
شَمسُ النَهارِ وَماذا وَقتُ طَلعَتِها / وَقالَ بَعضُهُمُ ضَوءٌ مِنَ النارِ
حَتّى إِذا نَقَلَت كاساتِها خُرُدٌ / مِن بَينِ ذي قُرطُقٍ أَو ذاتِ زِنّارِ
جاءَت بِمُشرِقَةٍ تُهدى السَراةُ بِها / إِن ضَلَّ في ظُلمَةٍ عَن قَصدِهِ الساري
كَأَنَّها عِندَ مَسِّ الماءِ مِنجَزَعٍ / وَالماءُ يَجزَعُ مِنها شِبهَ فَرّارِ
في حَلبَةِ الحانِ جانٌ خَلفَهُ شُهُبٌ / مُبادِرٌ راعَهُ شَخصٌ بِإِنفارِ
وَالكَأسُ تُمسِكُها مِن أَن تُراعَ فَما / تَنفَكُّ فيها بِإِقبالٍ وَإِدبارِ
عَروسُ خِدرٍ مِنَ الياقوتِ نَشرَبُها / تُكِنُّ تَحتَ سَماها بَدرَ أَقمارِ
تَبدو لَنا عُطُلاً حَتّى إِذا مُزِجَت / حَلّى لَها المَزجُ سِمطَي دُرِّ قَسطارِ
كَأَنَّهُ بَرَدٌ في الطَوقِ مِنتَظِمٌ / في غَيرِ سِلكٍ وَلَم يوثَق بِمِسمارِ
وَخادِلٍ مِن جَواري الحَيِّ تُسعِدُها / أَصواتُ مُختَلِفٍ مِن وَقعِ أَوتارِ
مِن بَينِ بَمٍّ إِلى مَثنىً وَمَثلَثِهِ / وَما خَلى ذاكَ مِن أَصواتِ أَوتارِ
نيطَت إِلى بَدَنٍ كَالخَلقِ لَيسَ لَهُ / روحٌ وَلَكِنَّهُ مِن تَحتِ نَجّارِ
أَتاهُ في غَيضَةٍ فَاِختارَ جَيِّدَهُ / وَظَلَّ يَنحى لَهُ قَطعاً بِمِنشارِ
مُعَقرَبُ الرَأسِ كَالمِسراجِ صَنعَتُهُ / سِحرٌ وَما مَسَّهُ تَعقيدُ سَحّارِ
تَمَّت مَلاويهِ حَتّى خِلتَ خِلقَتَها / أَصابِعاً حُرِّكَت مِن مِفصَلِ جارِ
يَحكي صَداهُ مَجيدَ الصَوتِ إِذ نَطَقَت / مِنهُ اللُغاتُ عَلى طَبلٍ وَزَمّارِ
فَذاكَ قَبلَ نُزولِ الشَيبِ عادَتُنا / لَكِنَّنا نَرتَجي غُفرانَ غَفّارِ
إِن لا تَزوري فَإِنَّ الطَيفَ قَد زارا
إِن لا تَزوري فَإِنَّ الطَيفَ قَد زارا / وَقَد قَضَيتُ لُباناتٍ وَأَوطارا
قالَت لَقَد بَعُدَ المَسرى فَقُلتُ لَها / مَن عالَجَ الشَوقَ لا يَستَبعِدُ الدارا
قالَت كَذَبتَ عَلى طَيفي فَقُلتُ لَها / إِذَن فَعادَيتُ يا مَكنونُ خَمّارا
وَلا نَقَلتُ إِلى حانوتِهِ قَدَماً / وَلا نَبَذتُ إِلَيهِ النَقدَ فَاِختارا
وَلا رَأى شَفَةً مِنهُ عَلى شَفَتي / إِطباقَ عَينَيكِ بِالأَشفارِ أَشفارا
قالَت حَلَفتَ يَميناً لا كَفاءَ لَها / أَما تَخافُ وَعيدَ اللَهِ وَالنارا
لَولا الأَميرُ وَأَنَّ العُذرَ مَنقَصَةٌ
لَولا الأَميرُ وَأَنَّ العُذرَ مَنقَصَةٌ / وَالعارُ بِالعُذرِ عِندي أَقبَحُ العارِ
جاءَت بِخاتَمِها مِن عِندِ خَمّارٍ / روحٌ مِنَ الكَمِ في جِسمٍ مِنَ القارِ
فَالريحُ ريحُ ذَكِيِّ الأَذفَرِ الداري / وَالبَردُ بَردُ النَدى وَاللَونُ لِلنارِ
ما تَختَطي مَجلِساً مِمّا تَمُرُّ بِهِ / إِلّا تَلَوها بِأَسماعٍ وَأَبصارِ
وَالزِقُّ يَرميهُمُ عَمّا تَضَمَّنَهُ / رَمياً يُصيبُ بِهِ مِن غَيرِ أَوتارِ
حَتّى إِذا حازَها الحَيُّ الَّذي قَصَدوا / بِها إِلَيهِ فَحيزَت مِنهُ في دارِ
فاحَت بِرائِحَةٍ قالَ العَريفُ لَهُم / هَل في مَحَلَّتِنا دُكّانُ عَطّارِ
يا ذا الَّذي عَن جِنانٍ ظَلَّ يُخبِرُني
يا ذا الَّذي عَن جِنانٍ ظَلَّ يُخبِرُني / بِاللَهِ قُل وَأَعِد يا طَيِّبَ الخَبَرِ
قالَ اِشتَكَتكَ وَقالَت ما بُليتُ بِهِ / أَراهُ مِن حَيثُما أَقبَلتُ في أَثَري
وَيُعمِلُ الطَرفَ نَحوي إِن مَرَرتُ بِهِ / حَتّى لَيُخجِلُني مِن حِدَّةِ النَظَرِ
وَإِن وَقَفتُ لَهُ كَيما يُكَلِّمُني / في المَوضِعِ الخَلوِ لَم يَنطِق مِنَ الحَصَرِ
ما زالَ يَفعَلُ في هَذا وَيُدمِنُهُ / حَتّى لَقَد صارَ مِن هَمّي وَمِن وَطَري
قَنِعتُ إِذ نِلتُ مِن أَحبابِيَ النَظَرا
قَنِعتُ إِذ نِلتُ مِن أَحبابِيَ النَظَرا / وَقُلتُ يا رَبِّ ما أَعطَيتَ ذا بَشَرا
لَم يَبقَ مِنّي مِن قَرني إِلى قَدَمي / شَيءٌ سِوى القَلبِ إِلّا هَنَّأَ البَصَرا
يا وَيحَ مَن لا يُبالي عَينَ مُبصِرِهِ / لا تَرى مَعَهُ شَمساً وَلا قَمَرا
لا كانَ أَحسَنَ مِمَّن قالَ مُلتَفِتاً
لا كانَ أَحسَنَ مِمَّن قالَ مُلتَفِتاً / وَقَد تَغَضَّبَ ما مَشّاكَ في أَثَري
كَأَنَّما كَلَّمَتني الشَمسُ ضاحِيَةً / إِذ قالَ ما قالَ لي أَو شِقَّةُ القَمَرِ
ظَبيٌ لَهُ مِن قُلوبِ الناسِ نابِتَةٌ / مِنَ المَوَدَّةِ تُجني أَطيَبَ الثَمَرِ
إِذا بَدا رَمَتِ الأَبصارُ جانِبَهُ / مَعاً فَلَم تَختَلِف عَينانِ في النَظَرِ
إِذا اِبتَهَلتُ سَأَلتُ اللَهَ رَحمَتَهُ
إِذا اِبتَهَلتُ سَأَلتُ اللَهَ رَحمَتَهُ / كَنَّيتُ عَنكَ وَما يَعدوكَ إِضماري
أَحبَبتُ مِن شِعرِ بَشّارٍ لِحُبِّكُمُ / مَيتاً شُغِفتُ بِهِ مِن شِعرِ بَشّارِ
يا رَحمَةَ اللَهِ حُلّي في مَنازِلِنا / وَجاوِرينا فَدَتكِ النَفسُ مِن جارِ
ما جِئتُ ذَنباً بِهِ اِستَوجَبتُ سَخطَكُمُ
ما جِئتُ ذَنباً بِهِ اِستَوجَبتُ سَخطَكُمُ / أَستَغفِرُ اللَهَ إِلّا شِدَّةُ النَظَرِ
يا أَهلَ بَغدادَ أَلقى ذا بِحَضرَتِكُم / فَكَيفَ لَو كُنتُ بَينَ التُركِ وَالخَزَرِ
سَحَّت عَلَيَّ سَماءُ الحُزنِ بَعدَكُمُ / وَأَحدَقَت بي بُحورُ الشَوقِ وَالفِكَرِ
قامَ الأَمينُ بِأَمرِ اللَهِ في البَشَرِ
قامَ الأَمينُ بِأَمرِ اللَهِ في البَشَرِ / وَاِستَقبَلَ المُلكَ في مُستَقبَلِ الثَمَرِ
فَالطَيرُ تُخبِرُنا وَالطَيرُ صادِقَةٌ / عَن طيبِ عَيشٍ وَعَن طولٍ مِنَ العُمُرِ
فَيَملِكُ الأَرضَ أَقصى ما تَعِدُّ يَدٌ / حَتّى يَدِبَّ كَليلَ الصَوتِ وَالنَظَرِ
قَد زَيَّنَ اللَهُ دُنيانا وَحَسَّنَها / بِاِبنِ الشَفيعِ إِلى الرَحمَنِ في المَطَرِ
وَاِزدادَتِ الأَرضُ لَمّا ساسَها سَعَةً / حَتّى تَضاعَفَ نورُ الشَمسِ وَالقَمَرِ
مَن يَزدَري الكَبشَ في الدُنيا وَيَحقِرُهُ
مَن يَزدَري الكَبشَ في الدُنيا وَيَحقِرُهُ / فَإِنَّهُ رَأسُ أَهلِ النارِ في النارِ
المَرءُ يَضعُفُ عَن إِسخاطِ صاحِبِهِ / وَالكَبشُ يَبلُغُ سُخطَ الخالِقِ الباري
تبادلَ المردُ بالأيورِ
تبادلَ المردُ بالأيورِ / وساحقت ربّةُ الخدورِ
مراكبُ البرّ باكتئابٍ / تشكو إلى صاحب البحورِ
وليس في المردِ من صغيرٍ / يرعى ذماماً ولا كبيرِ
لمّا اكتفى بعضهُم ببعضٍ / أعدَمني صدّهم سروري
يا آل لوطٍ خذلتموني / فما على المردِ من نصير
وذي احتيالٍ يدقّ فيهِ / وصفُ محبّيهِ بالضميرِ
أقبلَ نحوي بذي فتورٍ / يسبي بهِ الظبيَ ذا الفتورِ
قال أتيناكَ في بدالٍ / وليس ذو الجهل كالخبيرِ
كم فضلَ بيني وبين هذا / وفّقك اللَهُ من مشير
قلتُ له بعد طول حبسٍ / فضلُ خميس على عشير
قال فوثّق لنا برهنٍ / ونجعل الفضلَ للمُشيرِ
تنايَكا ثم قمتُ حتى / أخذتُ جُعلي من الكبيرِ
أستغفرُ اللَه هل يُرى لي / في الفتكِ والحبّ من نظيرِ
من كان يعجبه الأنثى ويعجبها
من كان يعجبه الأنثى ويعجبها / من الرجال فإنّي شفّني الذكَرُ
فوق الخماسيّ لمّا طرّ شاربُهُ / رخصُ البنانِ جلى من جلدهِ الشعرُ
لم يجفّ من كبَرٍ عمّا يُراد بهِ / من الأمور ولا أزرى به الصغَر